الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرائة ورأي في رواية اولاد حارتنا

علي علاء فاخر

2021 / 10 / 18
الادب والفن


«قرائة ورأي في رواية اولاد حارتنا»

إسم الرواية: اولاد حارتنا
إسم الکاتب: نجيب محفوظ
سنة النشر: نشرت اجزائاً بداية من عام1959 ثم نشرت کاملة عام 2001

نجيب محفوظ کاتب واديب وصحفي مصري الجنسية والهويه متمرس في فن کتابة الرواية والقصة له في هذا المجال مؤلفات عديدة منها ثلاثيته المعروفة.
لايسعنا التعريف بالکاتب وأعماله وشخصيته فالمقصود هو ابداء الرأي وفك شيفرات روايته العظيمة فقط.

يبدأ الکاتب بسيرة شخصية بأسم ادهم ويوصف المکان الذي يعيش به ادهم وابوه الجبلاوي والبيت الکبير الذي شيده الجبلاوي ويستمر في وصف حالهم حتي يصل إلي ذروة الحبكة الأولي بالنزاع القائم حول النظارة علي الوقف أي ادارة الاعمال والاموال التي يملکها الجبلاوي الأب للجبلاوي هذا خمسة ابناء ذکور أکبرهم ادريس واصغرهم ادهم والاخوان الثلاثة عباس ورضوان وجليل لم يحالفهم الحظ في الذرية ولم يکن لهم ابناء ولکن ادريس لديه ذرية وکذلك سيرزق في المستقبل ادهم بأولاد ذکور.

عندما يقرأ الانسان في البدايه لن ينتبه للشبه الموجود بين قصة الرواية وبين التاريخ الديني للانبياء وتاريخ الخلقة ولکن في موضع ما سيجزم القارئ علي أن المقصود بالشخصيات هم الانبياء والدلالات الدينيه واضحه فينبهر بعد ذلك بأسلوب الکاتب الرمزي الذي يعزف علي الاوتار الحساسة بدون أن يُحکَم بذنب او کفر.
ترکيبة الشخصيات:
سيلحظ القارئ قصة عصيان الشيطان للسجود لأدم في قضية (ادريس وادهم) في القصة فإن الجبلاوي الذي يمثل دور الخالق او الرب يعطي نظارة الاموال الي ادهم وهو اصغر الابناء وإبن المرأه السوداء ولهذا يعيره ادريس بلونه واصله ويستکبر عليه کما في الايه(خلقتني من نار وخلقته من طين) فيُطرَد ادريس من البيت الکبير الذي يمثل الجنة المذکوره في الکتب السماويه جراء استکباره ويبدأ بالعصيان والقتل والسُکر ومن بعد ذلك يوسوس ل أدهم الذي يمثل دور آدم بأن يذهب الي غرفة الجبلاوي فيطّلع علي سجلّه ويري اسرار المستقبل التي يخطط لها الجبلاوي في سجله وفعلا قد ذهب ادهم واحس به الجبلاوي فطرد الاخر ايضاً من البيت الکبير وهو کما حدث مع آدم إذ طُرد من الجنة هو وزوجه.
يبقي ادريس يوسوس في اذن ادهم کما فعل الشيطان مع آدم في الطغيان والعصيان ضد الجبلاوي وأن يسرق ويقتل ويأخذَ حقه بالعنف فيأبي ادهم عن ذلك ويعيش حياة مأساويه هو وزوجته التي حملها ذنبَ الوساوس لتشجيعها إياه لفعلِ مافعل ولکن ابنيه الممثلان لهابيل وقابيل يقتل احدهما الاخر وفي آخر عمره يسامحه الجبلاوي ويسمح له بالعودة الي البيت الکبير وتستمر بعدها الحارة بالعيش من ابناء ادهم الذين ينتشرون في ارجاء الحارة الممثلة للعالم الحقيقي الذي نعيش به فيکثر الظلم من قبل «الناظر» الذي يمثل الحکّام والفتوات الذين يمثلون دور الجيش وما الي ذلك من تسميات تحمي العرش ويختفي الجبلاوي من القصة وينطوي علي نفسه بصمت في البيت الکبير مبتعدا عن مأسي ومظالم الحارة التي يسکنها ابنائه فيکثر اللغط جراء ذلك وتُظلَم فئة تسمي بآل حمدان الذين يمثلون اليهود فيکلم الجبلاوي احدا منهم يسمي ب(جبل) وجبل هذا هو النبي موسي الذي کلمه الله وتستمر القصص واحده تلو الاخري تحکي لنا التاريخ الديني بصوره مختلفه واکثر واقعيه فيجيء من بعد جبل رفاعة الذي سيُقتل ولکن تختفي جنازته فيقال أن الجبلاوي اخذه عنده کما يقال عن النبي عيسي (وماصلبوه اذ صلبوه) الأية ومن بعد ذلك يأتي قاسم بعد ان کثرت الاحياء وتعددت الطوائف ويسير قاسم مسيرته ممثلا دور النبي محمد(ص) مع ذکر بعض الاسماء التي تمثل اصحابه و اهل بيته فينتصر ويحکم ثم الحبکة الاخيره والاکثر تأثيراً فهي في شخصيه ليس لها وجود خارجي ولاتمثل أحدا من الاشخاص واسمها (عرفة) عرفة هذا لايعرف ابوه وامه معروفة وهو ساحر متمرس في عمله فيبدأ بمعالجة الناس ثم يتطور لمعالجة الناظر والفتوات واعطائهم المنشطات والمخدرات ومن ثم يخترع سلاحاً فتاکاً يقتل به أحد الفتوات ويتسلل الي بيت الجبلاوي کما فعل ادم من قبله فيقتل الجبلاوي بدون ان يعلم ويخرج فزِعاً فيعرف الناظر أنه وراء تلك الفعلة فيأخذه اليه ويفتك بکل الفتوات ويجلس علي العرش متوحداً بحکم الحاره مستمتعا بجنانها وحورها بمساعدة سِحر عرفة الفتاك الذي يخشاه الجميع وهو سحرٌ ينفجر کما القنبلة ولکن عرفة يفر بعد ذلك من ايدي الحاکم ويظفر به الحاکم فيقتله خوفا منه علي عرشه ويبقي الناس تحت حکم الناظر الجائر مترجين عودة ايام عرفه او ايام الجبلاوي او أياً من کبار الاحياء بدون فائدة وتنتهي قصة الرموز التاريخيه الدينيه.
المقصود من عرفه هو العلوم التجربيه التي فتکت بالاعتقاد وبالأديان ونفت وجود خالق وجعلت الاديان اساطيراً لا اصل لقصصها کما فعل عرفة بعد أن اغني الناس بسحره وجعل يشکك بالجبلاوي حتي ذهب بنفسه ليکتشف امره فقتله فکأن الکاتب صورَ ماقاله نيتشه(لقد مات الله ونحن من قتلناه) بسيناريو عرفة وقتله للجبلاوي ومن بعد ذلك بعد ان تخلي الحاکم عن العلوم التجربية واستغني عن اصلها واساسها وأخذ القنبلة الذريه واسلحة الدمار الشامل وجعل العلم خادما للسلطة والشر وعدواً للناس والعامة بدأ الناس يحنون الي ايام الجبلاوي ويبکون عليه وبدأو يفتقدون قصصهم التي کانت تغني علي الربابة وحتي عرفه نفسه الذي يمثّل دور العلم في اخر مشواره احس بندم علي فعلته التي کان يرتجي منها تغير الاوضاع وتعميم العدالة لکنه لم ينجح بذلك. وما فهمت من کل هذه العبر والقصص والشخصيات هو أن الشر والظلم والسواد ارکان اصلية في شخصية الانسان وفي المجتمع الانساني فلن يستطيع استئصالها لا الانبياء ولا العلم التجربي. فهي تصاحب الخير والعدالة وإن لم تکن لما کان نقيضها ايضاً واقول کما يقول الفلاسفة بأن السواد مکمل البياض والشر مکمل الخير والظلم مکمل العدل فلا وجود لواحد منهما دون الاخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان