الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موّال يونس ساهي

رياض سبتي

2021 / 10 / 22
الادب والفن



دافئة،
كدمعة عينٍ خاسرة
استقرّت على رسغي الايسر
الشظية التائهة من تلك الحرب المجنونة.
شعبيَ الذي تحوّل الى حطبٍ.
منه تغرف الحرب حين تجوع.

في بيتي القديم، شجرة رمّان
الحرب تحرق الشجرة.
الحرب تحرق عمري،
وهناك في الشمال،
حيث الطريق طويلة لاتنتهي،
تخنقني اسئلة ترتدي حزناً،
كلما أقتربت من إجابة،
يهرب الفرح بعيداً ويلفّني بردٌ كئيب،
كانت الشمعة مدفأتي التي يحرسها صديقي البردان
كي أنام، كنت أنزع الثلج والجروح الجامدة.
كي أنام، كنت أنسى الأسماء والمقابر. ولكي أنام كنت أحلم ألّا أموت مثل الأيام والجنود والقذائف الثقيلة.
ميتاً أخرج من سفح االقيامة، أتكيء على هذيان مدنٍ باردةٍ تؤرخ لبلاد ميتة، الليل فيها ذئبّ والنهار بقايا رأس صديق. بلا إذنٍ يلتف الكلام منطفئاً، انتهي إلى مأتم بارد بحنجرة مشلولة ليمنحني همس الريح الخافت لغة من بقايا مهاجرين أنا المبهور بقانون النار، تخنقني طرق الليل الكئيبة.

هناك، حيث شجرة البلّوط مخضّرة،
وجدولٌ صغيرٌ يشرب منه البغل والجنود،
أعلنت أني أحبك و الأشجار والصخور والأنهار والنساء والحانات والبيوت القديمة
وأحب النوافذ المفتوحة
لكن حين تغلقين نافذتكِ الملكَيّة،
سأبقى أحب الاشجار والحانات والنساء، الاّ انتِ.
حين لا تجرؤين على التقاط حروفي.
ها انتِ تتعثرين بألفاظي الباطلة،
لكنكِ تودّين مصاحبتي
ليتني أبتعدت عن قارب الحرب.
كان العيد يمضي
وأنا بعثرة دُخان،
بقدمين غارقين بوحل الحرب، أحرُسُ مَلَك الرذيلة.
كان القصف يضيء السماء
وعلى إيقاع القذائف
كان يونس يشدو موّاله المفجع،
وتردد الجبال نشيجه
كانها تُشيّع أسماً أخر.
في الصباح نختبيء في قبر يسمّيه القائد ملجأً!

الشجرة القتيلة تحترق،
كل صباح تخترقها الشظايا،
في الليل نحرقها، نلتئم حولها لعمل الشاي،
نقص القصص والحكايا الطوطميّة.
يتمتمُ أحدنا:
أسودٌ شراعكَ
يبحرُ في حربٍ قتلاها مواويل
هذه الليلة.

النخلة تحولت الى رماد، شظايا أخترقت أحدنا،
سكتت القصص،
سقطت كل الحروب،
حينها
سألت السفح المشتعل:
كم عشرون عاماً غريبة ستنام في قبورٍعلى جنبيك؟
كم خوذة مجهولة الاسم؟
وكم من ذكرى مقطوعة الرأس؟
لا شيء يأتي
سوى خيال دخان وصوت حرب.

احتموا: قال الخائف.
لم نسمع ذلك،
كان حفيف الشظايا أعلى صوتاً
وشجرة البلّوط تقول شيئا يشبه الهزيمة،
كانت الحرب
ترسم صورتها المثقوبة،
على كل غصن
كان شيئاً من يونس
كان شيئأً من موّاله:
(يجرحك ما شبه لجروح يونس
ييمه شوكَي الچ من شوك يونس
رحيم وهادي ذوله أخوان يونس
وعبدالله حزام ظهري من شِلت البندقيّة ) ...(*)

بعد أكثر من خوفين، سقطت كل الحروب
عرفت ان السفح َ مقبرةُ
والجدول قارب مصنوع من جثة جندي.
ودمعة شجرة البلّوط التي سقطت
لم تكن سوى قطرة دمّ يونس.


(*) موال يونس الذي كان يردده ... 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع