الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتلاقت عيناهما

ماجد صفوت استمالك

2021 / 10 / 22
الادب والفن


تلاقت عيناهما في نظرة واحدة طويلة ... نظرة تلقاها بملامح ثابتة ليخفي جاهدا فيض المشاعر داخله ...

من هو ؟ ... هو اربعيني أشيب ، هاديء الطباع و الملامح ، عيناه العسليتان كأنهما بوابتا الي عالم خفي داخله ينظر بهما الي اعماق الروح التي لمحدثه ، يعمل كاتبا وله العديد من الروائع ، كتب معظمها من خياله و القليل منها اقتبسه من كاتب أفضل وهو الواقع الذي يكتب صفحات الحياة اليومية لكل البشر ، فهو كاتب تلميذ للواقع ، كتب ما كتب و أفضل ماكتب -بشهادة الجميع- كان القصة الاولي ، التي لصدقها و بساطتها تسحر قارئها و تحلق به الي عالم بعيد ، ما لم يخبر به أحد حتي الآن ان تلك القصة هي قصته هو مع من أحب ، وإن كانت لم تكتمل في الواقع فقد اكتملت علي صفحاته و كانت سببا لشفاءه من آلام انقطاع الحب ، وضع مشاعره و ألمه في كلماتها و تركها لتسبح في عقول ووجدان قارئيها توزع تلك الآلام و تنشر تلك المشاعر و تنقلها منه اليهم فشفي تدريجيا و تعافي ، و احترف الكتابة و لكنه لم يستطع يوما أن يكتب مثل قصته الاولي ... أصبح الآن كاتبا مشهورا يتوق الجميع للقاءه و لسماع احاديثه عن الحب

تلاقت عيناه العميقتان بعيناها ...

من هي ؟ ... لا يعرف من هي ... فقط تقابلا وتلاقت عيناهما للحظات ظن خلالهم انه يعرف عنها كل شيء ، لها نفس عينان بطلة قصته الاولي ... بطلته هو التي كانت سببا في الآمه و أمجاده ، كاد أن يعاتبها ولكنه امتنع ، عقله يدرك انها ليست بطلة قصته و قلبه يرفض العتاب و يفضل ان يحيا تلك اللحظة في نظرة صامته عله يرتوي ، سنوات من الانقطاع عن المشاعر كان خلالها يشعر بقلمه علي الاوراق دون ان تطرق بابه تلك المشاعر ... من هي ؟ لا يعرف من هي و يريد ان يعرف من هي ، يريد ان يسألها لا عن ماضيها بل عن مستقبلها ، يريد ان يعرف ما هو آت ، هل بعد التعارف ستنشأ علاقة بينهما ، وهل تكتمل تلك العلاقة و هل يعوده الحب أو هل يعود هو للحب ؟ قد يحدث هذا ... مازال حيا و متي كان الانسان حيا يوجد للحب مكان ... بالتأكيد سيحبها ، لا يمكن لأحد الا ان يحب من تملك تلك الأعين الصافية التي تعكس جمال الروح و هدوء الطباع ... فعلا سيحبها ، ويستمر في الحب ولكن هل ستستمر هي ؟ ... اصعب ما في الحب هو وجود جزء في يد الاخر دائما ، فنحن لا نملك كل أبعاد الحب ، دائما هناك جزء بعيد عن ايدينا فهل ستمنحه هي ذلك الجزء ... ؟

كانت نظرة ثابتة صامتة قد أطال فيها دون قصد ثم أمسك بالقلم و سطر توقيعا مزخرفا علي نسخة كتاب مدت به يدها ، و كانت تلك فرصته أن يسألها التعارف ، اول خطوة منطقية لمعرفتها و تكوين علاقة و انتظار الحب المرتقب ، فرصة لن تستمر كثيرا وسط زحام الحاضرين لحفل توقيع أحدث ما كتب ، هل يسأل عن اسمها دون كل الحاضرين ؟ لا قد يبدو تصرف مبتذل تضيع بسببه فرصته الوحيدة ، هل يترك لها رقم هاتفه علي الكتاب بجانب توقيعه ؟ ... في هذه الحالة سيكون في يدها الامر كله ، يزعجه هذا ان لا يمسك هو بزمام الأمور ، وأيضا هو لا يعرفها ولا يمكنه التنبؤ برد فعلها ... ما هذه الحيرة !

نظر الي طابور الحاضرين خلفها و الي اكوام الكتب التي تحمل اسمه و صورته ثم نظر اليها مرة أخرى ثم انهي توقيعه و أغلق الكتاب و ناولها إياه ، مدت يدها و أخذت الكتاب و انصرفت بسلام ...

#عصر_ما_قبل_الحضارة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى