الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الورقي والرقمي

منير الكلداني

2021 / 10 / 16
الادب والفن


وانت تقلب الصفحات المختلفة في عالم اليوم سواء بمطبوعاتها الورقية او الشبكية (( الرقمية )) تكاد ترى بوضوح تلك العلاقة التي يكونها البعض – اخص الادب بفروعه - عن قيمة المنتج – الورقي – تفضيلا لها على المنتج (( الرقمي )) بل وينظرون الى الإصدار الرقمي بشكل انتقاصي أحيانا .
ولا اشكال ان القيمة يجب ان تتبع مدى النتيجة منها ، فما كان منتجا كان ذا قيمة وما لم يكن منتجا انخفضت قيمته ، ولنا ان نأخذ التقييم المطروح من عدة جوانب
الجانب الأول : ان المنتج الورقي يكون كاتبه افضل ممن يصدر منتجا (( رقميا )) .
جوابه : هذا الجانب يصح اذا عدنا بالزمن الى الماضي حيث كان المطبوع الورقي يمر على لجان التقييم الفني قبل ان تتم الموافقة على طباعته فلقد كانت اللجان تمثل التصريح الضمني بالقيمة للكاتب ومصدره ، نعم قد تكون تلكم اللجان تعمل وفق مبادئ معينة الا انها بالجملة لا تمرر المصنف الضعيف فنيا
ويصح أيضا اذا كانت دور النشر ملتزمة بكل تفاصيل المطبوع – مادة وتشجيعا وتوزيعا – بحيث تكون دور النشر هي التي تقيم العمل ومدى فائدته للقارئ بحيث يسعى القارئ اليه مما يوفر للناشر والكاتب فائدة معتدا بها واذا حدث هذا الشيء فهو تام طبعا من جهة ان أي دار نشر لن تقبل الخسارة بحال ولذا ستبحث عن افضل الادباء في مجال اختصاصهم وستنشر لهم
الا اننا نرى في عالم اليوم خاصة في مجتمعاتنا العربية ان هذا غير تام لسببين أساسيين وفقا لما تم :
أولا : فقدان الجانب الرقابي في المطبوعات الورقية بل أصبحت متاحة للجميع لمن يمتلك المال فكم من اديب معدم لا يجد قوت يومه وكم من مدع للادب يستطيع ان يطبع كتبه على فقدناها لكل قيمة فنية ، بل زاد الامر حتى في المطبوعات التي تصدر عن الاتحادات بشكلها العام والتي تعتمدها الدول فهي الأخرى تقوم طباعتها على انتماء الكاتب لجهات معينة مبتعدة كل البعد عن حيادية الطرح ومهملة لانتاج البقية ممن لا يدينون بدينها ولا يؤمنون بمقرراتها واذا كان سابقا ينظر الى الجانب الفني نوعا ما فالان قد اصبح هذا الامر معدوما ، لذا صارت الطباعة الورقية بين اثنين (( الغنى والتحزب )) وقلّ ان تجد ثالثهما وأن وجدته فهو سوف يكون النزر اليسير من مطبوعات اليوم .

ثانيا : ان دور النشر اليوم – في العالم العربي – غير مهتمة نهائيا في افادة الكاتب مهما كان قلما سامقا بل همها الأول ان تدفع لها كلفة كل شيء من الغلاف الأول الى الغلاف الأخير ، ولذا فهي غير مهتمة أصلا بالجودة الفنية للمطبوع ، حتى لو كان كاتبه لا يفقه شيئا من الكتابة ، ولا نريد ان نلقي باللوم على تلك الدور فهي لن تستطيع الاستدامة مع فقدان رأس المال فهي بالتالي تحتاج الة المال لكي تستمر في عملها وما ذلك الا لعدم دعم دور النشر من قبل المؤسسات المختصة في العالم العربي ، وانما تدعم دور النشر التي تكون بوقا لاتجاهات معينة كالحكومة مثلا او لجهة ما وهكذا هذا على فرض استقلالها عنهم لا أن يكونوا هم أصحابها .
ونخلص من هذا ان الكاتب الذي يطبع ورقيا ليس بالضرورة ان يكون افضل من الكاتب الذي يصدر (( رقميا )) بل العكس في كثير هو الصحيح وهذا جلي لمن تتبع المطبوعات الورقية والاصدارات الرقمية .

الجانب الثاني : ان المطبوع الورقي يكون انتشاره من حيث القراءات اكثر من الإصدار الرقمي فهو يوفر مساحة اكبر في انتشار الكتاب والاقبال عليه .

وجوابه : ان هذا يصح أيضا في حال انعدام الجانب الرقمي إصدارا فلقد كان المطبوع الورقي هو الوسيلة الوحيدة لوصوله الى القراء واما مع وجود الإصدارات الرقمية فان هذا الامر سيكون ضده تماما مع انحسار المطبوع الورقي في مساحة ما وبعدد ما بخلاف الإصدار الرقمي الذي سيكون متاحا لكل من دخل الشبكة العنكبوتية وهذا مما اضطر البعض ممن يرون ان الكاتب يكون كاتبا بالمطبوع الورقي لطبع عدد قليل – ورقيا – لا تتجاوز عدد نسخه المئة الم يكن اقل ونشر الكتاب رقميا ليصل للجميع .
وهو بهذا يرى بشكل واضح ان المطبوع الورقي ما هو الا واجهة خداع للاخرين ، بحيث يتفاخرون بها وهي لا تتعدى الشيء بل ان يتغافلوا على الإصدار الرقمي الذي بسببه انتشروا وعرفهم القارئ ليس ببلدهم فحسب بل في كل من تصله الإشارة العنكبوتية ...
وعودة على بدء في الجانب الأول فيما يخص دور النشر مما يلائم هذا الجانب ان دور النشر بعد ان تأخذ التكاليف من الكاتب يكتبون عبارة (( جميع الحقوق محفوظة للناشر ووو )) ولا افهم ما هو الحق الذي لهذه الدور فيما طبع فهم قد استلموا كل شيء ولا يحق لهم ان يسرقوا الكاتب لتكون الحقوق لهم ...
ومع كل هذا فهم لا يقومون بتوزيع الكتب أصلا بل تبقى مركونة على الرفوف حتى يقوم الدهر بإكلها – الاعم الاغلب وليس اطلاقا –
نخلص مما سبق ان انتشار الإصدار الرقمي في عالم اليوم هو أوسع واشمل بكثير من المطبوع الورقي .

الجانب الثالث : ان المطبوع الورقي لا يتوفر لكل احد بعكس الإصدار الرقمي وبالتالي فنحن نحمي الادب من الدخلاء ، لان الدخلاء لن يقوموا بالتوجه الى المطبوع الورقي لعدم جدواهم منه ،بل يركزون على الإصدار الرقمي لانه اسهل لهم وابسط وهو متاح للجميع .

جوابه : ما تم ذكره مردود بما سبق حيث ان المطبوعات الورقية صارت متاحة أكثر للدخيل من الأصيل بحكم الجانب المالي ، مضافا لامر مهم ، وهو ان كثيرا من دخلاء الادب لا يرون انفسهم كذلك من حيث ان بعض الادباء والذين يمتلكون أدوات معتد بها يشجعونهم على النشر بحجة ان ما يكتبونه شيء ممتاز وهذا ما جعلنا نرى كثافة اصدار المطبوع بحيث شاهدنا العجب من النصوص المدونة داخله وهكذا ....

الجانب الرابع : ان المطبوع الورقي يوفر الدخل المادي بعكس الرقمي الذي لا يوجد فيه أي ربح مادي والربح المادي يساعد كاتبه في استمرارية الكتابة فلكل كاتب وضع اجتماعي معين ولا بد له من توفير ابسط مقومات الحياة .

جوابه : قائل هذه المقولة انما هو كاتب كبير جدا ومعروف لدى أوساط القراء بحيث تتقاتل عليه دور النشر لطبع مؤلفاته ، وهذا بكل تأكيد من الموجود العدمي في عالمنا العربي فاي كاتب يربح ؟
هذه الادباء ببابك فاسالهم كم يربحون ؟ بل قل لهم كم يخسرون لتكون الجملة أدق مع ما نعيشه ، وكيف يربح الكاتب مع تراجع القراءة في الشباب ومع تقاعس دور التوزيع عن التفكير في اليات التوزيع .

الجانب الخامس : ان المطبوع الورقي اسهل قراءة من الإصدار الرقمي وهذا الجانب الكل متفق عليه للفرق بين القرائتين ، ومع ذلك فاي كاتب او مؤلف موسوعي سيستعين بالرقمي لسهولة الوصول للمعلومة بشكل اسرع وقتا وجهدا ....

ولنا وقفة أخرى في جانب اخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟