الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع يعقوب أبراهامي- البرجوازية الصغيرة ومواضيع أخرى

ارام كيوان

2021 / 10 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بداية أشكُر الصديق يعقوب على تهنِئته لي بانتخابي للجنة المركزيّة للحزب الشيوعيّ في أعقاب المؤتمر ال28… جزيل الشكر على الكلمات الطيبة.

الهدف الأساسيّ من هذا النقاش هو نقاش موضوع "البرجوازية الصغيرة" ولكن هذا لا يمنع التطرق إلى مواضيعٍ أخرى أثارها الزميل يعقوب في مقاله.

يسألني الزميل يعقوب حول الحل لخروج السلطة الفلسطينيّة من مأزقها، ومن ثم يقول: "ربما سيفعل ذلك في حلقة قادمة او ربما آرام نفسه لا يعرف الحل"، نعم عزيزي يعقوب أنا لا أعرِف ما هو الحَل. ويبدو أنني أسأتُ التعبير عن نفسي (وهذه من النوادِر) فيما يتعلق ب"الاطاحة بالقيادة الحالية"، أنا لم أقصد الرئيس أبو مازن، أنا أقصد رؤوس الفساد في السلطة الفلسطينيّة، وما قلته حول "القوى الساخطة داخل فتح" لا يرقى لمنزلة الحل ويبقى في خانة التمني.

قبل أن أدخُل في الموضوع الأهم -البرجوازيّة الصغيرة- أريد أن أعلِق على ما أسميه "التاريخ والقضية الفلسطينية" الّذي دائمًا ما يثيره يعقوب، وأقول ليعقوب، كلا يا عزيزي هذا ليس عاملًا مهمًا لحلِ النزاع، كل الشعوب الّتي نشِبَت بينها نزاعاتٌ في الماضي لم تتفق على كل شيء ومع ذلك توصلوا إلى تفاهمات، وهذا ما حاولت القيادة الفلسطينيّة فعله لتصلَ إلى "حل وسط" مع إسرائيل، ولا أبالغُ عندما أقول أنَّ الفلسطينيّين هم مَن قدَمَ التنازلات طوال أكثر من سبعة عقودٍ من الصراع بينما إسرائيل حتى اليوم لم تقدِم تنازلًا واحدًا.

أما الموضوع الأهم، البرجوازيّة الصغيرة في العالم العربيّ، فبداية أقول أنَّ تحديد هويةِ الطبقات في العالم العربيّ أعقد من تلك في أوروبا، كما أنني لا "أقحم التحليلات الطبقية الممكنة وغير الممكنة" كما يقول أبراهامي، وحتى أوضح منهجي أكثر للزميل يعقوب ولا يُساء فهمي مجددًا، أنا أقول بوجود "تشكيلة اجتماعيّة" تحتوي في داخلها أنماط إنتاجٍ متداخلة بعضها ببعض وعند تحليل المجتمعات العربيّة تتداخل العوامل الثقافيّة والتاريخ الغليظ لهذه المجتمعات مع الواقع الحاليّ، ولا يوجد عاملٌ واحد يقرّر بل عدة عوامل تتظافر وتتداخل بعضها ببعض، وهذا كله لا يعني عدم وجودِ طبقات؛ المجتمعات العربيّة لم تصِل إلى مرحلةٍ من التطور حتى نتحدث عن "كتلة حاكمة" كما فعَلَ نيكوس بولانتازاس، هناك حكم أحادي مركزي في معظم الدول العربيّة يجبُ علينا تحديد هوية هؤلاء الحكام. أمّا ملخص ما أفهمه مما يريد يعقوب قوله: "الفكر والأيديولوجيا هما محرك التاريخ" وجوابي هو: نعم للفكر والأيديولوجيا دورٌ في التاريخ ولكن ليسَ دورًا مستقلًا عن التاريخ.

يظهر في الأدبيات الماركسيّة مصطلح "البرجوازية الصغيرة" عدة مرات وفي السياقِ العربيّ يأخذ أهمية أكبر نظرًا لكثرةِ استعماله عند وصفِ عددٍ من الأنظمة العربية. إيجادُ صيغةٍ لوصف هوية من يحكمون الدول العربية مفهوم، لأنَّ الحديث عن "الدولة الرأسمالية الاحتكارية، أعلى قمم الرأسمالية، الامبريالية الخ" في السياق العربيّ غير علمي ولا يخرج من قالَب الترهات في أي حالٍ من الأحوال.

موضوع "البرجوازية الصغيرة" يجرُّ معه نقاشات كثيرة أخرى، يكون من الصعبِ التغاضي عنها، مثل موضوع "البرجوازيّة العربيّة، البرجوازيّة الوطنيّة، البرجوازيّة الطفيليّة، الكمبرادور الخ" وأيضا مفهوم "البرجوازيّة" نفسه في السياقِ العربيّ.

سأبدأ باقتباسٍ سيَروق لأبراهامي من دراسة مغنية الأزرق حول الطبقات الاجتماعيّة في الجزائر:
"إنَّ المصطلحات المستعارة من مصادر غربية والمستخدمة في مثل هذه الدراسات ليست مطابقة تماما للواقع العربي. فعلى سبيل المثال: إنَّ مفهوم "البرجوازية" أو "البرجوازي" لا ينطوي في حالة الجزائر على ذات المعنى الذي ينطوي عليه ضمن سياق أوروبي، اذ يستخدم هذا المصطلح في الكتابات العربية حول الأوضاع والعلاقات الطبقيةن ليعني طبقة تتطلع الى القيام بالدور نفسه الذي قامت به نظيرتها الأوروبية، ولكن دون أن يكون لديها نفس القدر من السلطات الاقتصادية والنظرة الاجتماعية"

بدَأَ مصطلح "برجوازيّة" لوصفِ أربابِ الحِرَف الّذين كانوا يسكنون داخلَ مدنٍ مسوّرة تُسمى "البورج" ومع التطور التكنولوجيّ والصناعيّ تم تعميم المصطلح ليشمَل أرباب العمل جميعًا داخل المجتمع الحديث. إنَّ استعمال مصطلحات "برجوازية، برجوازي" على تفرعاتها واستعمالاتها العديدة يجب أن يكونَ مقرونًا بعدة شروط، أولها وأهمها الفصل بين السياق العربيّ والأوروبيّ، ثانيها قدرةُ الكاتب على الفصل بين مفهوم "البرجوازيّ-رأسماليّ". كلمة برجوازيّ تفيدُ معنى "التمدن" في نمطِ وأسلوب الحياة والأفكار والنظرة، بينما تعبير "رأسماليّ" هو تعبيرٌ مشتق من نمط الإنتاج الرأسماليّ، مرتبطٌ بعلاقاتِ الإنتاج والاستغلال الرأسماليّ.

أَهم الكتابات الّتي اِستخدَمَ فيها ماركس مفهوم "البرجوازيّة الصغيرة" هي الفقرات الواردة في "النضال الطبقيّ في فرنسا" و"لويس بونابارت" وملخّصها أنَّ "البرجوازيّة الصغيرة" -أصحاب ملكيات صغيرة غير إنتاجية- هي عدوٌ طبقيّ للبروليتاريا وهزيمة حزيران 1849 في فرنسا هي هزيمةُ البرجوازيّة الصغيرة. وكذلك نجد أنَّ ماركس استعمل مفهوم "البرجوازيّ الصغير" لوصف المثقّفين محبي النجوميّة وأنصار الفكر الرائج كما في وصف ماركس لبرودون في بؤس الفلسفة.

يضع الدكتور اسماعيل صبري عبدالله التعريف التالي للبرجوازية الصغيرة:
"البرجوازية الصغيرة في التعريف الماركسي الدقيق تضم من يعملون بأيديهم ويملكون في نفس الوقت أهم وسائل الإنتاج اللازمة لهم. وهذا التعريف يغطي بشكل واضح الحرفيين والفلاحين الذين يزرعون بأيديهم ما يملكون من أرض. وثم يكون من الخلط -في تقديرنا- توسيع دلالة البرجوازية الصغيرة لتشمل الفئات الوسطى، فتلك الفئات تشمل خليطًا من الشرائح الاجتماعية يقربها بصفة عامة من البرجوازية فكرًا إن لم يكن مصلحة، ولكن قدرات البرجوازية على التنمية لا تفسح لها مجالًا واسعًا لتدخل في صفوفها وتصبح جزء منها".

ويضيف الدكتور محمود عبد الفضيل:
"ان عناصر البرجوازية الصغيرة تتألف من شرائح غير متجانسة من حيث أوضاعها ومواقعها في عمليات الانتاج والتداول السلعي والخدمي. فهي تضم كل الشرائح التي تملك رأسمالاً صغيرًا، أو قطعة صغيرة من الأرض، أو تخصصا فنيًا أو مستوى ثقافي يسمح لها بأن تعيش معتمدة على قوة عملها وما تمتلكه من أدوات إنتاج وقدرات. فهي في غير حاجة إلى بيع قوة عملها أو إلى شراء قوة عمل الغير في أغلب الأحوال".

التعريفات الّتي أورَدناها للبرجوازية الصغيرة كافيّة لنعرف ماهية تلكَ الطبقة (أو الجزء من طبقة) ولكننا سنعود لاحقًا لتحديدِ الخط الفاصل بينها وبين "الطبقة الوسطى".

حاليًا أريد أَن أتطرق لأبرع من استعمَلَ مفهوم "البرجوازيّة الصغيرة"، أي الدكتور رفعت السعيد، وكتابه "تأملات في الناصريّة"… هذا الكتاب كان إنجيلي في فهم التجربة الناصريّة وتفكيكها بعيدًا عن الحط بعبد الناصر إلى منزلة شيطانٍ وبدون رفعه إلى مكانة إِلَهٍ منزه.
صعوبةُ إعطاء تَقييمٍ لتجربة عبد الناصر يعرفها الجميع فبالنسبة للناصريّ عبد الناصر إله وبالنسبة لأعدائه هو شيطان، وكثيرٌ من الماركسيّين (كالزميل جاسم الزيرجاوي) يعتبرون إنصافَ تجربة عبد الناصر "وقوع في خدعة ماو التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي".

يحدّد رفعت السعيد صفاتَ البرجوازيّ الصغير:
- وطنيّ يعشَق وطنه (مصر تحديدًا) ويمزِج كبريائه الشخصيّ بأمجادها القديمة لينسِجَ منطقًا وطنيًا مفعمًا بالحماس.
- ضد الإقطاع وكبار الملاك والرأسمالية الكبيرة.
- يكره البرجوازيّة ويحب نمط عيشها.
- يعطِف على العمال والفلاحين ولكن لا يقبل بالتساوي معهم.
- مفعَم الإحساس بالكرامة الشخصيّة والوطنيّة.

ومن ثم يتحدث عن إعجابِ البرجوازيّ الصغير بالنهضة السوفيتيّة ولكنه يرفض النموذَج السوفيتي لأسبابه الطبقيّة فهو مثلًا لا يقبل أن يقفز "الأولاد الطيبون" (العمال والفلاحين) إلى السلطة.

يمتاز المثقّف البرجوازيّ الصغير ب"البراجماتيّة" والابتعادِ عن المواقف الجذريّة من معظَم الظواهر، في مصر الناصريّة نظروا بإعجاب الى الاتحاد السوفيتيّ وفي نفس الوقت وقفوا سدًا أمام الشيوعيّة، انتقوا من الماركسيّة ما يعجِبهُم فقط وما باستِطاعته أن يساعدِ "الاشتراكيّة العربيّة" ولولا عدم وجودِ مجالٍ للمناورة لبقيَت مصر تلعب لعبة الحياد بين المعسكرين، كما أقرّ الناصريون بوجود الصراع الطبقيّ ولكنَ الحل كان الحفاظ على الطبقات مع تذويبِ الفوارق بينها.
"البرجوازية الصغيرة تعني في أحيان كثيرة التردد وقلة الحيلة وتعني في أحيان أخرى المناورة واللامبدئية" (رفعت السعيد).

كان للناصريّة بسبب منشأها الطبقيّ أساليبٌ كارثية في الحكم واحتوَت في داخلها على تناقضاتٍ عديدة جعلت الناصريّة نفسها في مواقف عديدة محط سخرية، مثل الدعوة للمظاهرات في الأقطار العربيّة بينما تُمنَع المظاهرات في الداخل وغيرها. وهنا أخص بالذكرِ حادثة قصفِ مصنع أبو زعبل… عندما قصَفت القوات الاسرائيليّة مصنع أبو دعبل ووقع سبعين شهيدًا دُعيّ إلى مظاهراتٍ في العالم العربيّ تضامنًا ولكن في مصر لم تخرُج أي مظاهرة لأنَّ المظاهرات ممنوعة. (يصِف رفعت سعيد هذه الحادثة ب"المهزلة").

ما نَكتبهُ ليسَ عرضًا لكتاب الدكتور رفعت السعيد لذلك لن نقفَ عنده طويلًا، ولكن بإيجاز يجيب الدكتور رفعت على العديد من الأسئلة… سؤال الديمقراطيّة والعسكرة والتمصير والعروبة ودورَ عبد الناصر الفرد إضافة لتكوينة وتطلعات وتناقضات البرجوازيّة الصغيرة الّتي ذكرناها، وقبل أن نُكمل إلى نقطة أخرى، أريد أن أركز على التناقضات الّتي احتوت عليها الناصريّة بسبب موقعها الطبقيّ وكيف أنَّ النظام الّذي حاربَ الرجعيّة ببسالة كانَ سببًا في بقاء عناصر رجعيّة في دوائر الحكم.

ولعل أكبر تناقضٍ بارزٍ وقع فيه حكم البرجوازيّة الصغيرة، كان إبّان التأميم في سوريا في فترة الوحدة، أضع هذه الفقرة من الكتاب لتوضيح التناقض الّذي يصيب البرجوازيّة الصغيرة عندما تمارس سياستها وهي في الحكم:
"فلقد كان من الطبيعي من أن يتجه عبد الناصر -وخاصة بعد التأميمات- الى اليسار ليتعاون معه ضد العدو الطبقي الذي أُمِمَت أمواله وأصبح بسبب التأميم عدوًا مؤكدًا بل وشديد الشراسة. لكن اليسار يكَوِن أحزابًا والأحزاب ممنوعة. وهكذا فإن الخوف من الأحزاب ومن الحركة الجماهيرية كان أقوى من الخوف من الرجعية... وهكذا بقي في مواقع القيادة -تحت ظلال الوحدة وفي ظل رايات التأميم- الرجعيون الذين أُمِمَت أموالهم وضرب مصالحهم الاقتصادية أمثال مأمون الكزبري وغيره، بينما ظل اليسار مستبعدًا ومطاردًا ومتعرضًا لإرهاب عنيف"

يجب أن أشيرَ أنَّ تعميم طريقة الحكم الناصريّة على كلّ الحكومات البرجوازيّة الصغيرة خطأ، الأساس الطبقيّ والسلوك السياسيّ قد يكون متشابهًا، ولكن الشروط الموضوعيّة والتاريخيّة والثقافيّة الّتي تَحكُم كل تجربة هي الّتي تقرّر في نهاية المطاف. في نظري عبد الكريم قاسم وحكومات البعث هي برجوازيات صغيرة - وليس في هذا القول أي تعسفٍ ففي فترة الاستِعمار لم تنمو برجوازيات صناعيّة على النمط الأوروبيّ ولم تمرّ بمراحل كالمركانتيلية، وكان للبرجوازيات العربيّة، نظرًا للدمجِ القسريّ مع السوق العالميّ الرأسماليّ مسارُ تطورٍ مختلف- ولكن فرقٌ شاسِع بينها وبين الناصرية حتى لو وجدنا بعض التشابه كالعسكرة والديمقراطية وحكم النخبة والقضية الفلسطينية، ولكن البيئة العشائريّة والطائفيّة في تلك البيئة لعبت دورًا حاسمًا في الفرق بين التجربتَين.

كما أنَّ تسمية "البرجوازيّة الصغيرة" لا تنطَبق على كلّ الحكومات العربيّة، فبعد كل هذه السنوات تنقسم البرجوازيّة العربيّة إلى فئات مختلفة، منها البرجوازيّة الصغيرة وفيها شريحة برجوازيّة-رأسماليّة صناعيّة تراكِم القيم والسلع في سياقٍ محليّ، وهناك برجوازيّة تَستَثمِر في الأعمال الغير إنتاجيّة والعقارات وهي من اشتهرت ب"رأسماليّة المحاسيبب".

وهكذا بقيّ لنا أن نحدّد الخطَ الفاصل بين "البرجوازيّة الصغيرة" و"الطبقة الوسطى"...
بعد أن حدّدنا الطبيعة الطبقية للبرجوازيّة الصغيرة وفق تعريفِ الدكتور محمود عبد الفضيل، نؤكد على وجود تداخل بين الاثنين، ويحاول حنا بطاطو أن يحدد من هي الفئات المتوسطة: "ضباط الجيش، موظفو جهاز الدولة، أرباب المهن الحرة، التجار وملاك الأراضي" ونلاحظ أنَّ هذا التعريف فضفاضٌ للغاية، وفيه الكثير من الخلط، ففي داخل كل من ذَكرَهم بطاطو هناك تفاوت في الرُتب ولا يشكلون جسمًا واحدًا وقد يكون هؤلاء أقرَب إلى الفئات المتوسطة وقد يكونونَ أقرَب إلى المراتب الدنيا في المجتمع.

نقول أنَّ الفئات المتوسطة تتوَسَط قمة المجتمع وقاعه من حيث المنزلة والمكانة الاجتماعيّة، وتكون مُلكِيتها ودخلها متوسطًا نسبيًا، وتعيش مكتفية بدخلها، وقد يدخل البرجوازيون الصغار ضمن الفئات المتوسطة ولكن لا يكون كل برجوازيّ صغير -وفقًا للتعريفات الّتي أوردناها- من ضمنِ هذه الفئات.

يسألني أبراهامي: "المهم هو أن نعرف الى أية طبقة ينتمي منصور عباس. الى البرحوازية الصغيرة؟"
جوابي هو نفس الجواب الذي أوردته في سلسلة "الواقع الطبقيّ في المجتمع العربيّ": تنقسم المجموعات الطبقيّة الى ثلاثة مجموعات، المجموعة الأولى أسميتها "البرجوازيّة" والثانية "الفئات المتوسطة"، قيادات الأحزاب، ومنها حزب منصور تتألف من المجموعة الأولى والثانية، ومنصور نفسه ينحدر من الثانية، هو طبيب أسنان له عيادته الخاصة… ومن كل ما ذكرناه أعلاه من الواضح أنَّ تأرجح الفئات المتوسطة (البرجوازية الصغيرة) لا يضعها كلها في قالبٍ واحد، بل تتعدّد ايديولوجيات أفراد هذه الفئات ويذهبون باتجاهاتٍ مختلفة ومنهم من ينأى بنفسه عن طبقته ولكن تأثيرَ موقعه الطبقيّ لا يزول.
****
"ذلك أن الفرد بغض النظر عن انتمائه الأسري تتكون لديه قناعات وأخلاقيات وقيم ومثل وثقافة... ويتخذ لنفسه مسارًا فكريًا قد ينأى به عن طبقته فيقف في ميدان طبقة أخرى، والنموذج لذلك هو الشيوعيون فإن الكثيرين منهم من مثقفي البرجوازية الصغيرة ولكنهم يقفون بموقعهم النضال والنظري في صف البروليتاريا" (رفعت السعيد)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياسة يصنعها المثقفون والقادة لا الطبقات
منير كريم ( 2021 / 10 / 19 - 09:28 )
تحية للاستاذ ارام محاميد
اولا لاسلام حقيقي قبل تغير العقلية الفلسطينية والعربية من رفض صريح او ضمني لاسرائيل الى قبولها بقناعة حتى ينتهي الهاجس الامني لاسرائيل , وما التنازلات التي قدمتها السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية الا تنازلات تكتيكية مصلحية
ثانيا كل الفصائل الفلسطينية من فتح ومجموعاتها وحماس واخواتها هي منظمات ديكتاتورية تمنع الشعب الفلسطيني من تشكيل احزابه الوطنية الديمقراطية الحرة وكلنا نعرف كيف تاسست هذه الفصائل في الخارج وفرضت على الشعب الفلسطيني
ثالثا اشد ما يضحك هو الخوض في المصطلحات الطبقية كالبرجوازية الصغيرة فهذا مصطلح استخدمه ماركس ليذم خصومه النظريين انذاك دون ان يعي ان هو نفسه برجوازي صغير
ان السياسة يصنعها الثقفون والمختصون وذوي الريادة في المجتمع وليس الطبقات الاقتصادية
شكرا لك


2 - مبروك الى ارام
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 10 / 19 - 11:21 )
1. مبروك للصديق ارام بانتخابه عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأسرائيلي خلال مؤتمره الاخير.

2. الحوار بين ارام و يعقوب في الفيسبوك يحمل نكهة خاصة. فالصديق ارام هو من عرب 48 ويحمل الجنسية الاسرائيلية و يعقوب من العراق ويحمل الجنسية الاسرائيلية. وانا اتابع حوارهم وهو حوار راقي و حضاري بغض النظر ان اختلفنا او اتفقنا.

3. مصطلح البرجوازية الصغيرة وكما كتب الزميل منير كريم , استخدمه ماركس بالمعنى السياسي. لذلك لم يتم ذكره في كتاب رأس المال بأجزائه الاربعة.
ورد مصطلح ( البرجوازية الصغيرة ) في جميع الترجمات العربية للبيان الشيوعي. وهذا خطأ قاتل. وكذلك حصل خطأ في الترجمة الانكليزية ( رغم ان المترجم صموئيل مور هو صديق إنجلز)......المفردات الثلاثة التي أستخدمها ماركس في وصف البرجوازية الصغيرة في البيان الشيوعي هي:
1. Kleinbuerger
2. Spiessbuerger
3. Pfahlbuerger..........فقط واحدة وهي Kleinbuerger تعني البرجوازية الصغيرة ...
يتبع لطفاً


3 - مبروك الى ارام -2
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 10 / 19 - 11:50 )
.ورد في معجم الماركسية النقدي في صفحة 319 أن لينين ذكر ما يلي....إن الحديث عن البرجوازية الصغيرة يصبح ممكناً , بمجرد أن تغدو علاقات الإنتاج الرأسمالية هي السائدة....وأن المؤشرين اللذين يحددان مضمون لفظ ,( البورجوازي الصغير), هما الإنتاج الصغير, والإنتاج في إطار الاقتصاد السلعي

في فلسطين والعراق لا يوجد انتاج راسمالي سائد , حتى نتحدث عن برجوازية صغيرة , لا حتى في الدول الراسمالية الان من الصعب تحديد هذه الطبقة!!

5. استخدام مفردات ماركسية لا تجعل من المرء ماركسياً ( هنا لا اقصد احد بالتحديد). لغة ماكس قيبر اقرب لنا من لغة ماركس اليوم

مع تمنياتي للصديق ارام بالنجاح في مهمته الحزبية


4 - ماركس والبرجوازية الصغيرة
طلال الربيعي ( 2021 / 10 / 19 - 16:45 )
اكرر تهاني للرفيق العزيز آرام واتمنى له ولحزبه المزيد من التقدم في النضال ضد الصهيونية والامبريالية.
للأسف لم اطلع على نقاش الفيسبوك. ولذا تعليقي يتعلق بمفهوم البورجوازية الصغيرة فقط
الطبقتان التقليديتان لدى ماركس, كما هو معروف, هما البرجوازية (الرأسمالية بالمصطلح الشائع حاليا رغم ان الرأسمالية مفهوم اوسع من البرجوازية بعرف ماركس) والبروليتاريا. اما البرجوازية الصغيرة كانت بعرف ماركس طبقة مؤقتة وعابرة
‘transitional class’,
ونقع بين الاثنين. وهي دينامو الحلم الامربكي ومادته الخام لرغبتها في الانتقال الى مصاف البرجوازية العليا وألا انحدرت الى مصاف البروليتاريا الحقة (او الرثة!). وهذه موضوعة لا ارغب التوسع فيها هنا.
كل ما اريد قوله ان ماركس ذكر مفهوم البرجوازية الصغيرة في
The Class Struggles in France, 1848 to 1850
The petty bourgeoisie of all gradations, and the peasantry also, were completely excluded from political power. Finally, in the official opposition´-or-entirely outside the pays légal [electorate], there were the ideological representatives and spokesmen of the


5 - ماركس والبرجوازية الصغيرة
طلال الربيعي ( 2021 / 10 / 19 - 16:46 )
the above classes, their savants, lawyers, doctors, etc., in a word, their so-called men of talent.
-تم استبعاد البرجوازية الصغيرة من جميع الفئات، وكذلك الفلاحون، تمامًا من السلطة السياسية. أخيرًا ، في المعارضة الرسمية أو خارج -الناخبين- الأيديولوجيين ، كان هناك الممثلون الإيديولوجيون والمتحدثون باسم الطبقات المذكورة أعلاه ، وعلماءهم ، والمحامون، والأطباء، وما إلى ذلك، باختصار ، ما يسمى برجال المواهب. ( تَرْجَمَة حرة).
The Class Struggles in France, 1848 to 1850
Part I
The Defeat of June, 1848
https://www.marxists.org/archive/marx/works/1850/class-struggles-france/ch01.htm

ومن افضل من عالج موضوعة البرجوازية الصغيرة هو كتاب
The Petite Bourgeoisie
Comparative Studies of the Uneasy Stratum
Eds: Bechhofer, F., Elliott, B.
https://www.springer.com/de/book/9780333237373
مع تحياتي ومودتي للجميع


6 - الرفاق الأعزاء
ارام كيوان ( 2021 / 10 / 19 - 21:51 )
الرفاق الأعزاء
شكرا لكم على تهنئتكم لي بانتخابي للجنة المركزي لحزبنا الشيوعي. أقدر هذه الاضافات المهمة وساقرأ الكتاب الذي وضعه رفيقنا طلال الربيعي.
مفهوم -البرجوازية الصغيرة- مهم جدا في السياق العربي، وقد استعمله مفكرون ماركسيون عرب كبار لفهم الواقع منهم سمير أمين ومحمود عبد الفضيل ورفعت السعيد.
النقطة التي فاتت صديقنا الزيرجاوي حول الرأسمالية هي أن الرأسمالية نظام عالمي ممتمد الى كل أقطار العالم وهذا الأساس الذي بنى عليه سمير أمين الكثير من تحليلاته: -الدمج القسري للعالم العربي في السوق الرأسمالي-.


7 - العقلية الفلسطينية
ارام كيوان ( 2021 / 10 / 19 - 21:55 )
الأخ منير كريم..

اذا كانت المشكلة في -العقلية- فكل المشكلة هي عند الاسرائيليين، قبل عدة أيام فقط قال عضو الكنيست سموتريتش: -أنتم هنا بالخطأ لأن بن غوريون لم يكمل عمله في ال48- ويكفي قراءة التعليقات لترى ما هي العقلية السائدة في اسرائيل.

بغض النظر اذا كانت -تكتيكات مصلحية- أو لا، ولكن الواقع أن أكثر من تنازل هو الشعب الفلسطيني ولم يأخذ مقابل ذلك شيئا. لا دولة ولا حق عودة ولا حق تقرير مصير ولا حتى مساعدات اقتصادية ترفع من المستوى الاقتصادي. عن هذه المواضيع أتمنى أن تقرأ مقالين لي: -منظمة تحرير فلسطين.. جدال ونقاش- ومقال اخر بعنوان -الثقافة والاديولوجية في اسرائيل-.

تحياتي ومودتي


8 - الصديق الزيرجاوي
ارام كيوان ( 2021 / 10 / 19 - 21:58 )
بذكر ماكس فيبر ..
أدعوك لقراءة كتاب -التشكيلات الاجتماعية والتكوينات الطبقية في الوطن العربي- فيه يستعمل الدكتور محمود عبد الفضيل كثير من مفاهيم فيبر اضافة الى القراءة المادية للتاريخ لتحليل البنى الاجتماعية والطبقية العربية.

اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية القادمة


.. اعتداء واعتقالات لطلاب متظاهرين في جامعة نيو مكسيكو




.. مواجهات بين الشرطة الأميركية وطلاب متظاهرين تضامناً مع غزة ب


.. Colonialist Myths - To Your Left: Palestine | أوهام الاستعما




.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم