الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم لك وأربع سنوات عليك !

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2021 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


من المقرر اجراء الانتخابات البرلمانية الخامسة في العراق في العاشر من هذا الشهر. انتخابات يتنافس فيها 3500 مرشحا لشغل 329 مقعدا في البرلمان المذكور.
تجري هذه الانتخابات في أوضاع بلغ فيها الانهيار الاقتصادي، البطالة، الجوع وانعدام الخدمات ذروته ناهيك عن الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة وسطوة ميليشيات الأحزاب الحاكمة المتنفذة في مجمل مفاصل الدولة .
تجري هذه الانتخابات وسط عزوف يُتوقع أن يكون منقطع النظير بحيث يختلف عن سابقاته، فبينما كانت المشاركة في الانتخابات السابقة لم تتجاوز الـ 20 بالمئة يُتوقع أن تصل في هذه الانتخابات حتى أقل من ذلك بكثير.
هذه الأوضاع دفعت بالمرشحين الى اتخاذ أساليب دعاية لا تخلو من السخرية والاستهزاء لدى المواطن في العراق ، فهناك من يظهر وهو يشيد مكانا لغسيل الأموات كما حصل مع المرشحة في حي الحرية في بغداد، وهناك من يقوم بتوزيع الملابس المستعملة في الاحياء الفقيرة داخل المدن، والاغرب من ذلك ما قام به ياسر صخيل المالكي نسيب نوري المالكي الذي يطلب من أحد مرافقيه ان يصوره وهو يقوم بتوزيع الطحين في كربلاء ! وسط غضب وحقد واستياء المواطن في العراق يسعى المرشحون الى هذه الأساليب المضللة ساعين كما يقول المثل حجب الشمس بالغربال، هذا الأسلوب الرديء أجبر حتى مايسمى بـ " المفوضية العليا للانتخابات " بشجب هذا النمط من الدعاية الانتخابية ، انها طريقة لا تليق سوى برموز هذه السلطة الطائفية القومية لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات وإعطاء رأيهم لهذا المرشح أو ذاك.
لنعود الى حيرة المواطن، وهنا أقصد من قرر المشاركة، في الاختيار بين الأسوء والأسوء، بالمعنى المجازي للكلمة، حيث لا وجود حتى للسيء كي يتم اختياره. منطق هذه الانتخابات هو التالي: للناخب، أكرر التأكيد على من قرر المشاركة، فرصة دقائق معدودة كي يضع بصمته على الورقة الانتخابية، هذه الدقائق المعدودة، فرصة لاختيار من يريد ان يكون ممثلا عنه في البرلمان اللاحق، وبعد وضع الورقة في الصندوق، يفقد مكانته كصوت و يسقط حقه في أي اعتراض أو ندم على ما فعل وعليه أن ينتظر أربعة أعوام لاحقة كي تتاح له مرة أخرى فرصة هذه الدقائق المعدودة! أما المرشح الفائز فأمامه اربع سنوات كي ينهب ويُشرّع ما هو لصالح ديمومة السلطة التي يمثلها ليكون بذلك طوق آخر في رقاب المواطن يُضاف الى جميع الاطواق الأخرى.
هؤلاء المرشحون يمثلون تلك الأحزاب التي أذاقت المواطن كل هذه الويلات والمصائب وحصة الأسد فيها ستكون دون أدنى شك للأحزاب الكبيرة ذات الأذرع المسلحة والأموال الطائلة، وأما مهزلة المرشحين المستقلين، فهي سياسة تهدف الى الدخول من الشباك حين يكون الباب مسدوداً.
أما المرجعية التي يطلقون عليها أسماء رنانة ، فهي تُثبت مرة تلو الأخرى بانها حقيقة صمام أمان، ولكن لنفس هذه السلطة بأحزابها وحكوماتها وبرلمانها ومحاكمها وميليشياتها و عصاباتها و.......
تأريخ البرلمانات العراقية التي تلت على السلطة منذ 2003 يقول لنا بشكل لا يقبل الجدل بأن لا الناخب ولا المنتخب يمكنهما أن يقررا المصير السياسي للحكم مادامت السطوة والسلطة تعود لميليشيات مسلحة تتحكم من خلال بنادقها في تسيير دفة الأوضاع السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية ضمن اطار الاحزاب الطائفية والقومية وهنا تصبح العملية الانتخابية مهزلة ومضحكة الهدف منها إضفاء الشرعية على ممارسات سلطة هذه الأحزاب ليس إلا .
ما هي الحصيلة هنا اذا؟ رب سائل يسأل، الجواب بكل بساطة هو خيبة الأمل والخذلان، فهذه الانتخابات تُمثل فقط تدوير النفايات من أجل إعادة تثبيت أركان سلطة الفساد عبر انتخابات تُشارك فيها وتُؤيدها الدول الإقليمية والدولية معلقة الآمال على انتاج حكومة تحفظ لها مصالحها وترسم لها سياسات تؤمن لها تلك المصالح .
8 / 10 / 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -