الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صيغ لقيامة وطنية سورية جديدة

خالد قنوت

2021 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في قراءة سريعة كمقدمة لهذه المقالة نقلًا عن صفحة مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط: (حسن عبد العظيم من مواليد حلبون في منطقة التل العام1932، درس الحقوق في جامعة دمشق وعُرف عنه نشاطه في صفوف الحركات اليسارية القومية. انضم إلى حركة الوحدويين الإشتراكيين، ثم تركها بعد قيام الإتحاد الإشتراكي العربي الذي تشكّل من حركات ناصرية عدة برئاسة جمال الأتاسي في تموز/ يوليو 1964. تزعّم عبد العظيم الإتحاد عقب وفاة الأتاسي العام 2000 و واصل السير على خط التحالفات الحزبية، إذ وقَّع على بيان شخصيات المعارضة السورية الناقد للحكومة السورية والمعروف بإسم "إعلان دمشق". شارك أيضًا في "التجمع الوطني" الذي تأسّس العام 1979، وهو يضم خمسة أحزاب سياسية يسارية هي: الحزب الشيوعي السوري، وحزب العمال الثوري، وحركة الإشتراكيين العرب، وحزب البعث العربي الديمقراطي، وحزب الإتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي (بزعامة عبد العظيم). وأصبح عبد العظيم الناطق الرسمي بإسم التجمع منذ أيار/ مايو 2000.)
خلال متابعتي للقاء تلفزيوني على قناة سورية لا يمكن لي شخصيًا مع كل الاختلاف مع الاستاذ حسن عبد العظيم إلا أن اقدر نضال وتجربة هذا الرجل الذي لا يمكن لأحد أن يشكك بوطنيته وبنضاله الطويل ضد الاستبداد الأسدي تجاوز الخمسين سنة.
مع ذلك يمكن أن أشير لشخصية الاستاذ عبد العظيم كشخصية نرجسية نمطية ونموذجية للمعارضة السورية ولقادتها تحديدًا، تفردية وسلطوية واستبدادية حتى لو كانت من قلب المعارضة وبمعنى آخر كانت ومازالت الوجه الآخر لاستبداد النظام حيث لا اعتراف بالآخر المختلف وحيث السلطة هدف استراتيجي حتى قبل الوطن وكأن العالم والكون يدور حول الأنا كمركز وحيد ونهائي وحيث الايديولوجيا أسوارًا للعقل.
بين مزدوجين، (في ذروة الحراك الشعبي الثوري السوري، ربما في بداية صعود المظاهر المسلحة المتطرفة في مدينة دوما بقيادة المرحوم زهران علوش وسيطرتها على الشارع المنتفض ضد استبداد النظام الاسدي بالقوة المسلحة وبالشعارات التكفيرية على حساب الشعارات الوطنية والكوادر الثورية التي كانت بأكثريتها من الناصريين والتي اغتيل معظمها أو فقد أو اعتقل على ايدي مسلحي زهران علوش، كان لنا كمجموعة سياسية ناشطة لقاء دوري مع مجموعات ثورية مدنية وكان لنا في واحدة من هذه اللقاءات نقاش عن دور القوى السياسية السورية وبالتحديد عن شخصية الاستاذ حسن عبد العظيم، كان لأحد الكوادر الثورية وهو مهندس وناشط معروف، تصريح أصاب معظمنا بالصدمة عندما قال بعصبية شديدة: "لقد رفضت وحتى منعت الثوار من اغتيال حسن عبد العظيم خلال زيارته لمدينة دوما في مسجد دوما الكبير، كي لا يوسخ سجاد المسجد بدمه. ".
عند ذلك اليوم، كان لمعظمنا تصور سلبي عن ما يحصل من انحرافات للحراك الثوري الشعبي داخل سورية وعن المسؤولية الكبيرة التي يجب علينا كسوريين أن نتحملها كي نناضل ضد هذه الانحرافات وعن مهمة نشر الخطاب الوطني العقلاني منعًا لتسلط الحقد والكراهية وسياسة التصفيات التي ابتدأت بالحلول الامنية الأسدية تبعتها مساهمات بعض القوى الاسلاموية السلفية منها والاخوانية، وأظن أننا مع الكثيرين قد فشلنا في ذلك حتى الآن).
الحقيقة المرة التي نعيش فصولها المحبطة منذ الثمانينيات والكارثية منذ عشر سنوات والتي أعلنها أحد الدبلوماسيين الامريكيين: (أن نظام الأسد المجرم، محظوظ بمعارضيه) لا تشي بأن تغيرات تذكر على المشهد السياسي العام السوري، فمنذ استيلاء حافظ الأسد على السلطة والدولة السورية وحتى هذا اليوم حيث يمارس الوريث الابن سياسية أبيه المدمرة لسورية، لم تكن معظم القوى المعارضة السورية على مستوى أدائها السياسي، الاستراتيجي والتكتيكي، سوى مرآة للنظام الأسدي وقبله البعثي الاقصائي والذي حول مشروع بناء الدولة السورية بعد الاستقلال إلى دولة عسكرية أيديولوجية قومجية توليتارية أفضت بالضرورة إلى حكم عائلة مستعدة دائمًا للتنازل عن مصالح وطنية عليا مقابل البقاء على رأس هرم السلطة.
لا شك أن هناك محاولات وتراكم تجارب معقلن تشارك بصياغته مجموعات شبابية سورية معظمها أضطر للنزوح عن أرض الوطن إلى دول الاغتراب وخاصة أوروبا وهذا ما هو حتمي أن تفرزه ثورية شعبية وطنية قدمت أجمل وأرقى شباب وشابات سورية لمذابح الحرية ولا شك أن هذه المحاولات تحتاج لجهود عظيمة ولقراءات نقدية لتاريخ الصراع السياسي في سورية وعلى سورية وهنا جوهر ما أسعى لأن أقوله في هذا المقام.
أعتقد، أن دور القوى والشخصيات السياسية التاريخية المعارضة لا يمكن تجاهله لكنه بالوقت ذاته يجب أن لا يتجاوز حدود النصح والتوجيه الوطني دون الدخول في صلب تلك المحاولات والمكونات الشبابية للوصول إلى صفوف القيادات وقولبتها وتأطيرها عبر ممارسات مرضية لأهداف التسلط والسلطة وتشكيل دكاكين جديدة بالشكل متعفة بالمضمون.
التكوينات والتجمعات الشبابية السورية التي تتشكل بحكم الضرورة في سورية وفي بلاد الاغتراب، وهي تمتلك بمعظمها كوادر علمية عالية، كنتاج لثورة وطنية ضد الاستبداد لتحقيق قيام دولة المواطنة لكل السوريين، تحتاج بالتأكيد لنتاج فكري ومعرفي وتراكم كمي لتجارب قوى سورية غير مؤدلجة ولشخصيات وطنية مخلصة لكن نأيها عن تجاربها القيادية أجدى وأكثر تحصينًا لها من الوقوع في مستنقع أمراض المعارضات والمعارضين التاريخيين السوريين بكل توجهاتهم ورؤاهم لسورية من خلال نفق الوصول لثنائية الدولة – السلطة التي كرسها حكم الأسد منذ 1971 وهذا بكل تأكيد دور كبير وفعال ومتكامل لكي يستطيع السوري أن يرى ضوء شمعة في ظلمة النفق الذي وصلنا له جميعًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل