الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم -مغلق : مفتوح- يروي معاناة الفلسطينين خلف الحواجز و جدار الفصل العنصري

امتياز المغربي

2006 / 8 / 22
الادب والفن


ما هو معنى الطريق بالنسبة للفلسطيني ؟ في جميع أنحاء العالم يأخذ الطريق الإنسان إلى حيثما يريد، في الحين الذي يكون فيه على الفلسطيني عبور الحواجز الدائمة وخصوصا بوابات الجدار العنصري الفاصل ، حيث لا عبور في أحيان كثيرة،هذا المحور الرئيسي لفيلم "مغلق: مفتوح" سيناريو و اخراج ليانة بدر.

عن كيفية اختيار موضوع جدار الفصل العنصري في فيلمها قالت ليانة بدر:" الجدار العنصري صار يتحكم في جميع تفاصيل حياتنا هذه الجدار يقطع اوصال الارض الفلسطينية ويدمر العلاقات الانسانية والعائلية و يحتجز الناس مثل حدائق الحيوان خلفه او امامه .كرهي لهذا الجدار و الحواجز المرتبطة به و القائمة على فكرة الفصل العنصري و ابعاد الفلسطينين عن ارضهم ،دفع بي لان اعمل على فيلم يظهر تفاصيل و صعوبات مرتبطه بهذا الجدار و بواباته و حواجزه".
كسيدة فلسطينية ماذا يعني لك جدار الفصل:"انا من القدس و الجدار حرمني التواصل مع عائلة كبيرة و اقارب عديدون وحصر حركتي ضمن مساحة محدوده هي رام الله كما انه يجعلني اشعر مثل جميع الفلسطينين بانني رهينة سجن عنصري يتحكم في جميع تفاصيل حياتي .فلم اعد بقادرة على رؤية الاصدقاء و العائلات التي كنت معها منذ طفولتي و لم يعد بامكاني الذهاب في الربيع خارج رام الله الى الافق الاخضر و لم يعد لدي اية مشاريع لحضور اعراس او اعياد ومناسبات اجتماعية حميمة في مدن فلسطينية اخرى .
اما من ناحية اخرى فقد رأيت كيف ان الجدار يدمر الحياة الاقتصادية لغالبة الفلسطينين و يدمر الطمئنينة النفسية لعائلات كثيرة احتجزت خلف الجدار او اجبرت على النزوح بسببه.الجدار بالنسبة لي هو زلزال حقيقي يدمر معطيات الحياة الفلسطينية المعتادة و يحولها الى شظايا لا نعرف قوة تأثيرها الا بعد عقود ربما عندما نجد ان لدينا جيلا جديدا محتجز وراء جدران و الايعرف عن فلسطين الا المعلومات العامة لانه اعجز من ان يتمكن من زيارتها او الاطلاع عليها ،بالاضافة الى ان الجدار سوف يثير النزعة المحلية و العشائرية و يدمر الحداثة الثقافية العنصرية و الاتجاهات العلمية التي نسعى لزرعها في حياتنا".
عن الصعوبات التي واجهتها خلال عملية التصوير، قالت:"لم تواجهني اية صعوبات في العمل مع الاهالي و المواطنين الذين يعيشون تحت رهبة ذل الجدار وانما و اجهت كل اشكال التضامن و التعضد وو جدت فهما عميقا لضرورة عمل افلام عن هذه المعاناة و ادين للحميمة الظاهرة في الفيلم بكون الشخصيات و العائلات التي لم توفر اية واسطة او امكانية لتقديم العمل الافضل ولكنني من ناحية اخرى واجهت صعوبات مريعة في التمويل فكون الفيلم يصور في مناطق متعددة وكون المناطق بعيدة و ايضا غزارة المعلومات الواردة ،كان هذا يحتم عملا اضافيا وجهدا كبيرا وزمنا اطول وعليه كان ايجاد داعمين للفكرة في هذا الوضع الاقتصادي الصعب في فلسطين كان تحديا حقيقيا.لكن ما ساعد هو انني معتادة على عمل افلام بميزانية منخفضة واقوم عادة باعمال تطوعية كما ان مساهمة العاملين الاساسيين في العمل الذؤوب و الاكتفاء باجور بسيطة تسمح قليلا من عدم وجود تمويل كافي.اما بالنسبة للحواجز المقامة على الجدار العنصري فقد كان التصوير عندها عذابا حقيقيا .فقد كنا نصور في مناطق عسكرية يمنع فيها التصوير اصلا و كنا مهددين بان يلقم السلاح الذي يوجهه الجيش الينا بين الحين و الاخر بذخيرة حقيقية .و الحقيقة اننا اصبنا لدى العمل انا و العاملين التقنين بنوبات رعب مفاجئة حين كان الجنود يهجمون علينا شاهري السلاح.الفيلم هو حصيلة لحظات الخطر و الرعب وهو حصيلة حبا للارض وايماننا كعاملين فيه بضرورة انتاج صورة حقيقية كما يجري عند الجدار في فلسطين".
عن الاماكن التي تم عرض الفيلم فيها ،قالت:"العرض الاول للفيلم كان في مهرجان السينما لمعهد العالم العربي في باريس خلال "بنالي "الفيلم العربي.اما العرض الاول في فلسطين فقد كان في مسرح وسينامتك القصبة ، ولفت نظري ان انني كنت اتوقع بان ينشغل الناس امام شاشات التلفزة التي كانت تنقل اخبار الحرب المستعرة و المضطرمة في لبنان حيث كان هناك مرضي حضور .سيكون هنالك عروض قادمة للفيلم في العديد من المناطق المحلية و الخارجية".
حول المدة الزمنة التي استغرقها تصوير الفيلم قالت:"بدأ تصوير الفيلم في ايار 2005 و كان عبر قصة مؤلمة ودرامية لطالب من جامعة النجاح الوطنيبة في مدينة نابلس فقد حياته على حاجز بيت ايبا اثناء عودته الى بيته .كنت مضطرة للتصوير الفوري لان اهل الشاب كانوا سيسافرون الى خارج فلسطين .و قد اخذت كاميرتي الشخصية و اشتغلت بها فيما بعد صور معظم المواد جوزيف حنظل الذي هو من الطاقات الشابة التي تتمتع بعين فنية وديناميكية عالية واحيانا عند عدم وجود طاقم التصوير في مواقع اخرى كنت اقوم بالتصوير بنفسي لان المادة متعددة متشعبة ولم يكن بالامكان تغطيتها جميعها عبر عدسة واحدة .حتى اللقطات الاخيرة في الفيلم كنا نعاود البحث عن لقطات لم نتمكن من اخذها بسبب الحصار الامني الاسرائيلي ,فكثيرا ما كنا نتفرغ لاخذ لقطات معينة و لا يتاح لنا الوصول اليها بسبب تواجد الجيش الاسرائيلي المكثف و منعه لنا من التصوير او الاقتراب .في جيوس مثلا و على بوابة حبله كانت السيارات الجيب الاسرائيلية تصدر اصوات موتورات عالية و شنيعة لكي تدمر مستوى الصوت في الشريط الذي يقوم بتصويره .واحيانا كانوا يطلقون اللاسلكي عن عمد و بصوت عالي جدا لكي يخرب المقابلات التي نجريها مع المواطن الفلسطيني في عين المكان.وكثيرا ما كنا نراعي حاجة الذين تصورهم للاختفاء بعيدا عن مرمى الجيبات الاسرائيلية بسبب التهديدات المتواصلة التي كانت تطاله في حالة السيدة في جيوس التي يحتبس بيتها وراء الجدار .كانت تظهر امامهم وتخبرنا بانهم سوف يقومون بمعاقبتها على حديثها معنا فور العودة من البوابة عبر الجدار".
وحول المواقف التي تعرضت لها مع طاقم التصوير قالت:"في جميع المواقع كنا مهددين باطلاق الرصاص علينا واحيانا ما كنا نباغث بان نجد فوهات البنادق قريبة منا و موجه الى صدورنا و هو ما كان يخلق حالة من الفزع و التوتر .اما عن رعبي الاكبر فهو عندما اندفع اربعة جنود شاهري السلاح باتجاهي من بوابة جيوس و كنت قد طلبت من الطاقم الابتعاد و بقيت و حدي لاشغالهم لكم المصور لم يكن قد ابتعد بما فيه الكفاية وكانوا يصرخون علينا مطالبين الفيلم و عندها اصبت بنوبة رعب حقيقية من خسران الشريط الثمين الذي قمنا بتصويره لذلك بدأت اصرخ طالبتا من المصور الهرب بالفيلم قبل ان يتمكنوا من مداهمة الة التصوير و انتزاع الفيلم".
وروت لنا موقف امتزج بالطرفة و الدمعة فالت:"لا اعتقد ان هذه المواقف لها نكهة الطرفة و لكن هناك المضحك المبكي في الامر ،كانت هناك مواقف تعتمد على الصدفة المؤسفة و هي انني قمت بتصوير الحجة ام راتب شهوان في شهر ايار 2005 و هي تروي مع ابنها ابو معن كيف دمر الاسرائيليون بيارتهم و اجتثوا الاشجار في سبيل انشاء الجدار و فيما بعد و في اليوم الذي قمت فيه بتصوير ابو معن شهوان في بيارته في قرية حبلة في منتصف شهر تشرين الاول في اليوم الذي كنا نصور فيه كانت الحجة ام راتب شهوان تحتضر و اسلمت الروح يومها و كنا في حينها نرتاح قليلا انا و الطاقم في بيت ابنها حيث بدأ شاب من العائلة في غناء المواويل الشعبية التي تحكي عن معاناة المواطنين من جدار الفصل وكنا في حالة استمتاع و طرب لما كان يغنيه عندها تقدم ابن الحجة وطلب من الشاب التوقف عن الغناء لان الحجة كانت تودع الدنيا ومما يؤسف انها رحلت عن العالم في نهاية يوم التصوير ذاك".
عندما تم عرض الفيلم على خشبة مسرح القصبة هل شعرت بانك قداديت رساله للعالم حول موضوع جدار الفصل:"في كل مرة ولدى مشاهدة اي فرد من فلسطين او من خارج فلسطين للفيلم اشعر بان شيئا من الحقيقة المختبئة و المخفية صارت قيد الكشف .فمن المؤسف ان لدينا شخصيات سياسية لا تذكر و لا تفعل شيئا من اجل الجدار و انما تكتفي بالخطابة اللغوية عن شعارات الخمسينات و عن تحرير الامة العربية في الحين الذي لا يفكرون فيه ولايعملون من اجل ما يجري في بلادهم من انتهاكات على بعد خطوات .ومن المؤسف ان الكثيرين يتحدثون عن الموقاومة و كانها المقاومة العسكرية وحدها فيما يهملون تماما مقاومة الجدار و ينسون نهائيا او يتناسون الدعم المعنوي و المادي المنظم للمواطنين المصابين بمأساة الجدار .اننا نعيش في عصر الخطابة و الشعارات الكبيرة و القنوات التلفزيونية الفضائية تدفع الناس للتلهي بهذه الشعارات الضخمة ولا احد ينظر الى المأساة اليومية التي تحجب وجودنا في فلسطين والتي تماثل نكبة 1948 انشاء الجدار الفاصل و سرقة الاراضي المتاخمة له .لهذا اشعر ان رسالة الفيلم غير خاصة بالعالم الخارجي وحده و انما هي تتوجه اولا و اخيرا الى الفلسطينين انفسهم ولهذا احس بالتقدير الشديد لاهالي قرية بلعين الذين يواجهون الجدار مواجهة جماعية بتواصل ودون انقطاع".
وعن العائلات المشاركة في الفليلم تحدثت فقالت:"هناك عائلات من قرية بدرس وقرية نعلين و قرية الجانية و قرية رأس حبله ، وهناك طلاب وطالبات من مدارس وجامعات الشمال.كنت افتش عن العائلات التي تواجه موضوع البوابات بحيث يمنعها السجن من عيش حياتها او الحصول على الرزق ,مثلا في قرية صير كانت هناك عائلة الشاب الذي توفي بعد احتجازه على حاجز بيت ايبا في قرية الجانية.كانت هناك العائلة التي ارتبطت بالارض لاجيال طويله و التي عاشت بالزراعة وحافظت على انماء الارض و الانتماء للطبيعة.هذه العائلة التي كانت تقضي شطرا من العام مقيمتا على ارضها الخضراء والتي منعت الان من الوصول الى ارضها ومن قطف الزيتون بسبب الاجتياح الهمجي لسكان مستوطنة تلمون لاراضي قرية الجانية .وفيما بعد نشاهد جمال هذه العائلة في علاقتها مع الارض التي سلبت منها نرى بيوتا فخمة لمستوطنين هجينين تسااوا الى المنطقة بعد ان خرجوا من مستعمرة طابا في سيناء .في هذا المقطع من الفيلم اروي سيرة سكان الارض الحقيقين و اصرارهم على المحافظة على العلاقة بالبيئة و الطبيعة كما اروي عنجهية القوة التي تحتجزهم بعيدا عن الارض التي هي بمثابة الروح لهم ومحاولتهم للوصول خفية لزيارة الارض شوقا الر ربيع يفتقدونه.هذه عائلة ابو عاطف و ام عاطف والكاتبة عطاف يوسف ،وهناك ايضا السيدة التي تبكي شجر الزيتون الذي ربته كالاطفال على يدها في قرية بدرس بعد ان سرق الاسرائيليون سبعة عشرة دنما من الارض لانشاء الجدار ,وهناك زوجها الذي يتكلم عن السلام المفقود لان قوة السلاح لن تصنع سوى الخيبات والحسرات".
وعن المناطق التي لم تتمكن من التصوير بها قالت:"كنت اود لو تمكنت من تصوير الجدار الذي يمر بالقرب من قرية حزما لانه يقص القرية الى قسمين ولانه يلتف بشكل ماكر حول بعض البيوت لكي يقتنص اكثر مساحة من الارض و لكني لم استطع تصويره بالطريقة التي اريدها لازدحام المنطقة وكثرة الدوريات بالاضافة الى التهديد الدائم بأن مناطق الجدار هي مناطق عسكرية ويمنع التصوير فيها".
وعن اجمل تعليق سمعته من جمهور الفيلم قالت ليانة بدر:"اجمل تعليق سمعته من العديد ممن شاهدوا الفيلم انهم هم الذين يعيشون في رام الله صدموا عندما شاهدوا صعوبة الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني الذي يعيش قرب الجدار الفاصل .ان خالهم لم يستطع ان يصور لهم المأساة و تفاصيل الاذلال اليومي الذي يتعرض له الفلسطينين الذين يجبرون على قطع هذه البوابات المقيته داخل الجدار او اولائك المواطنين الذين لا يستطيعون الحصول على تصاريح للعمل في اراضيهم و زرعها لانها ببساطة وراء الجدار".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق