الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التيارات الدينية الإسلامية تكره اللهَ؟

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2021 / 10 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ليس كل من يُصلي ويرفع يديه إلى السماء تكون نيّتُه التوجهَ لرب العالمين، وليس كل شيخ أو داعية أو حزب ديني أو جماعة إسلامية أو تجمع مذهبي أو تيار للدفاع عن منهج الله يرتبط ولو بأوهىَ الصور برباط مقدس بين الأرض والسماء، بين الإنسان وخالقه، بين العابد والمعبود؛ فمريدو الشيطان وأتباعه وعاشقوه يختبئون خلف أثواب دينية، ويقرؤون القرآن الكريم، ويرتادون المساجد، ويبكون بحُرقة؛ وأخيرا يذهبون في موسم الحج لرجم معبودهم الحقيقي وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا!
سببت الأحزاب الدينية والدعاة والشيوخ مخاطر جمّة بالإسلام الحنيف، أهمها:

1 اقناع المؤمنين بالطاعة لكل طاغية يدوس فوق رؤوسهم، فهو الأمير الواجب طاعته، حتى لو ضربك، وعذبك، واغتصبك، وظلمك، وسرق مالك فستحصل وفق مفاهيم العبودية المزيفة على ثواب في الآخرة وربما وسام استحقاق الجنة من الدرجة الأولى وفقا لتحمل قفاك للصفع، وظهرك للسوط، ولسانك للخرس، وعقلك للجهل!
2 نزع الاحترام الواجب نحو الدستور والدولة والقوانين باعتبار أن كل واحد يملك قرآنه بين يديه ومعه مُفسّره المفضّل، ويستبدل ما يرفضه مفسروه فيلجأ إلى آراء وأفكار وصرخات منبرية مُطَعمة بهالات مقدسة فتبدو مخالفة قوانين الدولة كأنها طاعة لقوانين إلهية، ولعلنا نتذكر القسم البرلماني لأعضاء مجلس النواب( الشعب) المصري حينما أضاف أحدهم كلمة( إلا ما يخالف شرع الله) ففعل مثله نواب آخرون، أو حينما كان الريان يُحاكَم بتهمة النصب والاحتيال، فوقف فجأة وهو في قفص الاتهام، وقرر رفع الآذان للصلاة، فخضع القضاة وصمتوا، فالحرامي يُصلي!
3 التيارات الدينية هي الأضعف وطنيا، ويستطيع أي رأسمالي أو دولة استعمارية تحويل مبلغ من المال لدعم الجمعية أو بناء مسجد ثم يتم فرض الشروط المُهلكة والممزقة لكيان الوطن لاحقا!
4 أدمغة أعضاء التيارات الدينية متشربة بالسائل المنوي لكل منهم، وإذا نزعت من جماجمهم صورة المرأة وحيضها وأردافها ونهديها وشبقها فقد نزعت الروح عن الجماعة!
5 التيارات الدينية قسوة متحركة، وغلظة أرضية تتحدث باسم رحمة السماء، ولا توجد جماعة أو تيار إسلامي أو حزب أو تجمع إلا وكانت في أذهان أعضائها صورة لرؤوس تتطاير، وعقوبات صارمة، وتطبيق الشرع(!) على من يخالفهم، والكل متشابهون في القسوة فطالبان هي بوكو حرام، وداعش هي الجماعة السلفية، والاخوان المسلمون هم حركة شباب الصومال، والطائفية في العراق مثل حُكم الملالي في إيران، وإعدامات جعفر النميري لا تختلف عن مشانق عمر حسن البشير، واختلاف المسميات لا يعني أن القاعدة مختلفة!
6 التيارات الإسلامية غالبا ما تكون هي الأبعد عن الإسلام، وفتاوى شيوخها ودعاتها فوق قوانين أي بلد يحكمونه، وهم غالبا حمقى يستدعون من التاريخ القديم القائم على عنعنعات ما يطبقونه على العصر الحديث فينفصلون عن الاثنين!
7 التيارات الإسلامية لا تعترف بالإختلافات، ولكن بالخلافات التي تُعرَض على المُقدس فتتحول إلى حالة عداء!
8 التيارات الدينية تُفرّخ بلهاء في العلوم والآداب والفنون والبحوث العلمية والفضائية، وتتوسع عمليات التخدير الديني على حساب الاكتشافات وربما نتذكر الدكتورة والأكاديمية التي استضافها التلفزيون المصري فضحكت على غباء العلماء الذين يتبحرون في النظام الشمسي وعلوم الفلك ولم يلجأوا للقرآن الكريم الذي ينفي تماما هذه العلوم، ومثلها الشاب أمين صبري وهو محتال صغير هاجر من مصر إلى المغرب، وبدأ في وضع كتب وبث برامج عن خرافات علوم الفلك وحماقة وكالة ناسا الفضائية فجعل من نفسه جليليو جاليلي!
9 التيارات الدينية توحي لأعضائها أنهم أصحاب الدين الحق، ومن ينتقدهم فهو كاره للإسلام، ومن يختلف معهم يصبح من أعداء الله؛ وهم لا يحترمون مفكرا أو مثقفا أو باحثا أو قارئا نهما قبل أن تكون بوصلة آرائه متوجهة نحو الجماعة بقكرها الذي ورثته عن أسلاف أسلافهم!
10 يعتبرون الاستناد إلى العقل مناهضة للدين، وحتى التفسيرات العقلانية مرفوضة فالإيمان قبل العقل، والتصديق قبل التفكير، والتسليم يسبق البحث!
11 التيارات الدينية تمكنت من صناعة الإلــَــه السادي والمتلذذ بتعذيب من يعبدونه إذا أخطأوا في صغرى الصغائر، حتى لو كانت عدم وصول الماء لكعب القدم لدى الوضوء، أو تحريك السبابة لدى التشهُد في الصلاة إلى أعلى وأسفل وليس إلى اليمين واليسار!
12 الجماعات الدينية تحلم بالسجون والمعتقلات حتى بدون الصدام مع السلطة، فهي في حاجة للعب دور المضطهدين والمُعذَبين والمهضومة حقوقهم وأصحاب الإخدود إذ هم عليها قعود!
13 التيارات الدينية ذكورية الفكر، واستعبادية للأنثى كأن كل امرأة هي جارية، والسبي فلسفة جنسية تُطلق علنا في وسائل الإعلام من كبار الشيوخ والدُعاة، ويستحسنها العامة الذين زرعت أحلام الحور العين فيهم فترة الانتظار!
14 لقد تحولت مقاومة الاستعمار لديهم إلى جهاد من أجل إعلاء كلمة الله في سبي النساء كما فعلت داعش وكذلك شباب الجماعة في نيجيريا، وكما ذكر أحدهم بأن صديقه شاهد وهو يحتضر في ساحة القتال الحور العين وقال لهم: أقبلن.. أقبلن! فالشهيد لن ينتظر ليوم القيامة حتى يقفز فوق سبعين من الحور العين، ولكل واحدة سبعون من الوصيفات، وعضوه التناسلي في حالة انتصاب إلى ما لا نهاية!
التيارات الدينية هي حالة عداء ضد الله والشعب، ويحتاج الأعضاء للمكوث في مصحة للأمراض النفسية والعصبية والعقلية، فكل الشيوخ والدعاة والخطباء، تقريبا، مصنوعون في العالم الإسلامي داخل قصر الحاكم أو مصرف يتولى تحويل الأموال الملوثة لتلميع خيال جنسي لا يتنفس إلا في أحضان امرأة بديلا لزوجته.
أي خطيب أو شيخ أو داعية لو وقف فوق المنبر وخلع سرواله، وطرطر على المستمعين، فسيجدون في حكايات السلف تبريرات للطرطرة، ويضيفون عليها قداسة حمقاء.
ومع ذلك فالمعركة النهضوية ضد التيارات الدينية محسومة سلفا للأغبياء فهم يملكون الحور العين والعفاريت وعذاب القبر والتفسيرات اللاعقلانية وكراهية الغرب وجنةً خلقها الله للمسلمين فقط، أما أتباع الأديان الأخرى ومن لم يتوصلوا بعد للإيمان فهم ولاد ستين كلب.
نحن مهزومون حتى النخاع فالتيارات الدينية مرادفة للجهل، والغرق في عالم الأدعية، وحفظ كتب صفراء باهت لونها تسرّ البلهاء، ودعم الديكتاتورية في كل بلد إسلامي، وتبرير السرقة كما حدث مع شركات توظيف الأموال، ووعود للفقراء ببيت لكل منهم في الجنّة مقابل أن يحتفظ الذين نهبوهم بخيرات الدنيا.
التيارات الدينية بمجملها لا علاقة لها، غالبا، بالدين، والشيوخ والدُعاة والخطباء، غالبا، أعداء الله ويتحدثون باسمه، جل شأنه.
ملايين من شباب المسلمين تم غسل جماجمهم بالاثنين معا: أوهام حُكْم الشريعة وآثار السائل المنوي.
نحن مهزومون فهم يملكون القوة ممثلة في اتهامك بأنك تُعادي، وتبغض، وتكره الإسلام، حتى لو كان الذي يتهمك حشّاشا، وشاذا نفسيا، ومتخلفا عقليا، ومتراجعا فكريا، وجاهلا، وكارها للثقافة، وعدوًا للكتاب.
تعقيبات وتعليقات وردود الكثير جدا من شباب النت تشير إلى سقوط النهضة في العالم الإسلامي تحت ضربات الجهل الموجع.
تسعة من كل عشرة مسلمين طائفيون يتمنون قطع رقاب غير المسلمين.
سامحوني، رحمكم الله، فعقلي لم يعد يستوعب المشهد الإسلامي لدين أحببته وأمنت به واتبعت نهجه وأطعت توجيهاته.
أنا أصرخ، وألطم، وأبكي لأنني مسلم يحب دينَه حبــًا جمــًا.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 18 أكتوبر 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ