الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-النضال النقابي بالجماعات المحلية - الجزء6

يسير بلهيبة

2006 / 8 / 22
الحركة العمالية والنقابية


فرنسا نموذجا : مكتسبات الأجيال النقابية السابقة تقويها روح التكتلات الجديدة لليسار :
في شهر مارس 2002وقع شيراك إبان قمة الدول الأوروبية ببرشلونة اظافة إلى الوزير الأول " جوسبان " التزاما إلى جانب الاتحاد الأوروبي يقضي بتخفيض سن التقاعد بخمس سنوات .حيث سيتلو هدا الإجراء ..مجموعة من القوانين باسم الإصلاح وإعادة الهيكلة كان أخرها وليس أخيرها هو cpe من طرف دوفيلبان ، وتستهدف في مجملها تخريب أنظمة الحماية الاجتماعية وهو ما سيرفضه 15 مليون ناخب من خلال التصويت كتعبير عن رفض الطبقة العاملة لسياسات اروروبا –ماستريشت النيوليبرالية وهو ما ميز فرنسا في العديد من المحطات النضالية عبر التفاف الحركة الجماهيرية بإطاراتها التقدمية وقدرتها البناءة على التوحد في المطالب في اللحظات الحرجة .
لقد لوح العمال كثيرا بخوض الإضراب العام كلما ازداد الخناق على مكتسباتها فمجرد إطلالة على ذاكرة الماضي القريب من خلال استعادة أحداث مارس 2002 سنجد أن الكنفدرالية العامة للشغل CGTعارضت على الدوام مسالة الدخول في إضراب عام مكتفية بالدعوة إلى تنظيم يوم للاضراب مع تسجيل الغياب الملفت للتساؤل للكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية CFDT..
كانت الأجواء المحيطة بالنقابات من خلال حركة الغليان الجماهيري والعمالي تؤكد على ضرورة التصعيد النقابي ، حيث تتجاذب القيادات النقابية بين التصعيد النضالي وبين الحفاظ على وثيرة الظغط لمعهودة ..في حين وجدت النقابات المنسلخة من الرقابة البيروقراطية نفسها أمام تحدي التدقيق في طرح مطالبها وعلى رأسها أجراء قطاع التعليم من خلال مطلب TOSوCOP بمعية المساعدات الاجتماعية .
في 13ماي 2003 سيتظاهر مليون عامل داعيا إلى خوض " إضراب عام " كما سيتلوه إضراب مليوني عامل ي كامل تراب فرنسا ضدا على الإصلاحات المضادة ل "رافان فيلون " مؤكدة على ضرورة التراجع على مراسيم بالادور لسنة 1993 وضد المساس بصناديق التقاعد ، كما دعا إلى مقاطعة ما سمي بالبرلمان الأوروبي . واضعة CFDT باعتبارها حليفة للحكومة أمام محك الاحرج ، وسيجدد نفس المطلب ارتفاع وثيرة الاحتجاج ، بعد 12 يوم فقط من دلك سيخرج ملايين العمال في تظاهرات حاشدة مطالبة بتوحيد الجهود بين النقابات لمواجهة خطة فيلون وسياسة اللاتمركز والحفاظ على الحق في التقاعد بعد سن 37 والنصف ، في مختلف القطاعات العمومية والخاصة .
يومين بعدها مباشرة 26/27 ماي 2003سيشرع مناضلي نقابات (FSU-CGT-FO) على الإعداد لمواجهة شاملة ، داعية إلى خوض إضراب يومي 2و3 يونيو في كل من قطاع الوظيفة العمومية والقطاع الخاص وقد دعت إليه ( FO CGT وللصناعة الكيماوية وفيدرالية FOللنقل الطرقي ) لتنتهي بعد سلسلة من الظغط المباشر للعمال إلى إقرار ساركوزي للتفاوض بينه وبين الفيدراليات والكونفدرالية وهو ما عبر عنه من خلال مسالة المركزية " فيما يتعلق باللامركزية فكل شيء قابل للتفاوض" ، وفي الثلاثاء المقبل سيعلن فيري عن مشروع متكامل مع المنظمات النقابية ، هدا وسيعلن المسؤول النقابي مارك بلونديل وسط الهتافات الجماهيرية : وعيا بالمسؤولية التي نتحملها فاللجنة التنفيذية ل FO وCGTتدعو للاضراب العام " مرددا " لقد اقترحنا على المنظمات التفكير في المقترح ، فأجابنا البعض أن دلك غير مناسب في الوقت الحالي، أما بالنسبة لنا فنحن نتمسك بموقفنا" ، وفي مرسيليا نظم 200 ألف عامل بملعب " فيلود روم " تجمعا جماهيريا حاشدا ، دعا فيه كل من بيرنار تيبو عن CGT ومارك بلونديل ( القوات العمالية CGT-FO) ألان أوليف باسمUNSAوجيرارد أشيري FSU وحسب AFP فقد ردد المتظاهرون شعار " الإضراب العام في الوحدة إلى حين إحباط مخطط فيلون–فيري–رافان" أو"عمال القطاع العام، عمال القطاع الخاص.. معا ".
لقد غاب عن المشهد السياسي والنقابي المطالبة بالإضراب العام والخلافات الهامشية بين المناضلين إلى حين ..
*أسبانيا نموذجا : الفرانكوية الجديدة وأزمة العمل النقابي:
بعد مرور 28 سنة على وفاة فرانكو ، اسبانيا اليوم تجد نفسها أمام خيارات التجدر الجماهيري المناهض للإجهاز على المكتسبات العمالية و الميولات البرجوازية الطامحة إلى إضفاء طابع مصالحها الطبقية على الغالبية العظمى ، مبررها الوحيد همجية السوق و ووقائع التحديات ،الحركة الجماهيرية العرمرم اتضحت ملامحها مع هيجان الشارع الاسباني المناهض للحرب وللعولمة وتنكره للمواقف الرسمية للطبقة الحاكمة .فمن خلال الدفع برفض قرار المشاركة في الحرب علت الأصوات التي لم تجد الادان الصاغية خوفا من انهيار الالة الدستورية التي حلت كبديل انتقالي بعد موت فرانكو ، كما ساهم حل الحزب الوطني الباسكي PNV مصحوبا بقرار إلغاء 216 ترشيح في الانتخابات ( بالرغم من شرعية ترشحها وأحقيتها من ناحية السلامة القانونية، حيث أنها حصلت وفق النص القانوني على 80 ألف توقيع مفوضة من طرف الجماهير الاسبانية ). القرار أصدرته المحكمة العليا كما تبنته المحكمة الدستورية ( المجلس الدستوري ) مما أدى إلى إرباك الحسبة الديمقراطية و ضرب استقلالية القضاء في أسبانيا لحساب مصالح الرأسماليين .
كداك هددت المكتسبات العمالية على غرارها في أوروبا وفي العالم من خلال التلويح في العديد من المحطات بمراجعة أنظمة الحماية الاجتماعية ، ورسم نفق محدد سلفا لمنهجية العمل النقابي ..ويعد دلك نوعا من التراجع بالنظر إلى أبجديات ما سمي في أسبانيا بالانتقال الديمقراطي . وهو ما يحدو اليوم بعمال الاتحاد العام للشغل CGT و اللجان العمالية CCOO إلى إعادة مراجعة لآليات تعاملها مع الحكومة ورسم حدود جديدة واضحة في العلاقة مع الباطرونا في ظل أزمة نظامية تتهدد مسار المكتسبات العمالية .تطرح سؤال العقد الدستوري أمام محك التغييرات التي يعرفها النظام الرأسمالي عالميا وتأثيره على رأسمالية أسبانيا .
2-3 الاتحاد الأوروبي وتحدي الوحدة النقابية :
بتاريخ 10/07/2003 ترأس جيسكار ديستان جلسة توقيع الاتفاقية الأوروبية حول مستقبل أوروبا ، وتعود الاتفاقية إلى دجنير 2001 حيث أعلن عنها إبان انعقاد القمة الأوروبية في لاكين وتتكون من 105 عضو معينين من طرف مختلف الهيئات والأحزاب الأوروبي اظافة إلى البرلمان الأوروبي والجمعيات والمجلس الأوروبي ، عملت زهاء 18 شهر قصد تمرير مشروع الدستور الأوروبي .
انتخب البرلمان الأوروبي سنة 2004 باعتباره مؤسسة للاتحاد الأوروبي مهمته المصادقة على التشريعات التي تتقدم بها اللجنة الأوروبية ، بما في دلك مشروع الدستور الذي أثار حفيظة الأوروبيين ، فاجابو عنه برفضهم من خلال عمليات الاستفتاء، ويتضمن المشروع العديد من المتاهات التي تعمل على التضييق على الحريات العامة والنقابية: على مستوى تأسيس الأحزاب الأوروبية تشترط اللجنة الأوروبية من خلال المجلس الأوروبي المنعقد بنيس أن تكون الأحزاب المرخص لها متواجدة في ثلاثة دول تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي ومشاركة في الانتخابات المرتبطة بالبرلمان الأوروبي ،وسبق لها أن عبرت عن رغبتها في دلك رسميا وان تحترم مبادئ الديمقراطية و الحرية وحقوق الإنسان ودولة الحق ...( مقترح 19 فبراير 2003 نشرة المرصد التشريعي للبرلمان الأوربي (COD2003/0039) بمعنى حرمان كل من لا يعترف بهده الشروط المجحفة ، اللجنة و هي تضع هده الشروط تغري بتخصيصها هبة مالية تضعه في خدمة المستفيدين وفق الشكل التالي : 8.4 مليون اورو 15% منها ستوزع بشكل متساو على الأحزاب التي تحترم المعايير الأوروبية و 85% ستوزع على الأحزاب التي تمثل ببرلمانيين في البرلمان الأوروبي ..وهي بدلك تضمن اجماعا ضمنيا على المخططات الإمبريالية الأوروبية .
ليست فرنسا استثناء من حيث بطء استهداف المكتسبات العمالية كما يعتقد البعض ، بل هي نتيجة تخلف واضح لطبقة الرأسماليين في رفع إيقاع الإجهاز على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية ، يعثر تطورها قوة الجدب الجماهيري التي راكمت مكتسباتها التاريخية من خلال محطات النضال العمالي (1944-1945) إلا أن دلك لا يشكل كابحا لاستراتيجية إجهازها على الحقوق العمالية برهانها الشبه الكلي على إدماج الكونفدرالية الاوروبية لنقاباتCES ،وضربها لأي محاولة تكثل يتبنى منطق النضال الوحدوي .
لقد قاطع 15 مليون فرنسي انتخابات 21ابريل 2004كرفض للسياسات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي في حين عبر المشاركين في الانتخابات عن استعدادهم لتصويت لصالح طرف ما مخافة صعود الفاشية اليمينية . كما رفض عمال مصلحة الماء الصالح للشرب والغاز(GDF-EDF) بشكل مكثف للقانون الأساسي ولنظام التقاعد.
إن الانتماء إلى الكونفدرالية الاوروبية للنقابات ، يعني عمليا القبول بشروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وبمواثيقه الطبقية ، فمن خلال المؤتمر العاشر ل CESالمنعقد ببراغ أيام 26و27و28و29ماي 2003بطلب من جيسكار ديستان وجاك دولور الرئيس السابق للجنة الاروبية ومهندس خريطة اتفاقيات ماستريشت الذي عملت على خوصصة كافة الخدمات العمومية نسجل ما يلي :
1-تقدم ممثلواDGB (نقابة ألمانية) مقترحا أسموه ب " المبادرة" ويهدف إلى مراجعة الاتفاقيات المهددة للاستقرار الاجتماعي ، بالرغم من أهمية المقترح فقد ووجه بالرفض إبان المؤتمر بدعوى عدم حصوله على النصاب القانونية من ثلثي الأصوات اللازمة بالرغم من كون النقابة المذكورة محسوبة في تمثيليتها على الأغلبية ، يقول احد ممثليها " هناك العديد من التظاهرات بفرنسا والنمسا وألمانيا ، الحكومات لم تقدم إجابات اجتماعية تعني بحل ألازمة ، لا للإجهاز على المكتسبات الاجتماعية ..نعم لسياسة اقتصادية تروم لإخراج الاتحاد الأوروبي من أزمته " .
2- يوم 27 ماي 2003سيطرح جيسكار ديستان رئيس الاتفاقية المكلفة بصياغة الدستور الأوروبي مشروعة قائلا " لقد عاينت مقترحاتكم إبان المناقشة في الاتفاقية ليس فقط من خلال المساهمات العديدة التي وجهتموها للاتفاقية ، لكن أيضا بالمشاركة الممتازة والتزام ممثليكم في الاتفاقية السيد ايميلو غابا غليو ، مند بدء أشغالنا عبرت الأطراف الاجتماعية (UNICE- CES) في تجمعاتنا الموسعة كما في مجموعات العمل التي شاركو فيها كيف أن الأطراف الاجتماعية تعتبر إحدى المكونات الأساسية في جسم الاتحاد ، الهدف من هده الصياغات ضرب الحقوق العمالية في عقر دارها عبر الاجتهاد في إيجاد وسائل تحتوي نضالاتها حسب خصوصية كل موطن عوض تحصينها .
3-ميثاق الحقوق الأساسية حمل في تصريح معنون (CES والاتفاقية الاوروبية)معلن عنه في مطلب " القرار الواضح بتنصيص الدستور على إدماج ميثاق الحقوق الأساسية مع ضمان التفعيل القانوني له .." ويقصد به : اختزال الحق في الحماية الاجتماعية في مجرد ولوج لخدمات الضمان الاجتماعي والخدمات الاجتماعية ، وأيضا اختزال الحق في السكن في " إمكانية المساعدة من اجل الإسكان " بمعنى عدم اجباريةالدولة ...ضرب الحق في الإضراب حيث اجبر ايميليو غابا غليو على النضال لمدة أسبوع متكامل ليتمن من اظافة هامش بسيط لصالح الحق في الإضراب ..بالمقابل لم تأل الباطرونا النقابية من فرض مطلب حرية تنقل الرساميل والسلع عبر البند 52 " لايمكن إدراج أي تقييد إلا عند الضرورة " وقد صدر في دجنبر 2000 .
هدا ويحمل البند الثاني الإجابة على الهامش الضئيل لحرية الإضراب قائلا " لا يعتبر الموت خرقا لهدا البند في حالة ادا ما نجم عن اللجوء عند الضرورة القصوى لقمع شغب أو تمرد وفقا للقانون " كما أن الحق في تأسيس النقابات وفق البند 12 يرتطم بتعديل مفاده " هدا البند لا يمنع من فرض تقنيات مشروعة على هده الحقوق المفروضة من قبل الجيش والشرطة وإدارة الدولة ".
كما أن التسريحات الجماعية للعمال تجد مشروعيتها في البند 30 الذي يرفض أي تسريح غير مبرر ، بمعنى انه يكفي تبرير الفعل للقبول به ومباركته . أما البند 31 الذي جاء على أنقاض مرسوم CES/391/89 الذي يعتبر" المشاركة المتكافئة " في حماية العمال، يدخل ضمن مسؤوليات العمال أنفسهم وهيئاتهم من خطر حوادث الشغل وليس من لدن المشغل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعات إسبانية يعتصمون منذ أسبوع دعما للفلسطينيين وضد ا


.. شركة بوينغ تكتشف مخالفات وتلاعب بين الموظفين العاملين في طرا




.. شركة بوينغ تكتشف مخالفات وتلاعب بين الموظفين العاملين في طرا


.. طلاب يعتصمون بجامعة كومبلوتنسي الإسبانية تضامناً مع الفلسطين




.. عشرات الطلاب يعتصمون داخل مقر جامعة أكسفورد البريطانية تضامن