الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو مازن والطرق المسدودة

محمود جديد

2021 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


محمود عباس ( أبو مازن ) والطرق المسدودة
====================================
تعرّض الكثير من الكتاب الفلسطينيين خاصة ، والعرب والأجانب عامّة ، لخطاب أبو مازن أمام جمعية الأمم المتحدة ، ولا حظوا خيبة الأمل المريرة بين كلماته ، وخياراته التي يهدّد بها الكيان الصهيوني ، والرباعية الدولية ، وجدّد تهديداته مؤخّراً أثناء استقباله فعّاليات من محافظتي الخليل ، وبيت لحم ، حيث قال :
"إنّ رفض إسرائيل لحل الدولتين يفرض علينا الذهاب إلى خيارات أخرى كالعودة للمطالبة بقرار التقسيم للعام 1947، أو الذهاب إلى الدولة الديمقراطية الواحدة على أرض فلسطين التاريخية التي تتحقق فيها الحقوق السياسية والمدنية الكاملة للفلسطينيين على أرض فلسطين التاريخية، وليس الدولة الواحدة التي تقوم على تأييد الاحتلال وفرض نظام (الأبارتهايد) والفصل العنصري".
ومن تهديداته المضحكة المبكية هو إنذاره الموجّه للرباعية المحدّد زمنياً بعام واحد ، في حال عدم التوصّل لتنفيذ خيار حل الدولتين ، باللجوء إلى محكمة العدل الدولية ، التي تحتاج إلى سنوات لتصدر أحكامها ، وخلال هذه المدة الطويلة سيلتهم العدوّ بمستوطناته ما تبقّى من أراضي الضفة الغربية ، ويهدّم آلاف المساكن الفلسطينية ، ويشرّد أصحابها ، ويزجّ الآلاف من المناضلين الفلسطينية في السجون الإسرائيلية، ويغتال الكثيرين منهم ، وقد لا يبقى هو على قيد الحياة بعد أن بلغ من العمر عتيّاً .
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق ، هل ماطرحه بعد أن وصل إلى طرق مسدودة ، يأتي في سياق التكتيك السياسي للضغط على الكيان الصهيوني وحماته ، وداعميه ؟ وهنا ، هل يجوز له أن يستخدم خيارات استراتيجية كورقة تكتيكية في البازار السياسي الدولي ، وهل تصلح مثل هذه الورقة من مفلس سياسي ، بعد أن تخلّى رسميّاً عن خيار الكفاح المسلّح المشروع ، وجهاراً نهاراً ، منذ توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم 1993 ، واستعماله المفرط لهذه الورقة عندما هدّد سابقاً ، ومراراً باللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية ، وبالتراجع عن التنسيق الأمني البغيض مع الأجهزة الأمنية والأمريكية ، ونكوصه عن مقررات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي انعقد في بيروت ، ولمخرجات لقاءات الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، ولتراجعه عن إجراء الانتخابات الفلسطينية ( تشريعية ، ورئاسية ، ومجلس وطني فلسطيني ) ، وتطوير وتوسيع منظمة التحرير الفلسطينية التي صادر صلاحياتها ، وحصرها بشخصه ، مستخدماً المال الفلسطيني في شراء الشخصيات السياسية ، وابتزاز فصائل منظمة التحرير ، وكم أفواه بعض قادتها .
أمّا إذا كانت خياراته الجديدة صحوة ضمير ، وتصحيح مسار خاطئ ، وهذا مانتمنّاه ، ففي هذه الحالة يجب تصويبها بصورة جماعية ، وأن تستتبع هذه التهديدات خطوات عملية تصبّ في المجرى النضالي الفلسطيني ،ترتكز على تجسيد وحدة وطنية فلسطينية كفاحية ، تستند على الميثاق الوطني الفلسطيني المعتدى عليه من خيارات خاطئة سابقة ، وعندئذ سيهتمّ الكيان الصهيوني، والعالم كلّه بتهديداته ، ويحسبون لها ألف حساب ، فما من محتل أرض غيره ظلماً ، وعنوة يخشى من الضعفاء ، ولا هذا النظام العالمي الجائر يمكن أن يستمع، ويستجيب للمنزوعة أنيابهم، وعبر ودروس التاريخ مليئة بالشواهد، والبراهين .
في : 4 / 9 / 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم