الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معوقات تطوير العلاقات العراقية مع إيران وإستدامتها

محمد رياض حمزة

2021 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن انكار "المساعدات" التي قدمتها وتقدمها جمهورية ايران الاسلامية للعراق في مجال صادرات الغاز لتشغيل شبكة الكهرباء العراقية " المتداعية" وفي امدادات الطاقة الكهربائية . وكذلك في تسليح فصائل من الحشد الشعبي إبّان غزو " داعش" لمحافظات شمالا وغرب العراق. تلك "المساعدات" كانت موضع تثمين وتقدير من الحكومة العراقية التي ما قصّرت في سداد ثمنها رغم ازمة نقص السيولة التي تعرض لها العراق جرّاء تراجع اسعار النفط بعد إنتشار وباء كورونا . وعندما كان سداد الديون عن تلك " المساعدات" يتأخّر تعمد إيران الى تقليص إمدادات طاقة الكهرباء وإمدادات الغاز. ومع ذلك تواصل التعاون بين البلدين الذي تسعى ايران الى تطويره إلى صيغ جديدة .
ــــــــ كل ما قدمته وتقدمه إيران للعراق من " المساعدات" لم تكن مجانا . في 6 أيلول 2021 " قال السفير الإيراني لدى بغداد،" إيرج مسجدي": أن الإمكانات التي قدّمتها إيران، للعراق، أثناء تقدم تنظيم داعش، لم تكن مجانية . وأكد على أن الإمكانات التي وضعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في حوزة الحكومة العراقية، لم تكن مجّانية". وأضاف أن "إيران لم تضغط على الحكومة العراقية، بشأن سداد تلك الأموال، لكن الحكومة العراقية، دفعت مستحقاتنا تدريجياً" ( شبكة ناس )
ـــــــ نشرت جريدة ( الصباح ) في عددها يوم 20 تشرين الاول 2021 خبرا بعنوان " الكهرباء: إتفاق مبدئي لإنشاء محطات في إيران لتزويد العراق بالطاقة" . وجاء في نص الخبر :" اتفقت وزارة الكهرباء مبدئياً على تخصيص محطات توليدية داخل الاراضي الايرانية مهمتها انتاج وتصدير الكهرباء للعراق حصراً. بينما تنوي بناء محطة الفاو الحرارية بطاقة 2500 ميغاواط ، الى جانب ابرامها عقدا لبناء محطة الخيرات الاستثمارية بطاقة 1400 ميغاواط. وفي غضون ذلك، وصلت الوزارة الى نسبة 87 % في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج. وقال الناطق باسم وزارة الكهرباء احمد العبادي لـ"الصباح": إن "الوزير المكلف المهندس عادل كريم استقبل سفير جمهورية ايران الاسلامية لدى العراق، لبحث ملف دعم العراق بالطاقة الكهربائية وسد الطلب المتزايد على المنظومة الوطنية، إذ تم التباحث بتطورات الوضع الإنتاجي الحالي في العراق والعلاقات بين البلدين الصديقين". واضاف أن "السفير الايراني ابدى استعداد بلاده للتعاون الثنائي في مجال التوليد الكهربائي، وسد الثغرة الحاصلة بين العرض والطلب المحلي من خلال إيجاد الحلول البديلة الناجحة"، مبيناً أن "هناك اتفاقاً مبدئياً على تخصيص محطات توليدية للطاقة الكهربائية داخل الاراضي الايرانية مهمتها انتاج وتصدير الكهرباء للعراق حصراً بمعزل تام عن المنظومة الكهربائية الإيرانية، وهذا سيتطلب بدوره توقيع عقود واتفاقات، مع الأخذ بنظر الاعتبار ضرورة عقد مفاوضات أولية حول الأسعار التي يجب ان تصب في مصلحة الطرفين" .( إنتهى نص الخبر)
ـــــــــ سفير جمهورية ايران الاسلامية يعرض على وزارة الكهرباء بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية داخل الاراضي الايرانية لتزويد العراق بالكهرباء . ذلك فضلا عن الطاقة التي تصدرها إيران حاليا للعراق التي تكلف اكثر من ملياري دولار سنويا . رغم ان مضمون الخبر لا ينطوي على الجدية كونه ليس "إتفاقا" وإنما تفاهما شفهيا بين وزير وسفير . الناطق باسم وزارة الكهرباء أخطأ وسمّى ما عرضه السفير الايراني " إتفاقا". ومع ذلك فأن الخبر يأتي في سياق مساعي إيران المتواصلة لإبقاء العلاقة مع العراق علاقة التابع الضعيف غير المنتج بذريعة " التعاون الثنائي". من حق أيران و اي دولة أن تسعى لتعزيز مصالحها ، كما دأبت عليه إيران في علاقتها مع العراق . يأتي تحرك السفير الايراني في بغداد وزيارته لوزارة الكهرباء تنفيذا لتوجيهات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي " حث على ضرورة تنمية الصادرات وزيادتها مع العراق وباقي الدول المجاورة. داعيا إلى وضع البنى التحتية اللازمة لهذا الغرض. وقال رئيسي خلال اجتماع في مدينة إيلام غرب إيران ، إن حصة صادرات إيران إلى دول المنطقة لم تصل إلى 2 بالمئة، ويجب أن ترفع من 20 مليار دولار إلى ما بين 40 - 50 مليار دولار، وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال إجراءات سريعة.بالاشارة إلى 430 كيلومترا من الحدود المشتركة بين محافظة إيلام والعراق، ودعا رئيسي إلى تشكيل مجموعة حقوقية واقتصادية بين إيران والعراق، وخاصة محافظة إيلام والمحافظات المجاورة للعراق، بهدف تسهيل الصادرات ورفع الموانع من أمام المصدرين". (.المصدر: رويترز ــ وكالة "إرنا" الإيرانية 15 أيلول 2021 )
ـــــــــ إذا وُصمت الانظمة السياسية بالعار وبكل ما يحتويه قاموس اللغة من مصطلحات الإدانة والتخوين والفساد فإن ذلك كله تستحقه بجدارة وتوصم به الحكومات التي توالت بعد 2003 على خلفية فشلها في توفير حاجة العراق من الطاقة الكهربائية . " يعاني العراق من انقطاع الكهرباء منذ أكثر من ثلاثة عقود. وعلى الرغم من المبالغ الضخمة التي تم صرفها على قطاع توليد الطاقة منذ عام 2003 ولغاية اليوم، تقدر، وفق خبراء، بأكثر من 80 مليار دولار. وبالأرقام فإن شبكة العراق تولد أقل من 20 ألف ميغاواط وفقا لبيانات وزارة الكهرباء العراقية". ( المصدر: الحرة الامريكية 3 تموز 2021) .
ــــــــــ 80 مليار دولار أُنفقت على شبكة الكهرباء الوطنية منذ 2003 وتوالى "جهابذة خبراء" وزراء الكهرباء والوكلاء ومدراء العموم والحال لا يزال العراق يستجدي الكهرباء والغاز من إيران ويأمل ان يتم يتحقق الربط الخليجي ومع الاردن ومصر . وزارة الكهرباء قالت ، وما أكثر ما وعدت وقالت، يوم 23 تشرين الاول أنها أعدَّت خطة خمسيَّة بمديات قصيرة ومتوسطة وطويلة للوصول إلى قرابة 50 الف ميغاواط، بينما طالبت الحكومة بتوفير حصتها من الموازنة.
علما ان من خَبَرَ وعمل في قطاع الكهرباء في العراق يؤكد أن الاكتفاء الذاتي يتحقق بتوليد أقل من 40 ألف ميغاواط. وان ترميم الشبكة الوطنية بالكامل واستكمال بنيتها التحتية لا يحتاج لأكثر من ثلاث سنوات بالتزامن مع مشاريع انتاج الغاز المصاحب الوقود الذي يشغل المولدات بمحتلف طاقاتها وتوزيعها الجغرافي. ولم نعد بحاجة لاستيراد الغاز أو الربط مع اي جهة. وأن الفساد واستهداف البنية التحتية بالتخريب تسبب ويتسبب تعجز توفير الكهرباء.
ـــــــــ في زيارته لإيران إتفق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الايراني إبراهيم رئيسي على تعزيز العلاقات بين بغداد وطهران . وفي مؤتمر صحفي مشترك قال رئيسي " خلافا لرغبة الأعداء، فإن العلاقات بين إيران والعراق ستشهد نموا في جميع المجالات". من جانبه أعلن الكاظمي إلغاء التأشيرات بين البلدين. وتم الاتفاق على توسيع الشبكة السككية بينهما، فضلا عن بحث التعاون المالي.( وكالة الانباء الايرانية ــ إرنا في 12 أيلول 2021)
ـــــــــ من أجل استدامة العلاقة بين العراق وايران وتطويرها كان يجب أن تكون علاقة جوار سليمة متكافئة . ويجب العمل على إنهاء المعوقات التي أفقدت الثقة بسلامة وعدالة سياسة ايران مع العراق . الوقائع والاحداث التي شهدتها الاعوام بعد 2003 أفقدت العراقيين ثقتهم بصدق تصريحات المسؤولين الايرانيين ونواياهم التي تناقض مباديء حسن الجوار.
ــــــــــ تنطوي سياسة إيران مع العراق على نهج طائفي مصلحي أخل بسيادة العراق وأمنه. تمثل ذلك النهج بتأسيس فصائل مسلحة تابعة لأحزاب ولشخصيات موالية لإيران بعد إحتلال العراق عام 2003 استغلالا لهشاشة النظام الامني . وبعد ظهور تنظيم "داعش" وتاسيس " الحشد الشعبي " تم ضم تلك الفصائل إلى تنظيمات الحشد وتعزز تسليحها . قادة تلك الفصائل ماكانوا يخفون ولاءهم العقائدي لإيران . مؤكدين وجودهم في المشهد السياسي بتحدي الحكومة العراقية بقيام فصائلهم بإستعراضات للقوة في المنطقة الخضراء وباستهداف مواقع دبلوماسية وعسكرية بقذائف الكاتيوشا. حدث ذلك في مناسبات عدة . تلك الفصائل تُسمي نفسها ب ( فصائل المقاومة) . إذا كان الهدف أخراج قوات التحالف الدولي من العراق فإنه شأن عراقي . وطالما اكدت الحكومة العراقية رفضها أن تكون الارض العراقية منطلقا للعدوان على إيران.
ـــــــ ومن الاجراءات التي تناقض التعاون بين البلدين وتعوّق إستدامة و تطوير العلاقات قيام السلطات الايرانية بحجب مياه الروافد المغذية للانهار العراقية وتحويل مجراها الطبيعي وحرمان العراق من حصصه المائية من تلك الروافد المقرة دوليا . بالرغم من متابعة الجهات العراقية المختصة منذ أكثر من 13 سنة هذا الملف مع الجانب الإيراني . الامر الذي إضطر بغداد تحريك شكوى ضد ايران على خلفية حجبها لحصص العراق المائية.
لن يتحقق تطوير واستدامة العلاقات العراقية مع إيران إلّا بوقف التدخلات الإيرانية باساليبها كافة على إعتبارها معوقات تبقي العلاقات متوترة .
حديث مسند صحيح للنبي محمد( ص) في حسن العلاقات أن:
(((( لا ضرر ولا ضرار))))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو