الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة - ستيفن دو مستورا - حتى قبل ان يبدأ ..

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


من المتوقع ان مجلس الامن الذي وافق على تعيين الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Stefan de Mistura سيعقد في غضون شهر أكتوبر الجاري ، ثلاثة دورات لمناقشة نزاع الصحراء الغربية ، الذي دام دون حل لأكثر من خمسة وأربعين سنة خلت . وستكون الحلقة الثالثة من الاجتماع جد مهمة ، لأنها ستخرج بقرار ، وانْ لم يكن ضمن الفصل السابع ، سيكون فريدا عن القرارات السابقة ، بسبب حصول معطيات كثيرة .. منها الازمة السائدة بين النظام المغربي المعزول ، وبين الدول العظمى أصحاب الفيتو بمجلس الامن ، دون نسيان دول عظمى كألمانية ، واسبانية ، والاتحاد الأوربي .. والاتحاد الافريقي ... فهذا الجديد الذي طبع العلاقات المتدنية ، بين النظام المغربي ، وبين هذه المجموعة من الدول الوازنة التي تتحكم في رسم خريطة السياسة الدولية .. سينعكس سلبا على القرار القادم لمجلس الامن ... لكن كما قلت ، دون صدور القرار تحت البند السابع من الميثاق الاممي ..
في خضم هذا التجاذب بين جميع الأطراف .. فان مجلس الامن سيجد نفسه امام مشكلة عويصة ، لم تكن متوقعة قبل قطع العلاقات السياسية ، والدبلوماسية ، بين النظام الجزائري ، والنظام المغربي .. حيث ستفقد اللقاءات القادمة عنصر الثقة في نجاحها .. لان النظام المغربي ، هو من سيتضرر من الجديد الذي نزل في اخر ساعة ، هو رفض النظام الجزائري حضور اللقاءات القادمة بين النظام المغربي ، وبين جبهة البوليساريو ، بدعوى الحياد ، وبدعوى كون النزاع لا يعني الجزائر .. ويهم فقط النظام المغربي ، وجبهة البوليساريو ..
ان رفض النظام الجزائري حضور اللقاءات ، وهو الحضور الذي اشارت له قرارات لمجلس الامن كطرف ملاحظ ، وهو نفس سبب حضور النظام الموريتاني كطرف ملاحظ .. سيحكم على اللقاءات بالفشل .. بل باستحالة تنظيمها . لان طرف ثالث تعود الحضور في اللقاءات السابقة ، وتغيبه في حضور لقاءات دورة شهر أكتوبر ، سيجعل من القاءات عديمة الجدوى والفائدة ...
فالنظام المغربي الذي يتهم النظام الجزائري بالوقوف وراء مشكلة ونزاع الصحراء ، سيجد نفسه يقر بحياد النظام الجزائري ، وسيجد نفسه يقر بثنائية النزاع ، الذي يجمع النظام المغربي ، وجبهة البوليساريو .. وهو ما سيجعل النظام الجزائري يحقق نتائج ، ونقط Les bons points ، على النظام المغربي الذي سيبقى مرتاحا ، طالما انه استشعر باستحالة صدور القرار المقبل لمجلس الامن تحت الفصل السابع .. لكن ليس كل مرة تسلم الجرة .. لأنه سيأتي وقت سيكون فيه مجلس الامن مضطرا ، ليستعمل سلطات الضبط التي يعطيها له الفصل السابع ، لوضع حد لنزاع عمر خمسة وأربعين سنة مرت ...
اذن السؤال . وفي انتظار الموقف الموريتاني الغير مفصح عنه الى الآن .. هل سيقبل النظام المغربي بالجلوس في لقاءات ، تحت اشراف الأمم المتحدة ، مع جبهة البوليساريو وفي غياب النظام الجزائري الذي كان يحضر كطرف ملاحظ ... فان حضر اللقاءات من دون حضور النظام الجزائري ، سيسقط النظام المغربي في فخ الاعتراف بجبهة البوليساريو كممثل شرعي ، او نصف شرعي للشعب الصحراوي ، والنصف الاخر يمثله النظام المغربي الذي يتفاوض مع جبهة انفصالية .. وسيكون النظام المغربي الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، قد اكد وزكى اعتراف الأمم المتحدة في القرار 34/37 الصادر في سنة 1979 ، بالجبهة كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي ، في حين لم يشر القرار الاممي هذا الى النظام المغربي ، ولا الى نوعية العلاقات التي تربطه مع الصحراويين .. وهنا يندرج رفض الاتحاد الأوربي اعتراف Trump بمغربية الصحراء .. ويندرج عدم اعارة واشنطن البيت الأبيض اية أهمية لاعتراف Trump وكأنه لم يكن قط ..
انّ عدم حضور النظام الجزائري للقاءات القادمة لمجلس الامن في غضون هذا الشهر ..
وان موقف النظام المغربي الذي سيرفض على غرار النظام الجزائري ، حضور اللقاءات القادمة ، في غياب النظام الجزائري . لان غيابه سيربك اعتراف مجلس الامن بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصحراء ، وسيربك من الآن مجهودات Staffant de Mistura .. بحيث سيصبح حضوره من عدمه من دون فائدة .. لان المهمة التي تم تعيينه من اجلها ، وفي غياب النظام الجزائري ، وغياب النظام المغربي الذي سيتغيب . لأنه إنْ حضر، سيكون قد وقع في مقلب ، وسيكون قد ارتكب خطأ استراتيجيا اكثر من اعترافه بالجمهورية الصحراوية .. كل هذا سيسرع بالسيد Staffant de Mistura المبعوث الشخصي للأمم المتحدة ، الى تقديم استقالته الى الأمين العام للأمم المتحدة .. لان دوره اصبح فاقدا لاختصاصه الذي هو ، التنسيق ، وتسهيل ، وتقريب وجهات نظر اطراف الصراع ، دون ان يمتلك سلطة تقريرية التي تبقى لمجلس الامن وحده ..
فعند غياب النظام الجزائري ، وعندما سيغيب النظام المغربي بسبب غياب النظام الجزائري ، حتى يفوت ثنائية الصراع الذي تبحث عنه جبهة البوليساريو ، والنظام الجزائري .. فوجود السيد Staffant de Mistura ، سيصبح كانه لم يكن ابدا .. ويكون هذا الغياب المنتظر .. فشل لقرار مجلس الامن بالموافقة على تعيين Staffant de Mistura ، الذي قد ينتهي دوره بالاستقالة حتى قبل بدأ اللقاءات ، التي لن تحصل بسبب غياب الأطراف الرئيسية ، التي هي النظامين الجزائري ، والنظام المغربي ..
لكن ما هو الموقف الموريتاني المنتظر ؟ هل ستحضر نواكشوط اللقاءات التي قد تبرمج .. وفي غياب طرفي الصراع . كيف ستحضر ، ومع من ستحضر .. وهل موريتانية التي تعترف بالجمهورية الصحراوية ، وهو الاعتراف الذي أكده رئيسها محمد ولد الغزواني .. هي مثل الجزائر طرف محايد ، وحضوره كجار ، هو حضور طرف ملاحظ ...
وكيف نفهم إصرار نواكشوط ، على التذكير بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وهو اعتراف الهدف منه تغيير الحدود مع الجار المغربي ، لفائدة الجار الجديد الذي هو الجمهورية الصحراوية .. وفي نفس الوقت تدعي الحياد ، واخذ نفس المسافة من اطراف النزاع ...
اعتقد ان المخطط واضح ، والمشروع الذي يخطط له ، يحظى بتأييد الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا ، وكندا ... والاّ . ماذا تعني جرجرة الصراع لينتهي الامر بتنظيم الاستفتاء ، وتقرير المصير .. وهو ما ترمز له قرارات المشروعية الدولية .. لان القرارات القادمة لمجلس الامن ، وللجمعية العامة للأمم المتحدة ، بناء على توصية اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، ستكون مغايرة للقرارات السابقة .. لأنها سوف تتجاوز شرطي القبول والموافقة لأطراف النزاع ، لأي حل قد يقترح من اية جهة كانت .. وهنا قد لا نستبعد في غياب حضور النظام الجزائري بدعوى الحياد ، وكونه غير معني بالنزاع . وغياب النظام المغربي الأكيد بسبب غياب النظام الجزائري ، ليتجنب السقوط في فخ ثناية الصراع .. والموقف الموريتاني الذي سيكون شاردا في هذا الغياب المنتظر .. قد يدفع بمجلس الامن الى التصرف بأسلوب مغاير ، للضغط على اطراف النزاع ، خاصة الضغط على الحلقة الأضعف التي هي النظام المغربي .. ف ( القاعدة ) المتوارثة " لا تجتمع امتي على ظلالة " ، شرحها واضح في دول مجلس الامن أصحاب الفيتو ، وفي رفض الاتحاد الأوربي ، وواشنطن ، وروسيا ، وكندا .. والاتحاد الافريقي اعتراف Trump بمغربية الصحراء ...
اذن كيف سيتعامل مجلس الامن مع غياب النظام الجزائري .. ومع غياب النظام المغربي الأكيد .. حيث سيحصل فراغ ، لن يملئه النظام الموريتاني الذي سيجد نفسه شاردا ، بغياب اطراف النزاع الأساسيين ..
القضية دخلت ازمة لم يسبق ان شاهدت مثيلها في السابق .. والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Staffant de Mistura ، سينسحب حتى قبل بدأ اللقاءات التي لن تحصل ابدا .. وقد يضطر لتقديم استقالته الى الأمين العام للأمم المتحدة ، قبل جفاف مداد الحبر الذي دون مجلس الامن تعيينه به ..
إذن هناك فخاخ تنصب للنظام المغربي .. فإن حضر من دون النظام الجزائري .. سيكون بمن يعترف بثنائية الصراع .. وهذا امر خطير سيتحول الى قاعدة ، تحصر الصراع في ثنائيته ، وسيجرد النظام الجزائري من اية مسؤولية رئيسية ، في الصراع الناشب منذ خمسة وأربعين سنة مرت .. ومن ثم سيكون قرار النظام الجزائري بالغياب ، نصرا لأطروحة اكذوبة النظام الجزائري ، التي تنفي اية علاقة لها بموضوع الصحراء ..
--- انّ النظام الجزائري الذي يخطط لمؤامرة سحق المغرب منذ نهاية حرب الرمال .. منذ ها والنظام يعد العدة ، ويحضر التحضير ، لبناء الجزائر العظمى القوية وحدها بالمنطقة ..
--- وانّ قرار النظام الجزائري بالغياب عن حضور اللقاءات ، التي أصبحت مجرد كوابيس أحلام .. هو قرار مخدوم ، ومبني على توقيت تعتبر الجزائر انه جاء ، واصبح سهل التحقيق .. معتقدين ان المغرب بدون رأس .. في حين انّ من يحكم نظام ، وليس شخص ..
--- وانّ رفض رئيس النظام الجزائري عبدالمجيد تبون ، اية وساطة عربية ، او غير عربية مع النظام المغربي ..
--- وانّ دعوة الرئيس الجزائري المهددة على اكثر من صورة وصعيد .. خاصة الدعوة الوقحة بضرورة اخلاء الجيش المغربي معبر الگرگرات ... هي رسائل تضمر الحقد .. وحين يسود الحقد العلاقة الدولية ، والعلاقات بين الدول ... فاصبع يدك يجب ان تكون على القرس ، والزناد .. حتى لا تفاجئ بلطمة تلحق الإهانة بمغرب الحضارات ، والامبراطوريات ، رغم ان زمن الامبراطوريات التقليدي انتهى ..
فمزيدا من الحيطة والحذر .. لان المسلسل فشل ... ولا بديل عن الفشل .. غير حرب الدمار .. كيف ستكون .. هل بمد النظام الجزائري الجبهة بأسلحة نوعية خطيرة ... هل بمجابهة مباشرة بين النظام الجزائري والنظام المغربي ... كل شيء محتمل .. خاصة وانّ من اكبر علامات الفشل ، تقديم Staffant de Mistura استقالته حتى قبل بدأ اللقاء الأول الذي لن يكون ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا