الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان أم بر أمان

محسن عبدالرحمن

2021 / 10 / 10
كتابات ساخرة


محسن عبدالرحمن، كوردستان - العراق
وسقط نمرود العصر و سحل في ساحة الفردوس، كعادتهم هلهل العراقيين و سغردت العراقييات الماجدات و الكل رقصوا (الهوسة) مبتهجين بسقوط الطاغية و متمنين انفسهم ببزوغ فجر جديد، حالمون براحة و استراحة بعيدة الأمد، منذ حكم ملك هاشمي مستورد على بعير حجازي تسوقه الخاتون (المس بيل)، ليبادوا في اربعينية صيف سنة 1958 و يأتي الزعيم المنقذ ليخطب و الشعب يرقص الهوسة، وهو يجول و يصول في طول وعرض البلاد مجندلا الشيوعيين ومخصيا الفكر وحتى الجايجي الذي ذات يوم صب استكانة شاي لشيوعي.. و ليستدير صاباَ جام غضبه البارودي على كوردستان.. لينتهي هو الآخر على يد حليف الأمس بمأساة في قيض اربيعينية صيف بغدادي، و تستمر سلسلة الدم و تستمر معها اسطورة الدم العراقي المسفوح الحار كصيفها الملتهب الممتد من دموية صراع المدن السومرية الى الصراع الشيعي – السني بدأ بدم الامام الشهيد علي (كرم الله وجهه) الى دم الامام الشهيد محمد الصدر(قدس سره)!
لكن اليوم يأمل العراقيين بمختلف حللهم و مللهم التقدم الى المام، فهاهم يتقدمون بخطوات بطيئة مترددة الى مراكز الانتخابات بدم بارد و امل ضعيف ميؤسين من أي اصلاح اجتماعي وسياسي، فقد اقنعوا مسبقا بأن الانتخابات بدعة غربية مشتقة من التمدن، لان المواطنة في اللغة العربية مشتقة من مواطن، بينما المواطنة في اليونانية (polis) و الفرنسية (cite) مشيرة الى معان مثل الحرية، المساواة، العدل، الحقوق، الحضارة..، و هذا مفهوم غريب على ذهنية العراقي، فالمواطن لم يستوعب الديمقراطية بمفهومها الغربي، فهو حتى قبل عقدين من السنين كان يبايع (السيد الرئيس حفظه الله ورعاه) و اليوم من واشنطن سطعت عليه شمس الحرية الأمريكية و افتتحت امامه موانيء البحار و المحيطات و...وهو لم يعتاد سوى على اوحال الفرات الضحلة!
فالمجتمع المدني المستخلص من عملية الانتخاب تعني سلطة الشعب والعراقيين المساكين اعتادوا سوط السلطة من الطربوش العصمانلي الى السوط الصدامي، اعتادوا الاعتماد على بضعة الاف من المعممين يفكرون نيابة عن ملايين الشعب، لذلك فحتى الآن ولاتفصلنا عن اغلاق مراكز القتراع سوى ساعتيتن، و نسبة المشاركة لم تتجاوز ال (20%) و هذا ما دفع السلطات الى اطلاق النداءات عبر مكبرات الصوت من جامع ابي حنيفة النعمان ليحضوا الناس للمشاركة وأعتبارها واجب ديني بل وجهادي.
العراق لم يشهد حركة مجتمع مدني فعلي وحقيقي، فكل حركة قمعت عسكريا وامنيا وأؤدت في مهدها، لذلك هل سيقبل البرلمان القادم مبدأ الشراكة الحقيقة والمساواة في الحقوق والواجبات بيت مكونات الشعب، هل سيتناسى الشيعة ثأرهم التاريخي وهل سيغفر السنة للشيعة اسقاط دولتهم والتضحية برمزمهم القومي (صدام حسين) صبيحة عيد الاضحى؟
فالشعب المتوتر والمكبوت نفسيا والمرهق جسديا عموما يريد اليوم خدمات وفرص عمل وليس أدعية و زيارة اضرحة، فقد شبع شعارات قومية و دينية و طائيفية.. بعد هذا المخاض العسير والعملية القيصرية في صالة العمليات الامريكية للدمقرطة العراق، فهل سيصوت العراقيين ل (برلمان أ بر أمان)!؟
التصويت للبرلمان يعني التصويت للطائفة والقومية والحزب، أما التصويت لل (بر أمان) فهو تصويت للمستقبل!
أرجوا أن أكون مخطئاَ لكن بحكم التجربة و العشرة فأني اتوقع ولست مشككاَ بقدرة العراقيين على تجاوز عقدة الايمان الديني أوالولاء الطائفي أوالتعصب القبلي أوالانتماء المناطقي.. بل انني متأكد أنهم كعادتهم يشتمون، يوبخون، يهددون، يلعنون و يسبون.. سنين عجاف وأمام صندوق التصويت (حليمة رجعت لعادتها القديمة)!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد


.. ما رأيك في فيلم ولاد رزق 3؟.. الجمهور المصري يجيب




.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا