الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم ريش

سمير الأمير

2021 / 10 / 25
الادب والفن


شاهدت فيلم ريش، بمنتهي الصراحة، لم تكن خبرة جيدة جداً، لم يكن الفيلم تسجيلياً ولا روائياً،ليس واقعياً أيضاً كما أنه ليس فانتازيا،ربما كافكاوي المزاج ولكن بلا فلسفة وتأملات كافكا، فقط تشعر أن كل المشاهد قد جاءت من أرض محروقة، كل شيء متداعي وقديم فضلاً عن القذارة التي تكاد تندلق علي وجه من يشاهد، وهذا تأثير من المؤكد أن المخرج كان يعنيه فمشاهد التداعي و القِدم والدمار والقبح تكاد تتابع فمشهد يسلمك الي آخر، دون توقف تقريبا، حتي أن المشهد الوحيد المضيء كان مشهد الكلب يطارد السيدة لأنها سرقت الطعام،
بكل حال لم اتمكن من وضع أحداث الفيلم ضمن أية سياقات اجتماعية أو تاريخية، أو سياسية ويمكن طبعا أن يكون ذلك مقصوداً،وسيجيب المتثاقفون بأن هذه حيلة فنية لتعميم الرؤية فالحياة في كل مكان وزمان أصبحت هكذا
وانا بصفتي شاعر فلاح تعودت علي المواويل واتعبتني قصائد النثر المعلقة في الفراغ ولطالما فضلت أفلام "عاطف الطيب" علي افتكاسات افلام "يوسف شاهين"،
بصفتي هذا الفلاح الذي فشلت كل الكتب في جعله يتخلي عن المواويل والحواديت الساذجة البريئة والجميلة جدا جدا ، أقول أنه فيلم مختلف وجدير بالمناقشة و لكن الجمهور (إن استطاع أن يواصل المشاهدة) لن يستفيد منه كثيرا لا في إنتاج المتعة ولا في تطوير الوعي حتي بالرسالة التي يحملها، وستبقي الدائرة مقطوعة بتعبير الشاعر" عبد الرحمن الأبنودي"، فالصورة المراد لها أن تكون واقعية جاءت ذهنية بامتياز بغض النظر عن وجود الفقر من عمده، وبيوت الفلاحين الفقراء علي رأي أمي رحمة الله عليها "تلحس الأكل من علي أرضيتها"، وفي طفولتنا قبل ان يجلبوا المكانس الكهربائية كانت الفلاحات في منشأة الأمير يقسمن الشوارع ويكنسنها ويرششنها بالمياه حتي لا تثير اقدام المارة الغبار والاتربة داخل البيوت، كما أن بيوت العمال كذلك ايضا.. فقيرة أي نعم ولكنها نظيفة علي وجه التأكيد،
وكل مشهد في الفيلم يصلح لوحة فنية ثابتة
ولذا اقترح علي المخرج أن يكون فنانا تشكيليا وينجز رؤيته في نصف ساعة مشاهدة فلم يكن في حاجة الي تطويل مشاهد ثابتة توحي بأنها تسجيلية ولا تسجل شيئا..الاب البخيل الممسك بالصندوق المدمر تقريبا يشتري" تورتا" ويؤجر ساحرا وعيد ميلاد عجيب لم أشهد له مثيلا في ريفنا حيث تم ففيى الفيلم دعوة الجيران وكأنه (حنة عريس أو عروسة) ويتحول الزوج الي دجاجة فلا تشعر،زوجته بأدني صدمة وتتعامل مع الأمر بواقعية شديدة فتأخذه الي الوحدة البيطرية حين يمرض، ركام من القتامة والعتامة كثير جدا علي عين المشاهد، ربما شعرت بهذا لكوني لا أمتلك أدوات تمكنني من قراءة المشاهد السينمائية جيدا لكنني كنا مدفوعا لاكمال المشاهدة فقط بسبب حالة اللغط الدائرة حول الفيلم ...
وكان ينبغي ان يناقشه المنسحبون بدلا من انسحابهم الذي أثار قدرا لا يستهان به من تعاطف المشاهدين قبل أن يشاهدوا..ولا سيما طبعا بعد أن برروا هذه الحماقة الصبيانية بأن الفيلم "يسيء لسمعة مصر"، وقطعا لم أجد ذلك ابدا، فالفيلم يقدم رؤية عامة في ظني أنها تناقش سمعة الحياة كلها (كما رصدها الفيلم)،وليس الحياة في مصر وحدها وان كانت النقود التي نراها مصرية طبعا ولكنني قطعا لن أنسحب من الحياة سواء هنا أو في أي مكان بشكلها المتداعي الذي قدمه الفيلم دون ان يشير لدائرة خروج واحدة من ربقتها، وسأبقي علي قيد الحياة بمرها وحلوها متطلعا لفيلم جديد يستفيد من تلقائية وبساطة أداء" أم ماريو" وغيرها في تقديم رؤية أكثر جمالا واقناعا، هذا والله أعلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال