الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال ماكرون الملغوم:-هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟-

كوسلا ابشن

2021 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ماكرون الرئيس لما يتوفر لديه من وثائق "أرشيف شمال إفريقيا" للفترة الإستعمارية و كذلك ما تزخر به المكتبة الفرنسية من مما أنتجه مؤرخون فرنسيون أمثال بروفيسور برنار لوغان و بروفيسور غابرييل كامبس وغيرهما, حول تاريخ شمال إفريقيا, ربما قد إطلع على تاريخ فرنسا في دزاير, وإطلع على تاريخ بلاد الأمازيغ القديم والحديث. إلا أن ماكرون يتضح أنه يتلاعب بالحقائق التاريخية, لإنتاج وهم شعب بدون سيادة, بلاد السيبة بدون نظام سياسي و بدون نظم و قوانين الضامنة قواعد الدولة, حتى قدم الإستعمار الفرنسي لصناعة الدولة. ما لا يفصح عنه ماكرون صراحة هي جريمة الإبادة التي إقترفتها فرنسا في حق الشعب الامازيغي بصناعة الدولة "الجزائرية العروبية". ماكرون يعرف جيدا أن عروبة دزاير صناعة فرنسية في بلاد الأمازيغ (المغرب الأوسط), و إن كان ماكرون يقصد بتصريحه " أمة جزائرية عربية", فهو على حق, لم يكن لها وجود بهذه الصفة قبل الإستعمار الفرنسي وأستحدثت بموجب إتفاقية إفيان, وبعد أن مهد الإستعمار العثماني الطريق للفرنسيين لتعريب المنطقة وصناعة الدولة العروبية.
ماكرون عن وعي يريد تحريف تاريخ دزاير "المغرب الأوسط", بنفيه لوجود نظام سياسي منظم قبل الإستعمار الفرنسي و شعب بدون سيادة, و ذلك بتلاعبه بتاريخية الشعب و نظامه السياسي وتقزيمه في الولادة القيسرية ل"الأمة الجزائرية" الفرنسية. ماكرون عن وعي تجاهل وجود دولة أمازيغية بنظمها السياسية والإقتصادية و الإجتماعية والثقافية, قبل ظهور الدولة الفرنكوية (فرنكن: قبيلة جرمانية إستوطنت ما يعرف حاليا بفرنسا). صحيح لم يعرف التاريخ تسمية الدولة "الجزائرية" قبل الإنسحاب الفرنسي و صناعة الدولة الوطنية العروبية, إلا ان البلد في التاريخ كان دولة ذات سيادة ( جغرافية و شعب و مؤسسات). في العصر القديم قد كانت المنطقة تعرف بمملكة ماساسيلي تحت حكم الملك الامازيغي سيفاكس, قبل أن يضمها الملك الأمازيغي ماسينيسا الى مملكته ماسيلي لتشكلا معا مملكة واحدة نوميديا. في العصر الوسيط, بعد المورابطية و الموحدية والمرينية, كانت الدولة الزيانية الأمازيغية صاحبة السيادة على المنطقة التي عرفها ابن خلدون ب"المغرب الأوسط", ومع إنهيار الدولة الزيانية إحتلت القوات العثمانية المنطقة وأصبحت ايالة "الجزائر" التابعة للحكم العثماني.
لم تعرف المنطقة دولة "الجزائر العروبية" ذات سيادة في تاريخ بلاد الامازيغ, حتى صنعتها فرنسا في سنة 1962 بموجب إفيان لصناعة وحدانية الدولة, الديني, العرقي, اللغوي والسياسي (الاسلام والعروبة واللغة العربية والحزب ), بعدما مهد الإستعمار العثماني البربر المرتزقة لقابلية تقمص الهوية العروبية الأجنبية بالتعريب اللساني.
تسمية دزاير كانت تطلق فقط على المدينة, وإكتسبت هذه التسمية نسبة الى زيري بن مناد الصنهاجي مؤسس السلالة الزيرية الأمازيغية التي حكمت ما كان يعرف ب"المغرب الأوسط" حتى الإحتلال العثماني الذي سمى المدينة بأيالة "الجزائر", مركز الجيش العثماني. و نسب الإستعمار الفرنسي البلد الى اسم المدينة (دزاير) التي سماها ألجير.
الأمة الأمازيغية أسست دولتها نوميديا في المنطقة, ذات سيادة قبل أكثر من ألفين سنة, حرمتها إفيان من سيادتها بقوة آلة القتل و قوانين إستبداد السلطة العرقية صنيعة الإستعمار الفرنسي و صانعة " الشعب الجزائري العربي و للأمة العربية ينتمي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم