الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسر اللَّوْز 10

علي دريوسي

2021 / 10 / 18
الادب والفن


مساءً نديّاً يا أحمد باشا،

كيفك، عساك بخير، أين اختفيت؟ لماذا انقطعت عن مخاطبتي؟ هل أنت مريض!؟ أم عساك وقعت في سلة إمرأة جديدة؟ أرسلت لك مجموعتي القصصية على عنوانك في الجامعة؟ هل وصلتك ؟ هل قرأتها؟
لم أستطع بعدْ أنْ أنظّم أوقاتي في شهر رمضان ذلك أنّني أصوم هذه السنة كما السنة الماضية، الجميع مستغربون ماذا جرى إيمان صائمة!؟ وللحقّ ليس الوازع الديني هو السبب إنّما هي رغبتي في كسر الروتين على مدار السنة، فلا أتناول فطور الصباح قبل الدوام وكنت أضطرّ لذلك إذ سأشرب القهوة في المكتب وقد حرصت ألاّ تكون معدتي فارغة، وهكذا لا فطور ولا قهوة صباحيّة، ثمّ لا صنع قهوة ولا شاي لزائريّ في المكتب وبالتالي لا جلي، ومن جهة أخرى لفوائده الصحيّة، وأيضاً مشاركة الآخرين، فللمشاركة بالطقس الجماعي إحساس مختلف، المزعج فقط هو النعاس الذي ينتابني أثناء الدوام، وعند العودة إلى البيت لا أستطيع النوم بسبب متابعة مسلسل يبدأ قبل الإفطار بساعتين، وبعد الإفطار أو أثناء الإفطار يسيطر النعاس بطريقة لا أستطيع مقاومته، فأنهي إفطاري على عجل لأستسلم لنوم لا يطول ربّما نصف ساعة فقط، بسبب الالتزامات الأخرى بزيارة واجب اجتماعي أو تأمين حاجيّات من السوق أو التنزّه مع بعض الرفاق، ولمّا كان لزاماً عليَّ تناول وجبة قبل النوم وينبغي ألاّ تكون باكرة، إذ لا أستطيع أن أستيقظ وقت السحور، أضطّر للسهر حتّى الواحدة ليلاً كحدٍّ أقصى، ومن ثمّ الاستيقاظ في السابعة صباحاً لأكون في مكتبي الساعة الثامنة، واليوم هو خامس أيّام رمضان، وكان مقرّراً أن أمضي فترة بعد الإفطار مع الرفاق في مطعم لبناني على ضفاف النهر ولكن تفركش المشوار.

وهكذا أنا وحدي الآن ، وارتأيت أن أزورك هذا المساء من غرفتي وقد فتحت نافذتي لأسمح بدخول نسمات الخريف الباردة والمنعشة من جهة ولأسمع حركة الناس من جهة أخرى، بعد أن افتتح مطعم للفول والحمّص والفتّة في البناية حيث أعيش، المطعم يعمل ليل نهار ممّا يُحدث حركةً وضجّةً تعجبني لكنها لا تعجب بعض الجيران الألمان وقد عارضوه في البداية ودون جدوى، لكنّي في العاشرة سأتابع مسلسلاً محليّاً بعنوان عصر الجنون، يشدّني كثيراً يلعب الممثّل بسّام كوسا ـ إن كنت تذكره ـ دوراً يذكّرني بأخي راتب. أعيش هنا في ألمانيا وكأنني ما زلت في سوريا. صحيح نحن لا نعرف شيئاً عن أفراد أسرتينا! أقصد أنّنا لم نتحدّث عنهم، ما رأيك لو نتحدّث عنهم لاحقاً؟
الجو رائع، ثمة نسمات تلامسني من الداخل تحرّك فيّ مشاعر وأحاسيس لا أدري كيف أصفها، كأنّها توقظ ذكرياتٍ ما ودون تحديد أو استحضار لهذه الذكريات، فقط الإحساس هو الحاضر، باختصار حالة ساحرة. هل تجد وقتاً لتتأمل؟ كيف تمضي أوقاتك /يسعد أوقاتك/ ماذا عن زوجتك؟ كيف هي؟ عساها بخير؟
ها أنا أعود إليك فقد انتهى المسلسل. لأنني قد عاهدت نفسي أن أكون صادقة معها ومعك! سأبوح لك بأنني أشعر بخيوط خفية تشدني إليك، لا أعلم حقيقة كنهها، أهي عقلانية كلماتك أم مس الجنون فيها!؟ لا رغبة علنية لدي بالكتابة لك وإنما هناك ما هو أقوى من الرغبة.
أعتقد بأنني محتاجة لرؤيتك. ينبغي أن نلتقي! ألا ترغب أن تراني؟

هل ستتفاجأ إذا أخبرتك بأنني متزوجة في سوريا!؟ ولدي طفل عمره سبع سنوات! زوجي الصبور وطفلي الذي أشتاقه دائماً يعيشان هناك. أخطط للسفر قريباً لزيارتهما وزيارة عائلتي طبعاً. هل تحتاج إلى شيء ما من هناك؟ هل سترسل شيئاً إلى أهلك؟
بدأت أشعر بالجوع والنعاس، إنّها العاشرة وتسع وأربعون دقيقة ليلاً، يعزّ عليّ إنهاء حديثي معك، لكننّي سأتعشّى ثمّ أخلد إلى النوم .
تصبح على خير، ولسوف يعاقبك الرب إذا لم تكتب لي رسالة مطولة حول كل شيء.
إيمان
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع