الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قسوة الايام

انطوني دانيال

2021 / 10 / 23
الادب والفن


..ليست قصة بائعة الكبريت ولا قصة من الخيال انها حكاية من واقع أليم أطفال هشمتها الايام والامكنة.. عاش طفلا منذويا يتيماً يتعثر بخطواته في دروب ضيقة مبعثرة الحجارة تجعله يترنح تحت ثقل الايام بعد ان فقد اهله وانتماءه وبيته لم يعرف له عنوان سوى الارصفة والامكنة اامهجورة الموحشة بعيدا عن الحب بعيدا عن يد تحنو على رأسه تمسح دموعه فقط الأمطار هي من غسلت دموعه بل اختلطت مع دموعه لتخفي عذاباته في لقمة باتت من الصعوبة أن يبتلعها فقط الو حشة والاسى هما غذاؤه اليومي ..حافياً يتنقل لم يجد إلا حذاء بمقاس رجل والده متقصدا حمل ذكراه مطأطا يسير بنظر الى حذاءه مستذكرا ما كان يحمله والده اليه رغم صعوبة الحياة يمسح وجهه ويداعب شعره الطويل المزين باوساخ وانقاض وكانها لمسة من انامل والده لم يحمل ذكرى من امه لانه فقدها صغيرا الوالد الام والاب والصديق رحل تبقى الوحدة وحذاء يتحسس به قساوة الإسفلت والحجارة وقطع الزجاج التي كانت تنهش قدميه الصغيرتين ..جائعاً !! ما كان يجد من طعام إلا كسرات خبز يسد بها رمقه ..معدماً !! يسترزق ببيع القمامة التي كان يودعها كيسه الأسود رفيقه الاوحد الذي بقي له في هذه الدنيا الموحشة ..ضاقت أعينهم بكل هذه العطايا ..كسرات خبز، حذاء يتعثر به وقمامة يبيعها ؟؟؟؟كيف ينعم صبي يتيم بكل هذا الترف ؟؟؟ وكان الحل حاضراً ..مسجى هو على قارعة الطريق إلى جانب كيس القمامة الأسود الذي ما فارقه وكان أوفى له من كثير من بني البشر ..متحلل الجثة لم يجد من يدفنه أو يشيع جثمانه إلا العراء ..وإلى الخلف قليلا حذاء ضخم قديم "يستحي" أن يروي قصة انحطاط البشرية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء