الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخفاق الإعمار بسبب ضغوط دولية و سياسية!!

صادق الازرقي

2021 / 10 / 11
الادارة و الاقتصاد


دأب رؤساء للأحزاب العراقية وقياديون فيها، وقسم منهم تسلموا وزارات مهمة في الحكومات المتعاقبة منذ 2003على القول انهم لم يفلحوا في الإعمار واعاد بناء البلد ـ وبالنتيجة اخفقوا في ادارة المؤسسات الحكومية التي اشرفوا عليها ـ بسبب ضغوط سياسية، بل ذهب آخرون منهم الى اتهام دول اخرى بإعاقتهم عن تفعيل ملف الاعمار، وهو ادعاء غريب لاسيما مع توفر الأموال الطائلة بين ايديهم لمدة طويلة، فهل منعت الدول الاخرى المسؤولون من تعيين عمال نظافة مثلا والعمل على مدار الساعة اسوة بالدول الاخرى للقيام بأعمال التنظيف والتخلص من المخلفات؟
واعطى مسؤولون آخرون سببا آخر لإخفاقهم بالقول، ان الأمن اهم من الإعمار وهي مقارنة غير موفقة وتنم عن الجهل السياسي والثقافي، اذ ان القيام بالإعمار وتحقيق الامن الاقتصادي للسكان بالقضاء على البطالة وتوفير مصدر مالي لكل انسان والارتقاء بالخدمات يحقق الامن لا محال؛ وتلك المعادلة ادركتها المجتمعات المتحضرة وعملت بموجبها، فحققت لبلدانها الاستقرار المنشود بتحقيق العدالة الاجتماعية، بعد ان كانت مرتعا للعصابات وللمجموعات المسلحة اليمينية واليسارية.
بل يمكننا القول، ان الإعمار والبناء الاقتصادي السليم، يجب ان يسبق الامن وليس العكس لأن الوفرة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، هي الامور التي تقنع الناس بصحة ما يجري، ولن نعطي بذلك فرصة للإرهاب والارهابيين لأن يتحركوا بما يحلو لهم. ان التبجح بالضرورات الأمنية لتفسير عجز الجهات المعنية في ملف البناء والخدمات بفضح قائليه، وبخاصة اذا عرفنا ان المتكلمين بذلك هم من الجنوب والوسط حصرا وتلك المناطق كان الأمن مستتبا فيها بالكامل طيلة الثمانية عشر عاما المنصرمة؛ ولنأخذ مثلا السماوة والديوانية والكوت والناصرية وغيرها، التي كانت تشهد استقرار امنيا ملحوظا، ولنتساءل: ما الذي عملته تلك الجهات المسؤولة في تلك المناطق ولنقل لأجلها طيلة تلك المدة برغم تحقق الامن وتوافر الاموال؟!
واذا كان المسؤولون يتذرعون بتنظيم "داعش" ونشاطه، فما الذي حققوه منذ 2003 وحتى 2014 قبل بروز داعش كقوة كبيرة مسلحة وسيطرته على اجزاء واسعة من البلاد، ثم ما الذي بنوه ويبنونه الآن بعد الخلاص من "داعش" برغم انتهاء الاعمال العسكرية وارتفاع اسعار برميل النفط؛ وهم لا زالوا يتقاسمون الحقائب الوزارية مثلما جرى في السابق.
ان اهمال بناء البلد و التحدث بادعاءات ومسوغات منعتهم من ذلك يشير من دون لبس الى ان قائليه يفتقرون الى المقومات المطلوبة لبناء البلد والارتقاء بحياة الناس، وان تصريحاتهم هي للاستهلاك السياسي ارتباطا بوقت الانتخابات، اذ ان بعض هؤلاء كان قد ظهر من على شاشات التلفزيون في اوقات سابقة واقروا بفشلهم في خدمة الناس وعبروا عن حزنهم، وبعضهم انزل دموعه اثباتا لذلك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة طارق الشناوي يتخلى عن النقد.. مش جاي عشان يجلد حد ب


.. بوتين يغير القيادات: استراتيجية جديدة لاقتصاد الحرب؟ | بتوق




.. رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب: لا زيادة في شرائح الضرائب


.. مستقبل الطاقة | هل يمكن أن يشكل تحول الطاقة فرصة اقتصادية لم




.. ملفات اقتصادية على أجندة «قمة البحرين»