الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الفارسي والهيمنة على الأراضي العربية

ازهر عبدالله طوالبه

2021 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إنَّ ‏اتّفاقكَ مع الأسَد، لا يُمكِن لهُ أن ينفي الحقيقة التي مفادها، أنَّ نظام الأسَد، قَد أصبحَ نظامًا فاقِدًا لشرعيّتهِ الدّوليّة، وأنَّه أصبحَ أُلعوبَةً بيدِ الدُّول التي تأخذهُ كجسرِ عُبور مِن أجلِ تحقيقِ مصالحها الدّوليّة، والتي تضمَن لها الدّور الفاعِل في النّظامِ العالميّ الجديد.

‏لذا، إيّاكَ والاغتِرار بكُلّ تلكَ الموجات الانفتاحيّة، التي تقدم عليها بعض الدُّول، التي كانَ لها الدّور الأبرَر في تدميرِ سوريّا، وإضّعافها، والعمَل الجاد على تقّسيمها. فما هذه الموجات إلّا عِبارة عن خطّة رُسِمت من قبلِ مُعسكرات، أجادَت أكل الجسد العربيّ مِن أكتافِه.

‏ولكي تفهمَ أكثَر كُلّ هذه الموجات الانفتاحيّة، فما عليكَ إلّا أن توجِّه نظركَ نحو الاقطار العربيّة، التي تتواجَد فيها إيران، بل تفّرض هيمنتها وتبّسِط نفوذها عليها، وبالتّحديد وجّه نظركَ نحو "بيروت" و " اليمن" .

فأمّا اليمن، فوجّه نظركَ هُناك، واقرأ، جيدًا، التحرُّكات الإيرانيّة، ‏ومدى تأثير هذه التحرُّكات على العلاقات السعوديّة-الايرانيّة، وكيفَ تلعَب السعوديّة ببعضِ الأنظِمة العربيّة، وتمرِّر لها رسائل، وتُعطيها الضّوء الأخضر لعودَة علاقاتها مَع النظام السوريّ، الذي باتَ دُمية بيدِ النظامِ الإيرانيّ، الذي يعيثُ بالبلادِ العربيّة فسادًا، ويصول ويجول بها.

‏أمّا بيروت، فيكفكَ مُراقَبة هوامير الفساد السياسيّ هُناك، الذينَ ينقسمونَ إلى نصفين، نصفٌ ينتَظر أمرًا يأتمِر بهِ من السعوديّة، لكي يلعب بأوراقه السياسيّة في المنطِقة، والآخر كذلك، لكنّه ينتَظر الأمر الإيراني.
وبيروت هي الأكثَر تأثيرًا على الأحداث في سوريا، ولها دور لا يُجهل.

‏نعَم، هُناك نظام عالمي جديد، يتشكَّل ؛ نظام طامِع بكُلّ المناطِق العربيّة لما فيها مِن خيرات وموارد، كما هو طامِع، أيضًا، بكُلّ الدّول الإسلاميّة، لمُحاربتها مِن حيثِ الفكِر الايديلوجيّ، وهذا النظام لا يتزحزَح قيدَ أُنملة عن مطامعه هذه، ‏ولكِن، مُقابِل هذا النّظام، هُناك تحرُّكات شَرق أوسطيّة، تشي بأنَّ هُناكَ نظام "شرق أوسطي" مُخيف جدًا، قائم على أساسينِ، وهُما "الصين" و "إيران"، في بدايةِ نشأته سياسيًا وليسَ اقتصاديًّا، وليس هُناك ما هو أدلّ على ذلكَ، مِن التقارُب المُعلَن بينهما- الصين وإيران-، خاصة بعد أحداث
‏أفغانستان.

سيرى البعِض أنَّني قد خلطتُ بينَ ما يحدُث على الأراضي السوريّة، وبينَ ما يحدُث على الأراضي اليمنيّة. لكن، هذا ليسَ خلطًا، وإنَّما هو محاولة لفهمِ كيفَ تعزِف إيران على كُلّ أوتارها في المنطقة، من خلال وجودها في كافة الأقطار العربيّة، وأنّها تُجيد العزف على وترها المشدود، ‏مِن حيث أقوى وجود لها في هذه الأقطار.

إذ أنَّ كُلّ ما يحدُث على الأراضي العربيّة، الآن، هو نتاج السياسات الإيرانيّة في المنطقة، واستغلالها لضُعف العقليّة السياسيّة عند الأنظِمة الحاكِمة، التي لا تخرُج مِن ورطة سياسيّة إلّا وقد سقطَت في أُخرى.
فإيران، هي صاحِبة تأثير كبير في رسمِ سياسات المنطقة، ولديها مِن المرونة السياسيّة ما لا تملكهُ العقليّة السياسيّة العربيّة، وتُجيد ضبط النَّفس، والوقوف على الشّعرِ السياسي المقصَّف. وهذا هو أكثَر ما سمح لها الدّخول في المنطقة العربيّة، بل التغوُّل بها، والعمل على فرض الهيمنة عليها.


زُبدَة القَول: ‏قذارَة النّظام الفارسي، هي ليسَت وليدة اليوم، وإنّما قذارة عاشَ العرَب على التصدّي لها، بل مُحاربتها مُنذ قرونٍ بعيدة . حيث أنّها كانَت قذارة تتركَّز بأطماعهِم بالسيطرةِ على كُلّ الدول العربيّة، تحتَ حُججٍ دينيّة واهنة، وهي أبّعَد ما أن تكون عن الدّين.

‏لكن، وللأسف، فبسببِ ما سمّيَ فيما بعد ب"محور المُقاومة"الذي يُقاوم إسرائيل، وكأنَّ العرَب عاجزونَ عن المقاومة لوحدهم، أصبحنا نرى بأنَّ هُناك قبولًا باحتلال الوطن العربيّ من قبل أبناء فارِس . إذ تمثَّلت بداية هذا القُبول، في بداية احتلال العِراق، والتّآمر على العراق من بعض الخونة.

‏ولذا، نرى اليوم كُل تلكَ الجرائم البشِعة، التي ترتَكبها إيران على الأراضي السوريّة، ونرى التّقتيل والتّنكيل بالشّعبِ السوريّ من قبلِ النظامِ الإيرانيّ المُجرِم، ولا يُقابلها أي مُحاولة تصدّي مِن قبل الأنظِمة العربيّة، التي تعتاش على دماءِ شعوبها المُراقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً