الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية رعاية العجزة المسنين و المجانين

ايليا أرومي كوكو

2021 / 10 / 19
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


أهمية رعاية العجزة المسنين و المجانين لست ادري ما هو الفرق بين دار العجز و مستشفي المجانين .
لكنني الان اولي الامر بعض الاهتمام و احسبهما و جهان لعملة واحدة اسمها الرفض و التخلي و نكران ذوي القربي لوليهم تخليهم عن مسئوليتهم تجاهه في الحالة الراهنة التي يصل اليها ..
كنا نسمع حكايات عن اناس تخلي عنهم أهلهم و ذويهم عندما كبروا و صاروا عاجزين ، او عندما جنوا و فقدوا عقولهم و اصبحوا غير صالحين للخدمة و غير محتملين في الوجود . و بالاحري عندما صاروا الي مصيرهم مجهول فأضحوا محتاجين لمن يقف بجانبهم و معهم في مصابهم . عندها لفظهم الأخرين لأنهم أضحوا عبئاً ثقيلاً لايمكن احتماله . فتنكروا لهم و تركوهم يواجهون مصيرهم المجهول في مفترق طرق الضياع غير مأسوفاً عليهم .
و نسمع عن ابناء و بنات تنكروا او نكروا ابائهم فأخذوهم او ارسلوهم الي دار رعاية العجزة و المسنين ثم فتحوا لهم او نسوهم الي الابد . بعضنا كان يظن تلك الروايات حكايات من بنات الخيال الخصب . او نظنها قصص و مسرحيات نراها و نتسلي بها علي سبيل الترفيه و قضاء الوقت نحن مسترخيين في بيوتنا نشاهد المسلسلات و الافلام العربية و الاجنبية . لكن تدور الايام و الايام بين الناس دول فيوماً لك و يوماً اخر عليك و انت تدروي و لاتدري بما سيألو اليه مصيرك في خاتمة المطاف. اما عن المجانيين فحدث و لا حرج تراهم في غير مكان كما لو كانوا مقطوعين من الشجر لا أهل لهم و لا صديق او زميل و حبيب . لا احد يسأل عنهم او يهتم و يبالي بهم تجدهم في الاسواق و الطرقات مهملين مشردين يقتاتون القمامة يفترشون الارض و يلتحفون السماء . لا رعاية من الاهل و المجتمع و لا اهتمام من الدولة و الرعاية الاجتماعية وحده الله هو المسئول الاول و الاخر عنهم . لذلك يقولون الجنون فنون و المجانين في نعيم و علي هذه النعيم التي يعيشونها يحسدهم الجميع . فدعونا هنا نترك المجنانين يعيشون في نعيمهم المفترض بلا حسد .
فالذي يهمنا هنا هو دور الاسرة و المجتمع و الدولة تجاه العجزة المسنين . أنه المصير الذي ينتظر كل واحد منا . حتماً سنكبر و سنعجز جميعنا ان أمد الله في اعمارنا .
عرفت احدهم عن قرب لنحو من ربع القرن او يزيد و من سرديات تاريخه و حكايته انه اسر او سرق من أهله و هو طفل صغير. حدث ذلك في أزمنة الحروب الاهلية و الاغارات القبلية علي القري تلك الاغارت التي تتم فيها مثل تلك الممارسات غير الببعيدة عن اذهاننا . كان عمر الطفل او الصبي زمن سرقتو او اسره و خطفه ، لم يتجاوز الثلاث سنين بل يقل . نشأ الصبي و ترعرع في احضان خاطفيه و صاروا له اسرة و أهل ووطن كما صار لهم ابن وولد من دم و لحم . و هكذا تربي و عاش و كبر و صار رجل و للأسف لم يتم تزويجه لأسباب مجتمعية تتعلق بأفكار و نظرة الاسرين الخاطفين تجاه ضحاياهم من المأسورين . فهذه لنوعية من الفئة البشرية يعتبرون عبيد مكرسين لخدمة ساداتهم في البيوت و الحقول و الرعي فقط . لذلك لا يحق لهم ادني درجات الحقوق الانسانية بل هم محرومين حتي الحقوق البهيمية التي تتمتع بها الحيوانات في سبيل بقاء و حفظ النسل و النوع .
فلا غرابة ان يكون هذا الانسان قد حرم و جرد من الخصائص البشرية التي تتيح له ممارسة حياته الطبيعية في الزواج و الانجاب و الخلفة تكوين الاسرة . و في رحلة مشوار حياته المديد ها هو اليوم هنا محمول علي الاقدار وهن علي وهن فاقد الابن و الاهل و المأوي .
عاش محسوبنا بين ظهرانينا مسحوباً كواحد من هذا المجتمع في العلاقات البشرية العادية من العمل و الزمالة و التعارف و الروابط الاخري. يحب الجميع و يحبه كل من عرفه عن قرب فكل من عرفه في يوم من الايام يسأل عنه بشغف و شوق فقد خصه الله و اكرمة بحب الناس . فلاشك انه قد قدم و قام بخدامات جليلة للمجتمع و الناس و الوطن و افاد الكثيرين في شتي مراحل حياته و تقطعات عمره المديد بين الناس هنا و هنالك . فقد عمل خفيراً في احد الادارات الحكومية ردحاً من الزمان الي ان تقاعد و احيل الي المعاش الاجباري . و لأسباب خاصة به لم يبارح مكان عمله فقد صار له هذا المكان دار و بيت و مأوي كما صار كل العاملين اولاده و أهله و عشيرته و كل حياته . فهو لا يعرف غيرهم أهل و ملجأ و مأوي فهم لم يقصروا في حقه بالرعاية و الاهتمام و تسديد الحاجات و الضروريات . الا ان الرجل كبر السن و تقدم به الايام و تكالبت عليه الامراض لدرجة العجز عن القيام بحاجاته الشخصية جداً . فهواليوم بحاجة الي رعاية و عناية خاصة و هذا الخصوصيات تحتاج الابناء و البنات من فلذات الكبد و البطن او الرحم . اشرنا اعلاه بأن حتي هؤلاء من فلذات الكبد و صلات الرحم في احياين يتعففون او يتنكرون و يتركون وليهم و يتخلون عنه . فما بالك بالمعارف و غيرها من الصلات الاخري كما في هذه الحالة بين ايدينا .
نذكر هنا فرغم صروف الدهر ظل هذا الانسان وفياً لأهله الذين ربوه و تربي معهم و ألفهم فلم تثنيه الفروقات القبيلة و النعرات و التمايزات عن الوفاء و العرفان . لذلك لم تنقطع عنه عرئ تلك الوشايج و شعيرات العرفان الجميل و كل تلك الصلات و الوصلات الحميمية العاطفية . فظل لا ينقطع عن معاودتهم عاماً بعد عام محملاً بالهدهم و الروح الطيبة تجاه الاهل و العشيرة . فالي أي دائرة محتملة ستدور الايام بهذا الانسان الاصيل الكريم الطيب الروح المتفرد في الخصال و الاواصر الودية .
في مثل هذه الظروف الانسانية الحياتية الدقيقة من حياة الانسان بهذا الظروف و الخصوصية تنتهي دور المصلحة و الاصدقاء و الزملاء و المعارف حتي الاقارب ان وجدوا . فالمصلحة ليس بالبيت و المكتب لن يكون المأوي و المسكن . عليه تأتي دور الرعاية الاجتماعية في تبني مثل هؤلاء البشر .
حتي اليوم لا يزال الكثيرين في مجتمعنا يستنكر فكرة الذهاب الي دور العجزة و المسنين لكنها الحل الامثل لمثل حالتنا هذه . فهنا سيجد المسن العاجز الاهتمام لحالته الصحية و النفسية كما سيجد الرعاية و العناية اللازمة له كان الله عونك حبيبنا و محسوبنا و هو عون لك و هو خير المعين . عسي ان يكره المرء شيئاً فهو خير له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | تفاصيل صفقة تبادل الأسرى ضمن الاتفاق الذي وافقت عليه


.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو




.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك


.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم




.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي