الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يسألونك عن الانفال يابشرى الخليل

علي بداي

2006 / 8 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


هل سيهتم عالمنا العربي واعلامه بوقائع جرائم الانفال؟؟ أم سينصب اهتمامة على الصفرة التي توشح وجه "الرئيس" والقلة في وزنه وتعكر مزاجة؟ ...وهل اطلعت بشرى الخليل والنعيمي والدليمي وبقية الرهط من المدافعين عن "شرف الامة" على الافلام الحية التي صورت كيف نازل صدام نساء كردستان وقراها الطينية واطفالها وحيواناتها في سبيل ان ينبسط الطريق امامه الى القدس؟
ولكن قبل هذا وذاك ...هل سمع العرب ، ابناء "خير امة اخرجت للناس" بحديث الانفال؟ ليست انفال القران، بل انفال العراق ام هم لم يسمعوا ؟ هل سأل القوم مانعنيه نحن المتهمون بالولع بالمصائب والنكبات والعويل والحزن والكوارث بالانفال؟
هل سائلتنا اذاعة ما او صحيفة ما او فضائية ما او ارضية ما، فيم نواحكم ياأهل العراق وما المقصود بالانفال ؟
نرضى ان يكون السؤال على شاكلة: حلبجة وكذبتم فيها فهي خطيئة ايرانية، ومقابركم الجماعية التي لانعرف من اين جمعتم كل جماجمها لم يثبت القضاء للان تهمة ضد فاعليها،
نرضى ان يحاورونا ويكذبوا بكاء اراملنا وحزن عوائلنا المبتورة التي لن تكتمل ابدا، المهم ان يسألنا احد لنسكب مافي قعر ارواحنا من مرارة ، ولو من دون تعاطف،فقد تعودنا ذلك، لكن سكوت العرب عن الانفال مريب،
فهل لا يهم صحافتنا العربية، والصحافة ميالة للمثيرمن الاخبار في الغالب، ان تكشف للناس سر اختفاء شعب فترة خمس عشرة سنة ؟
وهل يصعب على مراسلي فضائياتنا العربية ، في اثناء بحثهم الدؤوب الذي دخل عامه الثالث عن اسرائيل بين صخور جبال كردستان ان يلتقوا هناك امرأة من بين مئة الف امراة مازلن ينتظرن اهل البيت الذين اختفوا؟ اويسمعوا قصة طفل وجد مرميا خلسة لان أمه وثقت بوحوش الطبيعة وضباعها وكلابها، بردها وافاعيها وفضلتهم على وحوش صدام حسين وحزبه البعثي العربي الاشتراكي فرمت طفلها في البرية انقاذا له من المدافعين عن البوابة الشرقية ؟

المؤذنون الذين يرجمون الشيطان لاغواءة امرأة العزيز اين هم ؟
والمصلون الذين يفتتحون صباحاتهم بدعاء الله للجم من طغى وتجبر اين هم؟
والمخرجون الذين يشتكون من جدب حياتنا التي لا تزودهم بما يستحق ان يصور اين هم ؟
اولئك الذين علمونا في المدارس "قتل امرئ في غابة......اين هم؟
ملايين المؤمنين الذين تفتخر أمتنا بهم ، وتعدهم ميزة على الامم اين هم؟
مدن الالف منارة ، والالف مسجد ، مافائدة المنائر والمساجد ان لم تنتصر للحق؟
الم يكن الكردي معنا حين تجمعنا لنصرة فلسطين تحت سقف طائرات اسرائيل واميركا في جنوب لبنان؟ لم لم يسال عنه احد اذن؟
الم نكن كلنا قد اتفقنا على ان لانسكت على مايفعل هتلر وشارون وموبوتو وان قضية الانسان واحدة؟
احسبوها فيلما من افلام الرعب وتناولوها بالنقد والتحليل ، اعتبروها مسرحية واكتبوا عنها

اسمها: الانفال
موضوعها: اخفاء شعب،لاغراض قومية تتعلق بمعركة الامة مع الامبريالية والصهيونية
زمان العرض: من23 شباط الى 6 أيلول1988 ،أكثر من ستة أشهر وبنجاح منقطع النظير وسط شخير العالم كله.
نهايتها: أدت الى اختفاء 182 الف انسان بظروف غامضة تبين بعد سقوط النظام انهم قد ناموا بارادتهم الكاملة في مراقد ابدية جماعية في السماوة و الناصرية
مؤلفها: صدام حسين
مخرجها المنفذ ومساعدوه: علي حسين المجيد ( علي كيمياوي مسؤول منطقة كردستان ) و سلطان هاشم ( وزير الدفاع ) و طاهر العاني ( عضو قيادة قطرية سابق لحزب البعث)
ممولون ومؤازرون: الضمير العالمي ، الجامعة العربية، احزاب، رؤساء وملوك منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر...
المنتج: تجار السلاح شرقا وغربا مؤثرات صوتية : دبابات ت72، ميراج، ميك 1
.قالوا فيها:ماكس فان دير شتويل المقرر السابق الخاص لحقوق الانسان: ان حملات الانفال كانت محكمة التخطيط و التنفيذ و قد أدت الى و فاة و أختفاء الاف الاسر , و تم تدمير الاف القرى , بما في ذلك الموارد الاقتصادية و الممتلكات الثقافية العامة.. .الخ
ممهداتها:الامر المرقم 38 - 2950 و المؤرخ في 3 حزيران عام 1987 الموجه الى القيادات العسكرية و قيادات فروع حزب البعث العربي الاشتراكي و مديريات الامن و مديرية المخابرات العامة و منظومة الاستخبارات: - يمنع منعا باتاوصول أي مادة غذائية أو بشرية أو ألية الى هذه القرى-على القوى العسكرية قتل أي انسان او حيوان يتواجد ضمن هذه المناطق و تعتبرالاراضي محرمة تحريما كاملا.
من فصولها المثيرة: ان اما ولدت اثناء المسيرة الشاقة الزاحفة باتجاه الموت ، قلما فرغوا من قتلها ، عثروا فيما بعد على وليدها، سألوا المسوؤل البعثي: مانفعل به سيدي وجدنا طفلا ، قال: حرام، سيعيش يتيما ، خلصوه من اليتم والقوا به في الحفرة الى جوار امه!
من مشاهدها الفريدة: ان قرويات يحملن اطفالهن على صدورهن اوقفوهن على حافة قبر طويل ، ينطلق الرصاص فتهوي الام القتيل ويهوي الطفل من بين ذراعيها لتنهال عليهم جميعا اطنان التراب من جيش صدام الذي فرغ للتو من تحرير كامل التراب العربي....
اسألكم ، هل بقيت قيمة للحياة وقيمة للقيم ذاتها، ونحن نعيش تحت سماء واحدة وفي زمن واحد مع صدام حسين الذي فعل هذا كله، ومع من تبرع طوعا للدفاع عنه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ