الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الحوار الذي سيجريه قيس سعيد مع الشباب والشعب التونسي

بشير الحامدي

2021 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في كلمته الأخيرة في مجلس الوزراء تحدث قيس سعيد عن الحوار الذي سينظم مع الشباب ومع الشعب التونسي وقال إنه لن يكون مثل الحوارات التي تمّت في السابق.
فكيف سيتم هذا الحوار مع الشباب مثلا ومع الشعب التونسي.
أي شباب سيثتحاور معه؟ إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشباب اليوم مجموعات متعددة لا يجمع بينها سوى جامع العمر. فهناك الشباب المعطل والشباب الطلابي والشباب التلمذي والشباب العامل والشباب في المدينة والشباب في القرى والأرياف والشباب الذكور والشباب الإناث وهناك الشباب المنتمي لأحزاب وجمعيات ونقابات والشباب غير المنتمي وهناك الشباب المتعلم وهناك الشباب الأمّي ...
فمع أي فئة من هؤلاء سيتم الحوار؟ وماهي القضايا التي سيناقشها؟ وماهي السياسات التي يمكن أن تنتج عن مثل هذا الحوار بالتحديد؟
ثم كيف سيتم الحوار مع الشعب التونسي؟ وقبل ذلك ماذا نعني بالشعب التونسي؟ هل هو ذلك "الشعب" الذي ذهب لانتخابات 2019 أم هو ذلك الشعب الذي قاطعها؟ هل هو الشعب المنتمي للأحزاب أم ذلك الشعب المنتمي للنقابات والجمعيات أم هو ذلك الشعب غير المنتمي حزبيا هل هو ذلك الشعب الذي خرج يوم 25 جويلية أم هو ذلك الشعب الذي عارض إجراءات 25 جويلية؟...
في الحقيقة إن الصيغة الفضفاضة الهلامية المتناقضة لهذا الطرح تخفي المأزق الذي فيه قيس سعيد ودائرة القرار التي أحاطها به حول أشكال التعامل اليوم مع المنظومة الحزبية والجمعيياتية والنقابية القائمة والعجز على إسقاط هذه المنظومة السياسية وهو ما سيدفعهما مكرهيْن للتعامل مع أطراف منها وما الحوار الذي سينظم إلا المدخل الكبير لهذا التعامل. فسعيد ودائرة القرار المحيطة به سيكونان مجبرين لعوامل داخلية وخارجية على أن لا يتجاوزا مثلا مشاركة بيروقراطية الاتحاد وحركة الشعب وربما بعض الأحزاب الأخرى وبعض الجمعيات المدنية التي لم تعلن معارضتها لإجراءات 25 جويلية في هذا الحوار كي لا يدفعا هذه الكيانات إلى التوقع خارج وضد هذا الحوار وضد ما يمكن أن يخرج به من قرارات وخطط سياسية تتطلب نوعا من الإجماع حولها في مواجهة الطرف المناهض لسعيد وعلى رأسه حركة النهضة والأحزاب الأخرى التي تلتقي معها في نفس الموقف من إجراءات 25 جويلية.
لذلك نقول أن صيغة الحوار الذي سيدعو له قيس سعيد التي تتخفّى اليوم بمقولات الشباب والشعب هي في الحقيقة صيغة لا تذهب بعيدا في تصفية المنظومة السياسية السابقة بقدر ما أنها ستأسس لمنظومة "جديدة" بجزء من المنظومة السابقة التي نعرف جميعا مسؤولية جميع أطرافها عن فشل السياسات التي طبقت في السنوات العشر الأخيرة. فحوار سعيد مع الشباب والشعب التونسي لن يقودا إلا لمنظومة حكم لا تختلف عن المنظومة السابقة سوى بعدم تمثيلية حزب حركة النهضة والأحزاب التي عارضت إجراءات 25 جويلية فيها.
وكما أنتج الحوار الأول الانقلاب على 17 ديسمبر عبر هيئة بن عاشور لن ينتج حوار سعيد بعد عشر سنوات سوى مواصلة لنفس الانقلاب ولكن هذه المرة على شكل إقصاء سياسي لطرف من أطراف المنظومة لصالح طرف آخر صار بمقدوره الحكم والنفوذ بمفرده طرف عرف كيف يدفع الأوضاع إلى حافة الهاوية ليظهر أخيرا في شكل المنقذ في عملية سطو مفضوح على مهام حركة اجتماعية بدأت تتقدم حثيثا نحو الاستقلال عن كامل المنظومة وتتلمس طريق تحررها ليس من هيمنة حزب النهضة على السلطة بل من هيمنة طرفي المنظومة التي انقلبت على 17 ديسمبر.

18 أكتوبر 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24