الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد النكبة وفصلنا

شعوب محمود علي

2021 / 10 / 10
الادب والفن


1
هذا الموضوع لم يكرّس للدراسة وانّما
تداعيات صور ومحطّات ترسو على
على ضفاف الذاكرة
اعود فأقول
تمّ فصلنا من شركة الدخّان الاهليّة
في عام 4 5 9 1
بعد إضرابات عديدة وصراع مرير بين
العمّال وارباب المال وعلى مدى أربع سنوات
عانينا مرارة البطالة وتبعاً للتكيّف مع الظروف
كل واحد منّا وجد ما يناسبه من المهن المتاحة
مع ما عانينا من عذابات وحرمان من نعم
الحياة وكلّ منّا عاش بعيداً
عن رائحة التبغ والسنوات
تجري مثل ماء الأنهار وفي ليلة من
ليالي العبور
وخرق القانون الازلي
وطفر الموانع غير المسموح بها
للإطاحة بالتيجان والعروش
وفتحت أبواب الوزارات لتبنّى طلبات
الناس ووضع الميزان في موقع
التعادل واحقاق الحق في رفد المفصولين
فتشكّلت لجان لاستقبال وفود المفصولين
في المواقع المعنيّة بهم ومع جريان الماء
تمت عودتنا الى اعمالنا وخلال عامين
حصل خلاف بين ارباب العمل والعمّال
حول الاجور المتدنّية وكان النظام الذي هدّ
عش الملكيّة طلب من العمّال انهاء الاضراب
والنظر فيما يخص العمّال تمّ الرفض من قبل
العمّال والحّوا بالدخول في التفاوض حول
طلباتهم فكان الجواب اقتحام مبنى الشركة
عن طريق العسكر
وانتزاع الناشطين
وإخراج العمّال من المبنى
وسوقهم الى محاكم صوريّة
وايداعهم السجون مثقلين بأربع سنوات
وأربعة شهور
ثم اقل فاقل
الى سنة وأربعة شهور
ونحن في سجن البصرة وخارجه تجري
الصراعات العسكريّة من اجل التصفيات
وقبل إتمام محكوميّتنا تمّ القضاء على ثورة
الرابع عشر من تمّز المجيدة وقائدها العظيم
عبد الكريم قاسم رحمه لله
ونحن في السجون..
ولم يمضي سوى شهر على طبيعة
االتغير واذا بقوافل السجناء
تأتي الى السجون وفي تلك الفترة
تم أطلاق
سراح السجناء من الاكراد
وتمّ نقل اغلب السجناء من السجون
الى سجن السلمان
كذلك نحن نقلنا من البصرة الى السلمان
واتذكّر من الذين نقلوا الى السلمان
شاكر محمود اللهيبي معلّم وشاعر
وكريم حسين من عمّال الميناء
والمعلّم رشيد طاهر من الكوت
والمحامي فاضل الخطيب من بغداد
وطعمة مرداس كادر فلّاحي
ووعد الله النجّار رحمه الله تمّ إعدامه
كما تمّ اعدام كريم حسين من عمّال ااميناء
اكراماً لعاهرة الثورات ثورة رمضان الاسود
ومن عمّال السجائر غانم حسن أبو
امّا الذين اودعوا السجونون هم كالآتي
عبد الواحد قاسم
وقاسم سبع
وعودة
وجمعة امجيسر
ومهدي جبّار
وفاضل خزعل
وعباس ومن اهل الكوت
زيدان حيدر
والمعلّم رشيد طاهر
وعبد النبي مجيد تمّ اعدامه
وطعمة مرداس كادر فلّاحي
وغيرهم الكثير
للأحياء تحيّاتي والرحمة لمن رحلوا
ولم تمضي علىحركة رمضان
سوى أسابيع لترفد سجن السلمان
بطوابير جديدة كما لاح مع الافواج
(لوتي ناصر) وعلى الأثر
طلب منّي عبد الواحد أبا سلام
ان استفسر منه فرفت احراجه
او الاستفسار عن كونه أباح بالمكنون
فقال لي أبو سلام انت رومانسي او ما يشبه
بعد ذلك عاد أبو سلام وابتسامة
الفرح تطفح على وجهه والايّام اثبتت العكس
وفي منزلنا الجديد مرّت الايّام تزحف زحفاً
مثل ايّ معاق وقد اصبنا بالتخمة تخمة السنوات
المرّة ايّام السلمان اريد ان ابتلعها مثل
حبّة اسبرين او حبّة نوم تعبر بنا سنوات المحنة
وجرّاء الصراعات
صرنا كرة في ملعب العذاب
كانت هناك اشاعة تطفو على السطح (القضاء
على نزلاء السلمان او اعادت تأهيلهم)
وصقلهم من جديد وفي ضربة من ضربات
القدر انجلت الغمامة وسوّقنا لغرض إطلاق
سراحنا من السلمان وتسفيرنا
الى السماوة جرّاء فرز الصراعات
لحيوانات ما قبل عصر جلجامش وانكيدو
ومن هناك لبغداد
وعند وصولنا تكشّفت الكذبة
الصفراء للوتي ناصر
الشبيه بيهوذا الاسخريوطي
لم يبرّأ احداً سوى محمّد غضبان ولربّما
نسي ان يفتح له أبواب السعادة
لا ادري نسيه ام عطف عليه
رحمه الله وهكذا سلخت انا نفسي
سبعة شهور تو قيفاً للعرفي الثاني
والحضور للمحاكمة ثمّ التأجيل ولولا
الصراعات بين حيوانات
ما قبل عصر الحضارة
لكنّا في خبر كان ولمرّ الماء
من فوقنا لا من تحت..
وبعد خروجنا من جب القرون المظلمة
ارتدينا قمصاننا الحضاريّة لدخول
مرحلة جديدة لنصافح تلك الاياد المشوّكة
والتي تقطر دماً من ضحايا الأقمار
الرمضانيّة
اجل هكذا بدت لي الصور غير الباهتة
بدأنا مراجعاتنا لمن بيده العصا الغليظة
كما تعوّدنا مراجعة من بيده الامر
فكان المرحوم بدن فاضل
ومحمّد عايش رحمهما الله
يسمحان لنا بالتنفّس
والتخفيف عن كتم الانفاس
وقبل ان يتم اعدامهما
حسب رغبة الجلّاد صدّام حسين
وبعد ان تمت عودتنا الى شركات
الدخّان وفي تلك الظروف حصل فيض
باليد العاملة وجرّاء الفيض كان للبعض
خيار في تعين الانتقال للمكان الذي يرغب
الانتقال اليه فاخترت انا بنفسي دائرة
المصايف والسياحة واتذكّر من قدّم طلب
نقل لتلك الدائرة
مجيد محمّد
جاسم عبد الحسين
رجب نزهان
سالم حسن
حيدر حاتم
والمجموع حوالي ثلاثين عاملاً
من عمّال السجاير
ولدائرة المصايف والسياحة فنادق
في جميع محافظات العراق
وكانت الدائرة ترسل العاملين
الى كثير من المحافظات وفي احد الايّام
تمّ ارسالنا انا سالم حسن أبو سامي
الى فندق الرطبة بحدود سبعة ايّام

وفي احد الايّام وكان الوقت عصراً
وعلى غفلة حصلت حالة غير متوقّعة
توقفت سيّارة جميلة ونزل منها السائق
لينقل الحقائب وبعد نقل الحقائب الكبيرة
نزل ر جل وامرأة وهي تحمل كلباً صغيراً
وجميلاً ودخلا صالة الاستقبال وكانت
الارضيّة مفروشة بالزوالي القاشان
وما ان لمحها صاحب الفندق فقال للمرأة
اطلقيه في الحديقة والمرأة لا تهتم ولا تلتفت
وقال لها ولزوجها الغرف نظيفة
ومفروشة بالسجّاد والكلب يبول او
يحدث على السجّاد المرتفع الثمن
لو تتركوه في الحديقة
رفض الرجل وقال سينام الكلب معنا
في الغرفة
كنّا انا وسالم حسن في حالة ذهول
و في غرفة الاستقبال مجموعة من العمّال
يأخذون دور المتفرّج ومدير الفندق في حالة
تكاد تخرجه عن طبيعته وقال للرجل الغربي
ادخل السائق وادفع عنه أجور ليلته بدل
ان تدفع عن الكلب فردّ على صاحب الفندق
انا ادفع له أجور عمله فهو حر في ان ينام
في الفند ليدفع عن نفسه
او ينام في السيّارة فهو حر
اما الكلب فانا مسؤول عنه
وتعالت الأصوات وخوف احدهما
ان يخرج بقطاره عن سكة العقل
واخيراً خرجت الزوجة مع السائق
وطلبت منه ان يذهب بها الى مركز
الشرطة والاصوات ترتفع
والزوجة غابت عن الانظار
حوالي نصف ساعة ورحى المعركة
تدور بأقصى سرعة
واخيراً حضرت الزوجة والسائق
وشرطة الرطبة وكان مركز
الشرطة يقع في بداية
المدينة والفندق يقع في نهاية مدينة الرطبة
لا أدري من جهة سوريا ام من جهة الأردن
وما ان دخلت المجموعة من الشرطة
مع احد الضباط واقترب من صاحب الفندق
وسلم علىه ثم اقترب من الرجل الأجنبي
ليسأل عن طبيعة الشكوى والرجل الأجنبي
يهتف بالسائق ان احمل الحقائب الى السيارة
ومدير الفندق والشرطة تنظر في ذهول
والسائق مشغول بحمل الحقائب الى السيارة
والرجل الأجنبي يردد سوف لن انام
على ارض اسمها العراق
وتحت سماء تظل العراق
ولم تمضي لحظات الا والسيّارة
تغيب عن الأنظار
وظل ّالعاملون في الفندق
يتحدّثون عن غرابة الموضوع
وقدوم الشرطة وتلبية وطبيعة الشكوى
والجميع يتحدّثون لوقت طويل
عن غرابة الموقف
وفي العراق تجد الآلاف من
البشر بلا مأوي
في الشتاء الزمهريري
وفي الصيف اللاهب
فعدنا انا وسالم مذهولين لما حدث والآن
تلوح لي هذه الصور
طبيعيّة وانا أرى النساء
والرجال يقتادون الكلاب
او يحملونها
على حدّ سواء
في الأسواق وفي كلّ مكان
فاصبحت لديّ حالة طبيعيّة
وانا في أمريكا وكم اتمنّا لو كان
سالم معي ليرى بامّ عينه فتحيّاتي
لسالم أبا سامي ولكل الأصدقاء
مع تحيّاتي العطرة وسلامي
النابض عبر البحار والجبال
والصحارى ما بقينا على قيد الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم