الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور حزبنا الشيوعي بين الجماهير الروسية في إسرائيل

عيدان سلوتسكر

2021 / 10 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كجزء من دورنا في توحيد النضالات وتشكيل شراكات جديدة، بدأنا قبل عامين بدخول الفضاء السياسي للمجتمع الروسي في البلاد في محاولة لخلق بديل يساري - شيوعي قوي لليمين الصهيوني الفاشي الذي يفرض نفسه على المجتمع الروسي.

اليوم، بعد سنتين وأربعة انتخابات، تمكنا من بناء موقع لنا في الوعي السياسي الروسي في إسرائيل، بفضل الحملات الانتخابية تمكنا من إختراق الفضاء الإعلامي الروسي في إسرائيل، وأن نتحول إلى ممثلي اليسار "الوحيد والحقيقي"، كما قال صحفي روسي عن حزبنا.

لقد أصبحنا الممثل الدائم لمواقف اليسار والصوت الرائد والوحيد في الإعلام الروسي لخطاب العدالة، وخطاب النضال ضد الفاشية والصهيونية، وصوتًا لتوحيد النضالات وشراكة حقيقية شاملة العاملين.

لقد اخترنا التركيز على مواقفنا الشيوعية والتأكيد عليها وتحديد تصوراتنا الأيديولوجية. وفي المجتمع الروسي تمكنا من التوجه في خطاب يركز على القضايا الطبقية المهمة المشتركة بين جميع العاملين في حين لم نتخلّ عن الخطاب ضد الاحتلال والصهيونية.

لكن إلى جانب نجاحنا في خلق القوة ونجاحنا في الإعلام، يجب الآن أن نسعى جاهدين لتحويل هذا النجاح إلى قوة تنظيمية - أقترح على المؤتمر تبنّي قرار بإنشاء دائرة قطرية للنشاط باللغة الروسية وبين جمهور الناطقين بالروسية، وأدعو مؤسسات الحزب لمساعدتنا في إنشاء إطار تنظيمي فعال للناطقين بالروسية في كل مكان.

إن الوقوف بحزم وثبات على مواقفنا، إلى جانب تعزيز مؤسساتنا وفروعنا، هو مفتاح تقوية حزبنا ومفتاح اختراق كل الجماهير في المجتمع الإسرائيلي، ليس علينا أن نخجل من مواقفنا الشيوعية، دعونا لا نخجل من مواقفنا المعادية للصهيونية! ولا نخجل من مواقفنا ضد التيار المحافظ والرجعية. يجب أن علينا، ونحن نستطيع أن نقود النقاش العام، ويمكننا أن نتحدى أولئك الذين يستخدمون خطاب المحافظة لضرب حزبنا.

يجب ألا نقع في فخ خطاب الأحزاب البرجوازية، نحن لا نناضل أمامهم من أجل الحصول على الفتات من الصحن، نحن نناضل من أجل تغيير جذري في النظام - وبالتالي فإن خطاب التنازل وخطاب المساومة ليس طريقنا!. يجب أن نتصرف بطريقة أيديولوجية ولكن ليس انعزالية، وأن نعمل في حوار مع عامة الناس والتأكيد على مواقفنا الطبقية من خلال تعزيز النضالات الاجتماعية والتقدمية.



//المجتمع الناطق بالروسية والنضال الطبقي في إسرائيل



في عام 1991، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية، وصلت موجة من المهاجرين الناطقين بالروسية إلى إسرائيل وأرسلتهم الدولة للسكن في الأطراف المهمشة، في مدن مثل ريشون لتسيون وأشدود وبات يام.

الهجرة الكبرى التي جاءت نتيجة سقوط الاتحاد السوفياتي لم تأت بشكل رئيسي لأسباب سياسية صهيونية ولكن نتيجة لمحركات اقتصادية - سواء من قبل الحكومة الإسرائيلية آنذاك التي رأت فرصة لجلب "قوة عاملة جديدة ومتعلمة" ولدى المهاجرون الذين فروا من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي بعد الانهيار الاقتصادي والانهيار الشديد في جودة الحياة فيها. وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من ثلث سكان الاتحاد السوفيتي فروا من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي بعد الانهيار.
بخلاف الهجرات الأخرى، حافظ المهاجرون الروس على ثقافتهم ولغتهم وانتمائهم الجمعي- لم يكن هذا مقبولاً على المؤسسة الإسرائيلية لأنه يتناقض مع المفهوم الصهيوني الاستعماري الساعي إلى خلق مجموعة سكانية متجانسة، ولهذا الغرض عملت دائمًا على محو التفرد الثقافي والمجتمعي لمختلف المجموعات.
لذلك، منذ الهجرة الكبرى عام 1991، كان النظام الصهيوني يحاول "كسر" ثقافة المهاجرين الروسية. ويتم ذلك من خلال قمع اللغة الروسية في جهاز التعليم، ومحاولة ترسيخ أن اللغة الروسية "ليست جيدة" وليس لها مكان في المجتمع "الإسرائيلي" الصهيوني، وحتى حظر الاحتفال بأعياد مثل الاحتفال بـ"رأس السنة الجديدة". -وهو موضوع يصبح محطًا للجدل كل أول يناير من كل عام. في نظام التعليم، على سبيل المثال، حتى في المدن التي تضم عددًا كبيرًا من السكان الروس، يُحظر على الطلاب التغيب في 1 يناير. وتجري محاولات لمنع الطلاب من الاحتفال برأس السنة من خلال إجراء امتحانات في 1 يناير، وفرض عقوبات على الغياب. هذه مجرد أمثلة قليلة من حرب المؤسسة الصهيونية على الثقافة الروسية.

قوبل قانون القومية الذي سُن في عام 2018 بمعارضة في المجتمع الروسي، حيث أعطى القانون شرعية سياسية للحظر المستمر على الثقافة واللغة الروسية. إن إلغاء قانون القومية هو في الواقع مصلحة مشتركة للمجتمع الروسي والمجتمع العربي، الذين تحاول المؤسسة الصهيونية قمع ثقافتهم ولغتهم.

إلقاء نظرة على المعطيات الاقتصادية الجافة للمجتمع الروسي في إسرائيل يسلط الضوء على بعض النقاط الطبقية المهمة - في المجتمع الروسي، الذي يمثل حوالي سدس سكان البلاد، يعيش 53% في شقق مستأجرة ولا يمكنهم شراء شقة. معظم المتحدثين بالروسية هم جزء من الطبقة العاملة - يعمل 68% منهم في قطاعات الصناعة والخدمات.

الاستنتاج الرئيسي لهذه المعطيات هو أن المجتمع الروسي جزء لا يتجزأ من الطبقة العاملة في إسرائيل وجزء مهم من أي صراع طبقي واسع.

إحدى المشاكل الرئيسية لدى المجتمع الروسي هي مشكلة معاشات التقاعد. أولئك الذين هاجروا إلى إسرائيل في التسعينيات فقدوا المعاش التقاعدي الجدّي الذي كان يوفره لهم النظام السوفييتي قبل انهياره، وانتقلوا إلى نظام التقاعد الإسرائيلي، الذي يتراكم فيه المعاش على مدى سنوات العمل. لكن المهاجرين الروس، الذين هاجر الكثير منهم في سن مبكرة، وبعد وصولهم إلى البلاد تم توظيفهم من خلال شركات مقاولات استغلالية، لم يتمكنوا من جمع أموال كافية قبل التقاعد. يتقاعد الكثير من المواطنين الروس دون وسائل حقيقية للعيش، وفي معظم الحالات يُجبرون على البحث عن عمل "أسود" ، أي بدون حقوق عمل وغالبًا ما يكون أقل من الحد الأدنى للأجور، من أجل إعالة أنفسهم.

هذه المشكلة ملحوظة للغاية في الوقت الحالي – حين وصل العديد من المهاجرين الأكبر سنًا، الذي هاجروا في سنوات الـ90، إلى سن التقاعد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن العمال الروس هم ثاني أكبر مجموعة بين عمال البناء، بعد العمال العرب (من العمال المحليين وليس العمال الأجانب). ويحتل العمال الروس المرتبة الثانية، بعد العمال العرب، في عدد الحوادث القاتلة التي تميز قطاع البناء في إسرائيل.

من الأهمية بمكان تكوين شراكة في النضال حول الوضع في مواقع البناء، لأنه نضال مشترك للعمال - وكثير منهم روس وعرب - من أجل الحياة والأمان.


//الفضاء السياسي الروسي، صورة قاتمة



بالنظر إلى الفضاء السياسي الروسي نرى صورة قاتمة. يصوت المجتمع الروسي بأغلبيته لليمين ويتمسك بمواقف يمينية. والسبب التاريخي لذلك بسيط - فالأحزاب اليسارية لم تخاطب الجمهور الروسي أبدًا، والأحزاب البرجوازية الصهيونية "اليسارية" لم تستطع ولم ترغب في جذب الجمهور الروسي. كل من الخطاب الليبرالي البرجوازي والخطاب الصهيوني الفارغ لا يتحدثان اللغة الروسية!

لكن اليمين على عكس ذلك، شخّص الفرصة لدى الجمهور الروسي. أدرك أفيغدور ليبرمان في ذلك الوقت إمكانية تشكيل حزب على أساس الشعبوية القومية الروسية والتحريض ضد مجموعات أخرى في المجتمع - العرب، والحريديم والأحزاب "العنصرية ضد الروس". لكن ليبرمان يستخدم خطابًا باللغة الروسية وخطابًا مختلفًا تمامًا بالعبرية. يتحدث بالعبرية عن "الأمن" و "إسرائيل" ، بينما يتحدث باللغة الروسية عن معاشات التقاعد والحفاظ على اللغة. فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، لطالما اختار حزب "يسرائيل بيتونو" (كما يليق بحزب فاشي) تحويل الغضب الاجتماعي والطبقي للمجتمع الروسي نحو لوم الآخر والعنصرية. في الوقت نفسه، يلوح الحزب براية الرأسمالية الأكثر تطرفًا- على سبيل المثال، إصلاح نظام المعاشات التقاعدية الخاص بليبرمان بموجب قانون الاعتراضات، والذي من المتوقع أن يلحق ضرراً شديداً بالمجتمع الروسي. هذا ليس مفاجئًا، لأنه حتى في التصويتات السابقة ، صوتت "يسرائيل بيتونو" دائمًا ضد أي تصويت اجتماعي.

إن نجاحنا في اقتحام الوعي السياسي الروسي، وحتى في وسائل الإعلام الروسية، هو نتيجة للرسالة اليسارية الحقيقية التي نعبر عنها. هذه رسالة فريدة من نوعها في الرأي العام الروسي، وهي رسالة تتناول أسئلة طبقية مهمة ولكنها لا تهمل القضايا الاجتماعية والثقافية.

بكوننا حزبا شيوعيا، تقع على عاتقنا مسؤولية تنظيم وبناء قوتنا التنظيمية التي يمكن أن تقود نضالًا مشتركًا ضد النظام الرأسمالي والصهيونية، وخلق الاتصال الضروري بين الجماهير العاملة المتنوعة.



*المقال توسيع لكلمة الكاتب في المؤتمر الـ 28 للحزب الشيوعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا