الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف قضت الصين على الولايات المتحدة في الصراع التكنولوجي لعقدين قادمين..

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2021 / 10 / 14
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ماذا يعني تصريح كبير مهندسي البرمجيات السابق بوزارة الدفاع الأمريكية، نيكولا تشيان، أن التغيير التكنولوجي في الجيش الأمريكي بطيء، وأن واشنطن لا يمكنها منافسة بكين في هذا المجال.
والأمر الأخطر على مصير القوة الأمريكية ما قاله شايان في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز": "لن تتاح لنا فرصة التنافس مع الصين خلال الـ15 إلى الـ20 عاما المقبلة.. الآن تقرر كل شيء، في رأيي، كل شيء انتهى بالفعل".

ويخالف الموظف السابق في البنتاغون محاولات شخصيات سياسية امريكية كاريك شميت، مدير غوغل السابق، حين يؤكد ، ان "الصين تتجه نحو الهيمنة على العالم بفضل إنجازاتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي".
يتفق الكثير من المراقبين على أن تداعيات اي تفوق في هذا المجال وتعميق الثورة في منحى الذكاء الاصطناعي. سيدفع الي تغيير جذري في البنية التحتية الأساسية ويجعلها تحقق قفزات اتمتة غير مسبوقة في التاريخ وهذا الأمر سنراه في التجارة، والنقل، والصحة، والتعليم، والأسواق المالية، وإنتاج الأغذية، والاستدامة البيئية. و تعتبر الصين إحدى اكبر الدول التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي وقد شاهد العالم كيف أنجزت الاتمتة أمور غير معهودة في محاربة فيروس كورونا في الصين، مما قلل عدد الضحايا و جعل آثار موجات الفيروس اقل بكثير من الأثر المدمر الذي تعرضت له الولايات المتحدة وأوروبا الغربية .
و قد تابعنا ان نجاح المبادرة في اعتماد الذكاء الاصطناعي جعل اقتصادها الوحيد الذي يحقق معدل نمو إيجابي في العالم اما آثار الذكاء الاصطناعي فهي لا تقل عن إعادة تشكيل المجتمعات وفي هذا السياق فإن الصين حسب تصريحات مسؤول البنتاغون فيما تقدم ستكون الدولة التي تضع القواعد للقرن القادم.
يخالف إريك شميت المسؤول الحالي في لجنة الأمن القومي الامريكي للذكاء الاصطناعي شايان مسؤول البنتاغون السابق في اليأس من مصير التحدي التكنولوجيا أمام الصين ويرى انه مازال ممكنا فعل شيء ما بتحالفات جديدة تعقدها واشنطن مع ما تسميه الديمقراطيات ويقصد دول المركز الاحتكاري الاستعماري و سياساتها الاستبدادية، تجاه اي نموذج تنموي ديمقراطي مستقل، كالصين. ففي جانب الاعتراف يقول:" أضحت الصين اليوم منافسًا تكنولوجيًا قويًا. فهي مُنظمة ومُجهزة بالموارد ومُصمِّمة على الفوز بهذه المنافسة التكنولوجية وإعادة تشكيل النظام العالمي لخدمة مصالحها الضيقة. يُعد الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيات الناشئة أمرًا محوريًا في الجهود التي تبذلها الصين لتوسيع نفوذها العالمي، وتجاوز القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة، وتأمين الاستقرار المحلي. تعمل الصين على تنفيذ خطة منهجية موجهة مركزيًا لاستخلاص المعلومات حول الذكاء الاصطناعي من الخارج"
عقد او عقدان تضمنان التفوق التكنولوجي الصيني في هذا المجال حسب شايان.،أمام ما يقر به إريك شميت أيضا ،ويسميه الضعف الاستراتيجي الأمريكي في مواجهة الصين ..يعني بكلمات غير مواربة، ان من يحدد القواعد في شكل المستقبل العالمي ستكون اليد العليا فيه للصين، وحزبها الشيوعي لارساء مستقبل إنساني تقدمه تجربة الصين التي استطاعت إسكان نصف مليار صيني و إيجاد فرص عمل لنصف مليار صيني و استطاعت خلال ثلاثة عقود تصفية الفقر لكل سكان الصين، وبعدد يتجاوز سبع مئة مليون نسمة..
وهذا الشكل الديمقراطي الاجتماعي يعني ان بالإمكان توظيف التكنولوجيا وبدايات ثورة الذكاء الاصطناعي لخدمة الشعوب على عكس ما تفعله الاقلية المالية الاوليغارشية التي دفعت عشرات الملايين من الامريكان و الأوروبيين الي التهميش، والبطالة ، و تآكل القدرة الشرائية للعامل، وللطبقة الوسطى ..فكل انجاز تكنولوجي يراكم استقطاب الثروة بيد الاقلية المالية ويوسع استبدادها وتحكمها وفاشيتها تجاه شعبها فقد عبرت مدام ميركل عن ذلك ونفذت سياسات تقشف فاشية لمصلحة اسيادها البنكيين والشركات الفوق قومية ضد مصلحة أغلبية العمال والشعب وهذا ما فعله ماكرون بسياسات النيوليبرالية الاستبدادية بإقامة مجازر متنقلة لمظاهرات السترات الصفراء الذين احتجوا على استبداد أسياد ماكرون لتحميلهم ضرائب التلوث الذي ينبغي أن يتحملها أصحاب الأعمال وبهذا راكم فقط خلال السنة الأولى من حكمه معادلة أسياد وعبيد بحيث تضخمت ثروات المليارديرات الفرنسسين بأكثر من تسعين مليار يورو على حساب الاغلبية الفرنسية التي اضعفت وهمشت
نموذج ثورة الذكاء الاصطناعي التي تخدمها الصين ديمقراطيا لخدمة الشعب ورفاهيته تواجهها الانظمة النيوليبرالية الغربية المستبدة بالمزيد من استقطاب الثروة وهذا ما يجعل تعاملهم مع هذه الثورة يحمل ضعفا هيكليا قاتلا ويسرع بتهالك آليات دول المركز الامبريالي اذا لم تستلم بها سلطات شيوعية على النمط الصيني تدير تداعبات الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي و َنموها الصاروخي لخدمة أغلبية شعبها وشعوب الارض
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل