الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة روح الحاضر والمستقبل

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2021 / 10 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نـحـن أبـنـائـك فـي الـفـرح الـجـمـيـل
نـحـن أبـنـائـك فـي الـحـزن الـنـبـيـل

مواكب (21) اكتوبر تحمل ذكريات "ثورة اكتوبر وثورة ابريل" باعتبارها أقوى الثورات التاريخية التي أظهر فيها أسلافنا بطولاتهم من أجل التغيير، لكنها لم تحدث تغيير جزري كما كانوا يريدون، والآن نهتف للتغيير من جديد، ورايات ثورة ديسمبر المجيدة مفاتيح لأبواب بيوت السودانيين من الأرياف والمدن، وسنعانق معاً شمس الحرية والسلام والعدالة؛ وستعود الثورة بألوانها الباهية تطل علي العالم من أعين الحالميين بفجر الدولة المدنية والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز، ومن جباه الثوار ينبلج السودان الجديد، وتستنشق السماء رياحين الكفاح من ضمائر الثوار الصالحيين والصادحيين بأغنيات الحرية والسلام علي سطح الأرض، وخلود فكرة الثورة.

لا نحتاج لثورة جديدة أو إنقلاب جديد لنبني المستقبل؛ ولن نعود إلي السودان القديم، وثورة ديسمبر يجب أن تستمر بمسارها للعبور نحو الدولة المدنية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية دون إنحراف، ويجب منع العبث بمنجزات التغيير ممن لا يفكرون خارج صندوق السلطة، والسلطة للشعب وحده، وعلينا أن نستمر بثبات إلي أخر الطريق، وسننتصر، ومن يسمع الآن جميع الشوارع تهتف بصوت واحد "ثوار أحرار حنكمل المشوار"، ومن يريدون جرف الثورة لمربع الردة والخنوع لا يميزون بين هتافات شعب عظيم خرج إلي الشارع لحماية مشروع التغيير، ومن يريدون خنق الثورة بثورة مضادة لا يسمعون رنين الشارع الهادر إلا بعد إسقاطهم، ومن يراهن علي الوهم لا يحصد إلا السراب، وسيجربون المشي علي الدرب المجرب ممن سبقوهم، وشعبنا سيعطيهم الدروس بسخاء، وليتهم بعد ذلك يفهمون.

يوم 21 اكتوبر من أيام السودان العظيمة، وذاكرة شعبنا غير قابلة للمسح، ويجب أن يحدث هذا اليوم تحول في مسار الحركة السياسية والإجتماعية بتوحيد الجبهات الداخلية، ويجب إعادة ضبط مسار البلاد بفرض أجندة الثورة من جديد، ولا بد من إنتاج حل لمشكلة السودان السياسية والأمنية والإقتصادية، ومواجهة خطر الخارج، وكل هذا يقودنا لحسم المعركة الثورية مع وكلاء النظام المباد الذي لا نسمح بعودته مهما حصل، وإجتياز خطر العودة إلي مربع الإنقلاب يتطلب العمل باصرار لإنجاز مهام الفترة الإنتقالية، وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية لبناء جيش مهني غير مسيس يعكس صور التنوع، ويعبر عن عقيدة وطنية أساسها الدفاع عن أرض السودان.

شعبنا الجسور هو الذي علمنا الصمود، وشعبنا هو الذي صنع التغيير، ولا يمكن فرض أي وصاية علي هذا الشعب، ونحن لن نحيد أبداً عن الدولة المدنية والديمقراطية والسلام المستدام، وسنكون في الصفوف الأمامية للدفاع عن دولة الديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية، ويجب أن لا نرهن مستقبل السودان في سوق المجهول، وسنعمل جميعاً لبناء مؤسسات عسكرية صديقة للشعب، وأمامنا فرصة تاريخية لتحقيق حلم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل السودان، والذين كانوا يقتلون شعبنا يجب محاكمتهم بصرامة، ويجب تفكيك الدولة الإنقاذية الفاسدة والمستبدة لصالح دولة الشعب الديمقراطية والمدنية الحاكمة بقانون منصف يحقق العدالة، وستنهض هذه البلاد بكفاح شعبها الذي خاض معارك تحرير السودان بصمود أدهش العالم أجمع، ولنصنع معاً مستقبل جيد يحقق تطلعات جميع السودانيات والسودانيين.

المجد لسودان السلام، والحكم المدني الديمقراطي.

18 اكتوبر - 2021م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الأوروبية: ما وعود المرشحين الفرنسيين لتخفيض فوات


.. مرشحة اليسار كلاوديا شينباوم تصبح أول رئيسة للبلاد بعد فوزها




.. صباح العربية | الصين تمنع مواطنيها الأغنياء من إظهار ثرائهم


.. توقعات بتعزيز أحزاب اليمين المتطرف سلطتها في انتخابات البرلم




.. هبة الخطابي تلقي خاطرة في المهرجان التضامني مع المعتقلين الس