الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل ما تملكهُ هو معطفاً أخضر لا غير

جوزفين كوركيس البوتاني

2021 / 10 / 6
الادب والفن


صاحبة معطف الاخضر



سماء ها مكفهرة
هذه المراة المفكرة
متدثرة بمعطفها الاخضر
تسير بالقرب من مسكن خليلها
الذي كان يوما كل عالمها وعندما اتسعت الرقعة غادرته الى الابد وهي غير نادمة
لم تكن مجبرة ولا مرغمة ان تتحمل غروره مرت بمحاذات ذلك القصر حتى لم تلتفت اليه ولو من باب الذكرى التي تربطها به
اومن اجل ايام الخوالي كما يقولون
انها لم تعد تهتم بماضيها فلم يعد ملكها انه بات الان ملك للتاريخ وله
. تحاول ان تصقله ليبدو يستحق الذكر ولكن عبثاً
تصقلها كما تصقل الحكومات تأريخ بلدانهم حسب
كي رغم الاكاذيب يبدون كأهلها الاصليون حتى اذا اضطروا الى محو ما تبقى من الاصليون طالما هم الاغلبية والاقوى فهم اصحاب التاريخ يصقلون الامس القريب حسب أذواقهم واهواءهم ومصالحهم الثقلية ..
تسير بتؤدة وهي تراقب المارة بعينيها المنكسرتين متتجنبةً المتسكعين والفضولين المتزلفون
تخاف المارة كقطة الشارع منذ ان اكتشفت هي اصدق ممن اتعبتهم اهواءهم والغت الشهوات براءتهم ..
يتناهى الى سمعها صوت سعال ناعم عبر نافذة القصر المطلة على الشارع العام
قالت في نفسها .
لعله صوت سعال خليلته الجديدة إلتفتت كي تتأكد من حدسها وكي ترميها بنظرة انتصارولكنها نسيت كل شيء حتى وجه خليلها لم تعد تتذكره فهي بعيدة عن التملك وحب السيطرة..
فهي الان حرة ولم يعد ذلك العالم ينفعها بشيء لقد خلفت كل تلك التناقضات خلفها وصلت الى ما تريده وما لا يريده هو
وما تريده ما لا يرريده احداً
فكل ما تحلم به في هذه اللحظة هو السير تحت المطر وشم رائحة الزهور التي تتوسط الحدائق العامة انها تمطر بهدوء
والتحملق في والوجوه الغريبة التي ملئت المدينة وقراءة ما يجول في اذهانهم قراءة افكار لغرباء يعتقدون انهم قادرون على اخفاء ما يجول بخاطرهم واخفاء ما يخططيون له في سبيل تحقيق احلام مدفونة و بإشياء تراها سطحية ولا تستحق ذلك الجهد لتتعبهم الى هذا الحد. لان البلد الذي كان محاطاً بحزام الامان قطع بسكين الطمع
وحلم الإستلاء كل على ما يريد تحقق من تلقاء نفسه.
والعيون الشهوانية التي لا هم لها سوى صيد الضحايا والنيل ممن اضعف منهم ومن ضنهم هي الكل يعتقدها تليق به وحدهُكلِ يريدها بطريقته الخاصة كل يؤكد لغروره المطعم بالخوف هي
من صميم خصوصياته



هم لهم عالمهم الخاص بهم ويعشقون التكتم والسرية التامة وهي تتأسف لهم وتسأل نفسها هل هي ايضا عاشت فترة من الزمن مثلهم ام ان صراحتها كانت متعبة لها وللمحيطين بها هل وجهها مثل وجوههم ام بعد تحررها تغيرت بات وجوهها ناصعا مصقولاً وان ما يعكس على وجهها هو الفراغ الذي تعيشه الان وأكيد لا احد يرضى بها لقد غيرها الوجود فمنذ ان اكتشفت جماله اقتحم الصدق قلبها و زرعت الفرحة في داخلها فهي الان سعيدة بوجودها حرة ولها معطف اخضر
هذه التي كانت يوما خليلة لرجل كل ضنه انه محورالكون وجرفه حب الغرور بعيداً عن الحقيقة حتى اصيب بالجنون
الخلاصة هناك امرأتان لا اكثر في هذا الجو العصف
امرأةتسير تحت المطر
وامرأةغافيا فوق كرسيهالهزاز
والسما ء مكفهرة انها تمطر بغزارة فوق راسهاوهي تستنشق الهواء الطلق
دون ان تأسف على التي تركتها تهز نفسها بكسل على كرسها الهزاز فهي اسعد امرأة في هذه اللحظة طالما تملك معطفاً اخضرا ونفسها التعبة والطرقات كلها لها...!
وللقصة بقية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان