الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخرج

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2021 / 10 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوضح هذا النص بعض المعالم المهمة لإمكانات الخروج من الأزمة الليبرالية المستمرة في السودان منذ أكثر من 120 عاماً. بداية من قيام انص بتوضيح بعض معالم الأزمة وسبل الخروج منها:


1- طبيعة الأزمة:

(أ) نظمها:
رغم الثروات البشرية والطبيعية الهائلة ورغم العلاقات الودية مع الجيران وغالبية دول العالم ورغم تكرر بعض التحسنات العارضة إلا إن معدلات تفاوت فرص المعيشة تزدهر في السودان بسبب نشاط نظام الإستعمار الداخلي مع نظام إدمان تسول الديون الخارجية مسمومة المرتبط بحالة الإستعمار الحديث وسياسات ونشاطات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وأولياءهم.


(ب) ثلاثة مظاهر للأزمة:
تفاقم نظام الإستعمار الداخلي ونظام التبعية للتمويل الخارجي وتوالدهما وضع ليبرالي تقليدي معروف ومألوف ومرفوض شعبياً في كل دول العالم الثالث. ونتيجته العامة في مجالات السودان الطبقية والإقليمية والجندرية ظاهرها: (1) تفاوت متزايد في فرص ومقومات المعيشة بين النخب المتحكمة والفئات الكادحة و(2) تفاوت بين مستوى توفير الحقوق والخدمات المعيشية في المدن والأرياف،(3) لتفاوت بين رجال النخبة وعموم النساء في ما يعرف بـ ظاهرة "تأنيث الفقر" Feminization of Poverty .


(ج) إقصاء سياسات علاج الأزمة:
تمثل المفارقات الطبقية والإقليمية والجندرية الظالمة في السودان وغالبية دول العالم الثالث نتيجة منطقية من أمرين هما:

(الأول) حرية التملك والنشاط التجاري وإحتكار تماسيحه بعض أهم موارد المعيشة والتجارة الخارجية والداخلية والبنوك،

(الثاني) تهميش وحصار السياسات اللازمة للحد من تناقضات هذا الوضع والضرورية لتخفيف تأثيراته السلبية على معيشة الناس وعلى تعاملات الدولة في العالم. وأهم هذه السياسات المرفوضة من هيئات دول غرب أوروبا وأمريكا وتوابعها في العالم الثالث والسودان هي سياسة الديموقراطية الشعبية المتكاملة وسياسة التنمية المتوازنة التي لاتتحقق أي واحدة منهما بدون الأخرى.




2- فشل النخب ومتاهاتها:

(أ) منذ أيام الإستعمار البريطاني أثبتت سياسة النخب بمعدل سنوي فشلها في منع تدهور أمور المعيشة والدولة: إذ تبقى نخب الفئات الحزبية والبيروقراطية الحكومية والفئات العسكرية وفئات الإدارة القبيلية، وفئات تماسيح السوق تستهلك نفسها بل وتستهلك الشعب في متاهات شتى.


(ب) أهم سبعة متاهات يستهلك فيها السودان بواسطة النخب هي:
(1) متاهة طبيعة الدولة هل هي دولة حارسة لتماسيح السوق أو دولة تنمية؟ (2) متاهة طبيعة الاقتصاد هل يكون ليبرالياً جداً أو ليبراللياً؟ (3) متاهة النظام الإداري ودرجات مركزيته ولامركزيته؟ وفي أي من شؤون المجتمع والدولة؟ (4) متاهة النظام السياسي ونوع الحكم ونوع التمثيل في البرلمان؟ (5) متاهة النظام الثقافي للمجتمع؟ وهل تتدخل الدولة في أمور الدين في أي مجال وبأي قدر؟ وكيف تصف نفسها في الصراعات العالمية؟ (6) متاهة العلاقات الخارجية لانحياز أو عدم انحياز الدولة وفي أي مجال من مجالات؟ (7) متاهة كيفية توزيع بعض المناصب والرخص والإمازات على الأقرباء والأحزاب ومحاسيب بعض الدول؟




3- معالم التفكير الذي بلور الأزمة:

(أ) النخبوية الطبقية والإقليمية والجندرية لمخططي ومنفذي السياسات العليا، وإنفصالهم الكبير عن معيشة الكادحين،

(ب) تغييب التأريخ الإجتماعي الثقافي لكل نشاط إقتصادي وسياسي وتغييب التأريخ الإقتصادي السياسي لكل وضع إجتماعي وثقافي،

(ج) تفكيك القضايا وتصورها منفصلة معزولة عن بعضها ومن ثم التجزئة السلبية لعلاجها، وتحبيذ التلتيق ومضادة النظرة الشمولية والقراءة والترتيبات الإستراتيجية،

(د) الإرتباط الشديد بالغرور المهني وثقافة الأنانية التجارية، والشعور بالرهبة والوجل من التغيير الجذري.




4 - بعض معالم التفكير اللازم للخروج من الأزمة:

(أ) ان يتبلور وسط الهيئات العمومية لفئات الكادحين،

(ب) أن يراعي الجوانب التاريخية الإجتماعية لكل نشاط إقتصادي، والجوانب الإقتصادية الإجتماعية في كل نشاط إجتماعي،

(ج) الارتباط بالقراءة العلمية المتكاملة لطبيعة القضايا والحلول العمومية،

(د) الثقة في أسلوب التغيير الجذري الشمولي أو الكلي ضد أسلوب تجزئة الحلول.




5 - مفاعلات التكريب الثوري للكادحين:

بحكم ظروف التعليم والمعيشة تتركز النخبة الثورية في العاصمة والمدن بدرجة كبيرة وكثير منها يعمل ضمن الياقات البيضاء ومن ثم فإن رجوع نخبة الثوريين الحاضرة أو مستقبلاً إلى القواعد الشعبية لا يعني إنتصارها فوراً على أعداءها الطبقيين، بل تحتاج العملية الثورية إلى بناء مفاعلات قوة ثورية في كل مجال تنشط فيه، وأهم هذه المفاعلات:


(أ) الوعي بالطبيعة الإجتماعية السياسية للفئات الكادحة:
فقط فئات الكادحين (الرعاة والزراع والعمال والمهنيين) المعروفة بإسم "البروليتاريا" هي القادرة على بناء دولة جديدة السياسة والإقتصاد والثقافة وجديدة العسكرية، وذلك من كونها قوة الإنتاج الأساسية في المجتمع، ولأنها صاحبة المصلحة الأكبر في إزالة تشوهات الحكم والإقتصاد والثقافة، وبحكم التناقض والضعف الهيكلي المستمر للأمور التجارية والرأسمالية إزاء قضايا التنمية والعدالة الإجتماعية، والبيئة والمناخ، والديمقراطية الشعبية والسيادة الوطنية، والتعاون الدولي.


(ب) الإرتقاء من المحدود إلى السياسي:
كثير من أفراد القوى الكادحة واعين بمصالحهم الأولية ويعرفون الكثير عن أعداءهم الطبقيين، لكنهم يحتاجون إلى تكريب جهودهم ومطالبهم ورفعها عبر خطوات ثورية ذات توعية وتنظيم وصدام من المستوى المعيشي والمحلي والعشائري البسيط إلى مستوى إقتصادي سياسي ووطني يحقق إمكان التغيير الجذري لأوضاعهم.


(ج) ملامح العمل التثويري المطلوب:
ترتبط أهم معالم التثقيف والتوعية اللازمة لتكريب الفئات الكادحة بإزكاء ثقافة العدد والحساب المالي لدخلهم وصرفهم ودخل الحكومة منهم ومقدار صرفها المباشر على شؤونهم، أما أهم أمور التنظيم اللازمة لتكريب نضال الفئات الكادحة فهي بناء التنظيمات الصغيرة ثم نسجها في تنظيم كبير، أو العكس بناء تنظيم كبير ثم تفريده، وفي الحالتين تكون أغلبيته من بؤساءهم ومتوسطيهم، وأهم الأدوات الصدامية المفيدة في تقويتهم فهي الصدامات القطاعية ضد السلطات الصغيرة أو الصادات الجمعية ضد السلطات الكبيرة.




6 - في بناء الجديد، ضرورة محاربة تكرار الأساليب السياسية القديمة وأهمها:

(أ) الأسلوب المعزز نخب الأحزاب والمهمش لدور قوى العمل والشباب في قيادة وتنظيم أمور السياسة،

(ب) أسلوب التلتيق والتحالفات والإزاحات المؤقتة ومتواليات صراع النخب وانقلاباتها المدنية وانقلاباتها العسكرية،

(ج) الأفكار والتصورات التي تديم أو تجدد ربط الدولة بإنتاج التفاوت السلبي وبالتمويل الغربي المسموم.




7 - هيئات الرئاسة والتشريع:

تشمل البداية المناسبة لعملية التغيير الجذري أموراً طبقية ونظرية وعملية كثيرة، أهم ثلاثة منها في مجال تنظيم الحكم هي:

(أ) تصعيد ممثلين من كل فئة من فئات قوى العمل (رعاة، زراع، عمال، مهنيين) ليشكلوا بمجموعهم مجلساً لرئاسة الدولة.

(ب) شغل مناصب الوزارات بالتصعيد من ممثلين مجتمعات العمل العام كل في مجال عمله: (مجتمع الأكاديميين، مجتمع المعلمين، مجتمع العسكريين، مجتمع التجارة، مجتمع التعاونيين، مجتمع الإعلاميين، مجتمع الديبلوماسيين، المجتمع العدلي، المجتمع المدني، ..الخ)

(ج) تكوين جمعية تشريعية من ممثلي قوى العمل (رعاة، زراع، عمال، مهنيين) وممثلي الأحزاب، وممثلي مجتمعات العمل العام وممثلي الأقاليم.

(د) ترعى هذه الهيئات عملية عقد المؤتمر الدستوري لفئات المجتمع السوداني بأغلبية لقوى العمل ومجتمعات العمل العام ومن ثم يقوم المؤتمر بتحديد ملامح الأمور الرئيسة في الدولة: ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734410








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة