الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ والذاكرة والهوية الجامعة 🌝 🇯🇴 …

مروان صباح

2021 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


/ من الصعب لأي مجتمع أعتماد صيغة المنظومة الكاملة والمتشابكة والآمنة والثابتة دون أن تكون المنظوم بالفعل متماسكة من حيث الشكل والمضمون ، أقلها ، أن يتحقق الاجتماع السياسي والقدرة الاقتصادية ، فالدول التى أعتمدت الهوية الجامعة ، لم يقتصر ذلك على تحقيقها ، في واقع الأمر ، للعلاقات الروحية أو الاجتماعية فحسب ، بل لأنها انخرطت في تجذير بنيويتها ، عندما تبنت التخطيط نهجاً وواكبت تحديث الخدمات في شتى المجالات ، وايضاً حققت 🤨 الاقتصاد الوطني الحر الذي أستطاع أن يصل إلى ارجاء المعمورة ، وفي جانب آخر ، وهو متسق اتساقاً عضوياً ، كان من الضروري تطوير النظم التربوية ، لكي يستطيع المجتمع المحلي الإتصال بالعالم ، وهذه ، يصح أيضاً التذكير ، هناك👈 بالتأكيد 🙄 فارق بين أن يعيش الإنسان بمفرده أو أن يجتمع في ذات المكان مع الأخر ، بالطبع ، من الجانب الإنساني ، يدرك المرء أهمية هوية كل فرد ودفاعه عن استقلاليته ، وبالمؤكد لكل شخص خصوصيته وهويته التى 🤔 لولا ذلك ما كانت الهويات احتاجت إلى الهوية الجامعة ، فالهويات بالأصل ، وهو صحيح ، تصنف بالفردية ، لكن طالما هناك نمو بشري ، وهذا يُطلق عليه المستقبل ، الذي بدوره يراكم الخبرة وأيضاً الخيال ، والخبرة من جانبها ، تحديداً في المجتمعات الصحية وسليمة التفكير ، تنتج جملة ثقافات متعددة ، تتقاطع في قليل وتتشارك في كثير ، وكلما تنوعت أصبح المجتمع يحتاج إلى شيء مشترك ، يجمع المكونات المختلفة ، وبالتالي ، عندما أطلق على المسجد بالجامع أو الأماكن التعليمية بالجامعة ، كان ذلك ببساطة ، بأن الهويات الفردية التى أدركت خطورة تناثرها أو بقائها فالتة ، بالفعل أجتهدت في البحث عن طريق يصل بها إلى إطار وظيفته تذويب الهويات الصغيرة في الهوية الكبرى من أجل 🙌 كوننتها ، وقد يكون الإيمان هنا 👈 ، أي بالهوية الجامعة ، كما هو حاصل في كثير من الدول ، مقتصر فقط داخل جدران المؤسسات العامة ، وبالتالي ، بالفعل هذا حدث مع ظهور الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ، وايضاً تكرر في العصر الحديث ، فمع النهضة الصناعية ، التى أنتجت طبقات متعددة وأفرزت من خلالها شرائح مجتمعية جديدة ، فرضت بشكل إجباري هويتها وأصبحت جهات أساسية في الهوية الجامعة ، فالجمع هنا 👈 ، ضرورة قسوة لأي مجتمع متحدث الفكر ويرغب بالازدهار ، لأن في النهاية ، الهدف هو جمع المكان والهوية والقومية والإنسانية في هوية توحيدية ، كحماية للمجتمع من بعضه البعض اولاً ، وعاملاً أساسياً لاجتماعهم واستمرارية دولتهم ثانياً ، وأيضاً ، هذه الهوية الكبرى تُعتبر عنصر تفويتي لأي اختراق محتمل 🧐 ، يمكن في المنظور القريب أو المستقبل يهدد اجتماعهم ، وفي المحصلة ، وهذه خلاصة راسخة ، لا توجد هوية ثابتة ابداً ، فعلى الدوام أي هوية فردية معرضة للتقلابات والمتغيرات والاختراقات ، تحديداً في هذا العصر التى تسيطر عليه تماماً👍 التكنولوجيا ، ولأن بفضلها أصبح العالم متقارب حتى التلاصق ، والتى بدورها التكنولوجيا شكلت الهوية الإنسانية ، حتى لو كانت هناك كثير من الانتقادات حولها واهدافها وتبعياتها ، أي أن ببساطة ، يمكن 🤔 للمرء أن يتعاطف ويتفاعل ويقدم احياناً الدعم المالي أو أكثر من ذلك مع كارثة في قارة أخرى ، وبالرغم أنه عالم في جوهره دائم التحوّل والتشكل ، إلا أن البشرية على أستعداد مواكبة التغير وايضاً التفاعل مع ما ينتجه الأخر من جديد 😮 ، وبالتالي ، وعلى هذه الوتيرة ، يبقى يلُحّ عليّ شخصياً سؤالاً 🙋 ، كان ومازال بالفعل يراودني طيلة الوقت ، من أنا لولا سايكس بيكو ، بل منذ ولادة الدول الوطنية في المنطقة العربية ، كان السؤال الذي يطرح ، إذا كانت الولادة غير طبيعية / ناقصة ، كيف يمكن منع ظهور الحركات الانفصالية ، والتى تبرر حقها في الظهور طالما أخفقت الدولة في تحقيق 🤨 جمع الناس حول الهوية الجامعة والتى بدورها تحافظ على الوجود .

وكأن التاريخ في الجغرافيا العربية لم يتحرك قيد أنملة ، وكل من يسعى إلى تحريكه نحو الجمال والاكتمال والتعطش المعرفي ، أو تحرير الإنسان من الحصار الذي يفرضه على ذاته ( القوقعة ) ، يواجه وابلً من القصف والعراقيل والمطبات ، بل ، وبعد مرور مائة عاماً على الوطنية العربية ، مازال الإنسان العربي أينما وجد ، يُعّرِف على نفسه بالعربي خارج جغرافيته ، لأن اللغة تُعتبر الهوية الأعلى ، ثم الانتماء للاسلام ، هو الجامع الأوسع ، فعلى سبيل المثال ، الفرائض الخمسة في قارة مثل أمريكا 🇺🇸 تجمع كل الهويات المتخلفة والمتعددة ، بالفعل تجمع يومياً الفرقاء بالجنسية واللغة واللون والمذهب والتفكير والطريقة والأهداف ، وهذا حاصل بشكل أكبر وبصورة تصنف بالعالمية في العيدين ، الفطر والاضحى ، وبالتالي ، جميع ما أسلفناه بحاجة إلى جامع ، بالإضافة ايضاً ، للتاريخ الطويل والذاكرة التى حملت هم التحدي والوجود بين الأمم الأخرى ، وقد يكون أفضل مقارنة نافعة ، بالتأكيد 🙄 ، وضعَّ القارتان الأمريكية 🇺🇸 والأوروبية 🇪🇺على محك المتغيرات الحاضر ، لأن شهدتا انتفاضة على الثوابت والماضي والمجمد ، لقد استطاعا الطرفان إلى حد ما ، التغلب على أي موانع تمنع إعتماد الهوية الجامعة ، مثلاً الديمقراطية الليبرالية / أو النظام الاقتصادي الرأسمالي أو الحرية ، وكانت والولايات تحديداً قد حسمت مسألة اللغة لصالح الانجليزية ، وهي قضية كانت شيء أساسي وجوهري ، لأن وعلى الرغم من التجاذبات الواسعة وأحياناً وصفة بالمتطرفة ، إلا أن ، وهذا الحسم يحسب لهم ، لأنه كان السبب الرئيسي في إذابة الهوية الفردية والذي أتاح المناخ الصحي للمجتمع أن يتطور ويبتكر ويبدع ويستمر ويتمدد ويعولم العالم ، لكن في المقابل ، تأخرت أوروبا حتى تمكنت من إنجاز وحدتها ، لقد واجهت موانع متعددة ، بالطبع ، أهمها تعدد اللغات ، الذي اضطرها بعد مدة من الزمن ، أن يلجأ مفكرينها إلى صناعة الهوية الكونية ، وبالتالي ، كان الاجتماع الأوروبي في شكله الحالي ( الإتحاد 🇪🇺 الاقتصادي والأمني ) الطريق الوحيد لإذابة الثقافات والقوميات واللغات والأيديولوجيات والمذاهب .

الحقيقة ، ولعل من الأفضل البدء من جغرافيا تحتل موقعاً إستراتيجيًا في الشرق الأوسط ومميز ، فالأردن 🇯🇴 بعد مائة عاماً ، يزال يبحث حقاً😟 عن الهوية الجامعة ، وهذه حقيقة 😳 لا يمكن 🤔 إنكارها ، فالاردن في المحصلة يعتبر بلد حديث التكوين ، أجتمع فيه العربي / الإنساني / السياسي / الاقتصادي / الثوري / الأخلاقي ، وبعيدًا عن الأحداث الضيقة والتى جرت في أوقات معينة ، سمحت أن تتقدم هوية مجتزئة من الهوية الكل ، في المقابل ، تراجعت لأسباب سياسية بحتة الهوية الجامعة ، إلا أن ايضاً ، في نهاية المطاف ، وهو تذكير مفيد ، لا مفر منه ، فالأردن 🇯🇴 قام على أدبيات الثورة العربية ، لكن عُطلت هذه الأديبة عندما انخرط المجتمع في ممارسة السياسة والديمقراطية القاصرة ، وهذا القصور الادراكي ، أنعكس سلباً على الحياة وتطورها وبات يهدد وجودها ، هنا 👈 لا أقصد بتاتاً من الناحية الأمنية ، بل من الجانب الاقتصادي ، فجغرافيا مثل الجغرافيا الأردنية والتى تقع على أرض صحراء 🌵🐪 مترامية على طول الحدود ، كانت دائماً حاضنة للآلم الهارب من الجوار ، ففي الأردن 🇯🇴 أعتادوا أبنائه وبناته تحمل الألم معاً ، إذنً ، كان من الطبيعي أيضاً ، أن يبادر الجميع في معالجة الألم العام ، بالطبع ، من خلال استراتيجيات وطنية جامعة ، وطالما الكل في هذا التجمع وبطريقةً ما يشعر بأنه ضحية ، وطالما ايضاً ، أن العروبة والتى تُعتبر الهوية التى يجتمع عليها الكل ، مازالت تتفوق على الهوية المناطقية ، إذنً ، الاجتماع الحاصل قد حصل بفضل القومية واللغة والإنسانية ، بالطبع ، لا يتجاهل أيضاً المراقب الدين ، وطالما الأغلبية الأردنية من غير المسلمة ، أقصد من المسيحيين ، رسموا علاقتهم ، من جانب ، بالأرض من خلال القومية والدين والانتماء للتراب ، ففي الجانب الأخر ، رسمت من خلال الشرح القرآني والذي حددها هكذا ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) ، وبالتالي ، التفكك الاثني يشير ☝، إذا كانت اللغة على الدوام تعمق المجتمع وتصنع هويته العليا ، فإن الإنسان في الخاتمة ، تماماً🤝 كما هي الدولة ، ذاكرة ، إذنً ، الشيء الوحيد الذي يدفع🤚 الناس للفرقة ، هي المصلحة الشخصية ، فذاكرة الأردن 🇯🇴 مرتبطة بذاكرة التاريخ الطويل أكثر من ذاكرة دولته ، والصحيح ايضاً ، إذ ما سلمً المرء ، بأن جغرافية الأردن 🇯🇴 كانت مركزاً غير مستقراً في التاريخ ، في المقابل ايضاً ، ارتبطت بشكل مباشر بذاكرة الإسلام ☪ وقبلئذ ، بالذاكرة الإنسانية / المتغيرة .

وهذه الخلاصة الأخيرة سوف تحاول إظهار الفارق بين الخطاب المجرد من التاريخ والذاكرة ، وبين الخطاب الذي يرتكز على التاريخ والذاكرة ، بالطبع ، وللأردنيون 🇯🇴 في دولة لبنان 🇱🇧 على سبيل المثال أو حتى سوريا والعراق 🇮🇶 وأبعد بقليل ، بلد مثل اليمن🇾🇪 ، عبرة وتجربة ، بل تجارب غنية وعابرة وأيضاً ثاقبة ، لم تتكئ الدول الوطنية الحديثة في خطاباتها على التاريخ والذاكرة ، على الرغم من التظاهر بذلك ، الذي منع من تشكيل على مرّ العقود ، الهوية الجامعة ، بل كان الخطاب فضفاضاً والنهج مفرغاً ، أنتجا تأزم بنيوي ومهدا الطريق إلى سقوط الدول في وحل الخراب ، وهنا 👈عندما نتحدث على سبيل المثال ، عن مسألة البطالة ، فنحن نشير عن آلم 👌جمعي لم يعد تماماً👌 ألمً 🤒 تقليدياً ، بل تحول إلى إعترار ، والذي يجعل أي بلد عرضةً للتفكك ، لأن المجتمع الفاقد للهوية الجامعة ، في أي أزمة يواجهها ، يعجز تماماً عن الدفاع عن وجوده ، تماماً كما صار في العراق 🇮🇶 أو سوريا وقبلئذ لبنان ، إذنً ، في بلد مثل الأردن 🇯🇴 ، مهما حاول البعض اجترار سرديات معاكسة للذاكرة ، يبقى الادرن يحتفظ بتاريخ واحد☝وبذاكرة واحدة☝ ، لأن باختصار ، الجامع في هاذين الصندوقين ، الذاكرة والتاريخ ، هو الانتصارات الواحدة☝ والهزائم الواحدة☝ والاستعمار الواحد☝ والهم الواحد☝والآلم الواحد والإخفاق الواحد☝والمصير الواحد☝.

اخيراً ، يظل السؤال المركزي ، وهو سوالاً يُطرح على الذات قبل أي شخص أو جهة أخرى ، من أكون أنا☝دونك ، ومن أنت دوني ، فنحن معاً نشكل التاريخ والذاكرة والمستقبل ، وأيةُ محاولات ترغب بتقديم خلاصات أخرى ، لن تجد لها مكان في التاريخ وايضاً ستفقد المستقبل ، لأنها ببساطة ، مخالفة للمنطق ، بل المنطق يقول أو بالأحرى يشير☝، بأن الانتاجات الفكرية والثقافية على الرغم من تنوعها ، لكنها متقاربة أو في وجوهرها مصدر واحد ☝ ، لدرجة تدفع المرء بالسؤال ، كيف يمكن إقناع باحث متجذر ، قد أثبت لذاته قبل الأخر ، أن هذه الهويات الفردية أو الجزئية حتى لو كانت مناطقية ، كما أصر شخصياً الإطلاق عليها ، وليست كما يزعم البعض أنها بالوطنية ، فهو في الحقيقة زعم تبسيطي وخاطئ وخادع ، لن يكتب لها الاستمرار والعيش طويلاً . والسلام ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار