الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ربحت الأنظمة من جائحة كورونا؟

عبد الغفور عبد الغفور

2021 / 10 / 22
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


منذ بداية انتشار وباء كورونا و الجميع يطرح أسئلة بديهية
قد تختلف غايتها، لكنها تزيح الغبار عن الاستنتاجات الهلامية التي روجتها الأنظمة في ظل نظام القطبية الواحدة و التي مفاذها أننا وصلنا لنهاية التاريخ أو بعبارة أخرى انتهى زمن التطاحن و الصراع الايديولوجي و لتنم البشرية بأمن و سلام فلا حاجة لها بعد اليوم للضجيج و الصراخ.
لكن وباء كورونا عرى و فضح كل هذه التراهات و بشكل تدريجي، حيث استغلت الأنظمة هذه الظرفية و لازالت طبعا في سبيل الهجوم على الإنسان و سلبه إنسانيته بأبعاد و تفاصيل أشد شراسة.

ففي المغرب كما كل دول العالم لجأت الدولة إلى المقاربة القمعية و الزجزية في تدبير هذه الجائحة، و ذلك بهدف تعويم النقاش بل و جعله يتجه في العموميات عوض أن يناقش القضايا المهمة.

و الأكيد أن بعض أنصار الوثنية المبتذلة، سيطلون علينا بنقاشاتهم العقيمة لكي يدافعوا بشراسة و يبرروا للعالم جبنهم.

و لكن الحقائق مهما حاولنا تزييفها فإنها تظل عصية و عنيدة أمام كل محاولات التدجين، حيث أن جائحة كورونا كشفت و بالملموس أن هذا النظام الرأسمالي برمته مركزا و هامشا في تدبيره للجائحة لا يسعى أكيد لتحقيق المناعة الجماعية(مناعة القطيع) بل أن شغله الشاغل هو كيفية تجديد دمائه و تحقيق و جني الأرباح (استخلاص فائض القيمة). و قد ظهر ذلك جليا خلال فترة الحجر الصحي حيث تم تعطيل حركة الإقتصاد التحتية و التي أثرت في المغرب على عموم الكادحين و الذين يتعاطون مع هذا الإقتصاد التضامني، مقابل استمرار حركة الإقتصاد الفوقي في نشاطه.

و كشف الوباء أيضا و عرى طبيعة الخدمات الإجتماعية (الصحة، التعليم، الشغل) بالمغرب. و هذا بطبيعة الحال هو نتاج موضوعي لعقود من الهجوم على هذه الخدمات و الإتجاه نحو تسليعها و خوصصتها. هذا الهجوم الذي لازال مستمرا بشتى أبعاده.

و بالرجوع أكيد لمسألة اللقاح، فإن مجانيته لا تعني بالضرورة أن الأنظمة الرأسمالية تحب الإنسان و تسعى لحمايته من كل الأخطار. و من يفكر هكذا عليه أن يعيد قراءة المفاهيم الأساسية المشكلة للنظام الرأسمالي. فهو بالتأكيد مجال للتنافس و جني الأرباح على حساب الأرواح.

أما الربح الفعلي الذي حققته هذه الأنظمة فيتجلى في اخراس الإنسان ومنعه بأساليب مختلفة من التعبير عن مواقفه و آراءه، و كذلك تجديد أساليب القمع و التضييق على كافة الذوات المناضلة و النوعية في محاولة يائسة لتمرير رسائل مشفرة إلى الجماهير مفاذها أن القمع باق و يتمدد.

و مادام الهجوم مستمرا..........فالمقاومة مستمرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال