الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيرويسترويكا كوديسا : _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظيمية و النضالية _ ج 03

خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)

2021 / 10 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لا يكاد يتناطح فاهمان على أن -كوديسا- أو تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية استجابت ميدانيا للوقائع "التغيير" و تخلصت بشكل استئصالي من عكاز بيروقراطية الأمس الفجٌّة، وفتحت المجال، بكل وفاء، للتطبيق الأمثل للشعارات التي رفعتها عشية انعقاد المؤتمر التأسيسي يوم 25 سبتمبر / أيلول 2020 بالعيون المحتلة، وما التقرير الأدبي لسنة من الكفاح على نواصي "الإستهداف المقصود من وزارة ولد لعكيك" لخير مثال أستحضره و أنا في مستهل خط هذا الرأي.

تناولنا في -الجزء الأول- من هذه القراءة، التي تتلفظ بالعلمية و البعيدة كل البعد عن "الأيديولوجية المتخمة"، المسار الكرونولوجي لترعرع جنين كوديسا، فمن الإنزواء تحت يافطة (فرع الصحراء) كامتداد موضوعي لمنتدى الحقيقة و الإنصاف سنة 2000 إلى أكبر منظمة حقوقية في الصحراء الغربية تصطف بشكل علني جنب كبريات المنظمات الإفريقية و الشرق أوسطية الناشطة في مجال حقوق الإنسان و الحريات، ثم جاء -الجزء الثاني- ليوضح أن كوديسا الأمس ليست هي كوديسا اليوم بفعل الإعتناق العقائدي ل "توجه أو تيار" أبسط ما يمكن أن يقال عليه إنه رافض بشكل قطعي لواقع الأرض المحتلة "الهجين"، دون إغفال تفسير و تفكيك هجمة الظلام الممنهجة، لإغتيال كوديسا و استئصال جيناتها، الصادرة من قبل المسؤول الأول عن القطاع الوصي، وهاهو الجزء الثالث- من إمبريقية هذه القراءة- يتدحرج على سياط النقد و النقد الذاتي للكوديسا ذاتها من أجل إبراز معالم الخلل و القصور و مكامن الثغرات، فما بين العلم و الجهل لا يقف الفكر حائرًا، بل ينتصر الأول، إلا إذا هيمن فيه الجهل، فهو، إذّ ذاك، ليس بالفكر بل عدمه. ( المهدي عامل يقول).

فخلال اطلاعي، الرصين و المتأني و المؤسس على بنية "براديغم العلمية"، على كل الوثائق والأوراق الداخلية لتجمع كوديسا ( القانون الأساسي، الأرضية التوجيهية، النظام الداخلي…) وكل ما صدر عن التجمع خلال سنة ( تقارير، بلاغات، تقارير دورية…) ومن خلال كذلك حضوري"أحد اجتماعات اللجنة الإدارية". ومن هذا وذاك، و بمعول "الملاحظة بالمشاركة" لكل الأنشطة و الخرجات الإعلامية و المعارك النضالية و الندوات و اللقاءات التي كانت كوديسا جزء لا يتجزء منها، سأقف على مجموعة من النقاط لنسلط عليها عدسة المجهر :

• المادة 07 من القانون الأساسي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان و المتعلقة بالعضوية و الإنتساب، أشارت إلى أن المنظمة تقبل في عضويتها من يلتزم بمبادئها و أهدافها و قانونها الأساسي و نظامها الداخلي، زد على ذلك مسار "أخلاقي و نضالي" مُشرف. أقف هنا و أتسائل بكل شرعية و مشروعية :

"أليس الأجدر بأن تضع كوديسا أحد أبرز شروط الإنتساب لعائلتها والمتمثل في (المسار الأكاديمي للمنتسب) ؟ لماذا يتم الإقتصار على "شرطين"، و تغييب ما يعتبر العتبة الأولى للإنتساب لدى المنظمات العالمية الناشطة في مجال حقوق الإنسان و الحريات؟".

أنا هنا لا أقصد إرجاع كوديسا "منظمة نخبوية" تطل على قومها كعلية قوم، و لكن هناك أبجديات أساسية تعتبر المدخل للعمل الحقوقي الجاد و المسؤول، وليس العمل الحقوقي الملفوف "بصفة" فاارغة من كل جذوة. بمعنى و بكل مكاشفة؛ لا يمكن أن أوشح وسام (ناشط حقوقي) لشخص ما لم يكلف نفسه حتى الإطلاع على (اتفاقيات جنيف و بروتوكولاتها الإضافية).

• المادة 19 من القانون الأساسي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، و المتعلقة باللجان الوظيفية؛ سأكون هنا ماركسي الفهم و التعبير و أسلط الضوء على اللجان المتعلقة بالبنية الفوقية و التحتية نظراً لأهميتها في دولاب الصراع.

-(لجنة الثروات الطبيعية و البيئة و الهجرة)، هل توجد بين أدراجها أدنى دراسة علمية محكمة لواقع استنزاف الثروات الطبيعية؟ وها نحن لازلنا نشهد النصر التاريخي لقرار محكمة العدل الأوروبية.

-(لجنة التنظيم و الدراسات و التكوينات)، أين هي البرامج التي تم تنفيذها من طرف رئيس هذه "اللجنة" ضمن مسلسل عام من الإشعاع و الكفاح؟ "أتساءل".

• (لجنة الإعلام و التواصل ) التي تقبع ضمن المادة 19 من ترسانة القانون الأساسي، و التي تختص بالتغطية و الإنتاج و التوزيع و إدارة الموقع الإلكتروني Sit Web للتجمع عبر وسائل السوشيال ميديا، هذه الأخيرة وفي المرحلة الآنية التي نعيش أطوارها تعتبر المرآة الخارجية للكوديسا و بالتالي وجب تدبيرها تدبيرا مهنيا دقيقا باستعمال آليات تتماشى و عصر "الرقمنة المهووسة بموضة الجديد"، و الإنفتاح على وسائل أخرى لها شعبيتها و أهميتها و محاولة قبر تلك "الذهنية الكلاسيكية" في التعامل مع هكذا وسائل بديلة.

وعلى سبيل الختام أقول و أشدد، وجب الإهتمام بشكل مهني و مسؤول بجانبين أعتبرهما أحد الأركان الأساسية التي ستساعد على تقوية بنى هذا المشروع :

جانب التكوين و المراكمة المعرفية لدى أعضاء و عضوات التجمع.

جانب الإشعاع الإعلامي بما يناسب تطورات العصر.

———————
بيرويسترويكا : تعني "إعادة الهيكلة"، وهي حركة للإصلاح داخل الحزب الشيوعي السوڤياتي في الثمانينيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال