الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات قضية الأسرى الستة

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 10 / 16
أوراق كتبت في وعن السجن



• على ماذا تدلل إشارات النصر التي رفعها الأسرى الستة اثناء محاكمتهم الأخيرة؟ وماذا يشير التأجيل المتكرر لمحكمة الاحتلال للنظر في قضية أسرى نفق الحرية وهل تهدف لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي؟

ربما بدأت قضية الأسرى الستة كقضية جزئية محدودة ، تخص الستة أفراد بعينهم، ستة أشخاص، ستة شبان أسرى تواقين للحرية، وهذا أمر طبيعي وغريزي عند كل أسير، بل عند كل سجين، فكيف بمناضلين وثوار اعتقلوا وتكرر اعتقالهم من أجل حرية شعبهم؟ لكن مع نجاح العملية سرعان ما اكتسبت قضية الهروب والتحرر الذاتي أبعادا وطنية وإنسانية واسعة.
كل دقيقة صارت القضية تكتسب أبعادا جديدة، فأعادت تسليط الأضواء على قضية الأسرى واثارت تعاطفا واسعا لا مثيل له، وكشفت عما لدى الفلسطيني الأسير من قوة إرادة وصبر وتحمل وذكاء وقدرة على التخطيط والتنفيذ واختراق منظومة الأمن الإسرائيلية الحصينة، وفي المقابل كشفت عن نواحي خلل وثغرات جدية في منظومة الأمن الإسرائيلية وفي العلاقة بين أذرع الأمن المختلفة والتنسيق بينها، الأسرى الستة أدركوا المفاعيل والتداعيات التي احدثتها قضيتهم، ولذلك باتوا يدركون أن الأمر لا يتوقف عند هروبهم وإعادة اعتقالهم، بل المسألة كلها هي جزء من معركة مديدة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، وكانت لهم بطولة جولة مهمة من هذه المعركة. ولذلك اظن ان شارات النصر تدل على إدراكهم لتداعيات ما جرى وابعاده، وقناعتهم بما فعلوا، وثقتهم بعدالة قضيتهم وتمسكهم بالحرية كجزء لا يتجزأ من حرية الشعب.
إسرائيل تحاول الانتقام من هؤلاء الأسرى وتلفيق اتهامات لتغليظ العقوبات بحقهم، والسلطات الحكومية والأمنية تستجيب لتحريض القوى المتطرفة والعنصرية التي لا ترى اي سبيل لحل اي مشكلة سوى في القوة والمزيد من الشدّة والبطش والقسوة تجاه الفلسطينيين، لذلك ربما يكون تأجيل النظر في القضية يهدف لاستكمال التحقيقات ومحاولة تجميع أدلة إضافية لتشديد العقوبات والإجراءات الانتقامية ضد الأسرى.

• هل تفضي الخطوات التصعيدية والنضالية التي يقوم بها الأسرى بداخل السجون الي حدوث انتفاضة شاملة وتحديدا في ظل مماطلة مصلحة السجون للاستجابة لمطالبهم؟
الخطوات التصعيدية والنضالية هي أمر شائع ومألوف ويتكرر بين فترة وأخرى، في حياة الحركة الأسيرة، لا شك ان قضية الأسرى الستة أحدثت هزة أرضية لدى أجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية ومصلحة السجون، ولذلك هي تحاول التغطية على فشلها من خلال الانقضاض على مكتسبات الأسرى وأبسط حقوقهم الإنسانية، وقد بداوا بإجراءات التنكيل والانتقام ضد الأسرى الستة، ثم ضد أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وأسرى سجن جلبوع، وعدد كبير من قيادات الحركة الأسيرة. لكن ذلك لن يمر بسهولة، فالحركة الأسيرة لديها تقاليدها وأشكال نضالها المجربة ولديها قياداتها الخبيرة والناضجة، ولا شك أن أية خطوات تصعيدية يمكن أن تنعكس بشكل فوري على مجمل المواجهة بين شعبنا بكل قواه السياسية والاحتلال، وهذه ليست مسالة سهلة لكي يقرر فيها جندي أو ضابط إسرائيلي ما يريد، بل هي مسألة سياسية ستكون لها أبعاد إقليمية ودولية، وبالتالي فإن إسرائيل تدرك ان الأسرى ليسوا وحدهم وأن يدها ليست مطلقة للقيام بما تريد.
• كيف ترون المساندة الشعبية والرسمية للأسرى الفلسطينيين في نيل حقوقهم ومطالبهم وحريتهم؟ وهل هي ضمن المستوى المطلوب؟
ببساطة واختصار لا، ومن دون اي تردد، الأسرى عانوا كثيرا من التجاهل والتهميش بل وحتى من الخذلان، لدينا أسرى مضى على اعتقالهم اكثر من 30 عاما وبعضهم شارف على أربعين سنة في المعتقل، لدينا أسرى أطفال ومرضى وأسيرات بأمس الحاجة لعلاج طبي مثل الأسيرة إسراء الجعابيص، لدينا قادة ورموز ونواب منتخبون واكاديميون ونحو 500 معتقل إداري، السياسة في مد وجزر، المفاوضات تنقطع وتستانف، والتنسيق الأمني يتوقف ثم يستأنف، والأسرى مكانهم ما خلا بعض التحركات المحدودة والرمزية والشكلية التي تكاد تقتصر على هيئات الأسرى وأهاليهم، يجب أن تعود قضية الأسرى إلى مكانتها الطبيعية على راس أولويات الحركة الوطنية والقيادة، ويجب تحويل فعاليات التضامن مع الأسرى إلى فعل يومي في الشارع وعلى مستويات الإعلام والمداخل القانونية والحقوقية والعلاقات السياسية الخارجية والبرلمانية، حين كان الجندي جلعاد شاليط ماسورا لدى (حماس) كانت حكومته حريصة على أن اي وفد اجنبي زائر يقابل اسرته، وتشكلت لجان طافت العالم للتعريف بقضيته، الا تستحق قياداتنا واسرانا ومناضلونا امثال نائل البرغوثي وكريم يونس وماهر يونس ومروان البرغوثي واحمد سعدات وابراهيم حامد وبسام السعدي وعبد الناصر عيسى وعبد الله البرغوثي وسامر العيساوي وإسراء جعابيص ومحمد الملح ووجدي جودة وجمال أبو صالح وشذى عودة وختام سعافين وعباس السيد وباسم الخندقجي وعاهد غلمي وسامر عربيد، فضلا عن ابطال عملية جلبوع الستة وغيرهم وغيرهن كثيرون، الا يستحقون ان يعرفهم شعبهم وتعرفهم أمتهم.
• لماذا ينصب غضب الاحتلال على جنين ومخيمها والذي يندرج منه الاسري الستة؟ وهل تشهد جنين معركة جديدة مع الاحتلال
جنين لها خصوصية ليس فقط لأن الأسرى الستة ينحدرون منها ( من المحافظة: من عرابة ويعبد وكفر دان وبير الباشا، وليس فقط من المخيم)، بل لأن لها تاريخ طويل ومتميز في المقاومة، قبل عملية أسرى جلبوع وقعت نحو 10 اشتباكات مسلحة واستشهد اكثر من عشرة شبان بعضهم ينتمي للأجهزة الأمنية ولحركة فتح والجهاد الإسلامي، وبالتالي تميزت المقاومة بأنها جرت في أجواء وحدوية وطنية كما كان عليه الحال في معركة مخيم جنين البطولية عام 2002 حيث قتل 23 جنديا إسرائيليا في تلك المعركة مع أبطال المخيم، كل ذلك يتاسس ايضا على تاريخ مجيد للمقاومة يعود إلى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي حيث كانت جنين ويعبد ميدانا لمعارك الشيخ الشهيد عز الدين القسام الذي استشهد في أحراش يعبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون في القدس المحتلة للمطالبة بصفقة لإعادة ا


.. إيهاب جبارين: ذوو الأسرى يريدون أبناءهم أحياء لا جثثا هامدة




.. انقسام في إسرائيل حول عملية رفح.. وأهالي الأسرى يطالبون بوقف


.. أحمد الحيلة: دولة الاحتلال أدركت أنها لن تتمكن من استعادة ال




.. غزة.. ماذا بعد؟ | القسام تبث تسجيلا لعائلات الأسرى بعنوان ال