الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شركاء السطو على الشرعية في سوريا : النظام ، المعارضة ، المحتلون ، سلطات الامر الواقع

صلاح بدرالدين

2021 / 10 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


شركاء السطو على الشرعية في سوريا :
النظام ، المعارضة ، المحتلون ، سلطات الامر الواقع

يوما بعد يوم وفي ظل تطورات القضية السورية. على الأصعدة المحلية ، والإقليمية ، والدولية ، تجري عملية الفرز ، وتستكمل تجلياته ، وتتوضح مشاهده تلقائيا بين الشعب السوري وتعبيراته الوطنية ، والثورية ، بكل مكوناته ، وفي جميع مناطقه ، وبالداخل والخارج كمصدر وحيد للشرعية الوطنية الأصيلة غير القابلة لأية تأويلات من جهة ، وبين الشرعيات المزيفة ، أو المستعارة ، أو المعطوفة على فاقدها ، أو المستولى عليها عبر السطو المسلح ، وبناء عليه فان الآفاق المحتملة لقضايا الصراع الآني وفي المديين المنظور ، والقادم في وحول سوريا ستتوقف على اصطفاف ثنائي أي الشرعي وهو الشعب المقهور ، واللاشرعي من نظام ، ومحتلين ، وسلطات الامر الواقع ، والمعارضة .
في شرعية النظام
قبل عام ٢٠١١ بل منذ تسلط حزب البعث بداية ستينات القرن الماضي على مقاليد السلطة عبر انقلابه العسكري ، كانت شرعية النظام مشكوك فيها ، معتمدا على مبدأ الأحادية ، الحزبية ، والطائفية ، والقومية ، والعائلية ، وتحول شيئا فشيئا الى منظومة امنية قمعية ضد مطامح الغالبية الساحقة من الشعب السوري ، وحول البلاد الى سجن كبير ، مما دفع السوريين الى اعلان الانتفاضة الوطنية السلمية الاحتجاجية منذ آذار قبل نحو عشرة أعوام ، وقبلها النظام بالحديد والنار ، وجير كل إمكانيات الدولة العسكرية ، والأمنية ، والاقتصادية في سبيل خنق الانتفاضة ، وممارسة التقتيل ، والتدمير وكافة الوسائل العنفية التي ترقى الى مستوى جرائم ضد الإنسانية خلال كل هذه الأعوام ، وخسر السيطرة على اكثر من ثلاثة ارباع الجغرافيا السورية ، محصورا في ما سميت بسوريا المفيدة ، وفي المحصلة فقد ثقة السوريين ، وتعمق الشرخ بينه وبين الغالبية الساحقة ، وهذا يعني فقدانه نهائيا للشرعية الوطنية .
في شرعية ( المعارضة )
بعد عامين تقريبا من الانتفاضة الثورية السلمية التي اشعلها الشباب بصورة عفوية في مختلف المناطق السورية ، مدعومون من الحراك الوطني المستقل ، ومعززون من العسكريين المنشقين من جيش النظام ، منتقلة الى مرحلة الثورة الوطنية ، بشعاراتها المعبرة عن طموحات الجماهير الشعبية في الحرية ، والكرامة ، والتغيير الديموقراطي ، نقول بعد اقل من عامين تحركت الأحزاب التقليدية الإسلامية ، والقومية ، والشيوعية المنهكة ، الفاشلة ، الهزيلة ، اللاديموقراطية ، وبدعم مباشر من النظامين الرسميين العربي والإقليمي للسيطرة على الثورة ، والمعارضة ، في سبيل اجهاضها ، وتحويلها الى مجرد وكيلة لمصالح خارجية ، ووقف الاندفاعة الثورية المشروعة ، وان قيض لها العمل على اسلمة ، واخونة الثورة ، تلك القوى التي لم تظهر من تمثيل ديموقراطي للسوريين ، أو تخويل للتكلم باسمهم ، وهي بالأساس أحزاب شمولية ، آيديولوجية ، رفضت اية مراجعة سياسية ، او اللجوء للشعب لنيل ثقته ، ومن هنا فانها تفتقر الى الحدود الدنيا للشرعية الوطنية المدعومة من كل المكونات الوطنية .
وفي واقعة ذات صلة ، وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس وفد التفاوض التابع – للائتلاف – بعد انتهاء الجولة الأخيرة – المخصصة لمناقشة الدستور السوري القادم - بجنيف ، وعندما جوبه بالسؤال التاي من مراسل احدى الفضائيات : بما انك تؤكد عن فشل هذه الجولة كسابقاتها بسبب عدم تجاوب طرف النظام ، فهل ستواصلون المشاركة في جولات قادمة ،ام ستقاطعونها ؟ ، فكان الجواب جازما بانهم لن يقاطعوا ، بدلا ان يجيب مثلا بانهم سيتشاورون مع مرجعيتهم في أسوأ الأحوال ، أو سيعودون الى الشعب السوري ليقول كلمته وذلك كخيار أفضل ، جواب ممثل – الائتلاف – اللاشرعي يؤكد مجددا عن بعدهم عن الخيار الوطني ، وهزالتهم ، وافتقارهم الى الحد الأدنى من الإحساس بمصالح الشعب ، والوطن ، وحملهم لاجندات خارجية ، وضربهم عرض الحائط لاهداف الثورة ، واكثر من ذلك تصرف هؤلاء الطارئين على الثورة ، والمعارضة ، انطلاقا من من مصالح شخصية خاصة لا تتعارض مع مخططات النظام الخبيثة المخترقة لصفوف هذه الجماعة التي في حقيقتها لاتمون حتى على عناصر في الفصائل المسلحة المحسوبة عليها شكليا .
في الشرعية المعطوفة على فاقدها
وينطبق ذلك على كل من المحتلين الروسي ، والإيراني على وجه الخصوص ، فالجانبان احتلا مناطق ، ومدنا ، وبلدات ، عسكريا ، وميليشياويا اعتمادا على ذريعة واهية وهي التدخل بناء على طلب نظام الاستبداد الفاقد كما ذكرنا للشرعية الوطنية ، كما انكشف خلال هذه الأعوام ان الطرفين الروسي والإيراني يسعيان وراء مصالحهما الخاصة ، على حساب إرادة غالبية السوريين ، ولديهما طموحات ، ومخططات ، ومشاريع توسعية ، اقتصادية ومذهبية آيديولوجية ، واقترفا جرائم ضد الإنسانية في سوريا .
كما ينطبق المبدأ ذاته على جماعات – ب ك ك – التي انتقل مسلحوها من قنديل ، وكردستان تركيا بناء على اتفاقية غير منشورة بين قيادة قنديل العسكرية من جهة ، ومبعوث الأسد اللواء المقتول آصف شوكت ، بوساطة الرئيس العراقي المرحوم جلال الطالباني ، والجنرال قاسم سليماني ، أي ان هذه الجماعة انطلقت في انتقالها الى سوريا تحت مظلة ( شرعية النظام ) المفقودة طبعا ، معززة بدعمه ، خصوصا في مجال تسليم المناطق ،والإدارات ، والمدن – تسليم واستلام .
أمريكا المحتلة استقرت في سوريا خصوصا في ( شمال شرق سوريا ) اعتمادا على رغبة مسلحي جماعات – ب ك ك – التي لا تملك أية شرعية لا كردية ، ولا سورية والمعتمدة كما ذكرنا على شرعية النظام المفقودة ، والوجود الأمريكي الذي لاسند شرعي له يجعلها في وضع متردد ، يمكن انسحابها اية لحظة .
تركيا المحتلة لمناطق سورية وكردية شاسعة أيضا وبغض النظر عن اعتمادها على مقولة الحفاظ على الامن القومي في حدودها الطولة مع سوريا ، فانها لا تستطيع الاعتماد على أي سبب آخر ومن ضمنه التحجج بوجودها على شرعية – المعارضة – المفقودة كما ذكرنا أعلاه بالدليل والبرهان .
في الشرعية المستولى عليها بقوة السلاح
وينطبق الامر على جميع سلطات الامر الواقع ، من – قسد – وفصائل الجيش الوطني ، ومسلحو النصرة والقاعدة في منطقة ادلب ، وميليشيات حزب الله وغيرها حيث تتواجد بسبب الفراغات الحاصلة ، بارادات إقليمية ، والدول المانحة ، وستزول بزوال النظام .
يبدو ان من قدر السوريين المنهكين المعانين ، المنسيين ان يخذلهم البعيد ، والقريب ، وليس امام وطنييهم الصادقين الا العودة مجددا الى المزيد من التامل ، وإعادة بناء الذات ، وتنظيم الصفوف ، استعدادا لمرحلة جديدة قادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية