الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثقفو القائد!

فيصل يعقوب

2021 / 10 / 10
كتابات ساخرة


مثقفو القائد !
الذين يعملون على حمل الشعوب على إطاعة القائد و الاستسلام لتوجيهاته والانقياد لأوامره هم يستخفون بعقول شعوبهم أولاً و الإبقاء عليهم في مستوى متدني من الوعي والفكر والثقافة ليجعلهم غرقى في الظلام، وفي حالة من الغفلة عن الوقائع والحقائق وفي منأى عما يفعله ويمارسه من تعدي وموبقات بحق الشعوب و الأفراد ، و بما أن لكل شيء منشأ فأن للاستبداد أيضاً منشأ بل أكثر من ذلك ، و هنا سنتعرف على أهم أسباب الاستبداد.
١ـ الجهل من الأسباب الرئيسية الذي ينشأ منه الاستبداد و يولد منه المستبد، ليصبح قائداً و بطلاً و منقذاً في نظر الجهلاء، و يصبح خطره على الشعوب و الأفراد أكبر عندما يجد ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين في التغطية على الأخطاء و النواقص و تمجيد المستبد ، عندها يكون خطر هؤلاء ( المثقفين) لا يقل عن خطر المستبد نفسه.
٢ـ الفقر أو التخلف الأقتصادي ، حيث يوجد الفقر يوجد الجهل و التخلف و الأمراض و في المجتمعات الفقيرة يبقى الإنسان إنساناً عشائرياً و قبلياً و أمياً و يكون تفكيره مقصر على قوت عيشه و طرق معيشته و يعجز عن متابعة الأحداث و فهمها و بالتالي سيكون أهتمامته المعرفية و السياسية محدودة أو حتى معدومة و بهذا يصبح التحكم به سهلاً من قبل المستبدين و الطغاة يمكن أستخدامه لغاياتهم و أهدافهم.
٣ـ غياب المحاسبة و المراقبة ،لدى الحكومات المستبدة تجري التخطيط و ما يجب القيامه به خلف الكواليس و بعيدة عن أعين الناس و الصحافة، و تجري الاتفاقيات و المساومات و التبادلات في غرف مغلقة دون أن يكون هناك أي مراقبة او محاسبة لأفعالهم و أعمالهم و بالتالي هم لا يحترمون القانون الذي وضعه هم أنفسهم ، و بهذا الشكل تتحول السلطة المستبدة إلى مجموعات مافيوية و عصابات يتحكمون بالبلاد و العباد بحسب أهوائهم و رغباتهم بدون رادع او محاسبة ،فهم الدولة و هم القانون .
٤ـ انعدام المعرفة القانونية لدى الناس ،هناك الكثير من العلوم المعرفية و الثقافات الهامشية لا يخشها المستبد بل قد يشجع عليها أكثر ليظهر بمظهر المدافع و الحامي للعلوم و الثقافات ،و لكنه يرتعد و يخاف من تلك العلوم الواقعية التي تجعل من إنسان أن يتعرف على حقوقه الفردية و الجماعية و واجبات الحكومة اتجاهه و اتجاه المجتمع و واجبات الحاكم اتجاه من يحكمهم و وظيفته الأساسية في خدمة المجتمع و أفراده . أن انعدام المعرفة القانونية يجعل من المستبد و السلطة المستبدة أن يصدروا أوامر و أحكام على أهوائهم و مزاجهم .
طبعاً هناك أسباب أخرى كثيرة لكن عندما يكون هناك مثقفو القائد من الجوقة المتملقة و المطبلة و المروجين لفكر القائد و تمجيد القائد و تقديسه و رفعه لمرتبة معصوم عن الخطأ ، حينها يسوقون هؤلاء ( مثقفو القائد ) الأمة إلى الهاوية و الضياع و الجهل و بالتالي فريسة سهلة للأعداء، و لولا تلك الجوقة المتملقة و المطبلة للقائد المستبد لما كان له هذه الهالة المقدسة و لما كان له وجود
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس