الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الرابعة عشرة

زاهر رفاعية
كاتب وناقد

(Zaher Refai)

2021 / 10 / 9
الادب والفن


(سيدي العمدة, أناشدكم العون, لقد هجم الرّعاع وأحاطوا بالمفوّضيّة, لقد قتلوا اثنين من الحرّاس وأخذوا ثالثهم رهينة, أرسل قوّاتنا المدججة, ضعهم تحت إمرتي و سأسحق لك هؤلاء الصراصير برفّة جفن... هل تسمعني حضرتكم؟. هنا مفوّضيّة الجنوب.. أتسمعني) .... اللعنة لقد أغلق الهاتف في وجهي.
الخيار الّذي وجد ابن البقّال نفسه بإزائه بعد مقتل زميليه برصاص القائد لم يكن خياراً حقيقيّاً بكل ما للكلمة من معنى, ولن يتسنّ للمسكين بمَ تبقى له حياة أن يعرف بحقّ, إن كان أهل قريته أم قائده من فرض عليه هذا الخيار.
لم يختبئ المفوّض تحت سريره كما ظنّ الحشد، ولم يتبادل موقعه مع ابنة سالم في زنزانتها، كما لم يظنّ احد، بل أعاد تعبئة مخزن الـ"بلاخوف" وصعد الشرفة, ولكنّ بندقيّة ابن البقّال كانت أسرع وأجرأ من رصاصات الـ "بلاخوف", فاستقرّ ثالث رصاصاته بين عينيّ المفوّض, وتفككت ذات "ابن البقّال" بل قل تشظّت.
لم يكن العسكري ابن البقّال حائراً في الحكم على فعلة قائده, فعلى الرّغم من أنّ ابن البقال هذا يؤدّي واجب خدمة السلطة بشكل مؤقت ومفروض على كل يافع في الجنوب, إلّا أنّ الشاب كان قد تلقى القاعدة الأولى في الجيش منذ بدء الخدمة, وهي أنّ القادة يقتلون الآخرين وكذلك يجب على الجنود الذين هم في إمرتهم أن يفعلوا, وعلى الرّغم من أنّ هذه القاعدة أكثر من بدهيّة لكل من لبس بذّة عسكرية في التاريخ, إلّا أنّهم جميعاً أصابتهم صدمة عند تنفيذ القتل لأول مرّة, ربّما لأن لحظة القتل لا تحتاج بذّة واستعداداً, بل توقيتاً وسبباً, على أنّ التوقيت والسبب قد يتأخرا أحياناً في المجيء.
كانت حيرة الشّاب تنبع من رؤية المفوّض قبل ساعتين من الآن وقد حمل العروس العارية ودخل بها المفوّضية، فظنّ بادئ الأمر أنّ المفوّض قد أنقذها من شائنات الدّهر, ولكن حين رماها كما القمامة في الزنزانة و اغتسل ثم استلقى, عرف ابن البقّال أنّ الفتاة هي الجاني وقد ألقى قائده القبض عليها كما ينبغي لقائد شرطة أن يفعل, وبعد مشاورات مع زميليه, توصّل الحرّاس الثلاثة إلى نتيجة مفادها أنّ المفوّض قد ألقى القبض على الفتاة متلبّسة بالزنا ليلة عرسها.
الآن وبعد أن مات رئيسه فقد شعر بمسؤوليته عن نزيلات زنازين المفوّضية, والذّين كنّ "ابنة سالم وآهاتها" , ولم يتسنّ له على الفور أن يعرف لمَ أراد أهل قريته قتل رئيسه, ذلك أنّه كان مرفوعاً على أكتاف الرّجال كما البطل, وكلهم يهلل ويرفع صيحات الإكبار لشجاعة ابن قريتهم, بينما هم يسحبون قتلاهم وجرحاهم فوق عربة الخيل التّابعة للمفوّضية كي يصلوا بهم حيث سالم و الجنديين, حيث المستوصف الّذي يقطن طبيبه في غرفة تعلو سقفه, والّذي كان قد خلد للنوم باكراً, وتحديداً حين كان سالم يعبّ الخمر قبل أن تبدأ رقصة "الاحتدام" .
.
رابط الحلقة الأولى:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712551
.
رابط الحلقة الثانية:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713091
.
رابط الحلقة الثالثة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724510

رابط الحلقة الرابعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724789

رابط الحلقة الخامسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725263

رابط الحلقة السادسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725449

رابط الحلقة السابعة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726033

رابط الحلقة الثامنة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726181

رابط الحلقة التاسعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726582

رابط الحلقة العاشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727053

رابط الحلقة الحادية عشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732918

رابط الحلقة الثانية عشرة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733218


رابط الحلقة الثالثة عشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733373








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
البراغماتي ( 2021 / 10 / 10 - 00:52 )
تحية طيبة للكاتب زاهر
أود أن أسألكم إذا كنت تملك صفحة او حساب على الفيس بوك لمتابعة منشوراتكم ؟


2 - أهلا وسهلا
زاهر رفاعية ( 2021 / 10 / 10 - 08:37 )
شكراً يا سيد على المتابعة , يمكنكم متابعة قلمي في الوقت الحالي حصراً في موقع الحوار المتمدن
لأنني استخدم وسائل التواصل الاجتماعي فقط للتواصل مع العائلة والاصدقاء ولا أكتب في مواقع أخرى في الوقت الراهن

اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي