الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين وثبة الشعب عام/ 1948 وبين ثورة الجوع والغضب التشرينية عام/ 2019

فلاح أمين الرهيمي

2021 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تمر علينا في هذه الحقبة من الزمن ذكريات نضالية جماهيرية انتفاضة عام 1952 / 1955 و 1956 ووثبة عام/ 1948 والثورة التشرينية في 1/10/2019 بالرغم من اختلاف أسبابها ونتائجها. والمقارنة المختلفة الأسباب والمتشابهة بالنتائج بين وثبة عام/ 1948 وثورة الجوع والغضب التشرينية عام/ 2019 .. أما أسباب الوثبة للشعب العراقي عام/ 1948 عندما أرادت حكومة صالح جبر عقد معاهدة (بورتسموث) الاستعمارية مع الحكومة البريطانية حدثت مظاهرات واسعة في مدن العراق والتي قدمت ضحايا من الشهداء أكثر من ثلاثين شهيد أكثريتهم من الطلبة وكذلك العشرات من الجرحى واستمرت حوالي شهرين ... أما أسباب ثورة الجوع والغضب التشرينية المحاصصة الطائفية والفساد الإداري الذي أفرز البطالة والجوع والغضب وقدم ضحايا سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح من فئات مختلفة واستمرت أكثر من سنة ونصف.
أما النتائج التي أفرزتها وثبة كانون هروب رئيس الوزراء من بغداد ولجوئه إلى نسبانه إلى الجريان شيوخ عشيرة (البو سلطان) في ناحية المدحتية قرب مدينة الحلة وأصبح العراق بدون حكومة لمدة شهر وكانت المظاهرات الجماهيرية مستمرة في بغداد ومدن عراقية أخرى وقد قام البلاط الملكي بمحاولة تخديرية لتهدئة جماهير الشعب العراقي بتعيين رجل دين وقر ومحترم لدى الشعب السيد محمد الصدر كما استطاع البلاط الملكي من تفرقة وفرط عقد شخصيات جبهة وثبة كانون مما أدى إلى فشلها ومن ثم إعفاء رئيس الوزراء السيد محمد الصدر من منصبه وتعيين نوري السعيد محله الذي قام بحملة اعتقالات واسعة ملأت السجون والمعتقلات وإعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي (فهد (يوسف سلمان يوسف) وحازم (حسين الشيبي) وصارم (زكي محمد بسيم) واستغل الحرب العربية – الإسرائيلية عام/ 1948 ففرض الأحكام العرفية. مما أدى إلى فشل الوثبة .. أما ثورة الجوع والغضب التشرينية فقد ألف الحكومة الجديدة مصطفى الكاظمي بعد إقالة عادل عبد المهدي من الحكم واستطاع الكاظمي أن يستعمل أسلوب التخدير والترقيد مع قادة ثورة الجوع والغضب وتعهد بتنفيذ جميع مطاليبهم وزار البيوت وأطلق الوعود مما أدى إلى إخلاء ساحة التحرير والخلاني والسباع من المتظاهرين والخيام وبقي أمل مناضلي الثورة بالانتخابات المبكرة التي كانت من مطاليبهم وانتظار تنفيذ الوعود الأخرى وكانت النتيجة تنفيذ الانتخابات المبكرة فقط أما الوعود الأخرى فقد أصبحت حبر على ورق ولم يبق من مكاسب ووعود ثورة الجوع والغضب سوى الانتخابات المبكرة فقط والتي أدت إلى انفراط عقد قادة الانتفاضة إلى كتل مختلفة وأصبحوا شذر مذر أقليات لا قيمة جماهيرية لهم وقسم منهم شاركوا في الانتخابات وآخرين قاطعوها وفشلت تلك الثورة العملاقة التي كان الشعب يعقد عليها الأمل في التغيير نحو مستقبل أفضل.
أما الخلل والفشل المشترك والفرصة التي ضاعت من الوثبة عام/ 1948 ومن ثورة الجوع والغضب التشرينية هي :
1) عدم استغلال الفراغ السياسي بعد هروب رئيس الوزراء (صالح جبر) وبإقالة رئيس الوزراء (عادل عبد المهدي) حيث كان من المفروض أن يبادر قادة الوثبة وقادة الثورة إلى تشكيل حكومتين جديدتين حسب إرادتهم ورغبتهم تنفذان جميع مطاليبهم وتفرض الأمر الواقع بالاعتماد على جماهير الشعب والقوى التقدمية والوطنية.
2) التخدير والترقيد والوعود التي استعملها البلاط الملكي في فرط عقد قادة الوثبة وكذلك رئيس الوزراء الكاظمي الذي سبب في إنهاء التظاهرات والعصيان وحلحلت الخيام والانسحاب من ساحات التحرير والخلاني والسباع والنتيجة فرط عقد قادة وجماهير الثورة وفشلها حتى في الانتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الروسي يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بوضع مصالح روسيا


.. مشاهد توثق لحظة إصابة صاروخ لمبنى بمستوطنة المطلة جنوب لبنان




.. 7 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الز


.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح




.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير