الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسيء الظن بالانتخابات العربية

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أحياناً يغادرني النوم تحت تأثير الألم فأفتح الرّاديو لأنني لا أستطيع التركيز على التلفزيون ، و أرغب أن يكون النّور مغلقاً، وربما هو نوع من التعذيب أن أغلق النور ، ثم أعود لإضائته ، وهكذا . أحياناً أستمع لراديو البي بي سي ، ومن خلال برامجها مع التّخلف العربي ، أغفو على وقع أصوات الترند، أو عنها في نصف ساعة ، أو غيره من البرامج ، وهذا ما فعلته البارحة ، فغفوت ربما لآكثر من ساعة، و استيقظت وكأن دماغي محشوّ بطبل ، حيث كان أحدهم يصرخ ، و يصف روعة الانتخابات العراقية من داخل بغداد. لا يمكن أن أصل له كي أضربه ، لكنّني تذكرت عنجهية صدّام حسين، وثقافة بشار الأسد ، ورأيت أن العراقي ، و السّوري فيهما تشابه مع الزعماء ، و أهم تشابه هو عنجهية العراقي ، وثقافة السوري .
أما عن عنجهية العراقي ، فقد أتى العراقيون على زمن صدام إلى القامشلي ، وكان لبعضهم أسماء حركية ، وإحداهن وضعت طوقاً في رقبتها ينتهي برصاصة" ثقاقة النضال في ذلك الزمن " دعوت مجموعة كنت مكلفة بزيارتها إلى طعام الغداء، ودار الحديث عن الحزب الشيوعي في العراق ، وماذا يفعل صدام بالشيوعيين ، ثم أصبحنا ندردش بأشياء أخرى ، قالت إحداهن: " استغربت من الفقر في سورية ، كنّا نسمع عن تفاح الشّام ، و إذ لا شيء موجود." فعلاً كان كل شيء مفقود في سورية ، ثم استطردت فقالت :" احنا في العراق ما في بيت مافيه ثلاث ثلاجات إحداهما للأحذية" . صدّقت حديثها يومها .
أما عن الثقافة التي تشبه ثقافة الأسد ففي مرة كنا في تجمع سياسي ، وكان حافظ أسد سوف يخطب خطاباً يلعن فيه أبو الإمبريالية فتجثوا على ركبتيها ، وكنت لا أسمع ، لدي عادة أو ربما طبيعة أن ذهني لا يلقط من الحديث إلا بعض ما يريد. رأيت أحد " القادة" يقف ويصفق . سألته:شو صار؟
أجاب أن الأسد تحدّث بحكمة حيث قال : عندما أسكن في قصر فهو من أجل نصرة المظلوم، أو الفلاح. قلت له: هاا ا
مرّت الأيام ، و أتى العراقيون إلى القامشلي في هذه المرة بعد موت صدام . كانت المساعدات تأتي لهم من الأمم المتحدة ، فيأكل نصفها المشرفون عليها . وكان بعض القادمين كلداناً أو سرياناً ، وفي هذه المرة لم أكن شيوعية، لكن صديقة ابنتي تزوجت عراقياً ، وهي سريانية ، فباركنا لها ، وبعد سنين طويلة التقينا ، قلت لها: كانت العراق غنية وليست مثل سورية ، فقالت لي " منو قال؟" ثم أكملت كانوا يعيشون على المساعدات لكنهم ينفخون . . .
تلك المقدمة الطويلة ليس لها علاقة بالموضوع الرئيسي وهو الانتخابات .
هل تغيّر الانتخابات في العراق الواقع؟
هل تصل إلى الديموقراطية؟
كيف تكون الديموقراطية في مجتمع بدائي ليس فيه صناعة، وتهرّب رؤوس الأموال للخارج؟
في أمريكا عدة أحزاب ، لكن حزبين منهما يتنافسان فقط لأن بيدهما رأس المال و السلطة ، فناديا بيلوسي و أقاربها لديهم امبراطورية مالية تحكم حتى لو أتى الجمهوريون على الحكم، وترامب لديه امبراطورية عقارية على سبيل المثال ،هم على رأس السلطة فقط الخلاف على قيادة تلك السلطة .
أذكر استفتاء حافظ الأسد في السبعينات ، وكنت على صندوق الانتخاب . لم يأت للانتخاب سوى عشرة منهم تسعة من الأمن ، لكن الصناديق ملئت على القائمة . أصبحت من يومها أسيء الظن بالانتخابات جميعها، بما فيها ال15 مليون الذين النتخبوا بشار ،لم أسأل نفسي عن عدد سكان سورية ال12 ساعتها ، صدّقت . أنا أصدّق الإشاعة ! و ذلك الحماس للانتخابات العراقية هو صوت أحدهم الفارغ من المضمون. . . عن جد موضروري الانتخابات عند العرب . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل