الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعبية التيار الصدري تستحق رئاسة الوزراء

عدنان جواد

2021 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لا احد ينكر ان شعبية الصدر الكبيرة وخاصة في المناطق الشعبية المحرومة في بغداد، وفي المحافظات الجنوبية، وانها كانت موجودة قبل 2003، ففي التسعينات من القرن الماضي تصدى اية الله السيد محمد صادق الصدر(قدس) للمرجعية، واقام صلاة الجمعة في محافظات العراق في الوسط والجنوب، وانه اجتذب الكثير من الشباب ، ففتح لهم ابواب الحوزة، فدخلها الكثير منهم بدون ضوابط ومحددات ومعرف كما متبعة في القبول في الحوزات التقليدية، فدخل اليها حتى البعثيون ورجال الامن، فكان يلقي خطب حماسية تجذب الشباب اليه، وبعد ان انتشرت اشرطة الاباحية والاغاني والتبرج في تلك الفترة، امر بتحريمها فاختفت من الاسواق وانتشر الحجاب، وفي اخر خطبه اخذ ينتقد نظام صدام وسلطته وعدم عدالته في الحكم، فتم منع اقامة صلاة الجمعة واغتياله هو ونجليه فزاد حب الناس له.
ورث السيد مقتدى الصدر شعبية كبيرة مستميتة في حب ال الصدر، وبعد دخول الامريكان اخذ موقف المقاومة فشكل جيش المهدي، فخاض الكثير من الحروب، والكثير من التظاهرات المليونية ضد الحكومات المتعاقبة بدعوى الاصلاح، انكرها عليه البعض لأنه مشترك في تلك الحكومات ، وقد مارست بعض القيادات الميدانية للتيار الصدري العنف، والبعض الاخر اشترك في الفساد، وان هناك من يدعي انه ينتمي للصدر فيستغل هذا الاسم في الاستحواذ على المال العام، وفي تهديد الاخرين، وفي نهاية المطاف كون كتلة سياسية وقوة عسكرية متمثلة بسريا السلام، بينما الاحزاب الشيعية الاخرى فان اغلب قياداتها كانت خارج العراق، وانها استحوذت على المناصب ، واخذت تنظر للمواطن العراقي الذي بقى في العراق اما بعثي او تابع لنظام صدام او صدري جاهل، فشرعت قوانين تمنح لمن كان خارج العراق حق السياسي بمبالغ طائلة، اما الذي بقى يجب عليه ان يجلب مقتبس حكم، والذي شرد وهجر من منطقته وسجن اكثر من مرة، وعانى من الحصار لا يمنح شيء، كذلك الشهداء فهناك تفريق بين من بقى ومن خرج خارج العراق، والقيادات في الصف الاول يجب ان تكون من نفس عائلة رئيس الحزب او من ينال ثقته حتى وان كان فاشلا.
ما يؤخذ على شعبية التيار الصدري انها تلبي كل ما يطلب منها زعيمها من دون تردد، بغض النظر ان كان ايجابيا او سلبيا، والحقيقة التي تحير الاحزاب الاخرى في ارتفاع شعبية التيار الصدري رغم الهفوات والاخطاء وفساد بعض المتصديين للمسؤولية، لكن هذه الشعبية من اوفى الناس لقياداتها، وهذا لم يأتي من فراغ، وحسب ما قلنا الجذور التاريخية والارتباط الديني، وان القيادات في هذا التيار من نفس تلك المناطق الشعبية الفقيرة ، وانهم لم يذهبوا للمنطقة الخضراء بمجرد الصعود للبرلمان، وانما بقوا في نفس مناطقهم واذا ذهب بعضهم فقد تركوا مكاتب في تلك المناطق، تقوم بتسهيل وقضاء حاجات الناس في الدوائر الحكومية المليئة بالروتين، وتعيين من يحتاج للتعيين في الوزارات التي يوزر عليها من ينتمي للتيار الصدري، فمثلا الكهرباء والصحة وهما وزارتان تسلم قيادتها التيار الصدري لأكثر من دورة، كان اغلب موظفيها من ذلك التيار ومن المناطق الفقيرة والمحرومة، فكيف اذا حصل على رئاسة الوزراء ، فانه سوف يصل بهم للوظائف العليا في الوزارات الامنية والبرلمان وجميع الوظائف في الدولة، اضافة الى ما وعدوهم بانهم سوف يقومون بتوزيع الثروة النفطية مباشرة على المواطنين.
فعلى قيادات التيار الصدري تكريم هذه الشعبية وزيادة الترابط وتقديم افضل الخدمات لتلك المناطق التي انتخبتهم، فتلك الشعبية تستحق بناء لهم مدن بدل مدنهم المكتظة بالسكان، وعدم مغادرة مناطقهم بعد الفوز وسكن القصور بعيدا عنهم، والابتعاد عن اللجان الاقتصادية، وتوزيع الحصص، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب باعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والتخصص، وعلى الاحزاب وخاصة القديمة والتي وصفها نصار الربيعي ومن باب الاستهزاء بانها( ديناصورات) مصيرها المتحف الطبيعي، اعادة ثقة الناس بها قبل فوات الاوان، وان صرف الاموال واستخدام السلطة لا تجلب الاصوات وانما قضاء حاجات الناس وخدمتهم هي من تجلبها، وان في الديمقراطية الحقيقية هي ان الشعب من يمنح السلطة ويسلبها من المتصدي لها، وعندما يحتفظ بالسلطة بغير الانتخابات يعتبر دكتاتور، فكم من الاموال التي تم انفاقها على الدعاية الانتخابية، والوعود والكلام الكثير، لكن في النهاية لم تنتخبكم الناس، فيجب اعادة النظر بجميع سياساتكم، والاستغناء عن البيروقراطيين والمخضرمين والمنافقين والانتهازيين، واستبدالهم بقيادات شابة ومن المناطق الشعبية والفقيرة فهي اكبر رصيد انتخابي، و التخلي عن جعل الاحزاب وقياداتها مقاطعات عائلية، والسكن بين الناس وفتح المكاتب في مناطقهم الانتخابية، وحل مشاكلهم وليس فقط التحرك ايام الانتخابات، ومساعدة المحتاجين وتوفير مستلزمات العيش الكريم والتنافس في تقديم الخدمة وليس في الحصول على المناصب وجمع الاموال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل الاكثرية لوحدها هي المعيار ام شيء آخر؟؟
سهيل منصور السائح ( 2021 / 10 / 12 - 07:20 )
اخي الكريم بعد التحية.هل الديموقراطية تعني الاكثرية فقط ام ان هناك ثوابت لا بد ان تكون ضمن الاكثرية واولها الالتزام بالمبأدئ واهم المبآدئ النزاهة هي المساوات بين مكونات الشعب بابعاد الدين عن الحكم وجعله شان شخصي والحقوق والواجبات هي المعيار في المساوات. ولا تنسى الاختصاص الثقافي. فلا يجوز ان يراس دولة من لا علم له بالسياسة وفنونها. ان تاييد التيار الصدري لعآئلة آل الصدر هو تاييد مذهبي وهذا حقهم ولكن الصفاة المطلوبة في رئاسة الوزراء يجب ان تكون كما ذكرنا آنفا. ان الحكم في العراق منذ 2003 والى وقتنا الحاضر لا علاقة له بالديموقراطية الا شكلا وليس مضمونا لان التدخلات الخارجية ليس خافية على احد. اخي الكريم . هذه هي الاغلبية اذا كانت مرتبطة بدين كما يصفها الشاعر الكبير ايليا ابو ماضي
لَمّا سَأَلتُ عَنِ الحَقيقَةِ قيلَ لي
الحَقُّ ما اِتَّفَقَ السَوادُ عَلَيهِ
فَعَجِبتُ كَيفَ ذَبَحتُ ثَورِيَ في الضُحى
وَالهِندُ ساجِدَةٌ هُناكَ لَدَيهِ
نَرضى بِحُكمِ الأَكثَرِيَّةِ مِثلَما
يَرضى الوَليدُ الظُلمَ مِن أَبَوَيهِ
إِمّا لِغُنمٍ يَرتَجيهِ مِنهُما
أَو خِفيَةً مِن أَن يُساءَ إِلَيهِ
سلام عليكم

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا