الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة الجزيرة ... وفضائح الوثائق ... بين الثورية والبعثية ؟

داود البصري

2003 / 5 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


             

كرنفال ممتع ، ومهرجان ظريف ، وسباق رائع ذلك الذي تتسابق إليه فضائيتي أبو ظبي والجزيرة لتبرئة نفسيهما من جريرة التعامل والتعاطف الإعلامي مع نظام صدام البائد! وهو النظام الذي يمتلك سجلات ذهبية وخبرات أسطورية في فن التعبئة والتحشيد والتجنيد وخلق جيوش المبشرين في فضاء الإعلام العربي وهي مهمة لم تكن بجديدة على البعثيين الذين يعتبرون الأساتذة في فن التبشير الحزبي ، والإنتشار الإعلامي وشراء الذمم ووفقا للتسعيرات السائدة في عالم الإعلام الإستخباري الممول ، وقناة الجزيرة القطرية التي سقطت آخر ذرة من مصداقيتها مع سقوط البعث العراقي في أوحال هزيمته النكراء تخوض اليوم حربا من نوع جديد إسمها حرب براءة الذمة والتي أحسب أنها حرب خاسرة لامحالة ، فلم يعد التمسك بالشعارات الوطنية والثورية الرنانة عاملا مقنعا في إثبات البراءة ؟ ولم يعد التمسح بأعتاب قضايا الأمة في فلسطين والعراق سببا وجيها لنيل البراءة الشاملة من آثام وموبقات التطبيع والهرولة وتجميل قبائح الأنظمة الفاشية العربية ، والتغاضي عن مصائب الشعوب العربية بأنظمتها الديناصورية ؟ فسقوط البعث وصدام الفاشي لم يكن سقوطا لنظام خارج كل السياقات المعروفة ، بل كان بالدرجة الأساس سقوطا لمرحلة وحقبة زمنية كاملة إتسمت بالخداع والتدليس ، وسقوطا لكل وجوه النفاق التي تنبح من خلف المذياع وأمام الكاميرات تدافع عن حق الشعوب في الحرية والإنعتاق من الدكتاتوريات بينما تمارس في الخفاء وخلف بوابات القصور علاقاتها المحرمة مع أساطين الإجرام والطغيان لتسوق لهم وكما بينت تلك الصورة الملونة السعيدة لأحد أساطين الجزيرة وهو السيد فيصل القاسم مع الإرهابي المجرم وسكرتير صدام وأحد القتلة المطلوبين للعدالة في العراق المدعو عبد حميد حمود في أحد القصور الرئاسية في العام الماضي؟ وقبلها صورة لنفس المذيع مع المعوق عدي ؟ هذا غير الحلقات التي بثها من إتجاهه المعاكس في بغداد؟ رغم أن العراقيين لايعرفون الساتلايت الممنوع بحكم القانون البعثي القراقوشي؟ فلمن كان يوجه القاسم برنامجه إذن ؟، وبعيدا عن الإغراق في الإتهامات وسوء التفسير فإن الوثائق المكتشفة أخيرا من إرشيف أجهزة البعث البائد ستسلط الأضواء على كل الزوايا المعتمة في إمتدادات نظام صدام العربية والدولية والتي ستقطع الشك باليقين وأتمنى فعلا بل سأعمل جاهدا على أن تنشر بأوسع مدى ممكن لتكون الفضيحة بجلاجل رغم أن ( الذين إختشوا ماتوا )! كما يقول أعزاؤنا في مصر الكنانة؟ ، وسيحاول المتورطون إختلاق التبريرات الواهية وإصطناع البراءة وإدعاء أن الوثائق مزورة لتجنب الفضيحة! وهي ( حركات قرعة ) معروفة لن توفر ضمانة أدبية حقيقية للسمعة المنهارة وللمصداقية المتبخرة ؟ والواقع فإن كل من يعرف طبيعة النظام البعثي البائد في العراق لايساوره أدنى شك من أنه سعى ويسعى لإكتساب مواقع قدم وتجنيد العناصر خصوصا وإن الإمكانيات متوفرة والأرضية جاهزة ومهيئة سلفا ؟ وكل عناصر اللعبة الإستخبارية متوفرة ؟ فهل يتصور أحدكم مثلا من أن حلقة ( الإتجاه المعاكس ) التي ضمت كل من المصري سيد نصار والكويتي نبيل الفضل كانت مجرد صدفة ؟ خصوصا وأنها جاءت بعد حلقات إستاء منها النظام البائد كثيرا وهدد الجزيرة خلالها وخصوصا تلك الحلقة التي ضمت المعارض الوطني البارز فائق الشيخ علي والمدعو معن بشور أحد حلفاء صدام في لبنان ؟ ويجب أن لاننسى أن أطروحات السيد نصار كانت عدوانية وبذيئة ومخصصة لشتم الكويتيين والإستهزاء من قضية أسرى ومغيبي الكويت في سجون صدام ؟ وحيث كوفيء السيد نصار على أدائه التهريجي وكوفئت الجزيرة عراقيا بأن تم عرض الحلقة في فضائية صدام ليراها العراقيون ؟؟ وفي بادرة غريبة ونادرة؟ وإذا كانت الوثائق هي التي تكلمت أخيرا وستتكلم أكثر وأكثر في المستقبل القريب فإن المتابعات الميدانية لاتخطيء أبدا تفسيرها للعديد من الشواهد والقرائن ؟ ويقينا فأن الأيام القادمة ستشهد تطاير المزيد من الرؤوس القيادية في الإعلام التضليلي العربي ، وستستمر فضائح نظام صدام تلطخ وجه التاريخ العربي لمراحل طويلة قادمة ؟ ، إذ أن الجزيرة ومن خلال ممارسات مراسليها المقيمين في بغداد حاليا لاتزال تمارس دورها التخريبي في ظل تواجد الملا ماهر عبد الله بتوجهاته الطائفية الخطرة وإستغلاله لحالة عدم وجود الدولة والحكومة في العراق والتي سيكون من أهم مهامها المقبلة تنظيف بغداد من عصابات الإعلام الطائفي الخطر...

وقريبا عندما تتحدث الوثائق سيصمت الأدعياء وتجار الوطنية ، وسيعيش الإعلام العربي إتجاها معاكسا من نمط خاص ؟.

فتربصوا .. وإننا من المتربصين !.

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ