الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقطة تحول

محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)

2021 / 10 / 24
الادب والفن


حلم كل فتاة منذ طفولتهابذلك اليوم الذي ترتدي فيه الفستان الأبيض وسط سعادة الأهل و الجيران تتأبط شابا وسيما ببدلة سوداء متجهة لمنزلها الجديد الذي تكون فيه الملكة و سيدة المنزل
و كان ذلك حلمي أيضا ،، في سنتي النهائية بكلية التربية تقدم لخطبتي طبيب شاب تخصصه أمراض النساء و الولادة يعمل في مركز طبي حتى يجهز عيادته الخاصة
إختارتني له أمه و التي تعرف عني كل صغيرة و كبيرة فهي زميلة أمي بنفس المكتب لسنوات طوال ،،
وافقت على الفور فرحة بوسامته و مستقبله كطبيب و تمت الخطبة سريعا و أنا مزهوة فخورة لإرتباطي به
إجتزت البكالوريوس و كنت آمل في التعيين كمدرسة في إحدى المدارس القريبة و لكن لحظي التعس قررت الوزارة إيقاف التعيينات لأجل غير مسمى
سعيت للعمل في إحدى المدارس الخاصة لكن خطيبي ثبطني و أثناني عن فكرة العمل داعيا إياي أن أتفرغ لحياتنا التى على وشك البدء لأساعده على التركيز في عمله والنجاح فيه
رضخت لرأيه و أهملت البحث عن عمل و انشغلت بتجهيز مسكن الزوجية و تم الزفاف و كنت سعيدة أبذل قصارى جهدي لإسعاده
و معاونته في تجهيز عيادته و توفير مناخ هادئ ليستكمل دراسته العليا
رزقنا الله في هذه الأثناء بتوأم من البنات كانوا البسمة في حياتنا
إستقر زوجي في عيادته الجديدة و أنهى الماجستير و الزمالة
و حياتنا تسير لا ينقصها سوى ذلك الزهو الذي إنتاب زوجي و أخذ في الإزدياد يوما بعد يوم
فقد أصبح مختالا بنفسه و يستخف بآرائي في أي شئ بل يتعمد
تجاهل حديثي أحيانا كثيرة و خاصة في أي جمع عائلي
عندما فاتحته بضيقي من ذلك الأسلوب فاجئني بأن من المنطقي و البديهي أن رأيه هو الصواب في أي شئ لأنه خريج كلية قمة بينما أنا خريجة كلية عادية
إندهشت كثيرا من وجهة نظره الخاطئة و تشبثه بها و إنزويت عنه
و شيئا فشيئا يذاع صيته في مجال عمله ويزداد نجاحه فيزداد زهوا و تفاخرا و تزداد المسافة بيني و بينه
انكببت على رعاية طفلتاي حتى بلغتا سن المدرسة وكأي أم تتابع دروس أولادهاوتحصيلهم الدراسي و قررت أن أطبق عليهن ما تعلمته في سنوات الدراسة التى أضعتها من أجل الزواج بطبيب
لكنه دلى بدلوه المعتاد و تدخل أيضا في هذا القرار مصمما أن يستعين بمدرس خاص للبنات لأنه لا يثق في قدرتي بعد البعد طيلة سنوات عن تطبيق ما درسته
بدأ المدرس في التردد على منزلنا و بالطبع زوجي إما في إحدى المستشفيات المتعاقد معها أو في عيادته
كنت أتابع عن كثب البنات و بإهتمام شديد لتأسيسهن دراسيا حتى تنتظم باقي سنواتهن الدراسية و لاحظ المدرس إهتمامي و متابعتي و سألني عن مؤهلي الدراسي و إندهش كثيرا لإستعانتي به و هو يرى أن وجودي يغني عنه فخرجت من فمي بلا وعي جملة (ليت والدهن يراني بنفس رؤيتك) و كانت الشرارة التي أشعرت مدرس البنات أني أعاني من إنتقاص زوجي لأهميتي و بدأ في الحديث معي في مواضيع مختلفة و ينصت بإهتمام لرأيي في أي موضوع يفتحه معي بل و يثني على رأيي و بدأت أشعر بقيمتي و بأن لي الحق في المناقشة و إبداء الرأي
إزداد إهتمامه بي و بشئوني و فاجئني حين أعطى بناتي مكافأة لتفوقهن و قدم لي قالبا كبيرا من الشيكولاته مكافأة لي على مجهودي معهن و توالت في كل مرة إما وردة أو قطعة شيكولاته
شردت بذهني متى كانت آخر مرة قدم لي زوجي وردة أو قطعة حلوى أحبها أو أي هدية فلم أتذكر
ووجدت نفسي أهتم بأناقتي في موعد الحصة و أنتظرها متطلعة لما سيقدمه لي و تحركت داخلي مشاعر إنجذاب تجاهه
و زوجي منهمك في عيادته و عملياته و مستشفياته ليل نهار
و حين يعود يصدر الأوامر و يستخف بأي شئ أقوله أو أفعله
لا أدري لماذا جافاني النوم الليلة و أخذت أفكر فيه و ماذا لو كان هو زوجي و كانت حياتي معه اهتمام متبادل ونقاش و حوار و تفاهم دائم مؤكد ستكون حياة سعيدة و سيكون للبنات استقرار نفسي وأسري و هنا وجدت نفسي أنهض من فراشي و أذهب للتطلع في وجه إبنتاي انظر إليهما و أتساءل ما ذنبهما
ليس لهما أي ذنب سوى أنهما ثمرة زواج غير متكافئ لكنهما يستحقان مني الصبر و التضحية ليعيشا في كنف والدهما لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا و إستعذت بالله من الشيطان الرجيم وتوضأت و لجأت إلى الله بالدعاء أن يعصمني و يهدي لي زوجي و يحفظ لي بناتي و إتخذت قرار الإستغناء عن المدرس دون علم زوجي
و ذات يوم وجدت زوجي عائدا للبيت منهارا و مرتبكا جدا فقد إرتكب خطأ و ترك فوطة طبية في بطن مريضة أثناء ولادة قيصرية
و تسببت في مضاعفات شديدة للسيدة و أدت لضرورة إستئصال الرحم و تقدم زوج السيدة للنيابة العامة ببلاغ ضده و لم يقف أحد من زملاءه الأطباء أو مساعديه معه بل شهدوا ضده في النيابة
و أخلت النيابة سبيله على ذمة القضية و أبلغت النقابة لإيقاف عن العمل لحين إحالة القضية للمحكمة و نظر لي نظرة إنكسار هزتني فرغم كل شئ هو زوجي و مستقبله ومستقبل بناتي معرض للخطر و جاءتني فكرة
ماذا لو ذهبنا للسيدة و زوجها لتقديم الإعتذار و عرض التعويض المناسب كما يروه عما لحقهم من ضرر و خاصة أن لديهم عدد من الأطفال و ما حدث غير متعمد أو مقصود و بالفعل اصطحبنا البنتين و توجهنا لمنزل السيدة و زوجها و بدأت أنا الحديث بالإعتذار نيابة عنه مذكرة إياها بأن أطفالها جميعهم جاءوا للحياة على يديه و أني لا أطلب منها سوى أن تعفو إن إستطاعت و تنظر لمستقبل تلك الفتاتين لو أضير والدها نتيجة ما اقترفه من سهو
اكدت لها أني أشعر بشعورها تماما و كذلك زوجي يشعر بالندم و الحزن الشديد و لو أن شطبه أو سجنه سيصحح ماحدث لكنت مساندة لحقها و لكن ذلك لن يحدث و إنهمرت دموعي و دموعها
و لان قلبها لمناشدتي و للبنتين فتنازلت و زوجها عن بلاغهما و حفظ التحقيق و عاد زوجي لعمله و لكنه عاد مختلفا مدركا أن نجاحه و تميزه بيد الله و أن لكل منا دور في الحياة يكمل الآخر و أن الوحيدة التي وقفت جانبه في أزمته هي من كان يهملها و يستخف بها و بآرائها و يستنقص من قدرها و تغير أسلوبه تماما معي و أصبح يستمع و ينصت و يناقش و يهتم بل و الأدهي من ذلك صار يقدم لي الكثير و الكثير من الورد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟