الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف سيتعامل الماركسيون مع هذه القضايا (٣)

محمود يوسف بكير

2021 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بينا في الجزء الأول والثاني من هذا المقال ‏كيف أن الماركسية تعاني من فائض كبير في التنظير وعجز أكبر في وجود أي أبحاث في كيفية تطبيقها في العالم المعاصر، وبينا كيف أن المروجين لها غير مستعدين لتطبيقها على أنفسهم ،كما عرضنا لبعض معضلات التطبيق العملية والمنطقية و تحدثنا عن أهم ملامح النظام الاقتصادي العالمي القائم الآن والتحديات الكبيرة التي ‏يواجهها وتبعات هذا على العالم بشكل عام و الفكر الاقتصادي الماركسي بشكل خاص نتيجة للتقلص المتواصل في نسبة مساهمة عنصر العمل في خلق القيمة الاقتصادية في العملية الإنتاجية والسبب في هذا التقدم التكنولوجي الهائل في مدخلات الصناعة وعمليات إحلال الميكنة المتزايدة مكان الانسان.
وفي ‏هذا الجزء سوف نعرض لأهم أوجه التطور والمراجعات التي تتم في علم الاقتصاد من أجل زيادة كفاءة أدواته المالية والنقدية وجعلها مرنة وقادرة على الاستجابة بشكل فاعل في مواجهة التحديات الاقتصادية الجديدة والتي تتغير بشكل مستمر نتيجة التطورات العلمية والتكنولوجية وتغير أنماط الاستهلاك والإنتاج. والأهم من كل هذا ما يشهده كوكبنا حاليا من تغيرات مناخيه وبيئة ‏سلبية بفعل السلوك الإنساني المستهتر وغير ألعقلاني واستمرار تجاهل الواقع المؤلم والخطير الذي آلت إليه أحوال الأرض. وسوف نحاول أن نعرض لهذه التطورات بشكل مختصر قدر الإمكان وفي نقاط محددة وأرجو أن يهتم القارئ بالفقرات رقم 1 و2 بشكل خاص والتي تتحدث عن التوازن الجديد لجانبي العرض والطلب والقياس الجديد لمعيار النجاح الاقتصادي لفهم خلاصة الموضوع:
أولا ، بالرغم من أن الاقتصاد الرأسمالي أدى على مدار الخمسين عاما الماضية على الأقل إلى تحسن كبير في مستويات المعيشة وانخفاض معدلات الفقر وارتفاع متوسط الأعمار نتيجة تقدم خدمات الرعاية الصحية وصناعة الدواء وتقدم العلوم و الاختراعات إلا أن علم الاقتصاد لم ينتبه كثيرا إلى حقيقة أن التكلفة غير المباشرة لهذا التقدم كانت فادحة وكارثية على الطبيعة ‏وكل مكوناتها مثل الانهار والبحار والمحيطات والغلاف الجوي، وحتى قشرة الأرض التي لم تنجو من عمليات التنقيب المبالغ فيه عن كل شيء في باطن الأرض مثل البترول والفحم والغاز الطبيعي والمعادن بكل أنواعها، ‏وحتى مملكة الحيوان تتعرض الآن فصائل عديدة منها للانقراض نتيجة التلوث والتضيق عليها من جانب البشر والمبالغة في استهلاكها. وباختصار شديد فإن التلوث أصاب كل شيء خاصة بسبب الوقود الأحفوري المستخدم في الملايين من وسائل النقل والمواصلات المنتشرة على الأرض وفي السماء وفي البحار والأنهار والمحيطات وهو التلوث الذي أدى إلى زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجة حرارة ‏الأرض والإخلال بنظام التوازن البيئي لها حتى أصبح على شفى الانهيار والذي ظهرت ملامحه بالفعل في القطب الشمالي حيث بدأت الكثير من جبال الجليد في الذوبان بمعدلات سريعة.
ثانيًا ، هذه التطورات السلبية أدت إلى توجه فكري حديث في علم الاقتصاد زاد زخمه بدعم لم يكن متوقعا من جائحة الكورونا خلال العامين الماضيين وهو يتمثل في أهمية إدراك وأخذ عنصر الطبيعة في حساباتنا الاقتصادية لأول مرة في تاريخ الفكر الاقتصادي. ومن خلال النقاشات الجارية في الأوساط الأكاديمية حاليا يمكن حصر ثلاثة إتجاهات هامة هي:
١‏محاولة تطوير نظرية العرض والطلب لتحقيق التوازن الاقتصادي الأمثل عند التعامل مع الطبيعة بشكل أفضل مما هو حاصل الآن، بمعنى أن نحرص أن يكون طلبنا على الموارد الطبيعية يتسم بالعقلانية وفي حدود إمكانياتها ودون استنزاف لهذه الموارد لضمان استمراريتها لأجيال المستقبل. وكذلك هناك تحرك من جانب الأمم المتحدة مدعوم من الولايات المتحدة والصين للتوقف ‏عن الاستمرار في استهلاك بعض الثروات الطبيعية متل الفحم والبلاستيك بسبب ما يسببانه من أضرار بيئية فادحة وكذلك على صحة الانسان. وقد ثبت أن انخفاض استهلاك هذه المواد خلال مرحلة الاغلاق التي تمت خلال عام ٢٠٢٠ كانت ذات آثار جيدة على الطبيعة وهو ما سمح لها باسترجاع بعض عافيتها. والتوازن الجديد الذي نتحدث عنه يتطلب أن يخضع كل من جانبي الطلب والعرض لتغيرات جوهرية في انماط الإنتاج والاستهلاك، ويمكن أن يتحقق هذا من خلال تغيير نمط التوازن المعتاد الذي يتحقق بين الطلب والعرض على السلع التقليدية والذي يتحدد فيه السعر لاحقا وفقا للنظرية الاقتصادية بعد اتفاق العارضين مع الطالبين. ما نتكلم عنه هنا هو نوع جديد من التوازن الذي يتحدد فيه السعر مسبقا بالنسبة للموارد الطبيعة النادرة وتلك الضارة بالبيئة عند مستوى يحد من الطلب غير الضروري أو المبالغ فيه بما يحافظ على البيئة وصحة الانسان ومملكة الحيوان، ويمكننا كاقتصاديين أن نضع السياسات التسعيرية والضريبية الملائمة لتحقيق هذا الهدف بفرض نقطة التوازن المرغوب فيها اقتصاديا.
وبالإضافة إلى هذا يمكن وضع معايير جديدة للحجم الذي يمكن استهلاكه وما يمكن إعادة استخدامه وما يمكن إعادة تدويره وما يمكن إخضاعه لنظام الحصص وهذا كله ممكن اقتصاديا. ‏ونقول هذا بثقة عالية لانه ثبت لدينا في الاقتصاد الرياضي أن نظام التسعير يمكن أن يحقق نقطة التوازن الاقتصادي المطلوبة بدلا من التوازن المالي المعتاد.
٢‏إعادة النظر في معايير النجاح الاقتصادي ومن خلال استخدام الحسابات الخاصة بهذه المعاييرعلى المدى الطويل وليس القصير كما هو حاصل حاليا خاصة فيما يتعلق بالموارد الطبيعية، وهناك توجه قوي الآن نحو استخدام معيار جديد يسمى Gross Ecosystem Product طويل المدى بدلا من الناتج القومي الإجمالي GDP قصير المدى، الأول يقيس حالة الموارد الطبيعية بشكل مستمر ‏خلال العملية الإنتاجية عكس الثاني الذي لا يهتم سوى بقياس الإنتاج في فترة معينة وفي لحظة محددة ودون اعتبار لآثاره على الموارد الطبيعية على المدى الطويل. ولعلي أضرب مثلا واضحا على هذا وهو ما ألاحظه دائما من أن معظم عمليات التنقيب عن البترول والمعادن تجري بشكل أساسي في الدول الإفريقية والعربية واللاتينية، وفي اعتقادي فإن هذه سياسات متعمدة من الدول الغنية لاستهلاك موارد الدول الفقيرة أولا، ‏والحجة التي تستخدمها الدول الغنية في هذا هي أن تكلفة الإنتاج في الدول الفقيرة والمتوسطة أقل منها في الدول الغنية، ولكن لو أننا حسبنا التكلفة الاقتصادية وليس المالية فقط بحيث نأخذ تكلفة تدمير البيئة التي تحدثها عمليات التنقيب والإنتاج في الاعتبار لوجدنا أن التكلفة عالية جدا في الدول الفقيرة. وقد يرد البعض بأن الدول الفقيرة بحاجة لصناعات التنقيب والاستخراج وتصديرها لتلبية احتياجات شعوبها، ‏والرد على هذا يتمثل في أنه يتوجب على الدول الفقيرة على الاقل أن تطالب الدول والشركات الغربية باستثمار جزء من أرباحها في الدول الفقيرة لتنمية والحفاظ على الموارد الطبيعية للدول الأخيرة وعدم المبالغة في استغلالها.

٣‏حتى يتحقق كل ما سبق فإنه يلزم تطوير مؤسسات الدولة بما يسمح بالتغييرات السابقة لانه من الصعب تصور إمكانية تحقيق هذه التغييرات الكبيرة في وجود نفس العقليات والمعطيات القائمة في المؤسسات الحالية التي لا يتوقع من المسؤولين فيها الاستجابة الإيجابية خاصة مع ما نلاحظه في الدول الفقيرة من توجه لمكافأة مواطنيها ومؤسساتها بشكل سخي ‏عندما يقومون باستغلال الموارد الطبيعية، ولكنها لا تدفع لهم شيئا تقريبا بكل أسف عندما يحاولون حماية أو صيانة هذه الموارد.

ثالثا ، ‏هناك تطور واضح وسريع في اعتماد الاقتصاديات القومية عبر العالم على الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية و الخدمية ذات الصلة بالتقنيات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانترنت و الذكاء الاصطناعي وهو ما يسمى بالاقتصاد الرقمي الجديد والذي يتمدد بسرعة كبيرة بين مختلف الأنشطة الاقتصادية إبتداءً بالخدمات المالية والمصرفية والتجارة الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية والسوشيال ميديا وانتهاءا بخطوط الإنتاج الصناعي والتعليم والعمل عن بعد وإنترنت الأشياء والخدمات الطبية الرقمية والنقود الرقمية والنقود المشفرة التي تستخدم تطبيقات البلوكتشين التي كتبنا عنها من قبل…الخ وإزاء هذه التطورات الضخمة بدأ علم الاقتصاد يأخذ توجه إرتقائي إذا جاز التعبير مثلما يحدث في علم البيولوجي بمعنى أن الماضي وخبراته يساهم في تطور الحاضر ويدفعه إلى الأمام وليس إلى السكون والشلل كما يحدث الآن في التوجهات الأيديولوجية مثل الماركسية والأديان. ومن ثم فإن علم الاقتصاد بكافة فروعه تحول بشكل تدريجي من علم اجتماعي إلى علم رياضي إحصائي وتحليلي يأخذ في اعتباره العوامل السلوكية والتاريخية والثقافية والسياسية باعتبار أن محصلة هذه التفاعلات هي التي تحدد في النهاية المخرجات الاقتصادية في أي مجتمع. ونلاحظ هنا كاقتصاديين أن أي مجتمع مغلق وبلا نظام حوافز تحث الناس على الإبداع في كافة القطاعات وأولها التعليم يكون بالضرورة مجتمعا متخلفا.
وتطبيقا لما سبق بدأت الجامعات هنا في الغرب تضيف إلى مناهجها مواد جديدة لمواكبة الاقتصاد الرقمي والتطورات التي أشرنا لها في الأسطر السابقة وذلك للمحافظة على قدرتها التنافسية في الاقتصاد والتعليم ومن هذه المواد:
Artificial Intelligence – Cloud Computing – Cyber Security- Data Analysis – Design Thinking – Internet of things – Robotic processing Automation – Engineering automation – Systems development – e-waste…. etc.

وأخيرا ‏فقد كان هدفنا من هذه السلسلة من المقالات هو إظهار هشاشة الفكر الماركسي الحالي وحالة الجمود وعدم الواقعية التي يعاني منها على مدار قرنين واكتفائه باجترار الماضي وعدم وجود توجه واضح له نحو المستقبل آملين أن يعيد المؤمنون بالماركسية النظر في موقفهم المتحجر من خلال فهم معطيات الاقتصاد العالمي المعاصر وأن يكفوا عن الشتائم والعصبية غير المبررة مع من يختلف معهم في الرأي، وأن يشاركوا معنا في البحث والمحاولة لتصويب مسار الاقتصاد العالمي ومعالجة مشاكله بما يحفظ هذا الكوكب الجميل من مساوئ الرأسمالية ويضمن حق أجيال المستقبل في حياة آمنة وكريمة وتحقيق أكبر قدر من العدالة الاجتماعية لمن يعنانون اليوم وهم في الحقيقة الخريجين الجدد والعاطلين عن العمل والبنات العوانس وهؤلاء بعشرات الملايين وليس العمال الذين يتمتع أغلبهم بدخول جيدة ويعيشون حياة مستقرة ولا يعرفون أي شيئ عن الماركسية ولا ديكتاتورية البروليتاريا ولا يفكرون في أي ثورة لتدمير العالم.

‏‏‏ محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد بكير
فؤاد النمري ( 2021 / 10 / 8 - 00:05 )
أرجو من المستشار الإقتصادي أن يشرح لي مسألتين في غاية الأهمية

المسألة الأولى وهي أن حضرتك تنوه بتطور وسائل وأدوات الإنتاج في العالم لفكن وبالرغم من ذلك فالعالم مدين اليوم بأكثر من 180 ترليون دولار حسب صندوق النقد الدولي فما العلة ؟؟



المسألة الثانية وهي أن الولايات المتحدة تطبغ سنوياً أكثر من 10 ترليونات دولار ورقية مكشوفة فكيف يستوعب النظام الرأسمتاي تلك الأموال الطتالة دون أن يفسد

هل لي أن أطمع بإجابة من حضرتكم مع الشكر


2 - هل كانت الماركسية صحيحة في وقتها ؟
منير كريم ( 2021 / 10 / 8 - 06:21 )
تحية للاستاذ القدير محمود بكير
لم تكن الماركسية مصيبة في وقتها فكيف لها ان تواكب تغيرات ومستجدات العصر الحديث كمسالة البيئة كما وضحت المقالة مثلا
جون ستيوارت ميل فيلسوف تجريبي واقتصادي ليبرالي عاصر ماركس وقدم اراء في الراسمالية عكس اراء ماركس فتحققت ولم تتحقق اراء ماركس . توقع ان الظلم انذاك ليس مصدره الملكية الخاصة وانما ضعف الانتاجية وتوقع بتطور التكنلوجيا تتغير الحالة
كل اراء ماركس الواردة في راس المال فندتها المدرسة النيوكلاسيكية الاقتصادية النمساوية في بداية القرن العشرين وخاصة اوجين وهم باويرك
ماكس فيبر في بداية القرن العشرين انتقد الماركسية وتوقع فشل الثورات الاشتراكية لان الماركسية لم تدرك مسالة البيروقراطية والدولة الحديثة
هذا جزء يسير عن قصور الماركسية الذاتي منذ تكوينها
لك جزيل الشكر


3 - مقال تنويري
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 10 / 8 - 09:37 )
تحية للاستاذ العزيز محمود بكير
وشكراً لكم على هذا المقال التنويري

1. هناك حقيقة , لا بل أساس مهم وهو: أن افكار ماركس ليست قابلة للتطبيق. وقد شعر لينين بذلك عندما استلم السلطة وبقى ( دايخ) كيف يطبق مفهوم الاشتراكية !!.

2. لو كان ماركس حياً اليوم لغير الكثير من المفاهيم التي كان يكتبه ولا اقول ( يعتقد بها) لان ماركس ابعد ما يكون عن ( الاعتقاد).

3. النقاط الواردة في هذه ( الدراسة) ولا اقول ( المقال) بحاجة الى دراسة عميقة وتفصيلية وهذا هو المهم..علينا ان لا نقف على الاطلال , بل المضي في البحث العلمي.
جزيل الشكر للدكتور.


4 - الأستاذ النمري
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 8 - 10:34 )
فيما يتعلق بمسألة الديون العالمية فإنها تتزايد عبر العالم بمعدلات غير مسبوقة بسبب أزمة الكورونا وما تبعها من اجراءات غلق لمعظم الأنشطة الاقتصادية للحد من انتشار الفيروس وما نتج عن هذا من انخفاض في إيرادات الحكومات من الضرائب وزيادة مصروفات الدعم لمختلف الأنشطة الاقتصادية التي تضررت، ‏وهو ما يضطر الحكومات للاقتراض بكثافة من الداخل والخارج. وفي ‏هذا فقد عرف عن جون مينارد كنز مؤسس علم الاقتصاد الكلي توصيته بأهمية أن تلجأ الحكومات إلى الاقتراض في وقت الأزمات لتفادي الكساد الاقتصادي ولتحقيق نوع من الاستقرار يضمن مستويات معقولة من النمو والتوظيف. ولازال كتاب كينزالشهير -النظرية العامة للتوظيف والفائدة والنقود- ‏بكل افتراضاته ومعادلاته الرياضية يدرس في كل جامعات العالم حتى اليوم.


5 - الأستاذ النمري 2
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 8 - 10:37 )
أما بالنسبة لطباعة النقود أو ما نسميه بسياسة التمويل بالعجز فإنه لم يعد هناك نقود مغطاة منذ إلغاء نظام قاعدة الذهب وإصبحت النقود الورقية إلزامية وكل دول العالم لها أن تطبع ما تريد عند الضرورة بشرط أن تتجنب التضخم الجامح وأمريكا تستغل كون الدولار هو عملة الاحتياطي الدولي على مستوى العالم لإصدار سندات دولية تستثمر فيها معظم دول العالم لأنها مضمونة من الحكومة الأميركية وهو نوع من الاقتراض من الخارج، وإذا أردت المذيد من المعلومات حول هذا الوضوع وسياسات طباعة النقود فإن لي مقالات أكثر تفصيلًا على صفحتي في هذه الموضوعات ، مع تحياتي


6 - الأستاذ منير كريم الموقر ‏
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 8 - 10:41 )
شكرا علي تعليقك الذي يعكس إطلاعك الواسع على تاريخ الفكر الاقتصادي ويجعل المقال أكثر فائدة للقراء وبالفعل فإن الماركسية لم تكن مصيبة(من الصواب حتى لايفهمنا القراء خطا) في توقعاتها ولكن الرجل إجتهد على الأقل وبإخلاص لإنصاف العمال كما ارتأى له، ولكن المصيبة الحقيقية هي في أتباعه الذين لم يفعلوا شيء طوال قرنين لتطوير أفكاره بل إنهم حولوا مذهبه إلى دين مقدس غير فابل للنقد، والمقال محاولة لتوضيح أن الاقتصاد العالمي يتطور بسرعة وهو مختلف تماما عما كان عليه منذ قرنين. مع الشكر والتقدير


7 - الصديق العزيز الأستاذ عبد الحسين سلمان
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 8 - 11:10 )
أشكرك على تعليقك الهام وأنا مثلك أقول دائما أن نفس شخص ماركس لو ظهر بيننا اليوم وبدأ يكتب في الإصلاح الاقتصادي هل يتصور أن يكتب ما كتبه منذ قرنين وإن يتجاهل الواقع الاقتصادي الحالي؟ هذا ما لا يريد الزملاء الماركسيين فهمه، وهم يتصورون أن بيننا وبين ماركس عداء شخصي لمجرد أننا ننقد أفكاره بشكل علمي ودون أمتهان لأحد. وأنا أعترف دائما بأن ماركس الانسان والفيلسوف أثر في تكويني الفكري وجعلني أحب الفلسفة ولي مقالات قديمة تشهد بهذا ولكن أفكاره الاقتصادية كما تفضلت وكما كتب الكثير من الزملاء والمعلقين من قبل غير قابلة للتطبيق، مع أطيب تحياتي وأمنياتي


8 - التخلف الفكري
فؤاد النمري ( 2021 / 10 / 8 - 12:22 )
ما يستحق الإستهجان هو أن معظم المتثاقفين ومعهم عهملاء المخابرت الغربية يزعمون أن ماركس فشل في التطبيق
ماركس لم يكتب كلمة واحدة للتطبيق
كتب في الغلسفة وفي نقد الإقتصاد السياسي
وفي المجالين اكتشف ماركس قوانين تتعرف عليها البشرية لأول مرة كما شهد البابا بندكتس وهو أول بابا يستقيل من كرسي الباباوية

أما الإتحاد السوفياتي فهو من ابداع لينين معتمداً على النظرية الماركسية بخصوص دولة دكتاتورية البروليتاريا
التاريخ يقول بعد معركة الدبابات الشهيرة على قوس كور سك حيث كسر الجيش الأحمر العمود الفقري للعسكرية الألمانية وهو ما أذهب الروغ عن القيادة البريطانية كنب الملك جورج مذكرة ووقعها معه ونستون
تشيرتشل إلى ستالين يؤكدان فيها أن شعوب بريطاني لن تنسى أفضل الجيش الأحمر في الحفاظ على حرياتها
ومع الرسالة سيف الملك جدورج المرضع بالحزاهر وقد نقش عليه إهداء -إلى الذين قدت قلوبهم من الفولاذ- عربون محبة وتقدير للجنود السوفيات
في نفس الوقت كان عميل المخابرات جورج أورويل مختبئاً في جحر تحت الأرض خشية قصف طائرات هتلر للندن حيث كان ذلك الجاسوس السافل يكتب --مزرعة الحيوانات- يشبه تاجنود السوفيات بالخنازير!!!


9 - النظام الرأسمالي
فؤاد النمري ( 2021 / 10 / 8 - 12:51 )
الذين لم يقرأوا -رأس المال- لماركس لن يعرفوا النظام الرأسمالي على حقيقته
الرأسمالي لا يغلمر بأمواله في إنتاج البضائع وتسويقها لستبدل بالنقود إلا من أجل تحصيل فائض الفيمة الذي يعاظم من ثروته
(Capital Accumulation)

منذ العام 75 بات تعظيم الثروة يتأتى عن طريق طباعة النقود المكشوفة بدون المغامرة بالإنتاج الرأسمالي
دورة الإنتاج الرأسمالي (نقد - بضاعة - نقد) لم تعد سالكة حيث لم يعد النقد بعد العام 75 معايرا ثابتاً للقيمة ولذلك هجر الرأسماليون الإتجار بقوى العمل وهي وحدها القيمة


10 - الأستاذ النمري
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 8 - 12:53 )
هل معنى كلامك أن تنظير ماركس التفصيلي وجهده الكبير في الكتابة كان من باب التسلية وأنه لم يكن يريد تطبيقه؟ الذي يفهم من تعليقك هو أن الماركسية غير قابلة للتطبيق، ويكون السؤال المنطقي هو لماذا كل هذا الحديث عن ديكتاتورية البروليتاريا ودعوة عمال العالم للاتحاد؟ ومن أجل ماذا يريدهم أن يتحدون؟


11 - كي تفهم ماركس
فؤاد النمري ( 2021 / 10 / 8 - 14:47 )
الماركسية بكلمة هي قراءة التاريخ كما هو قراءة علمية موضوعية طبقا لديالكتيك الطبيعة
وجد أن التاريخ إنما هو تطور الصراع الطبقي اليذي سينتهي باستيلاء البروليتاريا على السلطة لتقوم بمحو الطبقات بما في ذلك طبقة البروليتاريا نفسها ولم يكتب حرفاً واحداً عن كيفية محو الطبقات باستثناء تقده لكومونة باريس

ما أضافه ماركس لقراءة التاريخ هو دراسته الدقيقة للنظام الرأسمالي وهو لم يدرس النظام الرأسمالي ليطبقه بل وجده ينتهي وفق شروط معينة

ماركس عبقرية لم تتكرر عبر التاريخ فقد أسس لثلاثة علوم

علم الفلسفة علم التاريخ علو الإقتصاد


12 - السيد النمري لا يقرأ
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 10 / 8 - 15:01 )
بعد أذن الدكتور بكير

مع الاسف, أن السيد النمري لا يقرأ وهو هاديء بل يقرأ وهو متشنج.
يقول السيد النمري:
وفي المجالين اكتشف ماركس قوانين تتعرف عليها البشرية لأول مرة كما شهد البابا بندكتس وهو أول بابا يستقيل من كرسي الباباوية.

عن أي قوانين يتحدث السيد النمري؟
أما البابا بندكتس , فعبارته مشهورة ضد الماركسية عندما قال:
Marxism no longer corresponds to reality
الماركسية أصبحت غير واقعية



13 - الأستاذ النمري
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 8 - 15:47 )
للأسف كلامك غير دقيق بالمرة، أولا لإن كتابة وقرأة التاريخ لم تكن أبدًا علمية ولذلك نقول عليها بالانجليزية Subjective وهي تخضع للأهواء وهناك فقط محاولات في الفكر المعاصر لتقديم منهاجيات لقرأة وتحليل ما كتب من خلال الانثروبولوجيا وهو موضوع طويل.
ثانيا إدعائك بأن ماركس أسس علوم الفلسفة والتاريخ والاقتصاد مغالطة فاضحة لان الفلسفة بدأت مع الإغريق والتاريخ كان موجودا قبل ميلاد ماركس بقرون عديدة، أما الاقتصاد السياسي فقد بدأ مع آدم سميث وماركس أمضى سنوات طويلة من عمره في تعلم الاقتصاد ممن سبقوه وماركس نفسه لم يدعي أنه أسس هذه العلوم. ليس عيبا يا صديقي العزيز أنت تسأل المتخصصين في ماركس وعلى رأسهم الأستاذ عبد الحسين سلمان عندما تريد أن تعرف شيئا عنه بدلا من نشر هذه المغالطات. وقد سألتني في بداية الحوار وقمت بالرد عليك بكل أدب وبدلا من أن تقول شكرا أو تصمت قمت باتهامنا جميعا بالتخلف الفكري عيب وأنا أعرف أنك لن تعتذر أبدًا عن مغالطاتك وشتائمك ولذلك أستسمحك في عدم الرد عليك وكفى تضييع وقت فيما لا يجدي وإذا تماديت في الشتائم ونشر المغالطات فمن حقي أن أحذف تعليقاتك


14 - المعضله
على سالم ( 2021 / 10 / 8 - 16:07 )
الاستاذ محمود , لايزال المنظرون والمطبلون والمهللون والرقاصين لنظام فاشل ومهترئ واجوف وهو النظام الشيوعى الغامض الفضفاض والذى اثبت فشله فى جميع الاوقات , اصبحت الحمله شرسه ومسعوره ومنهجيه لااثبات ان الشيوعيه هى الحقيقه المقدسه والحل النهائى والبر الامن لكل مشاكل البشريه من الفقر والمرض والامراض المزمنه والبؤس البشرى وصراخ الجوعى والمشردين واللقطاء والبؤساء والذين يطالبوا بالمساواه والعدل مع الاغنياء المتوحشين اللئام , هذا اكيد عشم ابليس فى الجنه , يجب ان يكف المطبلين والرقاصين عن هذا العبث الشيوعى وان يفيقوا من اوهامهم وهلاويسهم وخزعبلاتهم , الحقيقه ظهرت واصبحت عاريه ايها القوم


15 - الأستاذ علي سالم
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 8 - 20:35 )
أشكرك على مشاركتك في الحوار وتعليقك ذكرني بأيام كنت في منحتي الدراسية في ألمانيا الغربية في أوائل الثمانينيات وبعد فترة قررت مع مجموعة من الزملاء من دول مختلفة أن نذهب في زيارة إلى ألمانيا الشرقية عبر حائط برلين، وبعد إجراءات طويلة عبرنا إلى برلين الشرقية التي كان يسيطر عليها الروس والحقيقة أننا زهلنا من حجم البؤس والفقر الذي شاهدناه، هذا بلد واحد وشعب واحد تم تقسيمه بين نظامين شيوعي مستبد ورأسمالي ديموقراطي ولذلك كانت فرحة الشرقيين عظيمة عندما تم توحيد الجزئين والتخلص من النظام الروسي الفاسد ،وهذا مثال عملي على ما فعلته جنة الشيوعيه في الشعوب التي سيطرت عليها في شرق أوروبا، مع تحياتي


16 - الدكتور العزيز بكير التعليقين ( 13 ) و ( 17 )
عامر سليم ( 2021 / 10 / 9 - 06:24 )
تكتب بتواضع الكبار عن نصيحة ثمينة .. ( ليس عيبا يا صديقي العزيز أن تسأل المتخصصين في ماركس وعلى رأسهم الأستاذ عبد الحسين سلمان عندما تريد أن تعرف شيئا عنه بدلا من نشر هذه المغالطات ).
ولكن أنّى لذوي الأنا المتضخمة ان يعرفوا معنى التواضع وقيمة النصائح ؟ , فعلاً لو سأل أو تعّلم من الصديق العزيز الأستاذ سلمان الماركسيه أو على الأقل مبادئها الأولية , لجنب نفسه ولجنبنا مهاتراته وفقره المعرفي المخزي. وقد قيل قديماً ... ( ندم الجَهول ولات ساعة مندم ).
........................
وبخصوص زيارتكم الى ألمانيا الشرقية , كانت العائلة العراقيه تصاب بنكبة ومصيبة كبيرة حين يكون احد ابنائها شيوعياً , لما تعرض له الشيوعيين من المطارده والسجن والتعذيب والقتل . لذا كانت كانت النصيحة الثمينة للعوائل المنكوبه ان يرسلوا ابنهم الى الاتحاد السوفيتي للدراسه , حينها سيترك الشيوعيه ويكفر بها! كان عمي من هؤلاء الأبناء , وخير مثال في هذا الموقع هو الاستاذ نبيل عودة (تحياتي له) فقد كان من الدارسين هناك!
........
بالغ تحياتي وتقديري للصديق العزيز بكيرعلى مقالاته القيّمة وتواضعه وصبره وكان الله في عونه!


17 - الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة
منير كريم ( 2021 / 10 / 9 - 08:10 )
تحياتي
لماذا الغضب والعدوانية والسب والشتم من قبل البعض للمخلفين بالراي؟
يبدو ان الموضوع معرفي وسايكولوجي
معرفي لان هؤلاء يعتقدون انهم يملكون الحقيقة المطلقة وما علينا الا الانقياد وراءهم وكلما شعروا بالتحدي النظري ازداد انفعالهم , وهذا نتيجة الخوف وعدم الثقة بالمستقبل
وسايكلوجي فان بناءهم النفسي يقرر شكل رد الفعل لديهم
دعهم يقولون ما يقولون وانت تجاهلم وقدم رايك ودع الناس تحكم
شكرا مرة اخرى


18 - الاستاذ عامر سليم
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 9 - 12:56 )
أين أنت يا صديقي العزيز إفتقدناك كثيرا ووحشتنا تعليقاتك الفلسفية والفكرية الجميلة والحقيقة أنني أتذكرك دائما كلما طل علينا هذا الرجل غريب الأطوار لأنك إول من نصحني بعدم إضاعة وقتي معه لأنه لن يفهم أبدًا ولكني أعترف بأنني أخطأت بعدم الالتزام بنصيحتك ولكن إعدك بالالتزام هذه المرة، أعجبتني فكرة أن من يريد الاستفاقة من وهم جنة الشيوعيه عليه أن يذهب إلى أحد دولها وأنا مررت بنفس التجربة التي مر بها عمك والاستاذ نبيل عودة لانني كنت شيوعيا وأنا طالب جامعي في مصر ولكن زيارتي لألمانية الشرقية ومن بعدها كذاخستان وأوزبكستان غيرت قناعتي بالكامل عن الشيوعيه بعد أن رأيت تطبيقاتها العملية، مع أطيب تحياتي ومودتي


19 - الاستاذ منير كريم
محمود يوسف بكير ( 2021 / 10 / 9 - 13:08 )
أشكرك على تعليقك الجديد وأنا مثلك تماما لا أفهم سبب هذه العصبية الشديدة بين الماركسيين خاصة أتباع السفاح ستالين وربما يكون السبب ما تفضلت بذكره في تعليقك وهو أن ما نكتبه جميعا يظهر مدى هشاشة البنيان الفكري والمعرفي لما يعتقدون به منذ عشرات السنين ومن ثم تكون عملية الاستفاقة لهم صعبة ومؤلمة وأتذكر أن لصديقنا العزيز الاستاذ عبد الحسين سلمان نفس وجهة النظر كما كتب من قبل، مع الشكر والتقدير لكل تعليقاتك المنطقية والعلمية

اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة