الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضامن الدولي لو تم نزع سلاح حزب الله

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 8 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


لنستعرض بعض ما يفيد هذا الموضوع:
- في العام 1982م كان الغزو الإسرائيلي للبنان الذي وصل عاصمته بيروت.
- في العام 1982م تأسس حزب الله بغاية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وقام بعمليات نوعية علنية لا يستطيع أحداً نفيها، ولأول مرة يُشاهد الناس عمليات مصورة شكّلت مدرسة للمقاومين في العالم.
- تأسس حزب الله بطريقة سرية ودقيقة وصلت حدا لم يتمكن أي مركز مخابراتي في العالم من معرفة أي شيء عنه، حتى أن العالم فوجئ بما قدمه هذا الحزب في حربه مع إسرائيل التي بدأت يوم 12تموز.
- خلال الحرب أرسلت أمريكا/وهي الدولة العظمى التي كان يجب أن تكون دولة كبيرة محايدة مُنصفة وحاضنة للسلم العالمي/ قنابل ذكية مع طيارين أمريكيين لمساعدة إسرائيل في حربها على حزب الله فاستخدمتها لقتل المدنيين اللبنانيين، وكانت المجازر التي رآها وتحدث العالم كله عنها.
- هناك نص واضح في قرار تشكيل المنظمة الدولية بما يتعلق بمهمة الأمم المتحدة من تدخل مباشر بين الدول المتحاربة فور بدء الحرب، ولم يتم الالتزام بهذا النص الدولي بما يتعلق بالحرب اللبنانية الإسرائيلية الأخيرة....لماذا؟!
- صدر القرارالأممي/1701/ بعد شهر على العدوان الإسرائيلي مخالفا بذلك النص الأممي ،هذا القرار الذي ضاع بين نزع سلاح حزب الله، وبين إبعاده إلى شمال الليطاني.
دوافع تشكل إسرائيل:
- العقيدة اليهودية التلمودية التي تعتبر فلسطين أرض الميعاد.
- المشروع السياسي الصهيوني الذي تأسس على قواعد بروتوكولات حكماء صهيون.
- اعتماد النصوص التلمودية التي تحض على القتل والتدمير والاغتصاب للأغيار،وهذا يؤكد أن العدوان هو بنية الكيان الصهيوني، وليس كما يدّعي جورج بوش أن اسرائيل تُدافع عن نفسها،إذ أن الدفاع لم يحدث بتاريخ صراعها في المنطقة بل كل ماحدث كان مجازر مُتكررة منذ لحظة وجودها الأولى وقبل ذلك بكثير.
من خلال هذا الاستعراض يتضح لنا أن هناك كيان قائم على العدوان والتدمير مدعوما من القوى العظمى،وهناك مقاومة لهذا العدوان الذي لا يتوقف كونه مرتبط بعقيدة التبرير له،إذاً هناك تناقضا يصعب حلّه بين قاتل مُدمن على ثقافة القتل، وبين مُدافع عن نفسه من القتل المُحتّم.
نعود لموضوعنا بما يتعلق بنزع سلاح حزب الله:
ضمن المعادلة العسكرية والثقافية القائمة حاليا لا يوجد ضامن أيا كان لرد العدوان عن لبنان غير قوة الردع التي حققها حزب الله،وعلى ذلك فإن المنظمة الدولية المُسيطر عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لاتُشكّل ضامنا للبنان من أي عدوان طالما أنها لم تتمكن من إدانة إسرائيل بقتل جنودها على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة،وطالما أن أمريكا على استعداد لدعم الكيان الصهيوني بكل حروبها في المنطقة،وطالما أن البريطانيين والفرنسيين والطليان لم يتمكنوا من فرض أي شيء يمكن أن يخدم شعوب المنطقة خارج نطاق خدمة إسرائيل،يبقى أمام لبنان خيار واحد هو الردع اللبناني لإسرائيل في حال قامت بعدوان، وهذا لا يستطيع الجيش اللبناني تحقيقه مع احترامي الشديد لهذا الجيش،فيفرض الأمر الواقع وضرورة الدفاع أن يبقى حزب الله هو القوة الضاربة لهذا الردع،هذه القوة التي صارت إسرائيل تحسب لها حسابا دقيقاً كونها القوة الوحيدة التي أذلتها، وفرضت عليها خسائر بشرية كبيرة وماديةبلغت 5.7 مليار دولار لم تشهدها منذ نشوئها،ويلاحظ في هذا المجال امتناع إسرائيل عن ضرب بيروت بعد تهديد نصر الله بضرب تل أبيب في حال إقدامها على قصف عاصمة لبنان خشية من رد مؤكد وثقت أنه قادم لامحاله.
نزع سلاح حزب الله مشروع إسرائيلي وأمريكي أولاً وأخيراً كونه يُهدد أمن إسرائيل بدفاعه عن أرضه وعرضه وكرامة وطنه ومواطنيه،وإن كان هناك من يؤيد هذا المشروع في الساحتين اللبنانية والعربية أقول ودون تخوين لأحد أن هؤلاء يمكن أن يكونوا نتاج ثقافة الهزيمة الراسخة في السطح والقاع السياسي والاجتماعي.
تصورات عن حل هذه الأزمة:
بتقديري أن الحل سيكون بأحد طريقين:
- إما حلاًّ تكتيكيا أي حل مشكلة الصراع اللبناني الإسرائيلي، وذلك بإعادة مزارع شبعا والأسرى اللبنانيين وحل المسائل العالقة لهذا الصراع، وهذه نصيحة قدمها نصر الله لإسرائيل حين كان يتم التفاوض غير المباشر بينهما لحل كل هذه المشاكل، لكن إسرائيل لم توافق وتركت سمير القنطار كورقة قوية تلعب بها لأسباب غطرستها، فكانت النتيجة مقتل عدد كبير من الجنود الاسرائيليين+/5.7مليار دولار/ .
- أو حلاًّ استراتيجيا وهو حل مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي من جذوره،أي حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة دولتهم دون وصاية من إسرائيل أو تدخل،وإعادة الأراضي العربية المحتلة،هذا إن كانت إسرائيل تنوي إحلال السلام في المنطقة، وإلاّ ستشهد المنطقة عنفا باعتقادي سيكون أشد وأكثر سرية من حزب الله، حيث صار هذا الحزب مدرسة لهذا التيار الرافض للاحتلال، ولاندري كيف ستكون التشكيلات المقاومة القادمة طالما هناك احتلال.
أعتقد أنه لن يستطيع أحد مهما بلغ من قوة أن ينزع سلاح حزب الله، لأن طريقة تشكيله يصعب معرفتها، وقد قامت على مشروع الدفاع عن لبنان وتحرير أراضيه وإعادة أسراه،ولم يشهد تاريخ هذا الحزب توجيه بندقيته نحو الداخل اللبناني، بل نحو العدو الإسرائيلي فقط ،ولايمكن اختراق صفوفه بل اخترق هو صفوف ومؤسسات العدو،ويمكن أن يكون الحل باندماج حزب الله كقوة خاصة في الجيش اللبناني مهمتها الدفاع عن الوطن، لكن ضمن الاتفاق على المحافظة على خصوصية هذه القوة من حيث سريتها وتسليحها، وهذا بحد ذاته لمصلحة لبنان طالما أن العدوان يُشكّل ثقافة إسرائيل وهو الثابت في هذا الصراع.
على إسرائيل أن تدرك أن عناصر الصراع في المنطقة تغيرت فعلاً، لكنها إن لم تُدرك ذلك وتصرفت بغباء كالذي مارسته حكومة أو لمرت، ستكون خسائرها كبيرة جدا على الصعيدين البشري والمادي في المستقبل، فالشروط الموضوعية اليوم لمصلحة العرب في هذا الصراع مهما كان الدعم الغربي لها، إذ أن قوة شعبية في المنطقة انطلقت دون أية إمكانية لإيقافها من جهة رسمية أو خارجية، وسترى إسرائيل ومن يقف إلى جانبها أن المستقبل لمصلحة الشعوب المقهورة في المنطقة بإسلامييهم ومسيحييهم وعربهم وكردهم وبربر هم وجنجويدهم ويسارييهم ويمينييهم.
إن الانزال الذي حدث بعد كتابة هذه المقالة يؤكد أننا نتصارع مع عقل ديني شكّل بنية عدوانية لامجال لتغييرها، وهو ماسيدفع باتجاه جعل الجيش اللبناني رهينة بيد اسرائيل في حال نشبت حرب جديدة كل معطياتها متوفرة من الجانب الاسرائيلي، وهذا مايجب الحذر منه، فيكون الجيش اللبناني إما رهينة أو ضحية، وذلك كونه لايملك إمكانية الدفاع الحقيقية في حال هوجم، فتقع فتنة داخلية بين من يطلب نزع سلاح حزب الله، وبين من يُدرك ضرورة وجود هذا الحزب القادر على القيام بالدفاع الفعلي عن الوطن والمواطن،وعن السيادة والكرامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو