الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروبة: والمستعربون؟! ...و... الاسلام: المتأسلمون!!؟؟ (الجزء الخامس والأخير).....فوبيا إيران ، بعقليات القرون الوسطى!!؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2021 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


جــــمـــلـــــة اعـــتــراضــيــة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
نحاول دائماً أن نعطي رؤية موضوعية في كل موضوع نطرحه وفي كل قضية نكتبها وننشرها ، وقد يوافقنا البعض أو يخالفنا في رئيانا وهذا من حقه ، لكن حينما تتعلق القضية التي نطرحها بإيران ، يصبح لرأيك ميزان آخر ومسطرة جائهزة تقاس به وتحاسب عليه ، وستتعرض بسببه إلى شتى انواع الاتهامات والأقاويل وربما السباب والشتائم أيضاً!!
*****
ومع وضع هذا الأمر بالحساب نقول للجميع:
على فرض أن كل الذي يقولونه بخصوص إيران صحيح ، وهي الصورة التي تعكسها البروبغدا الصهيونية والامبريالية وتوابعها من الرجعيين العرب لإيران ، فإن "إسرائيل" تبقى هي العدو الوجودي والتاريخي الوحيد للعرب.. وإذا ما سلمنا بهذه الحقيقة ، يمكن اعتبار إيران ـ وحتى تركيا (خصوم لنا أو اعداء ثانويين) وليسوا اعداء وجوديين للعرب!
ففي السياسة والعلم أيضاً ، يتقدم الصراع مع العدو الوجودي على أي صراع ثانوي غيره ، وفي تجارب عديدة ـ كتجربة فرنسا وألمانيا مثلاًـ يمكن:
أولاً: أن تنشأ مصالح مشتركة بين هؤلاء الخصوم أو الاعداء الثانويين ، وهذه الحالة تفرض أو تتطلب من كل اطراف الصراع عدم تقطيع كل الحبال فيما بينهم ـ كما يفعل السعوديين الآن مع إيران مثلاً ـ وجعل ابواب الرجوع والتراجع مفتوحة للجانبين دائماً:
وثانياً: ويجب أن تكون بينهم (منطقة محايدة) يلتقون فيها ويتفاهمون من خلالها ، لصون وحماية مصالحهم المشتركة والحذر من أن تمسها نيران خلافاتهم المشتعلة دائماً!.
وثالثاً: العمل المشترك على تطوير ونمو مصالحهم المشتركة ـ ومهما كانت صغيرة ـ واسنادها بمشاريع استراتيجية عملاقة جديدة ، تمنع كلا الطرفين من الاقدام على أية حماقة أو طيش للمساس بها ، لأنها ستلحق به اضراراً فادحة أيضاً وبنفس درجة الضرر الذي يصيب الطرف الآخر!
ورابعاً: الارتقاء بالعلاقات فيما بينهما شيئاً فشيئاً إلى مستويات أعلى وصولا إلى مستوى الأخوة والصداقة كالشعوب الأوربية مثلاً: التي تعيش اليوم في أرقى مستويات التقدم والرفاه والازدهار والاستقرار الأخوة القارية المتينة ، بعد قرون من عداوات وحروب دموية اكلت الأخضر واليابس عندهم!
والأهم من كل هذا الذي تقدم .. هو:
o أن العرب وإيران وجدوا في هذه المنطقة من العالم منذ بداية الخليقة وهم باقون فيها إلى نهاية الخليقة ، ولا قبل لأي منهما على انكار هذه الحقيقة أ, نفي الآخر منها أو ترحيله عنها.. فإيران والعرب ليسا كيانات مصطنعان في هذه المنطقة كالكيان الصهيوني مثلاً ، حتى يمكن ترحيل احدهما منها في يوم من الأيام ، إنما نحن وهم متجذرون في هذه المنطقة ولا يمكن لأي منا اخلاء الآخر منها .. فالأفضل للطرفين ايجاد سبل وممكنات للعيش المشترك ، بسلام وإخوة وصداقة أبدية!!
*****
والمصالح المشتركة التي تجمعنا بإيران ـ حسب اعتقادي الشخصي ـ كثيرة ومتنوعة ومتعددة وعلى كل المستويات ، وقد يختلف بعضنا مع الآخر في تحديد ماهية هذه المصالح المشتركة مع إيران ويراها من زاويته الخاصة .. وبالنسبة لي أراها: بالإضافة إلى المصالح المادية والدين والتاريخ والجوار ، هناك مصالح نضالية وعقائدية ووجودية تجمع الطرفيين معاَ في هذه المرحلة بالأخص..... بعضهـا الآتـــي :

o أن ايديولوجية إيران قائمة على العداء التام للصهيونية والامبريالية الأمريكية والعالمية!
o إيمان إيران العقائدي بزوال "إسرائيل" ومحاربتها واجب على كل مسلم حتى يأذن الله بزوالها النهائي ، وهو للتذكير ايمان العرب والعروبيين الاساسي منذ أن وجدت "إسرائيل" في فلسطين إلى اليوم ، وهو الإيمان الذي تخلت عنه جميع الأنظمة العربية اليوم وبعض المستعربين معهم
o نصرة إيران الدائمة لفلسطين والفلسطينيين وقضيتهم العادلة!
o احتضان إيران للمقاومات العربية ـ والفلسطينية واللبنانية ـ وامدادها الدائم لها بالمال والسلاح والخبرات ، بينما معظم الحكام العرب يصنفونها "حركات إرهابية" فاغلقوا بوجهها ابوابهم بسبعة اقفال ، فكان لزاماً على المقاومة أن تبحث عن مصادر غير عربية لتمويل نشاطها وعملياتها المقدسة ، فكانت إيران حاضرة ودفعت بكل ثقلها ورائها ، فتمكنت بهذه المساعدات من تحقيق نتائج ملموسة ومباشرة على الأرض الفلسطينية واللبنانية.. حتى ليصح القول بأن :
لولا سورية وإيران لاختفت المقاومة العربية من الوجود في العقد الأول من هذا القرن على أبعد تقدير.. فهذه الأنظمة العربية العميلة هي التي دفعت المقاومة العربية باتجاه إيران دفعاً ، وليس العكس ،أي أنها، اصطفت بجانب العدو وطبعت معه وجرمت المقاومة طائعة ومختارة!
o نهج إيران التحرري الاستقلالي في عالم تفرض الهيمنة الأمريكية التامة فيه على جميع دول العالم ومفاصل الحياة فيها ، بما فيها دول كبرى!
o نجاح إيران في بناء دولة حقيقية مهابة تفرض احترامها على الجميع بما فيها الدول الكبرى ، وكذلك نجاحها في خلق نهضة وطنية صناعية واقتصادية وعلمية ومعرفية وعسكرية شاملة ، جعلت جميع الدول الكبرى والصغرى تحسب لها ألف حساب ، وغير هذا كثير وكثير جداً! وكان المفروض بالعرب أن يستفيدوا من هذه التجربة أو يحاكونها ويصنعوا في بلادهم نهضة مماثلة ، لا تسفيهها والحط من قيمتها ووضع كل قدراتهم بيد أميركا والصهاينة لمحاربتها !.

قد يقول البعض في كل قضايا المنطقة ـ وقد قيل هذا فعلاً ـ من أن إيران بدعمها للمقاومة تعمل لمصالحها الخاصة!!... وما العيب في أن تعمل إيران لمصالحها الخاصة ، نعم إيران تعمل لمصلحتها الخاصة كأية دولة أخرى في دول العالم.. فجميع دول العالم تعمل لمصالحها الخاصة ، لأن الدول ليست جمعيات خيرية تعمل لوجه الله تعالى ، ولا توجد دولة واحدة على وجه الأرض تعمل لمصالح غيرها من الدول ، إلا بعض العملاء الخائفين والتابعين لغيرهم ، هم وحدهم الذين يعملون ضد مصالح بلادهم.. فبمجرد تلفون واحد مثلاً ، كما شرح ترامب بنفسه (دفعوا له 500 مليون--$--)!!
وإيران كباقي دول العالم تعمل لمصالحها الخاصة أيضاً ، لكن مصالحها الخاصة في هذه المرحلة التاريخية ـ على الأقل ـ تتفق مع مصالحنا الجوهرية كعرب اصحاب قضية ، وربما في مراحل قادمة تتناقض مصالحنا مع المصالح الإيرانية ، عندها سيكون للعرب كلام آخر معها ووسائل أخرى متعددة لوقفها عند حدها!
فإيران في محاربتها للإرهاب تدافع عن نفسها وعن أمنها القومي وتحاول ابعاد الإرهابيين عن حدودها الوطنية ، وفي هذا مصلحة لنا ولها مما يخلق مصالح مشتركة بيننا وبينها!
*****
وللتوضيح أكثر يجب أن نعرف: بأن كل دول المنطقة تعمل لمصالحها الخاصة ، ولباقي دول جوارنا الإقليمي المحيط بنا ـ ومنها إيران بالذات ــ طموحات كبيرة ومشاريع امبراطورية خطيرة:
فــ : ((للكيان الصهيونـــي مشروعه القومــــي الإمبراطوري المتمثل .... بــ :
شعارها المعروف: ((أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)) وبسلوكه العملي على أرض فلسطين وجوارها العربي ، وحتى أبعد منه!!
 ولتركيا مشروعها القومــــي الإمبراطوري متمثلاً... بــ :
سعيها الحثيث لإعادة الحياة في أوصال (الإمبراطورية العثمانية البائدة) وحسب خرائطها القديمة (كما يقول البعض هذا ويعتقده)!
ولإيران مشروعها القومي الإمبراطوري :
متمثلاً بإعادة الحياة في أوصال (الإمبراطورية الصفوية البائدة) أيضاً ، وبأكبر من خرائطها القديمة (كما يقول هذا ويعتقده البعض)!
 وحتى لأثيوبيا مشروعها القومــي :
المرتبط أساساً بالمشاريع الدولية ـ والصهيونية تحديداً ـ وذلك بإقامتها لسدود مائية كبيرة ، يمكنها أن تقطع كل شرايين الحياة عن مصر وربما عن السودان أيضاً ، إذا ما تم تنفيذها!!

وطبعاً الشعب الوحيد ، من بين جميع شعوب ما يسمى بــ "منطقة الشرق الأوسط" ، الذي لا يمتلك مشروعاً قومياً خاص به ـ وسط كل هذه المشاريع الخطيرة ـ هـــــــــــــو:

الــشـــعـــــب الــعـــــربـــــــــي وحـــــده!!

وما دام الوضع العربي وجواره هكذا ، فمن الطبيعي :
أن تأتي كل هذه المشاريع القومية الإمبراطورية المجاورة له والمحيطة به على حسابه ، وحتماً سيكون هو ووطنه وأرضه ، الساحة التي يلعب بها ويتنافس عليها كل هئولاء!!
ومعهم وقبلهم وحتى بعدهم جميعهم ، القوى الخارجية والإمبريالية العالمية!!))
من مقال لنا بعنوان: ((الكيان ، تركيا ، إيران: مشاريع في الميزان؟!)).. (الجزء الأول) على الرابط: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=649002 : في 2019-9-10 .
*****
ورغم أن لكل من هذه الكيانات السياسية الثلاث المجاورة لنا ـ إيران تركيا والكيان الصهيوني ـ مشاريعه الخاصة الشديدة الخطورة علينا كعرب ـ واخطرها الكيان الصهيوني طبعاً ـ إلا أن لا احد يذكر أو يتذكر خطورة مشاريع تركيا و "إسرائيل" علينا ، يذكرون ويتذكرون إيران دائماً فقط وخطرها الداهم والدائم علينا ، أما تركيا فيعتبرونها دولة جارة مسلمة .. رغم أنها :
o تحتل اجزاء كبيرة من العراق .. ومدافعها تدك يومياً وباستمرار شمالي العراق وطائرته تقصفه!!
o وتحتل شمالي سورية بكامله وتغير اسماء مدنه وشوارعه ومدارسه.......الخ وتأوي عندها جميع العناصر التكفيرية التي تحارب الدولة السورية ، وتفجع السوريين يومياً بفلذات اكبادهم وبأمنهم وحياتهم!!
o وتحتل اجزاء من ليبيا وتتدخل بشؤنها الداخلية وترسل إليها آلاف من المرتزقة والارهابيين!!
o وتحتل اجزاء من الصومال ولها بعثة عسكرية ومدنية دائمة في مقديشو العاصمة!!
o ولها قاعدة عسكرية كبيرة تضم اكثر من خمسة آلاف عسكري ومعدات عسكرية متنوعة في قطر!!
وغير هذا كثير وكثير جداً:
لكن لا أحد يذكر أو يتذكر هذا الذي فعلته تركيا ولا زالت تفعله ، ويحاربه بنفس الطريقة وبنفس (الحمية) التي يحاربون بها إيران ..فلماذا؟؟!!.......

وكذلك اصبحوا لا يذكرون ولا يتكرون "إسرائيل" وخطرها الوجودي على العرب والعروبة والمستقبل كله ، فرغم أنها تحتل :
o فلسطين بكاملها!!
o وتحتل الجولان السوري منذ أربع وخمسين عاماً!!
o وتحتل مزارع شبعا اللبنانية!!
o وتحتل غور الأردن الأردني..... الخ!!
لكن أيضاً: لا أحد يذكر أو يتذكر كل هذا الذي فعلته "إسرائيل" ولا زالت تفعله أمام أنظار العالم أجمع ، ويحاربه بنفس الطريقة وبنفس (الحمية) التي يحاربون بها إيران ...وأيضاً لماذا؟؟!! ...أسألوا الطائفية أيضاً!

رغم أن إيران ومشاريعها لازالت سرية وفي علم الغيب ، ولم تحتل بعد ـ ومنذ بعد عهد الشاه ـ شبراً واحداً من أرض عربية كما فعلت تركيا والكيان الصهيوني ، اللهم إلا إذا صدقنا دعاوي المستعربين ـ أنظمة وأحزاب واشخاص ـ التي تقول: (بأن إيران تحتل أربع عواصم عربية!) ، وهم يقصدون هنا دعم إيران للمقاومة العربية في كل من لبنان وسورية واليمن والعراق ، وهي المقاومات العربية الوحيدة في دنيا العرب ، التي تحارب "إسرائيل" ـ التي يطبعون معها سراً وعلانية ـ والتي صنفوها "كمنظمات إرهابية" إكراماً لعين "إسرائيل"
*****
وللمقارنة فقط بين بعد نظر إيران وتصرفها السياسي والاخلاقي الرفيع وكسبها لقلوب الناس به ، وقصر نظر دول النفط العربية وتصرفاتها الا اخلاقية المشينة:
فلبنان مثلاً: تمر حالياً ومنذ اشهر بحالة انهيار شامل ـ ورغم ان العرب يعومون على بحار من النفط والدولارات ـ وأحد اسباب هذ الانهيار اللبناني هو الوقود وأزمته التي شلت حياة اللبنانيين ، لكن إيران تبعث لها عدة بواخر محملة بالنفط ومشتقاته ، رغم ان رحلات هذه البواخر محفوفة بمخاطر لا حصر لها.. بينما عرب النفط لا يمنحون لبنان قطرة نفط واحدة ، رغم أن بإمكانهم اغراق لبنان بالنفط وحل جميع مشاكله المالية وغير المالية!
ومثل آخر لبعد نظر إيران وسعة مفهوم "الأمن القومي" لديها وضيق أفق دول الخليج النفطية من هاتين الناحيتين:
فقد سخرت السعودية ودول الخليج (تلك المخلوقات النفطية) جميع امكانياتها المالية القارونية وبلا حدود ، لخلق وتكوين (منظمات وهابية ارهابية كالقاعدة وداعش والنصرة.....الخ) وارسالها إلى العراق وسورية وليبيا وبلدان عربية أخرى ، لتحصد أرواح العراقيين والسوريين والليبيين ، بينما كانت إيران ترسل لهم ابنائها لتحارب مع العراقيين والسوريين تلك المنظمات الإرهابية ، دفاعاً عن الآخرين وعن أمنها القومي ـ بالدرجة الأولى ـ وابعاد خطر أولئك التكفيريين الدمويين عن شعبها وحدودها الوطنية أمنها القومي.. وفي هذه الحالة من سيكون أحق بالشكر في نظر بسطاء الناس:
إيران: التي ترسل ابنائها لتدافع عنهم؟
أم السعوديون والخليجيون: الذين يرسلون الإرهابيين لقتل أبنائهم وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم ومدارسهم....الخ وقطع جميع مصادر الرزق عليهم؟؟
علماً بأن لا زال ولحد الآن: خمسة أو ستة آلاف انتحاري اغلبهم سعوديون يقبعون في السجون العراقية!!



ـــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025