الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرؤية الموضوعية النقدية للتراث حافز للتغيير الديمقراطي الثوري....

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2021 / 10 / 9
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


‎نعم لاحترام العديد من محطات تراثنا الماضي ، شرط ألا يكون عبئاً ثقيلاً يحول دون مواجهة وتثوير واقعنا العربي المفكك ؛بسبب خضوع الأنظمة لشروط العدو الأمريكي الصهيوني ومن ثم تضخم الاستبداد والاستغلال وامتهان حرية وكرامة الانسان العربي...
‎نعم لاحترام الماضي شرط ألا يكون عقبة أو عائقاً امام تطلعات شعوبنا في سعيها لبناء حاضرها وفق أسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلمانية ،بما يمكنها من الاسهام في صنع مستقبلها؛ ما يحتم علينا أن نجعل من التراث مصدراً للتأمل والبحث والتأويل العقلاني ، وفق أسس الحداثة ومنطلقاتها المعرفية والعملية علاوة على احتفالنا ببعض محطاته، وبما يخدم حاضر شعوبنا وتطلعاتها صوب الحرية والديمقراطية والتقدم العلمي والحضاري، الكفيل بتوفير عناصر القوة لمجابهة واسقاط أنظمة التبعية والتخلف ،وترسيخ أسس ومقومات المجابهة عبر القوى اليسارية الثورية العربية ؛لإزالة الوجود الأمريكي الصهيوني من بلادنا .
‎واستنادا لذلك ، فعلينا – في كافة أحزاب وفصائل اليسار الماركسي العربي - اذن أن نتأول التراث تأويلاً متنوعاً أو تعددياً ديمقراطياً يخدم حاضرنا بتكييفه مع الرؤى العقلانية ،وننسخ منه كل ما يشكل عائقاً معرفياً أو ذهنياً ،يمنعنا – كما يقول المفكر التقدمي التونسي الراحل العفيف الأخضر-"من أن نكون معاصرين لمعاصرينا،لا أن نحوله إلى قيد على عقولنا، أي إلى عقيدة جامدة يحكم بها الأموات من وراء قبورهم حياة الأحياء".
‎نحن اليوم وجهاً لوجه أمام مشاكل مستقبلنا ، فإما أن نحجب وجوهنا حتى لا ترى المخاطر الماثلة أمامنا، وإما أن نتشجع ونسمي هذه المخاطر بأسمائها، لكي نجد حلولاً لها بعد وقوفنا أمامها عاجزين طوال اكثر من ستة قرون قبل الاحتلال العثماني وبعده ، لأن من تعاونوا مع النظام العثماني ؛تكريسا لمصالحهم الانانية باسم الدين كانوا جبناء أمام فتح ورشة النقاش الحر والمعارض للاستبداد العثماني ، -لماذا؟-لأنهم أوهموا الجماهير العفوية البسيطة أن السؤال في ثقافتنا الدينية محرم ، بالضبط كما هو حال أصحاب المصالح الطبقية البشعة في اطار أنظمة الكومبرادور الراهنة . لماذا أيضاً ؟ لأننا تعودنا على مر القرون مهادنة الواقع - كما هو حالنا اليوم - بدلاً من مجابهته، وتعودنا على الشعارات الديماغوجية ومجاملة جماهير الفقراء البسطاء ودغدغة عواطفهم، بأن العدو الخارجي هو السبب الرئيسي فيما نحن فيه من أوضاع مهزومة ومأزومة بدلاً من مصارحتهم – ولو بالصدمة العلاجية -، لتوعيتهم وتنويرهم بان العدو الداخلي المتمثل في أنظمة التبعية والاستبداد والتخلف الفاقدة لوعيها الوطني والقومي ؛ بحكم تبعيتها للنظام الامبريالي وشريكه الصهيوني ،باتت عاملا رئيسياً وأوليا ًفي انتاج وتكريس مظاهر وعوامل الخضوع والهزائم والاستتباع حفاظا على مصالح الطغم العربية الكومبرادورية الحاكمة ، ما يعني بوضوح أن عدونا الداخلي هو العنصر الرئيس الذي يجب مقاومته والانتصار عليه، الأمر الذي يفرض على القوى الثورية العربية مزيد من توعية الجماهير الشعبية وتنظيمها وتحريضها على الثورة عبر الصراع السياسي والطبقي ضد حكامها /اعدائها في الداخل أولاً ، وبالتالي فإن على كافة القوى السياسية العربية الوطنية عموما والماركسية الثورية خصوصا أن تكف عن اتهام "المؤامرات الخارجية " بالمسؤولية عن اوضاعنا البائسة المهزومة المنحطة الراهنة ، وأن تعلن بوضوح موقفا صريحا ومناضلا ضد أنظمة الكومبرادور والعمالة ، عبر قرار شجاع، سياسي، اقتصادي واجتماعي وثقافي وقانوني يكشف لكل جماهير شعوبنا أن مآسينا منا وإلينا، ولا أحد مسؤول عنها سوى أولئك الحكام العرب الغارقين في حضن التبعية والخضوع للأمريكان والصهاينة :وكما قال المتنبي :
‎نعيب زماننا والعيب فينا / وما لزماننا عيب سوانا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا