الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديكتاتوريات الهشة: ديمقراطية مرشد الإخوان

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



تتفاعل، وعلى نحو متواتر وحاد، قضية المعارض التركي عثمان كافالا، رجل الأعمال والناشط التركي المسجون قيد المحاكمة منذ أربع سنوات، على خلفية انقلاب تموز/ يوليو 2017، الذي يقف وراءه، حسب زعم أردوغان، الزعيم الروحي، وولي نعمة أردوغان سابقاً، مع نجم الدين أربكان، عبد الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أصبح، لاحقاً، واحداً من ألد أعداء أردوغان المناهضين له.
وقد وصلت ولامست تفاعلات القضية، الليرة التركية، التي هوت على نحو حاد لتلامس حاجز العشر ليرات تركية، للدولار الواحد، ما يعني انهياراً اقتصادياً، وذلك على خلفية إصدار 10 دول غربية هي كندا وفرنسا وفنلندا والدانمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلاندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة، (لاحظوا غياب روسيا بوتين الدائم عن القضايا الحقوقية الدولية)، لبيان مشترك، صدر مساء الإثنين، دعت فيه هذه الدول الغربية العشر، إلى "تسوية عادلة وسريعة لقضية" عثمان كافالا، رجل الأعمال والناشط التركي المسجون في سجون أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية ( إخوان تركيا)، الحاكمين، هناك، منذ العام 2001.
وعلى الفور قام أردوغان، الذي انقلب علناً على كل القيم العلمانية التي جلبته ومكـّنت إخونجياً من رئاسة وزراء دولة علمانية راسخة، برد فعل سريع وقاس، أمر بموجبه باستدعاء وطرد سفراء الدول العشر، معتبراً إياهم أشخاصاً غير مرغوب بهم، أو كما يعرف بالمصطلح الدبلوماسي، Persona Non Grata,، وأردف قائلا: "أمرت وزير خارجيتنا بالتعامل في أسرع وقت مع إعلان هؤلاء السفراء العشرة أشخاصاً غير مرغوب فيهم"، من دون أن يعلن موعداً محدداً لذلك. وأكد أن على هؤلاء السفراء أن "يعرفوا تركيا ويفهموها"، معتبراً أنهم "يفتقرون إلى اللياقة". وأضاف: "عليهم مغادرة البلاد إذا ما عادوا يعرفونها". ( يعني على أساس الأخونجية عندهم وزارة خارجية، وألف ما شاء الله ويخزي العين، وهو رئيس مثل بقية الرؤساء، وعتده وزير خارجية، ويأمر وزير خارجيته، ورجاء ممنوع الضحك والمسخرة.
والمهم، وربما، الأهم، وهو لب موضوعنا، أن السلطات التركية تتهم المعارض البالغ من العمر 64 عاماً، والذي يعتبر من أبرز شخصيات المجتمع المدني، بالسعي إلى زعزعة استقرار تركيا، وهنا بيت القصيد، إذ لطالما صدّع أردوغان، وأبواقه، رؤوسنا، بأن تركيا دولة قوية وعظمى، وهي ثاني جيش بـ"الناتو"، بعد الولايات المتحدة، من حيث العدد والقوة، والتجهيز، ليأتي مجرد مسن ستيني في عقده السابع من العمر ليهدد ويبدّد ويزعزع استقرار وقوة ومناعة تركيا، فيقوم "الديكتاتور المتأخون المودرن"، على الفور، بالقبض عليه، وزجه بالسجن ولا يسمح لأحد بمجرد ذكر اسمه، لأن ذلك سيقوض سلطته، ويهدد ويزعزع إمبراطوريته وكيانه السياسي، والمطالبة الحقوقية به هي إثم ورجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه.
وحقيقة، لم تكن تصرفات، وسلوك أردوغان السلطوي، خلال فترة حكمة الممتدة، لعقدين من الزمان اليوم، لتختلف، عن تصرفات وسلوك، أي طاغية وديكتاتور، وجنرال، عالمثالثي، من إيـّاهم، يغيـّب معارضيه في غياهب السجون، ويمنع الجميع من ذكرهم، وينساهم هناك لعقود، كما فعل رفيق دربه بالأخونة، عمر البشير، حين عثروا، بعد عزله، وفي سجن بني تحت مسجد على العقيد إبراهيم شمس الدين، وزير الدولة للدفاع السابق الذي "أعلن عن وفاته في حادث تحطم طائرة في يونيو 2008."، وكان في حال يرثى لها، حيث أودع السجن من 25 عاماً ونسيه البشير هناك، بعدما تزوج بزوجته بعد وفاته المزعومة، ويبدو أن أردوغان بصدد نسيان، عثمان كافالا، كما قد نسي، أيضاً، السياسي من أصل كردي صلاح الدين دميرتاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي، الذي لفـّق له، كالعادة، تهمة الإرهاب، وأخفاه عن وجه الأرض، هو وكل من يهدد حكمه، ويفضح سلوكه، ويعري استبداده وديكتاتوريته المطلقة التي يحكم البلاد بها، بيد من حديد منذ العام 2001، من وراء برقع ديمقراطي زائف في الوقت الذي تمتلئ فيه، وتغص سجونه بعشرات آلاف الضباط والقضاة، والصحفيين والأكاديميين المناوئين لحكمه "الرشيد".(هو دائم التشبه والطنطنة بسيرة الخلفاء الراشدين)...
ويبقى السؤال المهم ما هي هذه الديكتاتوريات المهترئة الرديئة والنطيحة وما أكل السبع، وصنوها من الأنظمة الهشة والمهزوزة والرخوة، التي يهزّها مقال، ويزعزها كتاب، ويهددها ويزلزل كيانها ناشط سياسي، أوليس وراء هذا القناع الديمقراطي صلف فارغ ودجل ونفاق إيديولوجي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة