الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروبة: والمستعربون؟! ...و... الاسلام: المتأسلمون!!؟؟ (الجزء الرابع)....... أخطاء وخطايا!!؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2021 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لقد كانت (الطائفية) واحدة من أدوات "حروب الجيل الرابع" لانهاك بلدان العالم الثالث والهيمنة عليها ـ ورغم معرفة الجميع في العراق يقينياً بالأمريكان الذين اشعلوا نيران الطائفية ـ بعد غزوهم للبلاد ، وما تفرع عنه من قتل وذبح ودمار وتمزقات سياسية واجتماعية وحتى دينية .....الخ وبروزها بشكل حاد في اغلب المجتمعات العربية والاسلامية .. لكن اللافت أكثر هذا هو بروزها عند البعض من القوى السياسية ككل ، وعند بعض المنتمين إلى القوى التقدمية اليسارية بالأخص ، ومنهم بعض العروبيين طبعاً.. وهي حالة:
o ((تدلل على مدى هشاشة الإيمان عند مثل هئولاء بعقائدهم التي يدعّون الايمان بها..
لكن في الحقيقة وموضوعياً (ودون مغالاة): أن هئولاء لا زالوا يعيشون في عصور [الدين والمذهب والطائفة والقبيلة] ولم يرتقوا إلى (فكرة الوطن والمواطنة بعد) ولم يدخلوا إلى العصور الحديثة أساساً)) (ج1)

وقد برزت هذه العناصر البشرية ذات الطابع القرسطوي في العصور الحديثة بمواصفاتها القديمة ، لكنها مموهة بأغلفة سياسية تبدوا حداثية !
ولهذا السبب تأتي عقليات واحكام هؤلاء ومواقفهم وتفسيراتهم للأحداث والوقائع ، متكئة دائماً على قواعد قرسطوية غير سياسية ، وتنطلق من خلطات لعقلية عجيبة: رأسها في بعض الأحيان يلامس القرن الواحد والعشرين ، لكن ذيلها يمتد إلى العصور الحجرية أو إلى القرون الوسطى في أفضل الاحوال!
ولهذا ترى مثل هئولاء الاشخاص في سلوكهم ومنطقهم ومواقفهم ، لا ينطلقون من منطلق سياسي علمي وعملي ، ولا من عقل سياسي واقعي يقدم الأهم على المهم مثلاً ، أو يقدم الأساسي على الفرعي ولا التناقض الرئيسي مع عدو تاريخي على التناقض الثانوي مع خصوم آخرين ـ ليسوا أعداء في حقيقتهم ـ ولا من منطق ومنطلق المصالح العليا للبلد والأمة والدولة ككل.. إنما في غالب الأحيان هم ينطلقون من منطلقات فئوية (دينية أو مذهبية وطائفية وقبلية.. تقسيمية في جوهرها) ضيقة تختبئ ـ دون علمهم ـ في عقلهم الباطن وتفرض عليهم طبيعة خطابهم التقسيمي ، فتقسيم المواطنين إلى فئات وليسوا كشعب واحد هو طبيعة تكوينهم العقلي ، لأنهم في الحقيقة لم يتجاوزوا بعد [مرحلة الأديان والطوائف والقبائل والمذاهب....الخ] التي كانت سائدة في القرون الوسطى!!
ولهذه الأسباب الموضوعية هم لا يمتلكون (بنية عقلية تحتية) ذات طابع فكري وسياسي عصري ، إنما خلطة عجيبة يختلط فيها السياسي بالقبلي بالديني بالمناطقي والجهوي.......الخ يتعاملون بها مع الاحداث والوقائع!
*****
واستكمالاً لبعض الكوارث الإنسانية والمبدأية التي تسببت بها هذه العقليات القرسطوية (عددنا بعضاً منها في ح(3 التي أصابت الكثيرين من مدعي العروبة وحاملي لوائها .. فقد ارتكب هؤلاء اخطاء وخطايا بحق أنفسهم وامتهم ومبادئهم التي يدعون الإيمان الايمان بها ، فكانت خطايا عديدة ولا تغتفر.... منها :

 الخطيئة الأولــــى: الوقوف ضد المقاومة العربية في فلسطين ولبنان على الأخص ، بذريعة أن هؤلاء المقاومين أذرع إيرانية ممتدة إلى هذه الاقطار العربية!
وعلى فرض أن هذا الكلام صحيحاً ، فيمكن التعامل مع هذه الحالة وفق قاعدة: "عدو عدوي صديقي" ما دام هؤلاء المقامون يضربون "إسرائيل" ـ عدو العرب الأول والأخير ـ وليس قطراً عربياً كما يصورونها ، إذا كانوا هئولاء المستعربون لا زالوا يعتبرون الكيان الصهيوني عدواً لهم!

لقد كانت هذه المقاومة العربية هي الجدار الأخير الذي تحتمي به الأمة ، بعد أن تداعت جميع جدران حمايتها الرسمية ، وقد استطاعت هذه المقاومة العربية من حماية الأمة فعلاً واصبح لبنان بفضلها أقوى دولة عربية ، بعد أن كان مستباحاً ـ تدخله "إسرائيل" كيف شاءت ومتى شاءت وأين شاءت ـ وقد اصبحت المقاومة قوة الردع العربية الحقيقية القائمة على أرض الواقع وتضرب "إسرائيل" بشكل يومي تقريباً ، وتفرض عليها "قواعد اشتباك جديدة" أوقفتها حقيقة عند حدها ، بعد أن تخلت جميع النظم والجيوش العربية عن وظيفتها !

 الخطيئة الثانيــــــــــة: وباسم العروبة اصطف هئولاء (المستعربون) مع "إسرائيل" وأميركا والاستعمار الغربي والرجعيات العربية برمتها ومعهم ستون دولة أخرى مع مخابراتها مجندين أنفسهم معهم لمحاربة سورية لا لشيء ، إلا لأن الأسد ـ كما يعتقدون ـ من (طائفة غير طائفتهم) ولاصطفافه مع إيران كما يدعون .. في حين أن أميركا والغربيون لا تهمهم (طائفة الأسد وطائفته) إنما يريدون تدمير سورية ومحوها من على خارطة الوجود لأجل (عيون اسرائيل) ، وليس لأن الأسد من طائفة أخرى ودكتاتور مستبد وغير ديمقراطي.........الخ هذه المعزوفة التي استولوا بها قلوب المخدوعين بهم!
فلقد اُعلنت هذه الحرب الكونية على سورية........ لأن سورية:
 هي البلد العربي الوحيد: من دول الطوق التي لم تعترف بـ "إسرائيل" ولم "تطبع" معها أو توقع معها اتفاقية استسلام ، كما فعلت دول الطوق الأخرى كمصر الساداتية والأردن الهاشمية مثلاً!
 ولأن سورية هي البلد العربي الوحيد: في العالم الذي لا زال يرفع علم الوحدة العربية وشعاراتها وآمالها التي لا زالت حية في قلوب العروبيين الحقيقين!
 ولأنها البلد العربي الوحيد: الذي وفر للمقاومة المقر والمستقر والتدريب والحماية ، وزودها بالسلاح والمال والدعم السياسي واللوجستي ، وحتى العسكري في بعض الأحيان!
 والأهم لأن سورية: هي البلد الوحيد في العالم الذي انتهج نهجاً خاصاً في ادارة اقتصاده ، جعل منه البلد الوحيد في العالم ـ قبل الحرب ـ الغير مدين لصندوق النقد أو البنك الدولي ولا لأي دولة أو جهة مالية أخرى في العالم.. ولأجل هذه الاستقلالية والتجربة الاقتصادية الفريدة يراد قتل وتدمير ومعاقبة سورية ونظامها السياسي واجتثاث تجربته الاقتصادية الفريدة هذه ، حتى لا ترى النور وتعمم في بلدان أخرى من العالم الثالث!
 ولأن سورية تمتلك: (مادة السيليكون) النادرة الموجودة بكثرة في سورية ، والتي كان بإمكانها أن تجعل من سورية أغنى بلد في العالم ، فكانت هذه المادة النادرة واحدة من اسباب الحرب ـ من بين اسباب كثيرة أخرى ـ على سورية للسيطرة على تلك المادة واسرارها واستغلالها بأنفسهم ....الخ!

رابط لمقال بعنوان: [سورية والسليكون والحرب الكونية] (عليها) يبين أهمية هذا المعدن النادر واستخداماته في مجالات الألكترونيات والتقنيات العالية فائدة الدقة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679346
*****
ومع وضع كل هذه الأسباب في الحساب :
فهل يعلم (المستعربون) مثلاً: أن المقصود بالحرب على سورية ليس نظام الأسد ولا حكومته ، إنما [الكيان السوري التاريخي والدولة السورية بكامل مقوماتها] هما المطلوبان ازالتهما من الوجود قبل نظام الأسد!
وهل يعلم (المستعربون): من الذي سيكون بديلاً لنظام الأسد؟؟
إن البديل الوحيد المرشح بديلاً لنظام الأسد ، سوف لن يكون غير هئولاء الارهابيون التكفيريون ، أو تفتيت سورية وتقسيمها إلى دويلات متحاربة ، ووضع أو ضم اجزاء مهمة منها إلى كل من تركيا و "إسرائيل" .. وإن تفتيت سورية سيكون أخطر من تفتت ليبيا بكثير ، وربما ستتفتت معه جميع بلدان الشرق الأوسط الهشة ، لأن سورية هي قلب المنطقة وخلاصة نسيج مجتمعاتها الاثنية والدينية!
*****
 الخطيئة الثالثة : انزلاق الكثيرون من مدعي العروبة هؤلاء ، إلى منزلق فكرة "العدو البديل"!
فقد استبدل هؤلاء عداوتهم لـ "إسرائيل" بـــعداوتهم لــ "إيـــــران" ، واعتبروها هي العدو التاريخي الوحيد للعرب ، واعتبار خطر "إسرائيل" أقل من خطر إيران بكثير!

وفكرة (العدو البديل) هذه ـ كما يعلم كثيرون ـ مصنوعة مخابراتياً ومجهزة سعودياً ، وقد حذر منها ومن الوقوع في شراكها ـ كما اسلفنا ـ الكاتب والمفكر العربي الكبير (محمد حسنين هيكل) وقبل اجتياحها للمنطقة العربية بسنين طويلة ،.. لكن مع الأسف الشديد فقد وقع الكثيرون في شراكها من العروبيين ، فاصبحوا بها ـ وبهذه الخطايا الثلاث وملحقاتها ـ هم (المستعربون) فعلاً بعد أن اختلطت عليهم قيم العروبة متلابسة بالطائفية وبالمذهبية والقبلية والإقليمية....الخ حسب منطقهم القرسطوي هذا ، حتى أن بعضهم لم يعد يذكر أو يتذكر أو يعتبر "إسرائيل" هي العدو التاريخي الحقيقي للعرب ، وليست إيران!
 وباسم العروبة: أخذ الكثير من هئولاء (المستعربين) يبررون عمليات "التطبيع" التي قامت بها دول وممالك ومشيخات عربية رجعية مع الكيان الصهيوني بقولهم: أن ذلك "التطبيع" حالة مؤقتة ستزول عند زوال الخطر الإيراني والبعض القليل منهم طأطأ رأسه خجلاً ، لأن لا زالت في داخله بعضاً (من عروبة الماضي) النقية!!
(يــــتــــبـــــع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي