الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلتكن نقابة للصحفيين

محمد منير

2006 / 8 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


المتأمل فى حال نقابة الصحفيين فى مصر ، لابد وأن يكتشف العديد من الامور والمتغيرات التى اثرت على الصحفيين ومصالحهم واداءهم المهنى فى الآونة الاخيرة ،فقد اصبح من الواضح انعكاس الانتماء الايدولوجى السياسى على التمثيل النقابى بشكل مبالغ فيه .
والحقيقة اننى لا اتفق فى الرأى مع الزملاء الذين يفصلون فصلاً قطعياً بين الانتماء السياسى والصحافة فكلاهما تعبير عن حال الامة والارتباط بينهم وثيق ومهم ، ولكن ربما تكون ملاحظتى الرئيسية على ما يحدث فى نقابة الصحفيين لايدور حول العلاقة بين السياسة والعمل النقابى وانما فى الشكل الذى اتخذته هذه العلاقة فالايدلوجيين النقابيين فى مجلس نقابة الصحفيين لم يضعوا هذه العلاقة فى شكلها الطبيعى.. بمعنى ان افكارهم وانتمائاتهم السياسية لم تصبح منهجاً ورؤية تدعم اداءهم النقابى وتزيد من عطاءهم فى هذا الاطار ، ولكن ماحدث أن تحولت النقابة الى ساحة للهيمنة السياسية وبدلاً من أن تصبح الايدولوجيات دافعاً للعطاء النقابى اصبحت النقابة وسيلة لاستعراض العضلات السياسية وهو كما ذكرت فى مقال سابق انما يعكس حالة من الخلل فى المجتمعين النقابى والسياسى والذى خرج كلاهما عن ارض ملعبه بدافع من ازمة ما .
وشتان الفارق بين الوضعين فالاول تكون السياسة والايدولوجية فيه منهجاً يتحصن به النقابى ويزيد من عطاءه لنقابته ، والثانى والذى يستخدم النقابة كساحة لتأكيد الهيمنة السياسية يحول الاداء النقابى الى نوع من المؤامرة لتأكيد هذه الهيمنة ويتحول اعضاء النقابة الى اصوات مستهدفة بأى وسيلة ولو غير شرعية لاستمرار الهيمنة السياسية على مجلس النقابة .
والعدل الوحيد فى هذا الوضع المختل فى نقابة الصحفيين ان المسبب له لا تحتكره ايدولوجية واحدة أو فكر سياسى واحد فلا الاخوان وحدهم هم سبب هذه الازمة ولا الشيوعيين ولا الناصريين ولا غيرهم وانما هم مجتمعون وكأنهم لم يجدوا ما يتوحدوا عليه إلا طريق الغزو الايدولوجى للنقابة .
واعود وأوكد اننى لست من الذين يفصلون بين العمل السياسى والصحافة والنقابية وانما الفرق كبير بين أن تكون النقابة بوتقة كبيرة تستوعب كل الايدولوجيات والافكار وتحميها ، وأن تكون مجرد تحالف ايدولوجى يستوعب داخله النقابية ومصالح الصحفيين ويتحول الصحفيين بمصالحهم ومصائرهم الى ادوات يؤكد بها اصحاب هذه الايدولوجيات وجودهم فى الساحات النقابية كبديل عن وجودهم بين جمهورهم الطبيعى فى الشارع ، وهو ما يؤدى الى تحول النقابة الى وسيلة ضغط سياسى تستخدمها هذه الجماعات عوضاً عن فشلهم الجماهيرى بدلاً من أن تكون مظلة حماية مهنية للصحفيين بكل اتجاهاتهم ، والنتيجة كما ترويها الاحداث خلال العام الماضى هى تشريد مئات من الصحفيين سواء بالفصل أو بغلق صحفهم بعد أن فشلت المظلة النقابية فى حمايتهم خوفاً من كسر حالة المواءمة النقابية والسياسية وهى الحالة التى تمثل السمة الرئيسة للمجلس الحالى ، بصرف النظر عن المناسبات السينمائية التى حاول فيها بعض اعضاء المجلس ابراز انفسهم فيها كأبطال بكلمات او صريخ اجوف امام الفضائيات ، أو بالتطهر بجلد النفس امام الجمعية العمومية حتى ان احدهم وصف المجلس الذى ينتمى اليه بالمزبلة .
والدليل على ما ذكرته هو حالة التلائم والتوازن التى يعيشها المجلس الحالى على حساب المصالح المهنية فهو لايستطيع أن يواجه بحدة وصراحة المخالفين للقواعد المهنية والمنتهكين لحقوق الصحفيين وخاصة وإن كانوا من اصحاب الافكار السياسية أو ادعياءها خوفاً من خسارتهم كجماعة ضغط نقابى، وفى نفس الوقت كان لابد لهم من مراعاة الغالبية العظمى من جمهور الصحفيين والذين هم من وجهة نظر اعضاء المجلس مجرد اصوات اكثر منهم زملاء ، ومن جهة اخرى فهم ايضاً لم يستطيعوا اتخاذ موقف حاسم من الحكومة تجاه المصالح المالية والحقوق المهنية للصحفيين لارتباطهم بالعديد من المصالح والتسهيلات غير الحقوقية معها، هذا التخبط فى اداء المجلس الحالى انما هو انعكاس لسياسة الرقص على السلالم التى اتبعها معظم اعضاء المجلس وحالة المزج الغير منظم بين السياسة والنقابة والتى لم تؤد إلا الى مسخ الافكار السياسية وانهيار المصالح النقابية .
هذا الوضع ادى الى افراز سلوك وادوات ومناهج متردية يؤكد وجودها العديد من الوقائع داخل مبنى النقابة وهى نفس الوقائع التى تكررت منذ اكثر من عشر سنوات فى نقابة المهندسين وادت الى انهيارها ،اما الحديث عن هذه الوقائع وعن كيفية الخروج من هذه الازمة فسيكون لى معهما مقال آخر إن شاء الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد