الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


# من أرشيفي القديم # 1

صلاح زنكنه

2021 / 10 / 20
الادب والفن


أول مقال نقدي أكتبه ونشر في الصفحة الثقافية لجريدة القادسية 29 / 8 / 1989

القصة العربية أجيال وآفاق / صلاح زنكنه
(القصة العربية أجيال وآفاق) هو عنوان الكتاب الرابع والعشرين لمجلة العربي الكويتية، ويضم بين دفتيه احـدى وعشرين قصة قصيرة لقصاصين عرب من معظم الأقطار العربية تم اختيارها من القصص التي نشرت في المجلة على مدى ثلاثين عاما تتقدمها دراسة نقدية للناقد الدكتور احسان عباس.
والمثير للدهشة في هذه المجموعة أنها تخلو من قصة لكاتب عراقي علما أن القصة العراقية حققت حضورا طيبا في الساحة الأدبية العربية على أيدي فؤاد التكرلي وعبدالملك نوري وجليل القيسي ومحمود جنداري ومحمد خضير وعبدالرحمن الربيعي وعبدالستار ناصر ولطفية الدليمي وبثينة الناصري, ولا أظنني مبالغا إذ قلت أن القصة العراقية تتربع على عرش القصة العربية وتضاهي القصة العالمية وتقف في مصافها, ترى ما الذي دفع هيئة التحرير الى تناسي القصة العراقية ؟ إذا كانت الحجة أنها اعتمدت على القصص المنشورة في المجلة وأن القصاصين العراقيين لم ينشروا فيها, فاعتقد أنها حجة باطلة لأن القاص العراقي (حسب الله يحيى) قد نشر على صفحات المجلة قصة جميلة (الغريب) فاقت جودتها أغلب القصص المختارة في المجموعة فلم لم تضمها اليها ؟ !
والأمر الأكثر غرابة أن الناقد الاستاذ احسان عباس لم يشر ولو اشارة بسيطة الى هذه الحقيقة رغم أنه انتبه الى أن الكتاب افتقد الى أسماء مشهورة مثل يوسف ادريس ويوسف الشاروني وسليمان فياض وادوار الخراط وزكريا تامر ووليد اخلاصي وعادل أبو شنب وفخري مغوار والمليودي شغوم وبنت الطبيعة وخناثة بنونة, ثم حشر اسم القاصة العراقية ديزي الأمير بينها, وإذا كانت المسالة مسألة أسماء فالكتاب افتقد الى أسماء كثيرة على سبيل المثال لا الحصر, حيدر حيدر ومحمد شكري وغادة السمان والياس خوري وسهيل ادريس ويحيى حقي وعبدالحكيم قاسم ومجيد طوبيا وغسان كنفاني ويحيى يخلف وغالب هلسا والطـاهـر وطـار ومحمد الحسلاني وأمين صالح وموسى كريدي وفهد الاسدي ويـوسف الحيدري وعزالدين المدني واحمد حمو وأسماء أخرى لا تحضرني الآن, واظنه د. احسان, يتفق معي في أن أسماء مثل عبدالسلام العجيلي وفهد الدويري ومحمد الخطابي وسليمان الشطي ومحمد صوف ومحمد عبدالملك, لا يمثلون الوجه الناصع للقصة العربية ولا أفقا جديدا في الآفاق الرحبة, وأنا أستغرب كل الاستغراب من العنوان الذي اطلقته هيئة تحرير مجلة العربي على كتابها (القصة العربية أجيال وآفاق) وكان الأجدى أن تسمي الكتاب، قصص مختارة من مجلة العربي، ليتطابق العنوان مع المحتوى.
ولو أجرينا احصائية بسيطة لوجدنا حصة كل قطر عربي من القصص ما يلي: ـ مصر - 6 الكويت - 4 المغرب - ۳ وكل من سوريا وفلسطين ـ ٢ وكل من لبنان والجزائر والبحرين والأردن قصة واحدة, وبهذا خلى من العراق وتونس والسودان وليبيا واليمن، وزمنيا تفاوتت تواريخ القصص تفاوتا شاسعا وكانت كما يلي : - عام 59 أربع قصص, عام 60 قصة واحدة, عام 64 قصة واحدة, عام 71 قصة واحدة, عام ۷۸ قصة واحدة, عام 79 قصتان, عام ۸۰ ثلاث قصص, عام ٨٢ قصة واحدة, عام 83 ثلاث قصص, عام 85 قصة واحدة, عام 86 قصة واحدة, عام ٨٨ قصتان.
نستنتج من الجدول أعلاه أن من نهاية عام 59 والى بداية عام 79 لا توجد سوى أربع قصص، ومن المعروف والمسلم به أن هذه السنوات هي أخصب فترة ازدهرت فيها القصة العربية.
وقد تم تقسيم الكتاب الى ثلاثة فصول, الفصل الأول يحمل عنوان (محاولات أولى) أربع قصص منها نشرت عام 59, وواحدة عام 60, وواحدة عام 71, وأخرى عام ٨٢, في حين ثبتت في الفصل الثاني ( صور قريبة ) قصة نشرت عام ٦٤, والأخريات حصرت ما بين عامي ۷۸ و ٨٦, أما قصص الفصل الثالث (من صور التجديد) فقد نشرت بين عامي ۷۹ 88 ، ولا ندري على أي أسس ومقايس استندوا في هذا التقسيم غير الدقيق للفصـول وعناوينها.
ولو القينا نظرة سريعة فاحصة على القصص التي ضمها الكتاب لأخذنا العجب من هذه الاختيارات التي لا تمثل بأي شكل من الأشكال القصة العربية أجيالا وآفاقا كما أرادت قسرا هيئة تحرير المجلة ففي الفصل الاول محاولات أولى، اوردت قصصا تثير الأسى والبؤس مثل قصة (التجربة والخطأ) لعبد السلام العجيلي (سورية 59) التي امتازت بالسذاجة وطغت عليها المباشرة وطرقت موضوعا مفتعلا ومملا ولا تختلف عنها قصة (الأفق والخيمة) لفهد الدويري (الكويت 82) من حيث الطرح المباشر والمعالجة الفجة بينما افتقرت قصة (مولانا أبو البركات) لمحمود تيمور (مصر 59 (الى عنصر الاقناع حيث يتحول الشيخ النقي السخي الورع بعين ليلة وضحاها الى شخص جشع وبخيل وخبيث مما يدل على قلة خبرة الكاتب في مجال سايكلوجية الشخصية وعلم النفس, أما قصة (أحسن حمار) لعباس محمود العقاد (مصر ۷۱) فلا تعدو كونها نكتة سمجة عن شخص فضولي ثرثار, ويشكو بطل قصة (أكلوني البراغيث) لميخائيل نعيمة (لبنان 59) من الرياء والتبرج والنفاق والثرثرة والغرور وأن البراغيث تكاد تأكله ومصـدرهـا المـذياع والصحف وما تتناقلها من أخبار عن الأحلاف العسكرية والخيانات والمؤامرات والجرائم، ولا تعدو قصة (الضياء الارجواني) لمحمد العربي الخطابي (المغرب 60) أن تكون اسكتش صغيرا على حد تعبير الناقد احسان عباس, أما قصة (الأعرج) لمحمود سيف الدين (فلسطين 59) الوحيدة التي امتلكت مواصفات القصة الجيدة حيث امتازت بحس إنساني ذكي ونمت عن مقدرة قصصية فاقت ققص الفصل وتجاوزتها موضوعا وبناء.
فيما حمل الفصل الثاني عنوانا غريبا (صور قريبة) وهو الآخر يحوي سبع قصص افتتحتهُ قصة (المغترب) لعبد الحميد بن هدوقة ( الجزائر ٨٠ ) وهي في رأيي المتواضع أنضج قصة في هذا الفصل, تناول فيها الكاتب موضوع الغربة بمهارة قاص متمكن وذي دراية بفنه، تلتها قصة (ذلك الوجه تلك الرائحة) لأبو المعاطي أبو النجا (مصر 79) حيث أخفق القاص في رسم نهاية بطله الانهزامية وغير المبررة وتشاركها قصة (يوم في حياة إنسان) لياسين رفاعية (سوريا ٦٤) التي انتهت نهاية ميلودرامية لا نتوقعها إلا في الأفلام الهندية، ونستطيع أن نقول عن قصة ( مهمة صحفية ) لمحمد زفزاف (المغرب ٨٦) وقصة (هل تعرفون هذا) لفاطمة حسين ( الكويت ۸۰) وقصة (اوه افريقيا) لزينب صادق (مصر ۷۸) أنها قصص جيدة مستوفية لشروط القصة, لكن ماذا نستطيع القول عن قصة (بقعة زيت) لسليمان الشطي (الكويت ٨٣) التي لم تتجاوز الحكاية مبنى ومعنى.
أما الفصل الثالث الذي حمل عنوان (من صور التجديد) فهو مخيب للآمال هذا إذا استثنينا قصة (يد رجل مثله) لمحمود ريماوي (الأردن ٨٨) وقصة (رأسان وجسد) لليلي عثمان (الكويت ۸۳) فالقصص الأخرى لكل من جمال الغيطاني (مصر ۸۰) ويوسف القعيد (مصر 79) ومحمد صوف (المغرب ٨٥) ومحمد عبدالملك (البحرين 83) ومحمد سمارة (فلسطين ۸۸) لا تمت الى التجديد بصلة, وهي في غاية التقليدية, بل أن قصة (الوهم) لمحمد عبدالملك عبارة عن دعابة فجة حاولت أن تقلد قصص القاص التركي الساخر " عزيز نسین "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى