الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيديولوجية قرع طبول الحرب

كوسلا ابشن

2021 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الأزمة الهيكلية الخانقة و الإستبداد الممنهج لم يتركا للشعب دزايري المجال للتنفس عدا الخروج الى الشوارع للمطالبة بحقوقه العادلة و التنديد بالسياسة اللاشعبية واللادمقراطية للنظام العسكري الدكتاتوري الإرهابي. الحراك الشعبي الذي دام سنتين فضح إفلاس النظام العسكري الدكتاتوري وأسقط القناع عن سياسته المافوية وإنتهاكاته لحقوق الإنسان, ولم يعد الخطاب الديماغوجي للنظام المتهالك التأثير على صناعة القطيع, ولم يبقى للنظام الفاسد إلا الهروب الى الأمام الى صرف أزماته بخلق وهم العدو الخارجي, يكون المسؤول عن الإخفاقات التنموية و إنعدام الدمقراطية.
جدد النظام اللاشعبي اللادمقراطي الإعلان عن السيناريو القديم المتمثل في المؤامرة الموركية و الصهيونية المستهدفة ل"تفكيك وحدة الشعب وتفكيك الوحدة الترابية و عرقلة التنمية المستدامة", فمن المضحك و المخجل, حتى كارثية أرضية ملعب "مصطفى تشاكر", أصبح مورك المسؤول عنه. هذا الخطاب التضليلي الموجه للرأي العام الداخلي, يهدف أساسا الى توجيه الرأي العام بعيدا عن الأسباب الحقيقية للواقع المزري الذي يعيشه الشعب, كما يهدف الى التلاعب بالعاطفة الدينية للشعب لخلق وعي مغلوط لا يتوافق مع الواقع الملموس, بإقحام العنصر اليهودي والعدو الخارجي في الصراع الداخلي الدائر بين الشعب دزايري (المطالب بتحسين الظروف المعيشية, والعيش الكريم في دولة دمقراطية تحترم حقوق الإنسان), وبين السلطة العسكرية الفاسدة والمستبدة والمسؤولة المباشرة عن مآسي الشعب والبلد. إستخدام الشعور الديني المعادي للصهيونية ستارا للتهرب من الصراع الحقيقي داخل البلد.
نشرت مواقع الجرائد الصفراء العسكرية السيناريو المبتذل:"تمكين مصالح المديرية العامة للأمن الوطني من إفشال مخطط مؤامرة تعود بوادره إلى سنة 2014. وذلك بمساعدة من الكيان الصهيوني ودولة من شمال إفريقيا, وتوقيف عصابة من 17 شخص تنتمي الى "الماك", كانت بصدد التحضير لتنفيذ عمل مسلح داخل التراب الوطني بالتواطؤ مع أطراف من داخل الوطن يتبنون النزعة الانفصالية" هو سيناريو متكرر, ما يؤكد فشل النظام العسكري الدكتاتوري في التعامل مع القضايا الداخلية.
أزمة النظام الدكتاتوري جعلت الزمرة العسكرية تتخبت في قراراتها و تضخم من فضائحها, ها هي تعيد سيناريو روج قبل عدة أسابيع, وهو كما قيل أنذاك "إحباط مؤامرة إرهابية مدعومة من دولة جارة, وذلك بإعتقال مجموعة من أتباع "الماك" كانت تستهدف الحراك في كل أنحاء البلاد, ونقل تلفيزيون العسكر ل"إعترافات" "أعضاء الماك" المفترضين. المسرحية التافهة لم تقدم للعسكر ما كان منتظر منها, ألا وهو وقف الحراك الشعبي المتحول نوعيا و كميا في عاصمته تيزي وزو بمنطقة لقبايل, و الذي إستمر رغم كل العراقل و القمع والإعتقالات والمحاكمات الصورية, وقد دفعت لقبايل ثمن صمودها و رفضها للنظام العسكري الدكتاتوري. والثمن كان بشع و اللاإنساني بتدمير المجال النباتي وشوي العشرات بنيران الحرائق التي دبرها النظام العسكري الدموي.
جنون و أزمات الهيكلية للنظام الدموي المريض لم يجد مخرج له إلا في نظرية المؤامرة المستهدفة للبلد والشعب, و المعرقلة للسياسة "الوطنية" التنموية للطغمة العسكرية. المخطط المؤامراتي المفترض يعود الى سنة 2014, أي ما قبل 7 سنوات كما روج النظام الفاسد. و السؤال المطروح لماذا لم ينفذ المخطط طيلة هذه المدة, وإنتظر حتى إكتشافه؟. و لماذا فشلت مخابرات النظام طيلة هذه المدة من إفشال هذا المخطط المفترض؟. و لماذا إنتظر النظام الإعلان عنه بهذا الشكل وإعتقال المتورطين بالضبط الآن؟. الجواب هو أن النظام قبل سبع سنوات لم يكن النظام الفاسد يحتاج و بإلحاح للحديث عن الأوهام, فالمرحلة آنذاك كانت الى حد ما تحت السيطرة, أما المرحلة الحالية فرقبة النظام تحت سكين الشعب, السلطة العسكرية تعيش أكبر أزماتها و هي على حافة الإنهيار التام, وتتمسك بحبل النجاة بكل الأشكال, حتى و إن أدخلت البلد في حرب غير معروفة العواقب ضد دولة الجارة الغربية, و هي بالفعل تستعد لذلك, فقد أعلن بيان لوزارة الدفاع في دزاير, "عن مقتل أحد جنودها وإصابة إثنين آخرين, في إنفجار لغم بالقرب من الحدود مع المورك". وفي تغريدة لعبد المجيد تبون قال فيها:" أعزّي نفسي, والجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, وأسرة شهيد الواجب الوطني, الرقيب صراوي سيف الدين, الذي تعرض مع رفاقه الأشاوس, لاعتداء إرهابي جبان, على حدودنا الغربية". البيان و التغريدة كما هو واضح إتهام مباشر للمورك, و قد تكون له عواقبة غير معروفة. و كل هذه الإتهامات من دون تحقيق في الحادث, إن كان عمل إرهابيا أو كان حدث غير مقصود. أو أن الغم من مخلفات محاربة عصابات التهريب. لكن على ماهو واضح أن الإتهام كان محسوم مسبقا, لخلق العدو الخارجي, وتوجيه الرأي العام الداخلي لمواجهة هذا العدو الخارجي المفترض, و تحريضه على الحرب بهدف تجنب سقوط النظام و طرد العسكر من قصر المرادية. عجز النظام الإرهابي عن حل أزماته الإقتصادية والإجتماعية, وإفلاسه السياسي والإيديولوجي, وفشل سياسته القمعية الإستبدادية في القضاء التام على الحراك الشعبي, جعله يتخبط في خططه السياسية و لم يبقى له إلا تحويل الصراع من الداخل الى الخارج, محاولة منه صرف الحراك الشعبي عن قضاياه الحقيقية والعادلة و صرفه عن مساره النضالي الصحيح ضد طغمة قصر المرادية الارهابية, وإقحامه في قضية خارجية لا تخدم سوى أهداف النظام العسكري في التستر عن سياسته الإإرهابية وإفلاسه التام, في تناقض تام مع أهداف الشعب الطامح الى تحقيق الإستقلال الحقيقي و بناء الدولة الدمقراطية بإسقاط الطغمة العسكرية الإرهابية, وتحقيق السلم والعمل المشترك بين شعوب منطقة شمال إفريقيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-